البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

سب الصحابة

جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهذا الدّين ولهذه الرسالة أَمَنةً، يحفظون هذا الدّين ويعينون على تبليغ هذه الرسالة وهي بالغةٌ لا محالة، وقد اختارهمُ الله صحبةً لنبيه ، ورضيَهم له، فمن أتى بهم وذكرهم بسوء فقد ثلمَ حصنَ هذا الدين، وإنَّ الأمر مفضٍ به إلى ثلم النبي حامل الرسالة ومبلغها.

التعريف

التعريف اصطلاحًا

الكلام الذي يقصد به الانتقاص، والاستخفاف بأصحاب رسول الله ، رضي الله عنهم، ويفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح. انظر: "الصارم المسلول" لابن تيمية (587، 658)، "الصواعق المحرقة" لابن حجر الهيتمي (380- 383).

الأدلة

القرآن الكريم

سب الصحابة في القرآن الكريم
الآيات التي نزلت في فضل الصحابة رضوان الله عليهم كثيرة منها: 1- وصفهم الله تعالى بالسبق للإيمان، وأمر من جاء بعدهم بالدعاء لهم، والتوجه إلى الله تعالى أن يسل من قلوبهم أي حقدٍ أو غلٍ عليهم، فقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] 2- وصفهم الله تعالى بأوصافٍ يُحبُّها، فهم يجاهدون الكفار، وهم عليهم أشداء، وهم يتعبدون الله تعالى حتى ترى سيماهم في وجوههم، ووعدهم بالمغفرة والأجر العظيم فقال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَئَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29] 3- وذكرهم تعالى صراحةً في كتابه، ووصفهم برضاه عنهم، ورضاهم عنه، وأعد لهم جناتٍ مخلدّين فيها فقال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]. 4- وقال تعالى: ﴿لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ التوبة [88: 89].

السنة النبوية

سب الصحابة في السنة النبوية
الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة عامتهم وخاصتهم كثيرة، فكُتب الحديث فيها أبوابٌ تتحدث عن فضائل الصحابة عامةً، وفضائل الأنصار، وفضائل المهاجرين، وفضائل العشرة المبشرين بالجنة، وأبواب مفردة عن غيرهم من الصحابة. هذا، وقد جمع الصحابة إضافةً لفضلهم بالصحبة، فضل الإسلام، ولهم على المسلمين حق الأخوة الإسلامية، فيجب على المسلم كف أذاه عنهم والدعاء لهم بكل خير، لفضلهم على الأمة الإسلامية، فهم حملة الإسلام بعد الرسول . وقد وردت أحاديث تنهى عن التعرض لهم منها: 1- نهى الرسول عن سبِّ الصحابة، وذكر فضلهم، وأن من جاء بعدهم لو أنفق قدر استطاعته فلن يصل إلى شيءٍ قليلٍ من فضلهم. قَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ». أخرجه البخاري (3397). 2- وأمر الرسول بحفظه في صحابته، ومن امتثل هذا الأمر ورد حوضه الشريف وإلا أبعد عنه فعن عبدالله بن عمر: «قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: احفَظوني في أصحابي فمن حفِظَني في أصحابي رافَقني وورد عليَّ الحَوضَ ومن لم يحفَظني فيهم لم يرِد حَوضي ولم يرَني إلّا من بعيدٍ». أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23 /364). 3- خص الرسول الخلفاء الأربعة بالفضل فعن جابر: قال رسول الله : «إنَّ اللهَ اختار أصحابي على العالَمِين سوى النبيينَ والمرسلينَ، واختار لي من أصحابي أربعةً - يعني أبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليًّا - فجعلهم أصحابي. وقال في أصحابي: كلِّهم خيرٌ». "تفسير القرطبي" (19‏ /348). 4- جعل الرسول إيذاء الصحابة من الكبائر فإيذاؤهم إيذاء للرسول وإيذاء الرسول معاداةٌ لله فعن عبدالله بن مغفل: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «اللهَ اللهَ في أصحابي لا تتَّخِذوا أصحابي غَرَضًا، مَن أحَبَّهم فبِحُبِّي أحَبَّهم ومَن أبغَضهم فبِبُغْضي أبغَضهم ومَن آذاهم فقد آذاني ومَن آذاني فقد آذى اللهَ ومَن آذى اللهَ يوشِكُ أنْ يأخُذَه». أخرجه ابن حبان (7256).

الإجماع

«وأجمعوا على أن خير القرون: قرن الصحابة ثم الذين يلونهم على ما قال : "خيركم قرني". وأجمعوا على أن كل من صحب النبي - ولو ساعة - أو رآه - ولو مرة - مع إيمانه به وبما دعا إليه أفضل من التابعين بذلك. وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم إلا بخير ما يذكرون به. وأجمع المسلمون أنه لا يسبهم أو أحدًا منهم، ولا يطعن عليهم إلا فاسق. وأجمعوا على هجران من انتقصهم، أو أبغضهم، أو نالهم بما يكره، وعلى معاداته وإبعاده». "الإقناع في مسائل الإجماع" (1 /58-59).

أقوال أهل العلم

«ومن سب الصحابة والسلف، ترد شهادته، لفسقه». البَغَوي "التهذيب" (8 /269).
«واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأوَّلون». النَّوَوِي "شرح صحيح مسلم" (16 /93).
«ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان». الطَّحَاوي "متن الطحاوية" (81)
«ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله كما وصفهم الله في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، وطاعة للنبي في قوله: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه». ابن تَيْمِيَّة "العقيدة الواسطية" (115).
«فمن طعن فيهم أو سبهم، فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساوئهم وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من الثناء عليهم، وما لرسول الله صلي الله عليه وسلم من ثنائه عليهم، وفضائلهم ومناقبهم وحبهم ولأنهم أرضى الوسائل من المأثور، والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول، وهذا ظاهر لمن تدبره، وسلم من النفاق والزندقة والإلحاد في عقيدته، وحسبك ما جاء في الأخبار والآثار، ومن ذلك كقول النبي صلي الله عليه وسلم: إن الله اختارني واختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم وزراء وأنصارًا وأصهارًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً». الذَّهَبي "الكبائر" (189).
وقدْ نَقَلَ البَنَّاءُ تكفيرَ مَنْ رَأَىمَسَبَّةَ أصحابِ النبيِّ مُحَمَّدِ
المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص63).
«فمن سب أحدًا منهم مستحلًا كفر، وإن لم يستحل فسق، وقيل عنه: يكفر مطلقًا، وإن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر». ابن حَمْدَان "نهاية المبتدئين" (ص66).

العقوبة

من سب الصحابة فقد ارتكب كبيرةً من الكبائر، يستحق صاحبها دخول النار. وفي عقوبة سب الصحابة تفصيل: 1- من قذف أم المؤمنين عائشة بما برّأها الله منه فهو كافرٌ بالاتفاق يجب قتله، لأنه كذّب القرآن. 2- من سبّ أم المؤمنين بغير هذا ممّا لا يقدح في عدالتها ودينها، فيستحق التعزير بما يردعه عن ذلك. 3- اتهام غير السيدة عائشة من زوجات النبي ، فجمهور العلماء على أنه كقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. 4- من سبّ فاطمة الزهراء فالأظهر أنه كسب الصحابة. 5- من طعن في الشيخين فجمهور العلماء على كفره. 6- من كفّر الصحابة كلهم، فإنه يكفر. 7- من كفّر أحد الصحابة مستحلاً ذلك، فإنه يكفر. 8- من سبهم بما لا يكفرهم به، فإنه يحد إذا قذفهم وينكل به ويحبس. 9- أن يسبهم بما لا قذف فيه، كأن يصفهم بالجبن، فإنه يعزر على ذلك بما يردعه. 10- أن يسبهم باللعن والتقبيح، فإنه ينكل به ويعزر على ذلك، وتوقف الإمام أحمد في تكفيره. انظر "الإصابة في الذب عن الصحابة" (134-171)، "عقيدة أهل السنة في الصحابة" (2 /856).

الأضرار والمفاسد

سب الصحابة كبيرةٌ من الكبائر، التي يستحق من يقترفها النار خالدًا مُخلَّدًا فيها، والقدح فيهم قدحٌ في القرآن والسنة المطهرة، لأنهم حملة القرآن والسنة المطهرة، ومن سبهم عرّض نفسه للحد والتعزير الشرعي، وفي التعرض لهم ولما شجر بينهم من المفاسد والمضار الكثير منها: 1- أن الصحابة لن يضرهم شيء، والضرر يعود على من سبهم، وفي ذلك يتعرض لما هو في غنى عنه. 2- إفساد قلوب المسلمين. 3- إثارة الشبهات التي تكون معول هدمٍ للإسلام، وتفرق شمل الأمة. انظر "عقيدة أهل السنة في الصحابة" ل ناصر بن علي (25)، "تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة" (176)، "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل(1 /4).

وسائل الاجتناب

على من تجرّأ على سبّ الصحابة أو الانتقاص منهم: 1-أن يعلمَ خطر هذه الجريمة، وما يترتب عليها من العقوبة التي تفضي إلى الانتقاص من رسولِ الله صلّى الله عليه وسلم. 2- أن يقرأ ويتبصّر في فضائل الصّحابة وسيرهم، ومآثرهم، وما قدّموه لهذا الدّين. 3- أن لا يُرافق أهل الشَّرور من المتجرئين على دين الله وعلى حُماته، وأن لايسمع لأقاويلهم وشبههم. 4- أن يعودَ لأهل العلم الثّقات في كل ما يعرض له من القضايا التي تُثار فيما يخص الصحابة. 5- أن يكثرَ من ذكر الصّحابة بخيرهم، ويطوي ما سمعه من شرّهم، وأن يديم الترضّي عنهم. انظر "عقيدة أهل السنة في الصحابة" ل ناصر بن علي ، "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل.