البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

حقوق العمال والموظفين

أعطى الإسلام أهمية كبيرة للعمل والعمال والموظفين، واعتبر العمل هو الميدان الرئيس الذي يمارس فيه المسلم إيمانه، ودوره في الحياة، كما عدَّ الإسلام العمل الأداة لإسعاد الإنسان نفسه والناس من حوله.

التعريف

التعريف لغة

حقوق: جمع حق، والحق: نقيض الباطل، يقال: حَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وحُقُوقًا أي: صار حَقًا وثبتَ، وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقًا وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ. وأصل الحقّ المطابقة والموافقة. "المحكم"، لابن سيده: (472/2)، "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (246)، "تاج العروس"، للزبيدي: (166/25). العمال: اسم فاعل من الفعل عمِلَ، والعمَل، مُحَرَّكَةً: المِهنة، وَالفِعل، فالعين والميم واللام أصل واحد صحيح، وهو عام في كل فعل يفعل. يقال: عمل يعمل عملًا، فهو عامل; واعتمل الرجل، إذا عمل بنفسه. وَالْعَمَلَةُ: الْقَوْمُ يَعْمَلُونَ بِأَيْدِيهِمْ ضُرُوبًا مِنَ الْعَمَلِ، حَفْرًا، أَوْ طَيًّا أَوْ نَحْوَهُ. وَالرَّجُلُ يَعْتَمِلُ لِنَفْسِهِ، وَيَعْمَلُ لِقَوْمٍ، وَيَسْتَعْمِلُ غَيْرَهُ، وَيُعْمِلُ رَأْيَهُ أَوْ كَلَامَهُ أَوْ رُمْحَهُ، وَقيل: اسْتَعملَه: طَلَبَ إِلَيْهِ العمَل. وعَمِلَ فلانٌ العمَلَ يَعْمَلُه عمَلاً، فَهُوَ عامِلٌ، ورجلٌ عَمِلٌ وعَمُولٌ: أَي ذُو عمَلٍ، وَقَالُوا فِي رجلٍ عَمُولٍ: أَي كَسُوبٍ. "مقاييس اللغة"، لابن ارس: (145/4)، "الصحاح"، للجوهري: (1775/5)، "تاج العروس"، للزبيدي: (56/30). الموظفين: الموظف: اسم مفعول مشتق من وَظَّفَ يُوَظِّف تَوظِّيفًا فهو موظف، والتوظيف: تعيين الوظيفة، وهي ما يُقدر للإنسان كل يوم من رزق، أو طعام، أو شراب، وكذا في السنة والزمان المعين، يقال: له وظيفة من رزق، وعليه كل يوم وظيفة من عمل، فالواو والظاء والفاء: كلمة تدل على تقدير شيء، يقال: وَظَّفْتُ له إذا قَدَّرْتُ له كل حينٍ شيئًا من رزقٍ، أو طعامٍ، ووَظَّفَ الشيء على نفسه، ووَظَّفَه تَوْظِّيفًا: ألزمها إياه، والجمع وظائف، وتأتي بمعنى العهد والشرط، وهي كلمة مولّدة. ووَظَّفْتُ على الصبي كل يوم حفظ آيات من كتاب الله توظيفاً أي: ألزمته بحفظها "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (122/6)، "الصحاح"، للجوهري: (1439/4)، "تاج العروس"، للزبيدي: (464/24). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

العمال: هم الذين يلون الأعمال. "شمس العلوم"، للحميري: (4756 /7). الموظفين: جمع موظف، والموظف: هو كل من يُسند إليه عمل ليؤديه حسب اختصاصه في إحدى المصالح الحكومية، أو غيرها. "معجم اللغة العربية المعاصرة"، لأحمد عمر: (2464/3). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي لكلمة العمال يتبين لنا ترابط المعنيين فالعامل في اللغة هو صاحب المهنة، وكل من يقوم بالفعل سواء كان لنفسه أو غيره، والمعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي، فالعمال هم الذين يلون الأعمال ويقومون بها. ومن خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي لكلمة الموظفين يتبين لنا أن المعنيين مترابطين فالموظف في اللغة هو من قُدِّر له عمل معين، وأُلزم به، وكذلك معناه الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي.

الفضل

1- أخبر النبي أن خير الكسب هو كسب الرجل بيده، وأن أفضل ما يعول به الإنسان نفسه ما كان من عمل يده وكسبه، قال : «خَيْرُ الْكَسْبِ، كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ» [أخرجه أحمد: (8412)]، وقال : «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» [أخرجه البخاري: (2072)]. 2- بيَّن النبي أن العمل الذي يمنع الله تعالى به الإنسان ويحميه من أن يريق ماء وجهه، ويذل نفسه بالسؤال خير للإنسان من أن يسأل الناس سواء أعطوه أو منعوه، قال : «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» [أخرجه البخاري: (1471)]. 3 - أخبر النبي أن الله تعالى خصم لمن استأجر أجيرًا فاستوفى منه العمل الذي استأجره من أجله ثم لم يعطه أجره، قال : «قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» [أخرجه البخاري: (2270)].

الأدلة

القرآن الكريم

حقوق العمال والموظفين في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى بالعمل، وأخبر أنه سيرى أعمال العباد، قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: (105)]. 2- أخبر الله تعالى أنه جعل الأرض سهلة ممهدة للناس يستقرون عليها، وأمرهم بالمشي في نواحيها وجوانبها بالسعي والعمل؛ ليأكلوا من رزق الله الذي يخرجه لهم منها، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: (15)]. 3- أمر الله تعالى عباده بأن ينتشروا في الأرض، ويطلبوا من رزق الله بسعيهم وعملهم إذا انتهوا من سماع خطبة الجمعة، وأدوا الصلاة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: (10)].

السنة النبوية

حقوق العمال والموظفين في السنة النبوية
1- بين النبي أن من حق الموظف أن يكون له منزلًا، وزوجة، وخادمًا، ودابة يركبها، قال : «مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلًا وَلَيْسَ لَهُ مَنْزِلٌ، فَلْيَتَّخِذْ مَنْزِلًا، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أَوْ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ دَابَّةٌ فَلْيَتَّخِذْ دَابَّةً، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ غَالٌّ» [أخرجه أحمد: (18015)]. 2- أمر النبي بإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، قال : «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» [أخرجه ابن ماجه: (2443)]. 3- حرَّم النبي على العمال والموظفين أن يكتموا شيئًا من الأموال العامة، فمن كتم شيئًا كان ذلك سرقة، قال : «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [أخرجه مسلم: (1833)]. 4- شدَّد النبي على العمال والموظفين في عدم قبول شيئًا خارج الأجرة التي يتقاضونها سواء كان في صورة الهدية أو غيرها. قال : «مَا بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ» [أخرجه البخاري: (7174)]. 5- أخبر النبي أن هدايا العمال والموظفين تعدّ سرقة وخيانة، قال : «هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ» [أخرجه أحمد: (23601)] 6- بيَّن النبي أن الوظيفة أمانة، ومن الخيانة أن يطلبها من ليس أهلًا لها، ومن الخيانة وضعها في غير من هو أهل لها، فعن أبي ذر رضي الله عنها قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا» [أخرجه مسلم: (1825)].

الآداب

أولًا: آداب العمال

للعمال آداب كثيرة ينبغي التحلي بها، من هذه الآداب ما يأتي: 1- أن ي ختار العمل الشريف الطيب المباح الذي لا يتعارض مع أحكام الشريعة حتى يكون عملاً مباركًا وكسبه طيبًا، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾ [ الطلاق: (3-2)]. 2- أن يتجنب العمل الحرام أو العمل الذي فيه شبهة فإن خيره قليل وكسبه خبيث مهما كان كثيرًا، قال : «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ» [أخرجه البخاري: (52)، ومسلم: (1599)]. 3- أن يتقيَ الله في عمله، وأن يراقبه جل وعلا ويحرص على أدائه بالشكل الذي يرضي الله تعالى. 4- أن يعمل بجد ونشاط وهمته عالية، بعيدًا عن الكسل والملل، فالتثاقل والتراخي عما ينبغي مع القدرة مذمة، وعدم الانبعاث لفعل ما يجب عليه ملمة، بل يصنف في خانة الثقلاء الكسالى، فقد استعاذ النبي من العجز والكسل، قال : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» [أخرجه البخاري: (2823)، ومسلم: (2706)]. 5- أن يتقن عمله، وأن يؤديه على أحسن الوجوه وأكملها، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ [الكهف: (30)]، وقال : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ». [أخرجه الطبراني، المعجم الأوسط: (897)]. 6- أن يحافظ على مواعيد الحضور والانصراف، وأن يحذر من التأخر أو الغياب بغير عذر شرعي مقبول، فمن عَطَّل مصالح المسلمين ولم يقض حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي : «مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ، وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ» [أخرجه أبو داود: (2948)]. 7- أن يكون سهلًا لينًا حبيبًا لطيفًا في تعامله مع مرؤوسيه وزملائه، يساعدهم بما يستطيع، ويمد لهم يد العون له في حدود النظام ودونما ضرر أو ضرار. 8- أن ييسر على الناس فمن يَسَّرَ على مسلم، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، قال : «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» [أخرجه مسلم: (1828)]. 9- أن يحذر من الوعد التسويفي الكاذب، الذي لا يهمه الوفاء به، فالخلف في الوعد يوجب المقت عند الله وعند الناس، وليضع نصب عينيه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: (61)]. "الحضارة الإسلامية"، لعبد الرحمن الميداني : (414-410)، "موسوعة الأخلاق"، لخالد الخراز: (442-435)

ثانيًا- آداب الموظفين:

1- أن يقصد بأداء وظيفته نفع المسلمين، والتيسير عليهم، وأن يبذل ما يستطيع في عونهم حسب نظام العمل، قال : «مَن يَسَّرَ عَلَى مُعسِرٍ، يَسرَ اللهُ عَلَيهِ فِي الدنيَا وَالأخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا، سَتَرَهُ الله فِي الدنيا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَونِ العَبدِ مَا كَانَ العَبدُ فِي عَونِ أَخِيه» [أخرجه مسلم: (2699)]. 2- أن يتقي الله تعالى في عمله الوظيفي وأن يراقبه تعالى طالبًا ثوابه، قائمًا بواجبات وظيفته مبتغيًا مرضاة الله عز وجل، خائفًا من عقابه العاجل والآجل، وأن يضع في حسبانه أن الله فوقه يراقبه ويحاسبه ويجازيه، فمن جار، أو ظلم، أو أهمل واجبات وظيفته انتقم الله منه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد: (4)]، وقال لما سأله جبريل –عليه السلام- عن الإحسان: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» [أخرجه البخاري: (50)، ومسلم: (8)]. 3- أن يحافظ على وقت الوظيفة من الضياع، وأن لا يؤخر العمل عن وقته، وأن لا يؤجل عمل اليوم للغد بدون مبرر سائغ، قال : «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» [اخرجه البخاري: (6412)]. 4- أن يخصص وقت العمل كاملًا لأداء العمل، ولا يشغل نفسه أثناء العمل بغير العمل، فوقت العمل أمانة محاسب عليها بين يدي الله تعالى. قال : «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ» [اخرجه أحمد: (12383)]. 5- أن يحذر من إشغال غيره عن تأدية عمله، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: (76)]. 6- أن يحافظ على مواعيد الحضور والانصراف، وأن يحذر من التأخر أو الغياب بغير عذر شرعي مقبول، فالموظف الموفق هو الذي يحافظ على عمله بالحضور، فلا يتغيب إلا بعذر شرعي. 7- أن يعمل بجد ونشاط وهمته عالية، بعيدًا عن الكسل والملل، فالتثاقل والتراخي عما ينبغي مع القدرة مذمة، وعدم الانبعاث لفعل ما يجب عليه ملمة، بل يصنف في خانة الثقلاء الكسالى، فقد استعاذ النبي من العجز والكسل، قال : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» [أخرجه البخاري: (2823)، ومسلم: (2706)]. 8- أن يتحلى بالأخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة مع زملائه الموظفين وإخوانه العاملين، ومنها على وجه الخصوص: الأمانة والصدق والعدل والعفة والرفق والتواضع ومعاملة الناس بما يحب أن يعاملوه به مع التزام الحق، قال : «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا» [أخرجه البخاري: (3559)]. 9- أن يتعاون مع مرؤوسيه في إنجاح العمل، وأن يسخر طاقاته وإمكاناته في خدمة دينه وبلده وإخوانه، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: (2)]، وقال : «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتَّى يحب لأخِيهِ أَو قَالَ: لِجَارِهِ مَا يُحِب لِنَفسِهِ» [أخرجه مسلم: (71)]، وقال : «إِنَّ للهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا، نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ» [أخرجه ابن أبي الدنيا، قضاء الحوائج: (5)]. 10- أن يدني منه أهل الورع والصدق، الذين يمحضون النصيحة، ولا يتخذون الإطراء وسيلة للتقريب. 11- أن يسمع من أهل العلم والمعرفة، والسابقين له في الخبرة بالعمل الوظيفي نصائحهم، وأن لا يستبد برؤيته الخاصة، فللسابقين تجارب وخبرات مفيدة جدًّا، إذا كانوا من أهل العمل والرشد والحكمة والنصيحة المخلصة. 12- أن يكون متواضعًا رحيمًا بالناس، يعاملهم باللطف والمحبة والإكرام، وأن يكون عفوًّا كريمًا، يتغاضى ويصفح عن إساءات الآخرين، ولا سيما أهل الأقدار والمكانات العلمية والاجتماعية. 13- أن يحذر من الظلم والجور وحرمان ذوي الحقوق حقوقهم، وإيثار غيرهم لهوى من الأهواء، فمن ظلم عباد الله في الدنيا كان الله يوم القيامة خصمه. 14- أن لا يستغل وظيفته أو منصبه لصالحه الخاص، فهو خيانة للأمانة وغش محرم. 15- أن يتجنب أخذ شيء من ممتلكات الدولة أو المؤسسة التي يعمل فيها، وأن يحذر الغلول، وهو اختلاس أي شيء من الأموال العامة، قال : «مَا بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ» [أخرجه البخاري: (7174)]، وقال : «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [أخرجه مسلم: (1833)]. 16- أن لا يقبل الهدية؛ لأنه يحرم على الموظف قبول الهدية المتعلقة بعمله، فهي وسيلة يتوصل بها المعطي إلى شيء يريده مستقبلاً، قال : «مَا بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا» [أخرجه البخاري: (7174)]، وقال : «هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ» [أخرجه أحمد: (23601)]. 17- أن يحذر من أخذ الرشوة؛ لأنها كبيرة من الكبائر، وخيانة للأمانة، ومن المكاسب المحرمة، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي» [أخرجه أبو داود: (3580)]. 18- أن يبتعد عن شكليات العمل الوظيفي التي لا تضبط حقًّا، ولا تمنع ظلمًا، ولا تقدم فائدة تذكر، بل تُعَقِّد من إجراءات العمل. 19- أن يكبح جماح أهوائه وشهواته، وأن يلتزم بما أوجب الله عليه، وأن يبتعد عما حرم الله عليه، مهما تعرض خلال وظيفته لمغريات مالية أو غير مالية؛ كالغلول، والرشوة، وإيثار مصلحة نفسه على مصالح أصحاب الحقوق، إلى غير ذلك من المحرمات، ومنها الغيبة والنميمة والإضرار بالناس والإفساد فيما بينهم. 20- أن يحذر الموظف الذي يستلم إدارة جديدة من الاعتماد على موظفين كانوا لمديرين سابقين ظالمين أو أعوانًا لهم على ظلمهم، فهؤلاء يحسنون صناعة النفاق، والاستدارج إلى المزالق، ويحيطون به إحاطة عامة تحجب عنه حقائق الأمور، ثم يدفعون به من حيث يشعر أو لا يشعر إلى أن يسير في السبل التي سلكها الظلمة من قبله، وخير له أن يجتلب خبراء من الذين لم يسبق لهم أن أعانوا ظالمًا على ظلمه. "الحضارة الإسلامية"، لعبد الرحمن الميداني : (414-410)، "موسوعة الأخلاق"، لخالد الخراز: (442-435)

الحقوق

أولًا: حقوق العمال

للعمال حقوق يجب على الدولة توفيها لهم وهذه أبرز حقوقهم: 1- أن تُوفر الدولة فرصة عمل مناسبة لكل شخص قادر عليه، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: ﴿أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟﴾ قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ: «ائْتِنِي بِهِمَا»، قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟» قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا»، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ: «اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ»، فَأَتَاهُ بِهِ، فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ عُودًا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا، وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ» [أخرجه أبو داود: (1641)]. 2- أن يعامل العامل معاملة إنسانية، قال : «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» [أخرجه أبو داود: (4941)]، وقال : «لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ، وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا يُطِيقُ» [أخرجه مسلم: (1662)]، وقال : «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» [أخرجه البخاري: (30)]. 3- أن يُبين رب العمل للعامل مقدار أجره قبل بدء العمل، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه«أَنَّ النَّبِيَّ نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ لَهُ أَجْرُهُ» [أخرجه أحمد: (11565)]. 4- أن يُحدد أجر العامل بالعدل، وبما يكفي ضرورياته وحاجياته ومن يعول بحال الوسط. 5- أن يحصل العامل على أجره وافيًا في نهاية العمل، قال : «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» [أخرجه ابن ماجه: (2443)]. 6- أن يُمكن من تأدية العبادات بوقت كافٍ كالصلوات المفروضة وصلاة الجمعة، والسنن الرواتب والنوافل بعدها، فهي حق الله تعالى على العبد. 7- أن يُتواضع مع العامل، فلا يُتكبر عليه؛ لأن التواضع يُشعر العامل بالطمأنينة، وعدم الحرج من العسر والمشقة والفقر، كما أن التكبر عليه يُشعره بالذل والاحتقار، وأن لا قيمة له في المجتمع، مما يُسبب له الكآبة في المعيشة. 8- أن يُحلم على العامل، وأن يُعفى عنه إذا بدر منه أخطاء يسيرة، قال تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: (134)]. 9- أن يعدل رب العمل بين عماله، فيعطي كل واحد منهم حقه غير متعتع فيه. 10- أن يُحفز العامل على إنجازاته، وأن يثنى عليه بما فيه. 11- أن يوفر للعامل تأمينًا صحيًا له ولأفراد أسرته؛ ليتمكن من تطبيب نفسه ومن يعول. 12- أن يُمكن الموظف من الحصول على التعويضات المادية والمعنوية اللازمة لكل ضرر لحق به أثناء قيامه بمهامه الوظيفية. 13- أن يُعطى العامل الإجازات التي يحتاجها سواء كانت إجازات سنوية، أم أسبوعية، أم عارضة. 14- أن يمكن العامل من الوصول إلى المسؤول عنه، ورفع حاجته إليه، قال : «مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ، وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ» [أخرجه أبو داود: (2948)]. " المقدمة في فقه العصر"، د. فضل بن عبد الله مراد: (69-66)، " واجبات العمال وحقوقهم في الشريعة الإسلامية مقارنة مع قانون العمل الفلسطيني"، سمير محمد جمعة العواودة: (180-75)

ثانيًا: حقوق الموظفين

للموظفين حقوق يجب على الدولة توفيها لهم وهذه أبرز حقوقهم: 1- أن يُمكن الموظف من تأدية العبادات كالصلوات المفروضة وصلاة الجمعة والسنن الراتبة والنوافل، فهي حق الله تعالى على العبد. 2- أن يُمكن الموظف من تأدية فريضة الحج. 3- أن يُعطى الموظف الإجازات التي يحتاجها سواء كانت إجازات سنوية، أم أسبوعية، أم عارضة. 4- أن يُمنح الموظف إجازة مرضية مدفوعة الأجر متى احتاج إلى ذلك. 5- أن تُمنح الموظفة إجازة أمومة مدفوعة الأجر؛ لتتمكن من رعاية وليدها. 6- أن يُوفر للموظف تأمينًا صحيًا له ولأفراد أسرته؛ ليتمكن من تطبيب نفسه ومن يعول. 7- أن يُمكن الموظف من الحصول على التعويضات المادية والمعنوية اللازمة لكل ضرر لحق به أثناء قيامه بمهامه الوظيفية. 8- أن يحصل الموظف على مكافأة نهاية الخدمة. 9- أن يحصل الموظف على راتب تقاعدي إذا بلغ ستين سنة. 10- أن يُمكن من الشكوى والتقاضي إذا أراد ذلك. 11- أن يُعطى الموظف راتبه وأجره في وقته وبدون تأخير، قال : «قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» [أخرجه البخاري: (2270)]، وقال : «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» [أخرجه ابن ماجه: (2443)]. 12- أن يُحدد راتب الموظف بالعدل، وبما يكفي ضرورياته وحاجياته ومن يعول بحال الوسط. 13- أن يُعطى الموظف حقوقه في الترقيات والعلاوات، والمساعدات، والقروض، والبعثات أسوة بأمثاله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: (90)]. 14- أن يمكن الموظف من الوصول إلى المسؤول عنه، ورفع حاجته إليه، قال : «مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ، وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ» [أخرجه أبو داود: (2948)]. " المقدمة في فقه العصر"، د. فضل بن عبد الله مراد: (69-66)، " واجبات العمال وحقوقهم في الشريعة الإسلامية مقارنة مع قانون العمل الفلسطيني"، سمير محمد جمعة العواودة: (180-75)

نماذج وقصص

1- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: «بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللهَ تَعَالَى بِهَا، لَعَلَّ اللهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَامْرَأَتِي، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ، حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً، نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ، وَقَالَ الْآخَرُ: اللهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً، فَفَرَجَ لَهُمْ، وَقَالَ الْآخَرُ: اللهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي، قُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرِعَائِهَا، فَخُذْهَا فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، خُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرِعَاءَهَا، فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مَا بَقِيَ، فَفَرَجَ اللهُ مَا بَقِيَ» [أخرجه البخاري: (2215)، ومسلم: (2743)]. 2- عن عَدِيِّ بْنَ أَرْطَاةَ أنه كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أُنَاسًا قِبَلَنَا، لَا يُؤَدُّونَ مَا قِبَلَهُمْ إِلَّا أَنْ يَمَسَّهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْعَذَابِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «أَمَّا بَعْدُ، فَالْعَجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ اسْتِئْذَانُكَ إِيَّايَ فِي عَذَابِ الْبَشَرِ كَأَنَّنِي جُنَّةٌ لَكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، أَوْ كَأَنَّ رِضَايَ يُنْجِيكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ. فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا، فَمَنْ أَعْطَاكَ مَا قِبَلَهُ عَفُوًّا فَاقْبَلْهُ مِنْهُ، وَإِلَّا فَاسْتَحْلِفْهُ بِاللَّهِ. فَوَاللَّهِ لَئِنْ يَلْقُوا اللَّهَ بَخِيَانَتِهِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِعَذَابِهِمْ، وَالسَّلَامُ» "الأموال"، لابن زنجويه: (172) 3- عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: أَمَرَنِي مَوْلَايَ أَنْ أُقَدِّدَ لَحْمًا، فَجَاءَنِي مِسْكِينٌ، فَأَطْعَمْتُهُ مِنْهُ، فَعَلِمَ بِذَلِكَ مَوْلَايَ فَضَرَبَنِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَدَعَاهُ فَقَالَ: «لِمَ ضَرَبْتَهُ؟» فَقَالَ: يُعْطِي طَعَامِي بِغَيْرِ أَنْ آمُرَهُ، فَقَالَ: «الْأَجْرُ بَيْنَكُمَا». [أخرجه مسلم: (1025)]. 4- عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلَا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ أُقِصُّهُ مِنْهُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ أَتُقِصُّهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أُقِصُّهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ» [أرجه أبو داود: (4537)]. 5- عن عَلِيِّ بْنَ عِيسَى بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: «سَأَلْتُ بعض أَوْلاَد بَنِي أُمَيَّةَ: مَا سَبَبُ زَوَالِ دَوْلَتِكُمْ؟ قَالَ: "خِصَالٌ أَرْبَعٌ، أَوَّلُهَا؛ أَنَّ وُزَرَاءَنَا كَتَمُوا عَنَّا مَا كان يَجِبُ إِظْهَارُهُ لَنَا، وَالثَّانِية؛ أَنَّ جُبَاةَ خَرَاجِنَا ظَلَمُوا النَّاسَ، فَانْجَلُوا عَنْ أَوْطَانِهِمْ، فَخَرِبَتْ بُيُوتُ أَمْوَالِنَا، وَالثَّالِثَةُ: انْقَطَعَتِ الأَرْزَاقُ عَنِ الْجُنْدِ، فَتَرَكُوا طَاعَتَنَا، وَالرَّابِعَةُ: يَئِسُوا مِنْ إِنْصَافِنَا، فَاسْتَراحُوا إِلَى غَيْرِنَا، فَلِذَلِكَ زَالَتْ دَوْلَتُنَا"». "الجامع لشعب الإيمان"، للبيهقي: (7025) 6- عن عَبْد اللَّهِ بْن عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ لَمَّا وَلِيَ خُرَاسَانَ قَالَ: دُلُّونِي عَلَى رَجُلٍ حَامِلٍ لِخِصَالِ الْخَيْرِ، فَدُلَّ عَلَى أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَلَمَّا جَاءَهُ رَآهُ رَجُلًا فَائِقًا، فَلَمَّا كَلَّمَهُ رَأَى مَخْبَرَتَهُ أَفْضَلَ مِنْ مَرْآتِهِ، قَالَ: وَإِنِّي وَلَّيْتُكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ عَمَلِي، فَاسْتَعْفَاهُ، فَأَبَى أَنْ يُعْفِيَهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَىْءٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ: هَاتِهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ تَوَلَّى عَمَلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِذَلِكَ الْعَمَلِ بِأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، وَأَنَا أَشْهَدُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَنِّي لَسْتُ بِأَهْلٍ لِمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ: مَا زِدْتَ عَلَى أَنْ حَرَّصْتَنِي عَلَى نَفْسِكَ، وَرَغَّبْتَنَا فِيكَ، فَاخْرُجْ إِلَى عَهْدِكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعْفِيكَ، فَخَرَجَ ثُمَّ أَقَامَ فِيهِ مَا شَاءَ أَنْ يُقِيمَ، فَاسْتَأْذَنَهُ بِالْقَدُومِ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ: هَاتِهِ، قَالَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ، ومَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ مَا لَمْ يَسْأَلْهُ هُجْرًا»، وَقَالَ: أنَا أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا مَا أَعْفَيْتَنِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ مِنْ عَمَلِكَ، فَأَعْفَاهُ». [أخرجه الروياني، المسند: (465)].