البحث

عبارات مقترحة:

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

حقوق النبي صلى الله عليه وسلم

الرسل والأنبياء هم صفوة الله من خلقه، وهم الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه وإرشاد العباد إلى ما فيه صلاح معاشهم ومعادهم. وقد جعل الله تعالى المصطفى محمدًا خاتم النبيين، فأرسله للناس أجمعين، وأكمل له ولأمته الدين، فأحيا به ما درس من معالم الإيمان، وأقام به منار دينه الذي ارتضاه، وشاد به ذكر من اجتباه من عباده واصطفاه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

حقوق: جمع حق، والحق: نقيض الباطل، يقال: حَقَّ الأمْرُ يحِقُّ، ويَحُقُّ حَقًّا وحُقُوقًا أي: صار حَقًا وثبتَ، وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقًا وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ. وأصل الحقّ المطابقة والموافقة. "المحكم"، لابن سيده: (472/2)، "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (246)، "تاج العروس"، للزبيدي: (166/25). المصطفى: اسم من الفعل صفو، فالصاد والفاء والحرف المعتل أصل واحد يدل على خلوصٍ من كل شوب. من ذلك الصفاء، وهو ضد الكدر؛ يقال: صفا يصفو، إذا خلص. وصفا الماءُ يصفو صَفْوًا، وَالِاسْم الصَّفاء. وَفُلَان صِفوتي، أَي خيرتي وخُلْصاني. وصفا الجو صفوًا وصفاءً: لم يكن فيه لطخة غيم، ويوم صاف وصفوان: أي بارد، أو شديد البرد، بلا غيم فيه ولا كدر. واستصفاه: أخذ منه صفوه، أي خياره، واستخلصه؛ كاصطفاه. واصطفاء الله عبده قد يكون بإيجاده إياه صافيًا عن الشوب الموجود في غيره، وقد يكون باختياره وحكمه، واستصفاه: أعده صفيًا. وصفوة كل شيء: خالصه من صفوة المال والإخاء. ومحمد صفوة الله تعالى وخيرته من خلقه، ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم أي: خالصه. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (292/3)، "جمهرة اللغة"، للأزدي: (893/2)، "تاج العروس"، للزبيدي: (426/38). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الحق: الصواب، ضد الباطل وهو: الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. يقال: حق الله أي: ما وجب لله تعالى على الإنسان. وحق الآدمي: أي ما وجب للآدمي على غيره. وحق الحيوان أي ما وجب للحيوان على غيره. "معجم لغة الفقهاء"، لقلعجي وقنيبي: (182) المصطفى هو: إمام الأنبياء والمرسلين وأفضلهم أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي بن غَالب بن فهر بن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة ابْن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، وعدنان من ولد إبراهيم -عليه السلام-. "المقتفى من سيرة المصطفى "، لبدر الدين الحلبي: (26). حقوق المصطفى: ما وجب للنبي محمد على أمته. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للحقوق يتبين لنا الترابط بين المعنيين فالمعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي. ومن خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للمصطفى يتبين لنا الترابط بين المعنيين من حيث أن الله تعالى قد اختار نبيه محمد واصطفاه من سائر الخلق، وجعله خالصًا من كل شوب وجد في غيره. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أخبر الله تعالى بمنزلة رسولِهِ محمد عنده في الملأ الأعلى وعند الملائكة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: (56)]. 2- أرسل الله تعالى رسوله محمدًا رحمةً للناس كافةً ليأخذ بأيديهم إلى الهدى ، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: (107)]. 3- امتن الله تعالى على المؤمنين من العرب؛ إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم، يتلو عليهم آيات القرآن، ويطهرهم من الشرك والأخلاق الفاسدة، ويعلمهم القرآن والسنة، وإن كانوا من قبل هذا الرسول لفي غيٍّ وجهل ظاهر. قال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: (164)]. 4- أخذ الله تعالى الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين إن بعث فيهم محمدًا أن يؤمنوا به وينصروه، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: (81)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

حقوق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى الأمة بتوقير النبي محمد واحترامه، ونهاهم عن مناداة رسوله باسمه، قال تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: (63)]. 2- نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي ، كما نهاهم عن الجهر له بالقول كما يجهر بعضهم لبعضٍ، وعدَّ ذلك من مبطلات الأعمال، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: (2)]. 3- أخبر الله تعالى أنه غفر لرسوله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [الفتح: (2)]. 4- أخبر الله تعالى أنه أرسل رسوله محمدًا شاهدًا على أمته بإبلاغهم الرسالة، ومبشرًا المؤمنين منهم بالرحمة والجنة، ونذيرًا للعصاة والمكذبين من النار، وداعيًا إلى توحيد الله وعبادته وحده بأمره، وسراجًا منيرًا لمن استنار به، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: (46-45)]. 5- أخبر الله تعالى أنه شرح لرسوله صدره لشرائع الدين، والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، وحط عنه بذلك حِمْله الذي أثقل ظهره، وجعله في منزلة رفيعة عالية. قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح: (4-1)]. 6- امتحن الله تعالى كل من ادعى محبة الله تعالى، وليس مُتَّبِعًا لنبيه محمد صلى الله عيه وسلم حق الاتباع، مطيعًا له في أمره ونهيه، بأنه كاذب في دعواه حتى يتابع الرسول حق الاتباع، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: (31)]. وقد سمّى بعض السلف هذه الآية (آية المحنة). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

حقوق النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية
1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ، وَلَا فَخْرَ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ» [أخرجه ابن ماجه: (4308)]. 2- عَن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله : «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» [أخرجه البخاري: (438)، ومسلم: (521)]. ]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ» [أخرجه مسلم: (523)]. 3- عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» [أخرجه مسلم: (2276)]، وفي رواية قال : «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ، إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» [أخرجه الترمذي: (3605)]. 4- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَبَا القَاسِمِ ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: «مَنْ؟»، قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: «ادْعُوهُ»، فَقَالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟»، قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ، قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى مُحَمَّدٍ ، فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى» [أخرجه البخاري: (2412)]، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الحَمْدِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي وَلَا فَخْرَ» [أخرجه الترمذي: (3610)]. 5- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» [أخرجه البخاري: (4719)، ومسلم: (384)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع العلماء على أن محمدًا بن عبد الله القرشي الهاشمي المبعوث بمكة، والمهاجر إلى المدينة رسول الله إلى جميع الجن والإنس إلى يوم القيامة. وأجمعوا على أنه لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام. وأجمعوا على أن النبي دعا جميع الخلق إلى معرفة الله، وإلى نبوته، ونهاهم عن الجهل بالله تعالى، وعن تكذيبه. وأجمعوا على التصديق بما جاء به رسول الله في كتاب الله تعالى، وما ثبت به النقل من سائر سننه، ووجوب العمل بمحكمه، والإقرار بنص مشكله ومتشابهه، ورد كل ما لم نحط به علمًا بتفسيره إلى الله تعالى مع الإيمان بنصه. "الإقناع في مسائل الإجماع"، لابن القطان: (50-48/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

الإيمان بنبوة نبينا محمد فرض لازم لا يصح إيمان عبد إلا به، ولا يدخل أحد الإسلام إلا بالإيمان به ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ﴾ [النساء: (170)]، وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: (158)]، وقال : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» [أخرجه مسلم: (153)]. "العقائد الإسلامية"، لابن باديس: (27) قال الطحاوي: «وَأَمَّا الْإِيمَانُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَصْدِيقُهُ وَاتِّبَاعُ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ إِجْمَالًا وَتَفْصِيلًا». "شرح العقيدة الطحاوية"، لابن أبي العز الحنفي: (291). قال ابن قدامة: «محمد خاتم النبيين ومحمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم، أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام». "لمعة الاعتقاد"، لابن قدامة: (65). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«عَلِمَ اللَّهُ تعالى عَجْزَ خَلْقِهِ عَنْ طَاعَتِهِ فَعَرَّفَهُمْ ذَلِكَ لِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّهُمْ لَا يَنَالُونَ الصَّفْوَ مِنْ خِدْمَتِهِ، فأقام بينه وبينهم مَخْلُوقًا مِنْ جِنْسِهِمْ فِي الصُّورَةِ، أَلْبَسَهُ مِنْ نَعْتِهِ الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ وَأَخْرَجَهُ إِلَى الْخَلْقِ سَفِيرًا صَادِقًا، وَجَعَلَ طَاعَتَهُ طَاعَتَهُ، وَمُوَافَقَتَهُ مُوَافَقَتَهُ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: (80)]». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA جَعْفَر بن محمد "الشفا"، للقاضي عياض: (55/1)
«سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ وَوُلَاةُ الْأَمْرِ بَعْدَهُ سُنَنًا الْأَخْذُ بِهَا تَصْدِيقٌ بِكِتَابِ اللَّهِ واستعمال لطاعة اللَّهِ، وَقُوَّةٌ عَلَى دِينِ اللَّهِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ تَغْيِيرُهَا، وَلَا تَبْدِيلُهَا، وَلَا النَّظَرُ فِي رَأْيِ مَنْ خَالَفَهَا، مَنِ اقْتَدَى بِهَا فَهُوَ مُهْتَدٍ، وَمَنِ انْتَصَرَ بِهَا مَنْصُورٌ، وَمَنْ خَالَفَهَا وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَّاهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّى، وَأَصْلَاهُ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن عبد العَزِيز "الإبانة الكبرى"، لابن بطة: (230)
«مَا خَلَقَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَلا ذَرَأَ وَلا بَرَأَ نَفْسًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ ، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلا بِحَيَاتِهِ، قال تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر: (72)]». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس "الوسيط في تفسير القرآن المجيد"، للنيسابوري: (49/3)
«فَهَذَا الذي كَانَ مِنَ الَّذِينَ رُزِقُوا مُشَاهَدَتَهُ، فَأَمَّا الْيَوْمَ، فَمِنْ تَعْظِيمِهِ زِيَارَتُهُ، وَمِنْ تَعْظِيمِهِ تَعْظِيمُ حَرَمِهِ، وَهُوَ الْمَدِينَةُ، وَإِكْرَامُ أَهْلِهَا، وَمِنْهُ قَطْعُ الْكَلاَمِ إِذَا جَرَى ذِكْرُهُ, أَوْ رُوِيَ بَعْضُ مَا جَاءَ عَنْهُ، وَصَرْفُ السَّمْعِ وَالْقَلْبِ إِلَيْهِ، ثُمَّ الإِذْعَانُ له، وَالنُّزُولُ عَلَيْهِ، وَالتَّوَقِي مِنْ مُعَارَضَتِهِ، وَضَرْبِ الأَمْثَالِ لَهُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA القاضي عِيَاض "الجامع لشعب الإيمان"، للبيهقي: (1443).
«وَاعْلَمْ أَنَّ حُرْمَةَ النَّبِيِّ بَعْدَ مَوْتِهِ وَتَوْقِيرَهُ وَتَعْظِيمَهُ لَازِمٌ كَمَا كَانَ حَالَ حَيَاتِهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِهِ ، وَذِكْرِ حَدِيثِهِ وَسُنَّتِهِ، وَسَمَاعِ اسْمِهِ وَسِيرَتِهِ، وَمُعَامَلَةِ آلِهِ وَعِتْرَتِهِ، وَتَعْظِيمِ أهل بيته وصحابته». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA القاضي عِيَاض "الشفا"، للقاضي عياض: (40/2).
«اعْلَمْ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ فَرْضٌ عَلَى الْجُمْلَةِ غَيْرُ مُحَدَّدٍ بِوَقْتٍ؛ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الذَّهَبي "الشفا"، للقاضي عياض: (61/2)
«فابذل مالَك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده، والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذَّ بالنظر إلى أُحدِه وأحبَّه، فقد كان نبيك يحبُّه. وتملأ بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنًا حتى يكون هذا السيد أحبَّ إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم. وقبِّل حجرًا مكرمًا نزل من الجنة، وضع فمك لاثمًا مكانًا قبَّله سيد البشر بيقين، فهنَّأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر». الواسِطي سير أعلام النبلاء (4 /42)
من ادَّعَى محبَّةَ اللهِ ولَمْ ... *يَسِرْ على نَهْجِ سَيِّدِ الأُمَمْ فذاك كَذَّابٌ أخو مَلاهِي ... *كَذَّبَ دَعْواهُ كتابُ اللهِ وهي من المخالفاتِ قالوا:
لا ينتفي، بل ينتفي الكمالُ
محمد عالي بن عبد الودود الشنقيطي
ومحمد ختم النبوة سيد***** للرسل ليس يصح من إيمان للعبد قبل شهادة بنبوة ***** ورسالة المختار في إيقان بشفاعة المختار يوم الفصل يقـــ ***** ــضى ثم أمته ذوو التيجان لا تدخل الجنات قبل دخولهم ***** الآخرون وسابقوا الفرسان ولواء حمد عند أحمد والمقا ***** م وحوضه الموْرُود للظمآن والأنبياء إمامهم وشفيعنا ***** في الخطب يوم الشيب للولدان محمد زاروق الشنقيطي "إيقاد الشمعة من اعتقاد اللمعة" الأبيات (150-155)
«وأما محبة الرسول ، فهي أن يتخذه السالكُ نبيَّه، وأستاذَه، وشيخَه، ومؤدِّبَه، فيجمع همّه عليه دون كل شيخٍ ومؤدِّب وأستاذ، ويعكفَ على مطالعة سيرته واستماع سُنَّتِه، ويطالبَ نفسه بالاتّباع للرسول في جزئيات المتابعة وكلياتها، ولا يسامح نفسه أن يترك سنة من السنن، مثل السواك، والتهجد، والصفّ الأول، وميامين الصفوف، والقرب من الإمام، وحضور التكبيرة الأولى، والتهجير إلى المسجد، والتيمّن في اللباس والأفعال وغير ذلك، فبذلك يكمل الاتباع للرسول ويكمل الحبُّ له. ومتى صحت محبة الرسول واتّباعه: يرجى للعبد أن يحبّه الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾». "مفتاح طريق المُحبِّين وباب الأنس لرب العالمين" (ص116).

الحقوق

حقوق المصطفى ﷺ

للمصطفى حقوق كثيرة ينبغي مراعاتها منها ما يأتي: 1- أن يؤمن المسلم بنبوة رسول الله ، قال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا﴾ [التغابن: (8)]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: (9-8)]، وقال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ﴾ [الأعراف: (158)]. 2- أن يسلم المسلم وينقاد لأمر رسول الله كمال التسليم والانقياد، وأن يتلقى خبره بالقبول والتصديق، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: (36)]. 3- أن يطيع المسلم رسول الله ، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأنفال: (20)]، وقال أيضًا: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النور: (54)] وقال أيضًا: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ وقال: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [آل عمران: (132)] وقال أيضًا: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: (80)]، وقال أيضًا: ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: (7)]، وقال أيضًا: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: (69)]، وقال أيضًا: ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [النساء: (64)]. 4- أن يتبع المسلم رسول الله ، وأن يمتثل سنته، وأن يقتدي بهديه، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: (158)]. 5- أن يحب المسلم رسول الله ، وأن يكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، قال تعالى: وقال تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [التوبة: (24)]، وعن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». [أخرجه مسلم: (44)]. 6- أن يرضي المسلم رسول الله ، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: (62)]. 7- أن يُسلم لحكم رسول الله وشرعه، قال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: (65)]. 8- أن يقدم المسلم النصيحة لرسول الله بأن يكون مسلمًا مخلصًا لله في السر والعلانية، قال تعالى: ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: (91)]، وعن تميمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه: قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم» [أخرجه مسلم: (55)]. 9- أن لا يتقدم المسلم بين يديه بأمر ولا نهي ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو، وينهى ويأذن، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: (1)]، والتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته، ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم. 10- أن لا يرفع المسلم صوته فوق صوت النبي ، فإنه سبب لحبوط الأعمال، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: (2)]. 11- أن لا يجعل المسلم دعاءه للنبي كدعاء غيره من الناس، قال تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: (63)]. 12- أن لا يخرج المسلم من مجلسه -حال حياته- حتى يستأذنه، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾ [النور: (62)]. 13- أ ن لا يستشكل المسلم قوله ، ولا يعارض نصه بقياس، ولا يحرف كلامه عن حقيقته، ولا يُوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد. 14- أن يحذر المسلم من مخالفة أمره وتبديل سنته، قال الله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: (63)]. 15- أ ن يُوقِّرَ المسلمُ أصحابَ رسول الله ، وأن يَبَرَّهُم، ويعرف حقَّهُم عليه، ويقتدي بهم، ويثني عليهم، ويستغفر لهم، ويمسك عما شجر بينهم، ويعادي من عاداهم، ولا يذكر أحدًا منهم بسوء. 16- أن يكثر المسلم من الصلاة والسلام عليه ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: (56)]. 17- أن يزور المسلم قبر النبي ، قال النبي : «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» [أخرجه ابن ماجه: (2695)]، وقال : «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي، وَمَنْ مَاتَ بِأَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بُعِثَ مِنَ الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [أخرجه الدار قطني: (2694)]. 18- أن يُعظِّمَ المسلم كل ما له صلة بالنبي من أمكنة ومشاهد؛ كمكة والمدينة. "الشفا"، للقاضي عياض: (195-9/2)، "نضرة النعيم"، لصالح بن حميد: (148/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ يَنْتَظِرُونَهُ قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ سَمِعَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ فَسَمِعَ حَدِيثَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَجَبًا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلاً، اتَّخَذَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَقَالَ آخَرُ: مَاذَا بِأَعْجَبَ مِنْ كَلاَمِ مُوسَى كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، وَقَالَ آخَرُ: فَعِيسَى كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ، وَقَالَ آخَرُ: آدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ، وَقَالَ: «قَدْ سَمِعْتُ كَلاَمَكُمْ وَعَجَبَكُمْ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ وَهُوَ كَذَلِكَ وَمُوسَى نَجِيُّ اللهِ وَهُوَ كَذَلِكَ، وَعِيسَى رُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، أَلاَ وَأَنَا حَبِيبُ اللهِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا حَامِلُ لِوَاءِ الحَمْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حِلَقَ الجَنَّةِ فَيَفْتَحُ اللَّهُ لِي فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَكْرَمُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَلاَ فَخْرَ» [أخرجه الترمذي: (3616)]. 2- عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مَثَلِي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَأَجْمَلَهَا وَتَرَكَ مِنْهَا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِالبِنَاءِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: لَوْ تَمَّ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ، وَأَنَا فِي النَّبِيِّينَ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ». [أخرجه الترمذي: (3613)]. 3- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، وَمَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ الأَيْدِي وَإِنَّا لَفِي دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا». [أخرجه الترمذي: (3618)]. 4- عن ثَابِت الْبُنَانِيُّ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يَخْلَعُ نَعْلَيْهِ، فَخَلَعَهمَا يَوْمًا، وَجَلَسَ يَتَحَدَّثُ، فَلَمَّا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ لِغُلاَمٍ مِنَ الأَنْصَارِ: «يَا بُنَيَّ، نَاوِلْنِي نَعْلِي» فَقَالَ غُلاَمٌ مِنَ الأَنْصَارِ: دَعْنِي فَلأُنْعِلْكَ، قَالَ: «شَأْنَكَ»، فَأَنْعَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «اللهُمَّ، إِنَّ عَبْدَكَ يَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ فَأَحِبَّهُ». "شعب الإيمان"، للبيهقي: (1443). 5- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «قَامَ رَسُولُ اللهِ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُمْتُ وَتَوَضَّأْتُ أُصَلِّي خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَعَلَنِي حِذَاءَهُ فَخَنِسْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَعَلَنِي حِذَاءَهُ فَخَنِسْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: «مَا لِي كُلَّمَا جَعَلْتُكَ حِذَائِي خَنِسْتَ؟» قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُصَلِّيَ حِذَاكَ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «فَدَعَا اللهَ أن يَزِيدُنِي فَهُمَا وَعِلْمًا»، وفي رواية أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُصَلِّيَ حِذَاكَ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ، فَأَعْجَبْتُهُ فَدَعَا اللهَ أَنْ يَزِيدَنِي فَهْمًا وَعِلْمًا». "شعب الإيمان"، للبيهقي: (1432). 6- كان مالكُ إذا ذُكِرَ النبيُّ ، يتغير لونُه وينحني حتى يَصعُبَ ذلك على جُلسائه، فقيل له يوماً في ذلك؟ فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون؛ لقد كنتُ أرى محمد بن المنكدر وكان سيِّدَ القُرَّاء، لا نكادُ نسألُه عن حديثٍ أبداً إلا يبكي حتى نرحمَهُ، ولقد كنت أرى جعفر بن محمد ـ وكان كثيرَ الدُّعابة والتَّبسُّمِ ـ فإذا ذُكِرَ عنده النبيُّ اصفر لونُه! ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم، يَذكرُ النبيَّ ، فيُنظَرُ إلى لونِه كأنَّه نزفَ منه الدم، وقد جفَّ لسانُه في فمِه هيبةً لرسولِ الله . ولقد رأيتُ الزُّهريَّ - وكان لمن أهنأ الناس- فإذا ذُكِر عنده النبيُّ ، فكأنه ما عرفَك ولا عرفتَهُ. ولقد كنتُ آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذُكِر عنده النبي ، بكى حتى لا يبقى في عينهِ دموعٌ. ولقد كنت آتي صفوان بن سليم - وكان من المتعبدين المجتهدين - فإذا ذُكِر النبيُّ ، بكى فلا يزالُ يبكي حتى يقومَ الناسُ عنه ويتركوه. قال ابن تيمية: «فهذا كله نقله القاضي عياض، من كتب أصحاب مالك المعروفة». "مجموع الفتاوى" (1/226). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA