البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

ترك الصلاة

الصّلاةُ رُكنُ الدّينِ الأعظم بعد الشهادتين، فمن أقامها أقام الدين ومن هدمها هدمَ الدّين، لذا كان تاركها من أصحاب الكبائر، واختُلف في كفره، وقد تواترت الأحاديث في إثبات العقوبة له، والتحذيرِ من فعله.

التعريف

التعريف لغة

التّركُ: مصدر قولهم: تركت الشيء تركًا، أي خليته، وهو مأخوذ من مادة (ت ر ك) التي تدل على «التخلية عن الشيء» وهو قياس الباب، ولذلك تُسمَّى البيضة بالعراء تريكة، وتركة الميت: ما يتركه من تراثه. وقال الراغب: ترك الشيء: رفضه قصدًا واختيارًا أو قهرًا واضطرارًا، والتريكة من النساء: التي تترك فلا يتزوجها أحد، والتريكة أيضًا: روضة يغفلها الناس فلا يرعونها، وقولهم: فما اترك: أي ما ترك شيئًا، وتراك بمعنى: اترك اسم لفعل الأمر من ترك، وقال ابن منظور: والتَّّرك: وَدْعُكَ الشَّيء، يقال: تركه يتركه تركًا واتركه. انظر "مقاييس اللغة " لابن فارس (1 /346)، "الصحاح " للجوهري (2 /1576)، "لسان العرب " لابن منظور(1 /430). الصَّلاةُ: الثَّناء والدُّعاءُ بالخَيْرِ، يُقال: صَلَّيتُ عَلَيْهِ، أيْ: أثنيتُ أو دَعَوتُ لَهُ، ومنه سُمِّيت الصَّلاةُ بِذلك؛ لاشْتِمالِها عليهما، وقِيل: مَأْخوذَةٌ مِن الصَّلاة، وهو: العَظْم الذي عليه الأَلْيَتانِ؛ لأنَّ المصلِّي يُحرِّكُ صَلوَيْهِ في الرُّكوعِ والسُّجُودِ، وقِيلَ غَيْرُ ذلك. ومِن مَعانِيها أيضًا: التَّبرِيكُ والتَّحمِيدُ والتَّعظِيمُ والرَّحمَةُ. "العين " للخليل (7/153)، "جمهرة اللغة " (2/897)، "مختار الصحاح "(ص 178)، "لسان العرب " (14/465)، تاج العروس : (38/437)

التعريف اصطلاحًا

أن يدع الإنسان المكلف الصلاة المفروضة عمدًا أو نسيانًا أو تكاسلًا حتى يخرج وقتها المحدد لها شرعًا. "الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (1/217)، "تعظيم قدر الصلاة " للمروزي (2/903)، "موارد الظمآن " (1/221).

الأدلة

القرآن الكريم

ترك الصلاة في القرآن الكريم
-جعلَ الله للصَّلاة وقتًا محدّدًا لا يجوز أن تُخرجَ عن وقتها: فقال: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴾ [ النّساء: 103] - وقد جاءَ الأمرُ بالمحافظةِ عليها: فقال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [ البقرة: 238 ] - ويستحقُّ تاركها دخولَ النّار: قال تعالى عن أهل النّار: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: 42] ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: 43] - وقد جاء التهديد والوعيد بمن يؤخر الصلاة: قَالَ الله تَعَالَى: ﴿فخلف من بعدهمْ خلف أضاعوا الصَّلَاة وَاتبعُوا الشَّهَوَات فَسَوف يلقون غياً إِلَّا من تَابَ وآمن وَعمل صَالحًا﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية، ولكن أخروها عن أوقاتها، وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله: هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا يصلي العصر إلى المغرب، ولا يصلي المغرب إلى العشاء، ولا يصلي العشاء إلى الفجر، ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس. انظر"الكبائر" للذهبي (ص17)

السنة النبوية

ترك الصلاة في السنة النبوية
وُصف تاركَ الصّلاة بالكفر لعظيمِ جُرمِه وقد جاء التعبير عن هذا المعنى بألفاظ عديدة: عن جابر بن عبد الله ان الرسول صلى الله عليهم وسلم قال : «بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ». أخرجه مسلم (82)، و عن بريدة بن الحصيب الأسلميّ: «العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ». أخرجه الترمذي (2621) وعن عبدالله بن عباس: «عُرى الإسلامِ وقواعِدُ الدِّينِ ثلاثةٌ، عليهِنَّ أُسِّسَ الإسلامُ ومَن تركَ واحدةٌ منهنَّ فهو بها كافرٌ، حلالُ الدمِ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ، والصَّلاةُ المكتوبةُ، وصَومُ رمضانَ». أخرجه أبو يعلى (2349) وعن عبدالله بن شقيق: «كان أصحابُ محمَّدٍ صلّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لا يرونَ شيئًا من الأعمالِ تركُه كفرٌ، غيرَ الصَّلاةِ». أخرجه الترمذي (2622) و عن عبدالله بن عمر: «لا إيمانَ لمن لا أمانةَ لَهُ ، ولا صلاةَ لمن لا طُهورَ لَهُ ، ولا دينَ لمن لا صلاةَ إنَّما موضِعُ الصَّلاةِ منَ الدِّينِ كمَوضعِ الرَّأسِ في الجسَدِ» أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (2292). وعن أبي الدرداء: «أوصاني خليلي صلّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ أن لاَ تشرِكَ باللَّهِ شيئًا وإن قُطِّعتَ وحُرِّقتَ ولاَ تترُك صلاةً مَكتوبةً متعمِّدًا فمن ترَكَها متعمِّدًا فقد برئت منْهُ الذِّمَّةُ ولاَ تشرَبِ الخمرَ فإنَّها مفتاحُ كلِّ شرٍّ» صحيح ابن ماجه (3275) عن معاذ بن جبل: «أتى رسولَ اللَّهِ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني عَملًا إذا أَنا عَمِلْتُهُ دخلتُ الجنَّةَ، قالَ: لا تُشرِكْ باللَّهِ شيئًا وإن عُذِّبتَ وحرِّقتَ، وأطِعْ والدَيكَ وإن أخرجاكَ من مالِكِ ومن كلِّ شيءٍ هوَ لَك، لا تَترُكْ الصَّلاةَ متعمِّدًا فإنَّ مَن ترَكَ الصَّلاةَ مُتعمِّدًا فقد برئَت منهُ ذمَّةُ اللَّهِ». أخرجه الطبراني (156) عن أنس بن مالك: «مَن ترَكَ الصَّلاةَ متعمِّدًا فقَد كفرَ جِهارًا». أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (3348) ومن تركَ الصّلاة استحقَّ غضبَ الله: عن عبدالله بن عباس: «من ترك الصلاةَ لقيَ اللهَ وهو عليه غضبانٌ». أخرجه الطبراني (11782)، وتاركُ الصلاة حبط عملُه: عن أبي الدرداء: «من ترك الصلاةَ متعمِّدًا فقد حبِط عملُه». أخرجه أحمد (27492)

أقوال أهل العلم

على الصلواتِ الخمسِ حافِظْ فإنَّها*****لآكَدُ مَفروضٍ على كُلِّ مُهْتَدِي فلا رُخصةٌ في تَرْكِها لِمُكَلَّفٍ*****وأَوَّلُ ما عنها يُحاسَبُ في غَدِ بإهمالِها يَستَوْجِبُ المَرْءُ قَرْنَهُ*****بفِرْعَوْنَ معَ هَامَانَ في شَرِّ مِذْوَدِ وما زالَ يُوصِي بالصلاةِ نَبِيُّنَا*****لَدَى الموتِ حتَّى كَلَّ عنْ نُطْقِ مِذْوَدِ وتَفْوِيتُها أوْ بَعْضِها مِنْ مُكَلَّفٍ*****حرامٌ سِوَى للجَمْعِ أوْ شَرْطِ فُقَّدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص68).

العقوبة

وأمَّا ما الواجب على من تركها عمدًا، وأُمر بها فأبى أن يصلّيَها لا جحودًا لفرضها، فإنَّ قوما قالوا: يقتل، وقوما قالوا: يعزر ويحبس، والذين قالوا يقتل منهم من أوجب قتله كفرا، وهو مذهب أحمد وإسحاق وابن المبارك، ومنهم من أوجبه حدًا وهو مالك والشافعي، وأهل الظاهر ممن رأى حبسه وتعزيره حتى يصلي. "بداية المجتهد ونهاية المقتصد " لابن رشد (1 /98)

الأضرار والمفاسد

(1) طريق يؤدي إلى الكفر والخروج من الملة. (2) استحقاق سخط الله وغضبه. (3) حلول النقم وذهاب النعم. (4) دليل على قلة توفيق المرء وسوء عاقبته. (5) البعد عن الله والبغض من الناس. (6) يورث الهوان والذل في الدنيا والآخرة. (7) يحشر صاحبها مع هامان وقارون وفرعون وأبي بن خلف. (8) يحرم صاحبها نعمة لقاء الله ويسمى مضيعا لأمانة الله. (9) يحرم من أهم مصدر لتكفير السيئات وزيادة الحسنات. " نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم"ل مجموعة من المؤلفين (9 /167). لماذا نصلي للمقدم (9 /1) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ف قوله تعالى : ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) ﴾ [القلم: 9-13 ]: «فإنه سبحانه إذا أنعم على عبد بباب من الخير وأمره بالإنفاق فيه فبخل عاقبه بباب من الشر يذهب فيه أضعاف ما بخل به وعقوبته في الآخرة مدخرة ثم أتبع ذلك بعقوبة المتكبر الذي هو من نوع العتل الزنيم الذي يدعى إلى السجود والطاعة فيأبى؛ ففيها عقوبة تارك الصلاة وتارك الزكاة. فتارك الصلاة هو المعتدي الأثيم العتل الزنيم. وتارك الزكاة الظالم البخيل». "مجموع الفتاوى " لابن تيمية (16 /70).

وسائل الاجتناب

1- معرفة عقوبة تاركِ الصّلاة وأنّ هذا الفعلَ كُفرٌ، وله أضرار ومفاسد كثير أسلفنا ذكرها. 2- معرفةُ الفائدة الجليلة من الالتزام بالصلاة؛ فهي التي تصلُ العبدَ بربّه، فيناجيه ويدعوه ويطلبُ إليه حاجاته، وإذا صلُحت الصّلاة صلُحت سائر أفعال العبد وإذا فسدت فسد سائر أعماله. 2- دعاءُ العبدِ ربّه أن يعينه على الالتزام بالصلاة ويجنّبه تركها، فإنَّ الله هو المعينُ على فعل الخيرات وترك المنكرات. 3- الإكثار من ذكرِ الله عزَّ وجلَّ يُعين المسلم على الالتزام بالصّلاة؛ لأنّه بذلك يُبعدُ وساوس الشيطان عنه. 4- ترويضُ النّفس وتعويدها على الصّلاة من خلال العزم والإصرار والإرادة حتّى تصبحَ طبعًا فيه وجُزءًا من يومه وحياته. 5- الحرص والمبادرة إلى أداء الصّلاة في أوّل الوقت، فإنّ ذلك مُعينٌ على عدم السهوعنها. 6- الصّحبة الصّالحة، فإنها تعين على الصّلاة وتذكّر بالله وتخوّف من الآخرة. 7- تركُ المعاصي فإنها تحرم صاحبهامن القرب من الله عزَّ وجلَّ وتقربه من الشيطان. 8- الأخذ بالأسباب الدنيويّة، مثل: ضبط المنبه لصلاة الفجر، أو طلب التذكير من الأصدقاء والعائلة وما إلى ذلك. انظر "أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر " لخالد أبو شادي (ص21)، "مجموع فتاوى صالح بن فوزان " (ص313)، محمد الحمد، "كلمات في الصلاة" لمحمد الحمد (ص 2)، "تعظيم الصلاة " لعبد الرزاق البدر (ص21)