البحث

عبارات مقترحة:

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

آداب الذكر والدعاء

الذكر من أفضل الأعمال وأجلِّها عند الله تعالى، وأعظمها ثوابًا، وكذلك الدعاء من أعظم العبادات؛ لأنه يظهر حاجة الإنسان لربه في جلب النفع ودفع الضر، كما يظهر تعلق الإنسان بربه، وإقباله عليه، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله عز وجل. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الذكر: ضد النسيان، وذكرت الشيء، خلاف نسيته، ويحمل عليه الذكر باللسان، ويقولون: اجعله منك على ذكر أي: لا تنسه. ويأتي الذكر بمعنى الحفظ للشيء، والشيء الذي يجري على اللسان، ومنه قولهم ذكرت لفلانٍ حديث كذا وكذا، أي: قلته له. تقول: ذكره يذكره ذكرًا. ويأتي الذكر بمعنى الثناء ويكون في الخير فقط، يقال: رجل مذكور أي: يُثنى عليه بخير. ويطلق على تمجيد الله وتهليله وتسبيحه والثناء عليه بجميع محامده. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (358/2)، "الصحاح"، للجوهري: (664/2)، "تاج العروس"، للزبيدي: (376/6). الدعاء: مصدر من الفعل دعو، وأصل معناه يدل على إمالة الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك، وسمي الدعاء بذلك لأن فيه الرغبة إلى الله تعالى. ويأتي الدعاء بمعنى النداء، يقال: دعا الرجل الرجل دعوا ودعاء أي: ناداه، ودعوتُ فلانًا أي: صحتُ به، واستدعيته كذلك، ويقال: دعاه الأمير أي: ساقه، ودعوت الله إذا سألته، وإذا استغثته. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (280/2)، "الصحاح"، للجوهري: (2337/6). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الذكر هو: تمجيد الله تعالى بالقلب واللسان، والثناء عليه بأَسْمَائِهِ وَصِفَاته، وَذكر أمره وَنَهْيه، وَذكره بِكَلَامِهِ، ومَعْرفَته وَالْإِيمَان بِهِ وبصفات كَمَاله ونعوت جَلَاله، وَالثنَاء عَلَيْهِ بأنواع الْمَدْح وبتوحيده، وذكر نعمه وآلائه وإحسانه إِلَى خلقه. "الفوائد"، لابن قيم الجوزية: (128). الدعاء هو: إظهار غاية الافتقار إلى الله تعالى والاستكانة له. أو هو: لسان الافتقار بشرح الاضطرار. أو هو: طلب كشف الغمة بتطلع موضع القسمة. "فتح الباري"، لابن حجر: (95/11)، "التوقيف"، للمناوي: (166). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي للذكر يتبين لنا أن الذكر في اللغة: ضد النسيان وأنه يكون باللسان، بينما المعنى الاصطلاحي يشمل اللسان والقلب والجوارح، فالمعنى الاصطلاحي أعم وأشمل من المعنى اللغوي. ومن خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي للدعاء يتبين لنا أن الدعاء في اللغة يأتي بمعنى النداء والسؤال، وأصل معناه يدل على إمالة الشيء بصوت وكلام يكون من الإنسان، وأن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن معناه اللغوي فهو سؤال الله تعالى والافتقار إليه وطلب كشف الغمة منه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أخبر الله تعالى الفلاح للعبد في الدنيا معلق باستدامة ذكر الله تعالى ذكرًا كثيرًا، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: (10)]. 2- وصف الله تعالى عباده الخلص بأنهم يذكرون الله تعالى على جميع أحوالهم قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: (191)]. 3- أخبر الله تعالى أن عباده يذكرونه ويسبحونه بالغدو والأصال في المساجد، ولا تلهيهم عن ذكره تعالى تجارة ولا بيع، قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ﴾ [النور: (37-36)]. 4- أخبر الله تعالى أنه قريب من عباده يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، قال تعالى: ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: (186)]. 5- أخبر الله تعالى أنه لا يبالي ولا يعبأ بالناس، لولا دعاؤهم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة، قال تعالى: ﴿قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً﴾ [الفرقان: (77)]. 6- أخبر الله تعالى أنه يجيب المكروب إذا دعاه، ويكشف السوء النازل به، قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: (62)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الذكر والدعاء في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى بذكره، وأخبر أنه يذكر عباده إذا ذكروه، وجعل ذكره لهم جزاءً لذكرهم له، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: (152)]. 2- أمر الله تعالى عباده أن يذكروه بألسنتهم أشد من ذكرهم لآبائهم، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً﴾ [البقرة: (200)]. 3- أمر الله تعالى زكريا عليه السلام بذكر الله تعالى مع نهيه له عن مطلق الكلام، قال الله تعالى: ﴿قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ اْلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزٗاۗ وَاْذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرٗا وَسَبِّحْ بِاْلْعَشِيِّ وَاْلْإِبْكَٰرِ﴾ [آل عمران: 41] قال محمد بن كعب القرظي: «لو رخص الله لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام لأنه منعه من الكلام». "الإكليل في استنباط التنزيل" للسيوطي (ص69). 4- وصف الله تعالى عباده المؤمنين بأنهم إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا، أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه، ذكروا الله وذكروا وعده ووعيده؛ فلجأوا إلى ربهم تائبين، يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم، وهم موقنون أنه لا يغفر الذنوب إلا الله، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: (135)]. 4- أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يذكروه بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم ذِكْرًا كثيرًا، وأن يشغلوا أوقاتهم بذكره تعالى عند الصباح والمساء، وأدبار الصلوات المفروضات، وعند العوارض والأسباب، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: (42-41)]. 5- أمر الله تعالى عباده أن يدعوه وحده، وأن يخصُّوه بالعبادة حتى يستجيب لهم دعاءهم، وأخبر تعالى أن الذين يتكبرون عن إفراده بالعبودية والألوهية، سيدخلون جهنم صاغرين حقيرين، قال تعالى: ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ﴾ [غافر: (60)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الذكر والدعاء في السنة النبوية
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لَهُمْ: «أَتُحِبُّونَ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» [أخرجه الحاكم، المستدرك: (1838)]. 2- عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ» [أخرجه الترمذي: (3383)]. 3- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟«قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ» [أخرجه ابن ماجه: (3790)]. 4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ» [أخرجه الترمذي: (3479)]. 5- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ» [أخرجه أبو داود: (521)]. 6- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ» [أخرجه البخاري: (6338)، ومسلم: (2678)]. 7- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَالشَّدَائِدِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ» [أخرجه الحاكم، المستدرك: (1997)]. 8 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «ادْعُوا فَإِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ» [أخرجه الطبراني، الدعاء: (29)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

قال النووي: «أجمع المسلمون على جواز التسبيح، والتهليل، والتكبير، والتحميد، والصلاة على رسول اللَّه ، وغير ذلك من الأذكار، وما سوى القرآن للجنب والحائض، ودلائله مع الإجماع في الأحاديث الصحيحة مشهورة». "المجموع"، للنووي: (189/2). وقال أيضأ: «أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث، والجنب، والحائض، والنفساء، وذلك في التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والصلاة على رسول اللَّه ، والدعاء، وغير ذلك» " الأذكار"، للنووي: (31)، "نيل الأوطار"، للشوكاني: (268/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

«والمراد بالذكر هنا: الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل: الباقيات الصالحات، وهي: سبحان اللَّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، وما يلتحق بها من الحوقلة، والبسملة، والحسبلة، والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة. ويطلق ذكر اللَّه أيضًا ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه، أو ندب إليه؛ كتلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة ، ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه، وإن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب؛ فهو أكمل، فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر، وما اشتمل عليه من تعظيم اللَّه تعالى ونفي النقائص عنه ازداد كمالًا، فإن وقع ذلك في عملٍ صالحٍ مهمًا فرض من صلاةٍ ، أو جهادٍ، أو غيرهما ازداد كمالا، فإن صحح التوجه وأخلص للَّه تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال» "فتح الباري"، لابن حجر: (209/11) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«الْمُرَادُ بِذِكْرِ اللِّسَانِ الْأَلْفَاظُ الدَّالَّةُ عَلَى التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ وَالذِّكْرُ بِالْقَلْبِ التَّفَكُّرُ فِي أَدِلَّةِ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَفِي أَدِلَّةِ التَّكَالِيفِ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ حَتَّى يَطَّلِعَ عَلَى أَحْكَامِهَا وَفِي أَسْرَارِ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ وَالذِّكْرُ بِالْجَوَارِحِ هُوَ أَنْ تَصِيرَ مُسْتَغْرِقَةً فِي الطَّاعَاتِ وَمِنْ ثَمَّ سَمَّى اللَّهُ الصَّلَاةَ ذِكْرًا فَقَالَ: ﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله﴾ [الجمعة: (9)]» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الفَخْر الرَّازِي "فتح الباري"، لابن حجر: (209/11)
«اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، ونحوها، بل كل عامل لله بطاعة فهو ذاكرًا لله تعالى» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA النَّوَوِي "الأذكار"، للنووي: (9).
«ذهب الذاكرون الله بالخير كله» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أبو بكر الصديق "شعب الإيمان"، للبيهقي: (558).
«ما عمل العبد عملًا أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA معاذ بن جبل "شعب الإيمان"، للبيهقي: (519).
«وَالِاعْتِدَاءُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى وُجُوهٍ: مِنْهَا الْجَهْرُ الْكَثِيرُ وَالصِّيَاحُ، كَمَا تَقَدَّمَ. وَمِنْهَا أَنْ يَدْعُوَ الْإِنْسَانُ فِي أَنْ تَكُونَ لَهُ مَنْزِلَةُ نَبِيٍّ، أَوْ يَدْعُوَ فِي مُحَالٍ، وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الشَّطَطِ. وَمِنْهَا أَنْ يَدْعُوَ طَالِبًا مَعْصِيَةً وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَمِنْهَا أَنْ يَدْعُوَ بِمَا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَيَتَخَيَّرُ أَلْفَاظًا مُفَقَّرَةً وَكَلِمَاتٍ مُسَجَّعَةً قَدْ وَجَدَهَا فِي كَرَارِيسَ لَا أَصْلَ لَهَا وَلَا مُعَوِّلَ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُهَا شِعَارَهُ وَيَتْرُكُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَكُلُّ هَذَا يَمْنَعُ مِنِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA القُرْطُبي "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (226/7).
«إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب "السنن"، للترمذي: (486).
«إن الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصلوات» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA مجاهد بن جبر " إحياء علوم الدين"، للغزالي: (304/1).
«ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرحمة، فإنه يدعو كريمًا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن بَطَّال "فتح الباري"، لابن حجر: (144/11).
«فالعارف يجتهد في تحصيل أسباب الإجابة من الزمان والمكان وغير ذلك، ولا يمل، ولا يسأم، ويجتهد في معاملته بينه وبين ربه- عز وجل- في غير وقت الشدة، فإنه أنجح، فالواجب النظر في الأمور، فإن عدم الإجابة فليعلم أن ذلك إما لعدم بعض المقتضى، أو لوجود مانع فيتهم نفسه لا غيرها، وينظر في حال سيد الخلائق وأكرمهم على الله عز وجل، كيف كان اجتهاده في وقعة بدر وغيرها، ويثق بوعد ربه- عز وجل- في قوله: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: (60)]، وليعلم أيضًا أن كل شيء عنده بأجل مسمى» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن مُفْلِح "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (149/1).

الآداب

أولًا- آداب الذكر:

1- أن يخلص لله تعالى في الذكر، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: (11)]. 2- أن يكون الذاكر على أكمل الصفات. 3- أن يستقبل القبلة. 4- أن يجلس متخشعًا متذللًا بسكينة ووقار، مطرقًا رأسه. 5- أن يكون المكان الذي يذكر فيه خاليًا نظيفًا؛ ولهذا مُدح الذكر في المساجد والأماكن الشريفة. 6- أن يكون فم الذاكر نظيفًا، فإن كان فيه تغير أزاله بالسواك، وإن كان فيه نجاسة أزالها بالماء. 7- أن يكثر من الذكر على كل حال، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: (42-41)]. 8- أن يبكي عند الذكر أو يتباكى، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد: (16)]، وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الزمر: (22)]، وقال : «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» [أخرجه البخاري: (660)، ومسلم: (1030)]. 9- أن يخفض صوته بالذكر، فعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ» [أخرجه البخاري: (2992)، ومسلم: (2704)]. 10- أن يعلم أن قراءة القرآن الكريم أفضل الذكر، قال : «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» [أخرجه الترمذي: (2910)]. قال النووي: «اعلم أن قراءة القرآن آكد الأذكار» "الأذكار"، لنووي: (198). 11- أن يحرص على الأذكار التي ورد ذكر فضلها وعظم ثوابها فهي أولى من غيرها، قال : «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» [أخرجه مسلم: (2691)]، وقال : «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ» [أخرجه مسلم: (2698)]. 12- أن يكثر من الاستغفار؛ لأن الله تعالى أمر به، ووعد عليه الثواب والمغفرة، قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: (10)]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: (3)]، وقال : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ» [أخرجه أحمد: (18293)]. 13- أن يتجنب الذكر عند الجلوس لقضاء الحاجة، وفي حالة الجماع، وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب، وفي القيام في الصلاة؛ لأن عليه الاشتغال بالقراءة، وفي حالة النعاس. "الأذكار"، للنووي: (18-17) "موسوعة الآداب الإسلامية"، لعبد العزيز ندا: (396-387/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

ثانيًا- آداب الدعاء:

1- أن يخلص في الدعاء والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ» [أخرجه الترمذي: (3479)]. 2- أن يتحرى الأوقات الشريفة؛ كيوم عرفة من السنة، وليلة القدر من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، 3- أن يغتنم الأحوال الشريفة؛ كحال الزحف، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند إفطار الصائم، وحالة السجود، وفي حال السفر. 4- أن يدعو مستقبل القبلة، وأن يكون في حال طهارة، نظيف الفم، مزيلًا تغيره بالسواك، وأن يكون في مكان طاهر، وهيئة حسنة، مع خفض الصوت بين المخافتة والجهر، وأن لا يتكلف السجع في الدعاء فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع، والتكلف لا يناسبه. 5- أن يبدأ دعاءه بحمد الله تعالى والثناء عليه، فعن أَبَي عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ، يَقُولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: - أَوْ لِغَيْرِهِ – «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ» [أخرجه أبو داود: (1481)]. 6- أن يرفعَ إلى الله عز وجل يديه، باسطًا كفَّيْهِ، غيرَ ساتر لهما بثوب، أو غطاء، ويضم إحداهما إلى الأخرى، ويبالغَ في ذلك حتى يبدو بياض إبِطِه، قال : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ إِبِطُهُ يَسْأَلُ اللَّهَ مَسْأَلَةً، إِلَّا آتَاهَا إِيَّاهُ مَا لَمْ يَعْجَلْ» [أخرجه الترمذي: (3603)]. ولا يسأل الله تعالى ببطن الكف، وذلك بأن يجعل باطن الكف إلى الأعلى، قال : «إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا» [أخرجه أبو داود: (1486)]. 7- أن يتخير لدعائه، والثناء على ربه، أحسن الألفاظ، وأنبلها، وأجمعها للمعاني، وأبينها؛ لأنه مناجاة العبد سيد السادات الذي ليس له مثل، ولا نظير، ولو تقدم بعض خدم ملوك أهل الدنيا إلى صاحبه، ورئيسه في حاجة، يرفعها إليه، أو معونة يطلبها منه، لتخير له محاسن الكلام، ولتخلص إليه بأجود ما يقدر عليه من البيان، ولئن لم يستعمل هذا المذهب في مخاطبته إياه، ولم يسلك هذه الطريقة فيها معه، أوشك أن ينبو سمعه عن كلامه، وأن لا يحظى بطائل من حاجته عنده فما ظنك برب العزة سبحانه وبمقام عبده الذليل بين يديه، ومن عسى أن يبلغ بجهد بيانه كنه الثناء عليه؟ وهذا رسوله، وصفيه قد أظهر العجز، والانقطاع دونه؛ فقال في مناجاته: «وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت، كما أثنيت على نفسك». فسبحان من جعل عَجْزَ العاجزين عن شكره، والثناء عليه شكرًا لهم، كما جعل معرفة العارفين بأنهم لا يدركون كنه صفته إيمانًا لهم. 8- أن يصلي في دعائه على النبي ، قال : «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [أخرجه الطبراني: (721)]. 9- أن يجزم الدعاء، ويوقن بالإجابة، ويصدق رجاؤه فيه، قال : «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُكْرِهَ لَهُ» [أخرجه ابن ماجه: (3854)]. 10- أن يُلح على الله تعالى في الدعاء، ويكون ثلاثًا، قال : «إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ، فَإِنَّهُ يَسْأَلُ رَبَّهُ» [أخرجه ابن حبان: (889)]. 11- أن لا يستبطأ الإجابة، قال : «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَا - أَوْ فَلَمْ - يُسْتَجَبْ لِي» [أخرجه البخاري: (6340)، ومسلم: (2735)]. 12- أن يتوب ويرد المظالم وأن يقبل على الله تعالى بكنه الهمة، وهو الأدب الباطن، وهو الأصل في الإجابة، وأن يتحرى أكل الحلال، فقد جاء في الحديث: «ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» [أخرجه مسلم: (1015)]. 13- أن يدعو الله تعالى باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب، فد سمع النبي رجلًا يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» [أخرجه أبو داود: (1493)]، وسمع رجلًا يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» [أخرجه أبو داود: (1495)]. ويدعو بالأدعية التي أخبر النبي أنها مظنة الإجابة. 14- أن يكثر من الدعاء لقول الله تعالى: ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ﴾ [غافر: (60)]. 15- أن يتجنب الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، قال : «مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ» [أخرجه الترمذي: (3381)]. 16- أن لا يدعو على نفسه أو ولده أو ماله، قال : «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ» [أخرجه مسلم: (3009)]. 17- أن لا يدعو على نفسه بالموت لضر أصابه أو مصيبة نزلت به، قال : «لَا تَدْعُوا بِالْمَوْتِ وَلَا تَتَمَنَّوْهُ، فَمَنْ كَانَ دَاعِيًا لَا بُدَّ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» [أخرجه النسائي: (1822)]. 18- أن يقتصر على جوامع الدعاء، ولا يعتدي في الدعاء، لقول الله تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: (55)]، وعَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي، وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَنَعِيمَهَا، وَبَهْجَتَهَا، وَكَذَا، وَكَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَسَلَاسِلِهَا، وَأَغْلَالِهَا، وَكَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، يَقُولُ: «سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، إِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ الْجَنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنَ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ الشَّرِّ» [أخرجه أبو داود: (1480)]. 19- مما يجب أن يراعى في الأدعية، الإعراب الذي هو عماد الكلام، وبه يستقيم المعنى، وبعدمه يختل، ويفسد، وربما انقلب المعنى باللحن حتى يصير كالكفر، إن اعتقده صاحبه. مر الأصمعي برجل يقول في دعائه: «يا ذو الجلال والإكرام» فقال: ما اسمك؟ قال: ليث. فأنشأ يقول: ينادي ربَّهُ باللحنِ ليثٌ*****لذاكَ إذا دعاهُ ‌لا ‌يُجِيبُ 20- أن يبدأ بنفسه إذا دعا منفردًا، فإن النبي كان إذا دعا بدأ بنفسه، وكذا إذا دعا لغيره. 21- أن يختتم الدعاء باسم من أسماء الله تعالى يناسب مطلوبه، وهذا دَأَب الأنبياء عليهم السلام في دعائهم. 22- لا يجوز أن يُدعا ‌بالمحال، وأن يطلب ما لا مطمع فيه، كمن يدعو بالخلود في الدنيا، وقد علم أن الله سبحانه استأثَرَ بالبقاء، وكتبَ الفناء على جميع خلقِه، أو أن يدعو بمحرم شرعًا كأن يقول: اللهم أمته كافرًا، أو اسقه خمرًا، أو أعنه على المكس الفلاني، أو وطء الأجنبية الفلانية، أو يسر له الولاية الفلانية، وهي مشتملة على معصية، ومحبة معصية الله تعالى محرمة. وذكر القرافي تحريم الدعاء بالمحال عادةً، والمحال عقلًا، وتعقبه ابن الشاط. ولذلك قال في محرمات اللسان: كَذا الدُّعا بما لمعناهُ جَهِلْ*****أو طَالِبًا مَا شَرعًا او عقلًا حُظِلْ أو عادةً لدى القرافي المُعتَلِيْ*****واعترَضَ ابنُ الشَّاط غيرَ الأوَّلِ انظر في ذلك: "الفروق" للقرافي (4/266)، و"اللآلىء الحسان على محارم اللسان" لولد الخديم (ص42-43). 23- يشرع التوسل إلى الله تعالى بسابق إحسانه وفضله ورحمته، كما قال زكريا عليه السلام: ﴿وَلَمْ أَكُنْ بدُعَائِكَ ربِّ شَقِيًا﴾ [مريم: 4] والمعنى: أنك عودتني إجابتك وإسعافك ولم تشقني بالرد والحرمان، فهو توسل إليه بما سلف من إجابته وإحسانه، كما حكي أن رجلًا سأل رجلًا وقال: أنا الذي أحسنت إليّ وقت كذا وكذا، فقال: مرحبًا بمن توسّل إلينا بنا، وقضى حاجته. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص15-19)، "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (307-304)، "تصحيح الدعاء" لبكر أبو زيد، و"فقه الدعاء" لمصطفى العدوي، "موسوعة الآداب الإسلامية"، لعبد العزيز ندا: (369-356/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

أولًا- فوائد الذكر: 1- يطرد الشيطان ويقمعه، ويرضي الرحمن- عز وجل-. 2- يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب الفرح والسرور والانبساط. 3- يقوي القلب والبدن، وينور الوجه والقلب. 4- يجلب الرزق. 5- يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة. 6- يورث الذاكر المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة. 7- يورث الذاكر المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت. 8- يورث الذاكر الإنابة، وهي الرجوع إلى الله- عز وجل-، والقرب منه، فعلى قدر ذكره لله- عز وجل- يكون قربه منه. 9- يفتح للذاكر بابًا عظيمًا من أبواب المعرفة. 10- يورث الذاكر الهيبة لربه- عز وجل- وإجلاله، لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل؛ فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه. 11- يورث الذاكر ذكر الله تعالى له كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: (152)]، ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلًا وشرفًا. 12- يورث الذاكر حياة القلب، فالذكر قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته. 13- يجلو القلب من صدئه، ويحط الخطايا ويذهبها. 14- يُزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى. 15- يُعرِّف الله عز وجل على العبد في الشدة إذا ذكره في الرخاء. 16- ينجي من عذاب الله تعالى. 17- سبب لتنزيل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بحلقات الذكر. 18- سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل. 19- أن مجالسه مجالس الملائكة. 20- سبب يسعد الذاكر بذكره، ويسعد به جليسه، وهذا هو المبارك أينما كان. 21- أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة. 22- أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه، وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن- عز وجل-. 23- أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين. 24- أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها. 25- أنه غراس الجنة. 26- أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال. 27- أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده. 28- أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط. 29- الذكر ميسر للعبد في جميع الأوقات والأحوال؛ ولذا فإن الذاكر وهو مستلق على فراشه قد يسبق القائم الغافل. 30- يفتح باب الدخول إلى الله عز وجل، فإذا فتح الباب ووجد الذاكر ربه فقد وجد كل شيء. 31- يسد خلة القلب وفاقته، فإن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله- عز وجل-، فإذا صار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تبع له فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة ويفني الفاقة. 32- يجمع المتفرق ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد ويبعد القريب، فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته وهمومه وعزومه، والعذاب كل العذاب في تفرقتها وتشتتها عليه وانفراطها له، والحياة والنعيم في اجتماع قلبه وهمه وعزمه وإرادته. ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم والأحزان والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه. ويفرق أيضًا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره حتى تتساقط عنه وتتلاشى وتضمحل، ويفرق أيضًا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان. 33- ينبه القلب من نومه، ويُوقظه من سَنَتِه. 34- الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون. 35- الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه. وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق. 36- أنه يعدل عتق الرقاب ونفقة الأموال والحمل على الخيل والضرب بالسيف في سبيل الله- عز وجل-. 37- الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره. 38- أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبًا بذكر الله. 39- أنه يذيب قسوة القلب، فإن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى. 40- أنه شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه، فالقلوب مريضة وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى. 41- أنه أصل موالاة الله عز وجل، ورأسها، والغفلة أصل معاداته ورأسها؛ لأن العبد لا يزال يذكر ربه- عز وجل- حتى يحبه فيواليه، ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه. 42- أنه سبب لاستجلاب نعم الله تعالى واستدفاع نقمه. 43- أنه يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر، ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز. 44- أنه سبب لسكنى رياض الجنة في الدنيا. 45- أنه سبب لمباهاة الله تعالى ملائكته بالذاكرين. 46- أن الدوام عليه سبب لدخول الجنة مستبشرًا فرحًا بما أنعم الله عليه من الدوام على الذكر. 47- أنه يحقق الغاية التي من أجلها شُرعت الأعمال كالصلاة ونحوها، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: (14)]. 48- أن الإكثار منه في الأعمال يجعل الذاكر أفضل أهل ذلك العمل، فأفضل الصوام أكثرهم ذكرًا لله تعالى في صومهم، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكرًا لله تعالى. 49- أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات وتقوم مقامها، سواء كانت هذه التطوعات بدنية، أو مالية، أو بدنية مالية. 50- أن من أكبر العون على طاعة الله تعالى، فإنه يحببها للعبد ويسهلها عليه، ويجعل قرة عينه فيها. 51- أنه يسهل الصعب، وييسر العسير ويخفف المشاق، فما ذكر الله تعالى على صعب إلا هان، ولا على عسير إلا تيسر، ولا مشقة إلا خفت، ولا شدة إلا زالت، ولا كربة إلا انفرجت. 52- أنه يُذهب مخاوف القلب كلها، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله- عز وجل-. 53- أنه يُعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه. 54- الذاكرون هم السابقون يوم القيامة. 55- أنه سبب لتصديق الرب سبحانه وتعالى عبده؛ لأنّه يخبر عن الله بأوصاف كماله، ونعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبد، صدقه ربه، ومن صدقه الله تعالى، لم يحشر مع الكاذبين، ورجي له أن يحشر مع الصادقين. 56- أنه سبب لأن تبني الملائكة للذاكر دورًا في الجنة ما دام يذكر، فإذا أمسك عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء. 57- أنه سدٌ بين العبد وبين جهنم- والعياذ بالله تعالى- فإذا كان ذكرًا دائمًا محكمًا، كان سدًا محكمًا لا منفذ فيه، وإلا فبحسبه. 58- أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب. 59- أنه سبب لأن تتباهى الجبال والقفار وتستبشر بمن عليها من الذاكرين. 60- أن كثرة الذكر أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله تعالى، كما أخبر عنهم سبحانه بقوله: ﴿وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: (142)]. 61- أنه سبب لتحصيل الذاكر من اللذة ما لا يحصل لغيره؛ ولذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة. 62- أنه يكسو صاحبه نضرة في الدنيا ونورًا في الآخرة. 63- أن في تكثيره تكثير لشهود العبد يوم القيامة. 64- أن فيه اشتغال عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة واللغو ونحو ذلك من حيث إن اللسان لا يسكت البتة، وهو إما لسان ذاكر، وإما لسان لاغ، ولا بد من أحدهما، والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. 65- أنه لا سبيل إلى تفريق جمع الشياطين التي تحوط بالإنسان إلا بذكر الله عز وجل. 66- أنه سبب لإجابة الدعاء. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنَّ يَعْمَلَ بِهِنَّ، وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، وَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ بِهِنَّ، فَأَتَاهُ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ تَعْمَلَ بِهِنَّ، وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تُخْبِرَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ أُخْبِرَهُمْ، قَالَ: يَا أَخِي لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخَافُ إِنْ سَبَقْتَنِي بِهِنَّ أَنْ يُخْسَفَ بِي وَأُعَذَّبَ. قَالَ: فَجَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرُفَاتِ ثُمَّ خَطَبَهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وآمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ: أُولَاهُنَّ أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ، أَوْ وَرِقٍ، ثُمَّ أَسْكَنَهُ دَارًا، فَقَالَ: اعْمَلْ، وَارْفَعْ، إِلَيَّ فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيَرْفَعُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى وَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ وَمَثَلُ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ، كُلُّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَ الصِّيَامِ كَرِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَمَثَلُ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَرَّبُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ، وَجَعَلَ يُعْطِي الْقَلِيلَ، وَالْكَثِيرَ حَتَّى فَدَى نَفْسَهُ، وَأَمَرَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ كَثِيرًا، وَمَثَلُ ذِكْرِ اللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ حَتَّى أَتَى حِصْنًا حَصِينًا، فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يَنْجُو مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ» [أخرجه الحاكم، المستدرك: (1534)]. 2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ» قَالَ: «فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» قَالَ: «فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ» قَالَ: «فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟» قَالَ: «فَيَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟» قَالَ: «فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا» قَالَ: «يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟» قَالَ: «يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ» قَالَ: «يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا» قَالَ: «يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ» قَالَ: «يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا» قَالَ: «يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً» قَالَ: «فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ» قَالَ: «يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ» [أخرجه البخاري: (6408)، ومسلم: (2689)]. 3- عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ - أَوْ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» [أخرجه البخاري: (7499)، ومسلم: (769)]. 4- عن عَطَاء بْن السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه صَلَاةً، فَأَوْجَزَ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ، فَقَالَ: أَمَّا عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ هُوَ أُبَيٌّ غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الدُّعَاءِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ» [أخرجه النسائي: (1305)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA