البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

أمن مكر الله

وصفَ اللهُ عزَّ وجلَّ نفسَه بالرّحمة، لكنّه مع ذلك وصفَ نفسه بأنّه شديدُ العقاب، ذو الطَّول، ولا يأمنُ مكره إلّا الخاسرون، فهو يقلّبُ قلوب عباده كيف شاء، لذا الواجب على العبد: أن يعظّم في قلبه جانب الخوف من الله سبحانه وتعالى، فلا يفلح من يأمن مكر الله سبحانه وتعالى. لذا يجب على العبد أن يعتقد تحريم الأمن من مكر الله وأنه من كبائر الذنوب، وقد أخبر الله تعالى أنه من صفات أهل الخسران، وهو ليس في درجة واحدة، فقد يناقض أصل التوحيد، أو يناقض كماله.

التعريف

التعريف لغة

الأمن في اللغة: عدم توقع مكروه في الزمن الآتي، وأصله طمأنينة النفس وزوال الخوف. انظر: "تاج العروس" (34/184). وقال ابن فارس رحمه الله: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما: الأمانة التي هي ضد الخيانة، ومعناها: سكون القلب، والآخر: التصديق». " مقاييس اللغة" (1/133). المكر في اللغة: هو الاحتيال والخداع. المصدر السابق (5/345). أو هو: «احتيال في خفية». " العين" (5/370). وقال بعضهم: «المكر: صرف الغير عما يقصده بحيلة». " مفردات ألفاظ القرآن" للراغب (2/381) وقيل: «هو التوصل إلى الإيقاع بالخصم من حيث لا يشعر». " القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/101).

التعريف اصطلاحًا

تغليبُ جانب رجاء ما عند الله تعالى، مع الانصراف عن دين الله تعالى، والغفلة عنه، والتقصير في الواجبات، والانهماك في المحرمات، أو مع الغرور بالعمل والعجب بالنفس. انظر : "تيسير العزيز الحميد" لعبد الرحمن بن حسن (ص509)، "القول السديد" لابن سعدي (ص103). أو هو: عدم الخوف من الله تعالى أو ضعفه، والطمأنينة إلى إمهاله وتأخير عقابه، وذلك بارتكاب نهيه، ومخالفة أمره. انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص164)، و"الجديد في شرح كتاب التوحيد" لمحمد بن عبد العزيز القرعاوي (ص311).

الأدلة

القرآن الكريم

أمن مكر الله في القرآن الكريم
1- وصف اللهُ تعالى من يأمنُ مكرَه بالخُسران: فقال تعالى : ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [ الأعراف : 54] 2 - وقد أوقعَ اللهُ عذابَه الشديد بمن أمِنَ مكرَهُ: قال: ﴿ وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 23]. وقال : ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ [الأنعام: 44] أي: آيسون من النجاة، وكل خير سديد، ولهم الحسرة والحزن والخزي لاغترارهم بترادف النعمة عليهم، مع مقابلتهم لها بمزيد الإعراض والإدبار. وقال : ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النحل: 45]

السنة النبوية

أمن مكر الله في السنة النبوية
جاء التّصريحُ بعدِّ الأمنِ من مكرِ اللهِ من الكبائر: عن عبدالله بن عباس: سُئلَ رسولُ اللَّه صلّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ما الْكبائرُ؟ فقالَ: «الشِّرْكُ باللَّهِ، واليأسُ من رَوحِ اللَّهِ، والأمنُ من مَكرِ اللَّهِ». أخرجه البزار (106). فعن أم سلمة أم المؤمنين: «كانَ أَكْثرُ دعائِهِ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ. قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما أَكْثرَ دعاءِكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قَلبي على دينِكَ. قال: يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ فمَن شاءَ أقامَ ومن شاءَ أزاغَ، فَتلا معاذٌ: ﴿رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا﴾». أخرجه الترمذي (3522). عن عائشة أم المؤمنين: أنَّ رسولَ اللهِ كان يُكثِرُ أنْ يقولَ: «يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، فقيل له: يا رسولَ اللهِ -قال عَفّانُ: فقالَتْ له عائِشةُ-: إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه، قال عَفّانُ: بَينَ إصْبَعَينِ مِن أصابِعِ اللهِ عزَّ وجلَّ». أخرجه أحمد (26133). وعن عبدالله بن مسعود: قال رسول الله : «فوالذِي نفسِي بيدِهِ إنَّ أحدَكم لَيَعْمَلُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتّى ما يكونُ بينَهُ وبينَها إلا ذراعٌ فيسبقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ النّارِ فيدخلُها وَإنَّ أحدَكم لَيعملُ بعملِ أهلِ النّارِ حتّى ما يكونُ بينَه وبينَها إلا ذراعٌ فيسبقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ فيدخلُها». أخرجه ابن ماجه (61). وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم يروي عن ربه عليه السلام أنه قال: «وعزّتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة». أخرجه البزار في "المسند" (14/342)، وابن حبان في "صحيحه" (640)، وأعله الدارقطني بالإرسال "العلل" (8/38)، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم 742).

أقوال أهل العلم

«الكبائر الإشراك بالله سبحانه وتعالى، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله». ابن مَسْعُود أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10/459، رقم 19701)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/171).
«يغلب الرجاء في الشدة، والخوف في الرخاء». أَبُو سُليمان الدَّاراني "غذاء الألباب " للسفاريني (460/1)
«من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له». الحسن البَصْري أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4/1291 رقم 7293).
«بغت القوم أمر الله! وما أخذ الله قوما قطُّ إلا عند سلوتهم وغرَّتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله». قَتَاَدة بن دعامة أخرجه السيوطي في "الدر المنثور" (3/505)، وعزاه لابن أبي حاتم.
«من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب؛ يتمنى على الله المغفرة» أبو المعافَى المزني "الدر المنثور" (3/507).
«ولا يَأمن من مكر الله، فإنه لا يدري على أي شيء يموت، وعلى ماذا يُختم أمره: يموت على حكم السعادة، أم على حكم الشقاوة؟». ابن الحَنْبَلي "الرسالة الواضحة" (ص1052).

الأضرار والمفاسد

1) أنّها تجعل المؤمن غافلًا عن طاعة الله ورضوانه. 2) إذا أمِنَ المؤمن مكر الله لم يراقب الله في تصرّفاته، ويرتع في الدّنيا كالبهائم. 3) الأمن من مكر الله طريق يؤدّي إلى جهنّم وبئس المصير. 4) لا يأمنُ من مكر الله إلّا القوم الخاسرون. 5) الذي يأمنُ مكرَ الله يزدادُ في المعاصي، ويبتعدُ عن الله عزَّ وجلَّ. انظر"نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم "ل مجموعة من المؤلفين (9 /4005)

وسائل الاجتناب

1- استحضار المفاسد العظيمة التي يؤدّيها أمنُ مكرِ الله من الخسران، والهلاكِ من الله عزَّ وجلَّ. 2- استحضار قوّة الله وسلطانه وجبروته وعقابه: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[ المائدة: 98]. 3- معرفةُ ما ينبغي أن يعيش العبدُ المؤمن بأن يوازنَ بينَ الخوفِ والرّجاء: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]. 4- القراءة في سيرة النّبيّ صلّى الله وحاله مع الله وعدمِ أمنِهِ مكره، وكذا القراءة في أحوال وأخبار السلف الصّالح، من خشيتهم الدخول في النّار وهم من هم فيما قدّموه. 5- دوامُ الالتجاءِ إلى الله ودعوته، أن يرزقه حُسن الاعتقاد به كما يريد سبحانه.

مسائل متعلقة

إطلاق صفة المكر على الله تعالى

وحقيقةُ المكر مستحيلة على الله سبحانه وتعالى، وأما قوله - عز قائلًا: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 54]؛ فهو من باب المقابلة أو المشاكلة على حد ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: 40] ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116] قيل: ومعنى المقابلة أنه لا يجوز أن يوصف - تعالى - بالمكر إلا لأجل ما ذكر معه من لفظ آخر مسند لمن يليق به. " الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (1 /148).

أمن مكر الله عند غلاة الصوفية

امتلأت كتب الطائفة التيجانية بما يدل على تلبسهم بالأمن من مكر الله، وركونهم إلى انتمائهم إلى فرقتهم الضالة وطقوسها المبتدعة. قال التجاني: «من ترك وردًا من أوراد المشايخ لأجل الدخول في طريقتنا هذه المحمدية التي شرفها الله تعالى على جميع الطرق أمنه الله تعالى في الدنيا والآخرة، فلا يخاف من شيء يصيبه لا من الله تعالى، ولا من رسوله ، ولا من شيخه، أيًّا كان من الأحياء أو من الأموات». وقال التجاني: «وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنه بغير حساب ولا عقاب، ولو عملوا من الذنوب ماعملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا، إلا أنا وحدي». 4. قال التجاني: «كل من عمل عملا لله تعالى فرضًا أو نفلًا، وتقبل منه يعطينا الله على ذلك العمل أزيد مما يعطيه لعامله بأكثر من مائة ألف ضعف ونحن رقود». وكلامه في ذلك كثير، انظر "بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التيجاني" لأحمد العلوي الشنقيطي.

صور من مكر الله تعالى

1 ـ أن يؤخر عن العباد عذاب الأفعال، فيحصل منهم نوع اغترار، فيأنسوا بالذنوب، فيجيئهم العذاب على حين غِرّة. 2 ـ أن يغفل الناس عن ربهم ومعبودهم وينسوا ذكره، فيتخلى عنهم إذا تخلوا عن ذكره وطاعته، فيسرع إليهم البلاء والفتنة فيكون مكره بهم تخلّيه عنهم. 3 ـ أن يعلم من ذنوبهم وعيوبهم ما لا يعلمونه من نفوسهم، فيأتيهم المكر من حيث لا يشعرون. 4 ـ أن يمتحنهم ويبتليهم بما لا صبر لهم عليه فيفتنون به، وذلك مكر. انظر: "كتاب الفوائد" (ص164).