البحث

عبارات مقترحة:

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

كتابة الربا

جعل الإسلام للكسب وسائل مشروعة لا يكونُ فيها المرءُ سببًا في الفساد والإفساد، ومعلومٌ أنَّ الربا من الكبائر لما يجلبه على صاحبه وعلى المجتمع من المفاسد، وكذلك كان كتابة الربا والشهادة عليه من الكبائر.

التعريف

التعريف لغة

الربا: الزيادَةُ والكَثرَةُ، يُقال: رَبا الشَّيءُ، يَربُو، رَبوًا، أي: زادَ وكَثُرَ. ومنهُ سُميَ أَخذُ الرَّجل أَكثرَ مما أَعطَى: ربًا. ويُطلَقُ بمعنى النَّماء، وأَربَى الزَرعُ: نَما وعَلَت سيقانُهُ، وأَربَيتُ المالَ: إذا نَمَيتهُ. ومن مَعانيه أيضًا: العُلوُ والارتفاعُ، ومنهُ سُميَت الرابيَةُ، وهي: المَكانُ العالي المُرتفعُ عن الأرض. انظر: "العين " (8 /283)، "تهذيب اللغة " (15 /197)، "المحكم والمحيط الأعظم " (10 /327).

التعريف اصطلاحًا

هو عقد على عوض مخصوص غير معلوم التّماثل في معيار الشّرع، حالة العقد مع تأخير في البدلين أو أحدهما. انظر: "التوقيف على مهمات التعاريف" للمناوي (ص173)، "الزواجر" لابن حجر (ص299)

الأدلة

القرآن الكريم

كتابة الربا في القرآن الكريم
1- جاء وعيدٌ شديد في القرآن الكريم للمرابي ووصفه بأكثر الصفات ذمًّا، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) ﴾ [البقرة: 275- 280 ] ففي هذه الآيات وصف الله تعالى المرابي بأنه كالمتخبط من المس الشيطاني، وأوعد المرابي بالخلود في النار، وأنه يمحق البركة من المرابي، وآذن المرابي بالحرب من الله، ومن كان الله خصمه في الحرب فقد خاب، ولن يجد من ينصره في هذه الحرب. قال الطبري: «إنما خص الآكل بالذكر لأن الذين نزلت فيهم الآيات المذكورة كانت طعمتهم من الربا، وإلا فالوعيد حاصل لكُلِّ من عَمِلَ به، سواء أكل منه أم لا». 2- ونهى الله تعالى في غير هذا الموضع عن أكل الربا فقال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) ﴾ [آل عمران: 130- 132 ] 3- وسمى الله تعالى الربا بأنها أكلٌ لأموال الناس بالباطل وجعلها من صفات اليهود فقال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (161) ﴾ [النساء: 160- 161 ] 4- وذكر أنه تعالى لا يزيد الربا عنده بل على العكس من ذلك فقال: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) ﴾ [الروم: 37- 39 ]

السنة النبوية

كتابة الربا في السنة النبوية
1- الربا من الكبائر التي تهلك صاحبها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل مال اليتيم. وأكل الرّبا، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» أخرجه البخاري (2766)، ومسلم (89). 2- جاء وصف الربا في السنة بأخبث الأوصاف وجاء إثمها من أعظم الآثام فعن أبي هريرة: «الرِّبا سبعونَ حوبًا وأيسرُها كنِكاحِ الرَّجُلِ أُمَّهُ وإنَّ أربى الرِّبا عِرْضُ الرَّجلِ المسلِمِ». أخرجه ابن ماجه (2274). 3- وقد لعن الرسول الربا ومن التبس بها بأي شكلٍ فعن جابر بن عبدالله: «لَعَنَ رَسولُ اللهِ آكِلَ الرِّبا ، وَمُؤْكِلَهُ، وَكاتِبَهُ، وَشاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَواءٌ». أخرجه مسلم (1598). قال الإمام النووي: «هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابين، والشهادة عليهما، وفيه تحريم الإعانة على الباطل، والله أعلم». "شرح النووي على مسلم" (11 /26). قال الإمام الشوكاني: «قوله: (وكاتبه) فيه دليل على تحريم كتابة الربا إذا علم ذلك وكذلك الشاهد لا يحرم عليه الشهادة إلا مع العلم، فأما من كتب أو شهد غير عالمٍ فلا يدخل في الوعيد، ومن جملة ما يدل على تحريم كتابة الربا وشهادته وتحليل الشهادة والكتابة في غيره قوله تعالى: ﴿إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه﴾ [البقرة: 282] وقوله تعالى: ﴿وأشهدوا إذا تبايعتم﴾ [البقرة: 282] فأمر بالكتابة والإشهاد فيما أحله وفهم منه تحريمهما فيما حرمه».

الإجماع

«اتفقت كلمة المسلمين على تحريم الربا عمومًا». انظر "مراتب الإجماع " لابن حزم (89)، "الصارم البتار " للتويجري (144).

الأضرار والمفاسد

كتابة الربا من الكبائر المحرمة التي جاءت الأحاديث بِلَعنِ من قام بها، فهي تجلب غضب الله تعالى على من قام بها، وتربي في الإنسان قَبول الباطل، والتساهل في المحرمات، وهي من الوسائل المساعدة على انتشار الربا ومضارها ومنها: 1- الضرر الأخلاقي: فالمرابي بخيل النفس عبدٌ للمال قليل المروءة. 2- الضرر الاجتماعي: فمجتمع الربا مجتمع منحل فير منضبط تحكمه الشهوة للمال، ومجتمعٌ كهذا تغيب فيه أواصر المحبة وتنتشر فيه العداوة والبغضاء. 3- الضرر الاقتصادي: فالربا هو معول خدمٍ لاقتصاد الأفراد والمجتمعات والدول، وقد يصل إلى حد إعلان الدول الإفلاس، وبالتالي تبعيتها المطلقة للدولة الدائنة أو صندوق النقد. وغيرها من الأضرار الكبيرة. انظر "الربا " لسعيد بن وهف (71- 81).

وسائل الاجتناب

1- التفكّر في الأضرار التي يجلبها الربا على المجتمع ويكون شاهدُ الربا سبيلا إليها وطريقًا فيها. 2- البحث عن مصدر رزق حلال يكفي الإنسان ومن يعيله إن كان عمله في كتابة الربا لكسب معاشه كالعمل في البنوك الربوية. 3- الابتعاد عن رفقاء السوء، والتزود من رفقاء الصلاح الذين يعينون المرء على أمور دينه ودنياه. 4- تقوى الله عزَّ وجلَّ وتذكر الآخرة وأحوالها.