البحث

عبارات مقترحة:

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

المكر والخديعة

اعلم وفقنا الله وإياك أن مما يتأكد اجتنابه والتحذير عنه وإنكاره، المكر والخديعة في المعاملات، فهو من صفات المنافقين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ ﴾[النساء: 142]. فالمؤمن ليس با لمخادع الذي يمكر بالناس ويظهر خلاف ما يبطن، فيبطن الشر ويظهر الخير حتى يخدع الناس ويغرر بهم، و قد يكون المكر بالصد عن الحق ومحاربة المعروف والانتصار للباطل كما حدث للأنبياء والمصلحين، وقد يكون المكر بين الناس على بعضهم البعض بسبب الصراع على المال أو المكانة أو الجاه، وكل هذا مُحرَّمٌ نهت عنه الشريعة.

التعريف

التعريف لغة

«المكْر: الاحتيالُ والخَدِيعَة. وقد مَكَرَ به يَمْكُرُ فهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ. والمكْر -أيضًا-: المغْرَةُ. وقد مَكَرَهُ فامْتَكَرَ، ومَكَرَ بِهِ: كادَه». "الصحاح" للجوهري (2/819)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (5/345)، "تاج العروس" للزبيدي (14/147). وقال الرَّاغب: «المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة». "المفردات"للراغب (ص772). وفي "معجم مقاليد العلوم" للفاسي : «المكْر: ما يَقْصد فَاعله في بَاطِنه خلاف ما يَقْتَضِيه ظَاهره». (ص207). وقال الجرجاني: «هو إيصال المكْروه إلى الإنسان مِن حيث لا يشعر». " التعريفات" للجرجاني(227). أما الخديعة: ف قد قال ابن فارس: «خدع: الخاء والدال والعين أصل واحد، ذكر الخليل قياسه. قال الخليل. الإخداع إخفاء الشيء. قال: وبذلك سميت الخزانة المخدع». "مقاييس اللغة" لابن فارس(161/2). وفي "التوقيف" للمناوي (ص152): «الخدع: إظهار خير يتوسل به إلى إبطان شر يؤول إليه أمر ذلك الخير المظهر، ذكره الحرالي. وقال غيره: الخداع إظهار ما يخالف الإضمار، ويراد التغرير».

التعريف اصطلاحًا

عرف السفاريني الخديعة المحرمة بأنها: إرادة المكروه بالمسلم. "غذاء الألباب" (1/128)، والمكر بمعناها.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الخدع أن ‌توهم ‌غيرك خلاف ما تخفيه من المكروه لتنزله عما هو فيه، وعما هو بصدده من قولهم: خدع الضب. إذ توارى في جحره، وضب خادع وخدع إذا أوهم الحارش إقباله عليه، ثم خرج من باب آخر وأصله الإخفاء ومنه المخدع للخزانة، والأخدعان لعرقين خفيين في العنق. "تفسير البيضاوي" (1 /44).

الفروق

الفرق بين المكر والخديعة و المكر والكيد

قال الزبيدي: «قال شيخنا: وظاهر كلامهم أن الكيد والمكر مترادفان، وهو الظاهر، وقد فرق بينهما بعض فقهاء اللغة، فقال: الكيد: المضرة، والمكر: إخفاء الكيد وإيصال المضرة، وقيل: الكيد: الأخذ على خفاء، ولا يعتبر فيه إظهار خلاف ما أبطنه، ويعتبر ذلك في المكر. والله أعلم». "تاج العروس" للزبيدي (9/122).

الأدلة

القرآن الكريم

المكر والخديعة في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ﴾. [البقرة: 8]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ اْلَّذِينَ اْعْتَدَوْاْ مِنكُمْ ‌فِي ‌اْلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ﴾ خَٰسِـِٔينَ﴾. [البقرة: 65]. وقال تعالى: ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اْللَّهُۖ وَاْللَّهُ خَيْرُ اْلْمَٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 54]. وقال تعالى: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ اْلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ اْلْعَذَابِۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 188]. وهذه الآية ‌نزلت ‌في ‌اليهود، سألهم النبي عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره، وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أوتوا من كتمانه، وما سألهم عنه. كذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما، وحديثه بذلك أخرجه البخاري (4568)، ومسلم (2778). وعن أبي سعيد الخدري أن رجالًا من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله إلى الغزوة تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله ، فإذا قدم رسول الله اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت هذه الآية. أخرجه البخاري (4567) ومسلم (2777). وقال تعالى: ﴿إِنَّ اْلْمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ اْللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى اْلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ‌اْلنَّاسَ ‌وَلَا يَذْكُرُونَ اْللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾[النساء: 142]. وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾[الأنفال: 62]. وقال تعالى: ﴿وَالَّذِيْنَ اتَّخَذُوْا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَّكُفْرًا وَّتَفْرِيْقًاۣ بَيْنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَاِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّٰهَ وَرَسُوْلَهٗ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ اِنْ اَرَدْنَا٘ اِلَّا الْحُسْنٰي وَاللّٰهُ يَشْهَدُ اِنَّهُمْ لَكٰذِبُوْنَ﴾ [التوبة: 107]. وقال تعالى: ﴿وَمَكَرُواْ مَكْرٗا وَمَكَرْنَا مَكْرٗا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * ​فَاْنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَٰهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [النمل: 50-51]. وقال تعالى: ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر: 43]. وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ [فاطر: 10]. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم﴾ [يونس: 23]. وقال تعالى: ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ [الفتح: 10].

السنة النبوية

المكر والخديعة في السنة النبوية
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رجلا ذكر للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه يخدع في البيوع، فقال: «إذا بايعت فقل: لا خلابة». أخرجه البخاري (2117) واللفظ له، ومسلم (1533). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أنَّ أناسًا مِن عُكل وعُرَيْنَة قَدِمُوا المدينة على النَّبيِّ ، وتكلَّموا بالإسلام، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا كنَّا أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربوا مِن ألبانها وأبوالها. فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحَرَّة، كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النَّبيِّ ، واستاقوا الذَّود، فبلغ النَّبيَّ ، فبعث الطَّلب في آثارهم، فأَمَر بهم فسَمَرُوا أعينهم، وقَطَعُوا أيديهم، وتُرِكُوا في ناحية الحرَّة حتى ماتوا على حالهم». أخرجه البخاري (5727)، ومسلم (1671). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم». أخرجه الترمذي (1964)، وأبو داود (4790). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر». أخرجه مسلم (1513). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال «قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان. قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد». أخرجه ابن ماجة برقم (4216). وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الأولياء" عن الحسن مرسلا قال : «إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاةٍ، ولا صوم، ولا صدقة، لكن دخلوها برحمة الله، وسخاوة الأنفس وسلامة الصدور». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من خَبَّبَ زَوْجَةَ امرئٍ أو مملوكَهُ، فليس مِنا». أخرجه أبو داود برقم (2175)، ورقم (5170). وسيأتي شرح الحديث.

أقوال أهل العلم

«ثلاث خصال مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغْي، والنُّكْث، والمكر. وقرأ قوله تعالى: ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر: 43]، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم﴾ [يونس: 23]، ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ [الفتح: 10]». السَّفَّارِيني محمد بن كعب القرظي
«الإيماض والتلويح بالترامز يحط من قدر المتكلم، ويسقط من أبّهته؛ فأما الإيهام في الأمور العظام، فمعدود من ‌الإيالات والسياسات. ومكائد الحروب لا تزري بأصحابها». ابن عبَّاس "نهاية المطلب في دراية المذهب" (12 /13).
«الخديعة لا تليق بالمؤمنين، إذ هي تنافي النصح وسلامة الصدور والمودة والمحبة، وتنبت الإثم والبغي والغل والحسد والحقد». "غذاء الألباب" (1/130).
«يخادعون الله كأنّما يخادعون آدميّا، لو أتوا الأمر عيانًا كان أهون عليّ». "فتح الباري" لابن حجر (12 /352).
«لولا أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: المكر والخديعة في النّار، لكنت من أمكر النّاس». "فتح الباري" لابن حجر(4 /417).
«إنَّ المؤمن المتوكِّل على الله إذا كاده الخَلْق، فإنَّ الله يكيد له، وينتصر له، بغير حول منه ولا قوَّة». "إغاثة اللهفان" لابن القيِّم (119/2).
«مَن يخدَعِ اللهَ يَخدَعْهُ». أخرجه ابن أبي شيبة (5/11)، وعبد الرزاق (11352).
إمَام الحَرَمَيْن
أَيُّوب السَّخْتِياني
قيس بن سَعْد

الصور

المكر والخديعة في المعاملات المالية: في التجارة والبيع والشراء وسائر المعاملات، قال ابن تيمية: «فإذا كان الله تعالى قد حرَّم الخِلَابة وهي الخَدِيعَة، فمعلومٌ أنَّه لا فَرْق بين الخِلَابة في البيع وفي غيره؛ لأنَّ الحديث إن عمَّ ذلك لفظًا ومعنًى فلا كلام، إن كان إنَّما قصد به الخِلَابة في البيع، فالخِلَابة في سائر العقود والأقوال وفي الأفعال بمنزلة الخِلَابة في البيع، ليس بينهما فَرْقٌ مؤثر في اعتبار الشَّارع، وهذا القياس في معنى الأصل، بل الخِلَابة في غير البيع قد تكون أعظم، فيكون مِن باب التَّشبيه وقياس الأولى». "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (155/6). التحيل لتحليل الحرام وتحريم الحلال بلا ضرورة: وهما محرمان. قال الإمام أحمد: «هذ الحيل التي ‌وضعها ‌هؤلاء، عمدوا إلى السنن فاحتالوا في نقضها، أتوا إلى الذي قيل لهم إنه حرام، احتالوا فيه حتى أحلوه». وقال: «إذا حلف على شيء، ثم احتال بحيلة فصار إليها، فقد صار إلى ذلك الذي حلف عليه بعينه». وقال: «من احتال بحيلة فهو حانث». وقال: «ما أخبثهم -يعني أصحاب الحيل- يحتالون لنقض سنن رسول الله صلى عليه وسلم». انظر "صفة الفتوى والمفتي والمستفتي" لابن حمدان (ص193-194). الغيلة: وهو أن يخدع المسلم ثم يقتله في موضع خفي. "النهاية" لابن الأثير (3/409). التورية والتعريض إذا أديتا إلى أخذ باطل أو دفع حق: يقول النووي: «واعلم أن ‌التوريةَ والتعريضَ معناهُما: أن تُطلقِ لفظاً هُو ظاهرٌ في معنى، وتريدَ به معنىً آخر يتناوله ذلك اللفظ، لكنهُ خلافُ ظاهره، وهذا ضربٌ من التغرير والخداع.قال العلماءُ رحمهم الله: فإن دعتِ إلى ذلك مصلحةٌ شرعيةٌ راجحةٌ على خداعِ المخاطب، أو حاجة لا مندوحةَ عنها إلا بالكذب، فلا بأس بالتعريض، وإن لم يكن شيءٌ من ذلك فهو مكروهٌ، وليس بحرامٍ، إلا أن يُتوصَل به إلى أخذ باطلٍ، أو دفع حقٌ، فيصيرُ حينئذٍ حرامًا، هذا ضابطُ الباب». "الأذكار" (ص601). إظهار التعيير في قالب النصيحة: قال ابن رجب: «ومن أخرج التعيير وأظهر السوء وأشاعه في قالب النصح وزعم أنه إنما يحمله على ذلك العيوب، إما عاًما أو خاصًا، وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى، فهو من إخوان المنافقين الذين ذَمَّهم الله في كتابه، في مواضع، فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلا أو قولا حسنا وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن، وعد ذلك من خصال النفاق». "رسائل ابن رجب" (2/414). الخداع لإفساد المرأة على زوجها: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من خَبَّبَ زَوْجَةَ أمرئٍ أو مملوكَهُ، فليس مِنا». أخرجه أبو داود برقم (2175)، ورقم (5170). ومعنى خبب: أفسده وخدعه. والفساد يحصل بالقول والفعل وكل ما يؤدي إلى نشوز المرأة عن زوجها. انظر" شرح سنن أبي داود" لابن رسلان (19/465)، و"شرح منظومة الآداب" للحجاوي (ص108).

الأقسام والأنواع

قال الرَّاغب الأصفهاني: «المكْر والخَدِيعَة: متقاربان، وهما اسمان لكلِّ فعل يَقْصِد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره، وذلك ضربان: 1- أحدهما مذموم: وهو الأشهر عند النَّاس والأكثر، وذلك أن يقصد فاعله إنزال مكروه بالمخدوع، وهو الذي قصده النَّبيُّ بقوله: «المكر والخَدِيعَة في النَّار». ، والمعنى: أنَّهما يؤدِّيان بقاصدهما إلى النَّار. 2- والثَّاني: على عكس ذلك، وهو أن يقصد فاعلهما إلى استجرار المخدوع والممكور به إلى مصلحة لهما، كما يُفْعَل بالصَّبي إذا امتنع مِن تعلُّم خيرٍ». "الذريعة إلى مكارم الشريعة" للرَّاغب الأصفهاني (ص 255). ومن المكر المحمود المكر بالأعداء في الحروب. قال النووي: «واتَّفق العلماء على جواز خِدَاع الكفَّار في الحرب، وكيف أمكن الخِدَاع، إلَّا أن يكون فيه نقض عهدٍ أو أمانٍ فلا يحلُّ». "شرح النووي على مسلم" (12/45).

العقوبة

- يحيق المكر بصاحبه: قال تعالى: ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر: 43]. - الدمار والهلاك: قال تعالى: ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[النمل: 51] - طريق موصل إلى النار: ففي الحديث: «المكر والخديعة في النّار». أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم مختصراً قبل حديث (2142)، وأخرجه موصولاً البزار (9517). - الماكر متوعد بالعذاب الشديد: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10]. قال ابن حجر الهيتمي: «عُدَّ هذا كبيرةً، صرَّح به بعضهم، وهو ظاهرٌ مِن أحاديث الغِشِّ. .. إذْ كون المكْر والخَدِيعَة في النَّار ليس المراد بهما إلَّا أنَّ صاحبهما فيها، وهذا وعيد شديد». "الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (406/1).

وسائل الاجتناب

- الصَّبر والتَّقوى: ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عمران: 120]. -إخفاء النِّعمة التي رزقك الله بها عن أعين الحاسدين: كما قال يعقوب ليوسف -عليهما السَّلام-: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾. [يوسف: 5]. - دعاء الله عزَّ وجلَّ بصدق وإخلاص: كما قال يوسف -عليه السَّلام-: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف: 33-34]. - التَّوكُّل على الله عزَّ وجلَّ: قال تعالى عن نبيِّه هود -عليه السَّلام- وقومه: ﴿إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [هود: 54–56]». - الابتهال والتضرع إلى الله بالدعاء بأن يغنيه الله بحلاله عن حرامه. - إخلاص العمل لله جل وعلا. - تفعيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. - تربية الفرد تربية سليمة قائمة على الالتزام بأحكام الشرع وآدابه. - تقوية الثقة بالله، واستشعار مراقبته. - زيارة القبور وتذكر الموت واليوم الآخر. - الصبر في تحصيل الرزق الحلال بالوسائل المباحة. - القناعة بما رزق. - مجالسة الرفقة الصالحة. - العلم بحكم المكر والخداع وبيان صوره للناس. - النظر للعواقب للمكر والخديعة في الدنيا والآخرة.