البحث

عبارات مقترحة:

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

غزوة أحد

كانت غزوة أحد بقيادة رسول الله ، وذلك أن قريش أرادت أن تثأر لقتلاها في بدر، حيث مشى رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبا سفيان ومن كانت له في تلك البعير من قريش تجارة للإعانة بهذا المال على الحرب، فاجتمعت قريش، فلما سمع رسول الله بخبرهم استشار أصحابه في الخروج، وكان رأيه أن لا يخرجوا من المدينة، وأبى كثير من الناس إلا الخروج إلى العدو، ومضى رسول الله حتى نزل الشعب من أحد، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، وقال: "لا يقاتلن أحد منكم حتى نأمره بالقتال"، وأمر على الرماة عبد الله بن جبير رضي الله عنه، والرماة يومئذ خمسون رجلا، وقال لهم: "انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك لا يُؤتين من قبلك"، وتعبأّت قريش، وهم ثلاثة آلاف رجل، واقتتل الفريقان حتى حَمِيت الحرب، وأنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده، وكانت الهزيمة لا شك فيها، حتى مال الرماة إلى العكسر، وكشفهم القوم، فلما أخلّ الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على الأصحاب، فضرب بعضهم بعضًا، فالتبسوا وقُتِل من المسلمين ناس كثير، فانكشف المسلمون، فأصاب فيهم العدو، وكان يوم بلاء وتمحيص، حتى خلص العدو إلى رسول الله ، فدُثَّ بالحجارة حتى وقع لشقه، فأصيبت رباعيته، وشُجَّ في وجهه، وكُلِمت شفته، ودافع في هذه الغزوة عن رسول الله رجال كثير، منهم: أبو سعيد الخدري وطلحة وسهل بن حنيف وعلي بن أبي طالب وزياد بن السكن وأبو دجانة وسعد بن أبي وقاص وأبو طلحة وغيرهم رضوان الله عليهم، وأنزل الله على المسلمين النعاس في هذه الغزوة أمنة منه ورحمة، وشاركت الملائكة هذه الغزوة، واستشهد من المسلمين في هذه الغزوة خمسة وستون ويقال سبعون رجلا، وصلى عليهم رسول الله ودفنهم من غير غسل، وصلى رسول الله الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التي أصابته، وصلى المسلمون خلفه قعودا.

اسمها

غزوة أحد

وقتها

كانت غزوة أحد في سنة ثلاث. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /18)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /38)، أي في العام المقبل بعد بدر. انظر: "دلائل النبوة" للبيهقي (3 /201). وهناك أقوال في تحديد الشهر واليوم منه، فالرأي الأول أنها كانت في شهر شوال. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /18)، وقد ذكر ابن هشام أنها كانت يوم السبت للنصف من شوال. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /64). والرأي الآخر أنها كانت يوم السبت لسبع خَلوْن من شعبان، ويقال: لإحدى عشرة ليلة خَلتْ منه، ويقال: للنصف منه. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 230). وكانت الواقعة في أول النهار، وهي على المشهور التي أنزلها الله فيها قوله تعالى من سورة آل عمران: ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)﴾. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /18).

موقعها

كانت غزوة أحد في الشعب من أُحُد، في عدوة الوادي إلى الجبل. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /2)، وأحُد جبل بالمدينة على أقل من فرسخ منها. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 230).

عدد المسلمين

خرج رسول الله في ألفٍ من أصحابه، انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /27). وهناك قول آخر أنهم كانوا تسعمائة. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 231). حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد، انخذل عنه عبد الله بن أُبي بن أبي سلول بثلث الناس. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /27)، "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /25). وهؤلاء القوم هم المرادون بقوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾ سورة آل عمران: 167، وبقي رسول الله في سبعمائة مقاتل. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /25-27).

عدد المشركين

كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف رجل، وفيهم سبعمائة دارع، ومائتا فارس، وثلاثة آلاف بعير، وخمس عشر امرأة. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /29)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /37)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 231). وفي قول آخر أنهم كانوا ألفين. انظر: "دلائل النبوة" للبيهقي (3 /231).

قائد المسلمين

رسول الله

قائد المشركين

أبو سفيان بن حرب

سببها

لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب، ورجع فَلهم وأبو سفيان بن حرب وبعيره إلى مكة، مشى رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبا سفيان ومن كانت له في تلك البعير من قريش تجارة للإعانة بهذا المال على الحرب، والثأر بمن أصيب في بدر، فاجتمعت قريش للحرب، وخرجت قريش بحدها، وجدها، وحديدها، وأحابيشها، ومن تابعهم من قبائل كنانة، وأهل تهامة. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /25-26)، "السيرة" لابن كثير (3 /19-20)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /37).

أحداثها

ثم إن رسول الله أري ليلة الجمعة رؤيا، فأصبح، فجاءه نفر من أصحابه فقال لهم الرؤيا. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /22-23)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /38). فعن أبي موسى، أراه، عن النبي ، قال: "رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفًا، فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرا، والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق، الذي آتانا الله بعد يوم بدر". أخرجه البخاري (3622)، مسلم (2272). قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم، أن رسول الله : "رأيت بقرًا لي تذبح"، قال: "فأما البقر فهي ناسٌ من أصحابي يقتلون، وأما الثُّلم الذي رأيت في ذباب سيفي، فهو رجل من أهل بيتي يُقتل". انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /26). وسمع رسول الله بخبر قريش، فاستشار أصحابه في الخروج. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /27)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /38). لما قصَّ رسول الله رؤياه على أصحابه، قال لهم: إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن أقاموا أقاموا بشرّ مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها". انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /27)، "السيرة" لابن كثير (3 /26). وكان رأيه أن لا يخرجوا من المدينة وأن يتحصّنوا بها. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3 /172)، وكان رأي عبد الله بن أُبيّ بن أبي سلول مع رأي رسول الله ، طلب الخروج إلى الأعداء رجال من المسلمين ممن أكرمهم الله بالشهادة في يوم أحد، وممن كان فاتهم بدر، فلم يزل الناس بالرسول الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم، حتى لبس الرسول لأمته، فخرج إليهم، فندم الناس أنهم استكرهوا الرسول على الخروج، فعرضوا البقاء والقعود في المدينة، فقال رسول الله : "وما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل"، فخرج رسول الله في ألف من أصحابه. "السيرة" لابن هشام (3 /27)، وانظر: "السيرة" لابن كثير (3 /26)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /38)، "دلائل النبوة" للبيهقي (3 /205). فلما صلى رسول الله الجمعة وعظ الناس وذكرهم، وأمرهم بالجد والجهاد، ثم انصرف من خطبته وصلاته، فدعا بلأمته فلبسها، ثم أذن في الناس بالخروج. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /25)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /38). وأبى كثير من الناس إلا الخروج إلى العدو، ولم يَتَناهوا إلى قول رسول الله ورأيه، ولو رضوا بالأمر الذي أمرهم كان ذلك، ولكن غلب القضاء والقدر. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /24). حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد، انخزل عنه عبد الله بن أُبي بن أبي سلول بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصاني، ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أسها الناس، فرجع بمن تبعه من قومه من أهل النفاق والريبة. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /27)، "السيرة" لابن كثير (3 /25)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /39). وقال الأنصار يوم أُحد لرسول الله : يا رسول الله، ألا نستعين بحلفائنا من يهود؟ فقال: لا حاجة لنا فيهم". انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /27)، "السيرة" لابن كثير (3 /27). ومضى رسول الله حتى نزل الشعب من أحد، في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، وقال لا يقاتلن أحد منكم حتى نأمره بالقتال، وأمر على الرماة عبد الله بن جبير رضي الله عنه، وهو معلم يومئذ بثياب بيض، والرماة خمسون رجلا، فقال: انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو عليناـ فاثبت مكانك لا يؤتين من قبلك، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /29)، "السيرة" لابن كثير (3 /29)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /40). وأجاز الرسول عليه الصلاة والسلام يومئذٍ سمرة بن جندب الفزاري، ورافع بن خديج، وهما ابنا خمس عشرة. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /29)، "السيرة" لابن كثير (3 /29)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /39). وتعبأّت قريش، وهم ثلاثة آلاف رجل، ومعهم مائتا فرس قد جنبوها، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /29)، "السيرة" لابن كثير (3 /30). وبدأ أبو سفيان وامرأته يحرضان قريشا على القتال، فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بن عتبة في النساء اللاتي معها، وأحذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال، ويحرضنهم. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /31-32). فاقتتل الناس حتى حمِيت الحرب، وقاتل أبو دجانة بالسيف الذي أعطاه رسول الله حتى أمعن في الناس، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله، فأعطى السيف حقه. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /32)، "السيرة" لابن كثير (3 /32-33). وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله حتى قُتِل، فأعطى رسول الله اللواء علي بن أبي طالب، وتبارز علي بن أبي طالب وأبو سعد بن أبي طلحة وهو صحب لواء المشركين، وصرعه علي رضي الله عنه، ثم انصرف ولم يجهز عليه. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /36- 37)، "السيرة" لابن كثير (3 /39). وكان وحشي غلامًا لجُبير بن مطعم، وكان عمُّه طُعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد قال له جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. وقاتل حمزة بن عبد المطلب حتى قَتل أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف، وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء، وكذلك قتل حمزة عثمان بن أبي طلحة، وهو حامل اللواء، فجعل وحشي يتبصّر حمزة، ويريده ويستتر منه بشجرة أو بحجر ليدنو منه، حتى دفع حربته عليه، فوقع وأمهله حتى مات. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /34). ثم أنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده، فحسُّوهم بالسيوف، حتى كشفوهم عن العكسر، وكانت الهزيمة لا شك فيها، حتى مال الرماة إلى العكسر، وكشفهم القوم عنه، وخلوا ظهورهم للخيل، فأتوا بهم من خلفهم. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /40- 41)، "السيرة" لابن كثير (3 /42- 43). فلما غنم النبي وأباحوا عسكر المشركين أكبّ الرماة جميعًا، فدخلوا في العسكر ينهَبون. .. فلما أخلّ الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على الأصحاب، فضرب بعضهم بعضًا، فالتبسوا وقُتِل من المسلمين ناس كثير، وقد كان لرسول الله وأصحابه أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة، وجال المسلمون جولة نحو الجبل، ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار، إنما كانت تحت المهراس. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /47). وفي رواية الإمام أحمد بن حنبل أن البراء بن عازب قال: أن النبي قال للرماة: "إن رأيتمونا تَخطّفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظَهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، قال: فهزموهم... فقال أصحاب عبد الله بن جُبير: الغنيمة، أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله ؟ قالوا: إنا والله لنأتينّ الناسَ فلنُصيبنّ من الغنيمة، فلما أتوهم صُرِفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله غير اثنين عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين رجلا. ابن كثير، انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /41)، "السيرة" لابن كثير (3 /49-50)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /42-47). ونظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة أهله فكرّ بالخيل، وتبعه عكرمة بن أبي جهل، فحملوا على من بقي من الرماة فقتلوهم، وقُتِل أميرهم عبد الله بن جُبير رحمه الله، وانتقضَتْ صفوف المسلمين واستدارت رحاهم، وحالت الريح، فصارت دَبورًا، وكانت قبل ذلك صبًّا. ابن انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /42). وانكشف المسلمون فأصاب فيهم العدو، وكان يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله فيه من أكرمه من المسليمن بالشهادة، حتى خلص العدو إلى رسول الله ، فدُثَّ بالحجارة حتى وقع لشقه، فأصيبت رباعيته، وشُجَّ في وجهه، وكُلِمت شفته. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /42)، "السيرة" لابن كثير (3 /44)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /42)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 233). وقد ترجم البخاري في إحدى تراجمه: "باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد". وَفِي صحيحه: ﴿أَنّهُ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَشُجّ فِي رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدّمَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا وَجْهَ نَبِيّهِمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُم، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ سورة آل عِمْرَانَ: 128. وقد دخل في وَجْنته حلقتان من حلقات المغفر، فاستخرج أبو سعيد الخدري إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع الحلقة، ففعل مثلما فعل في المرة الأولى، ووقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /58)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 233). وتفرق عنه أصحابه، فدخل بعضهم المدينة وانطلق طائفة فوق الجبل إلى الصخرة، وجعل رسول الله يدعو الناس، "إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله"، فاجتمع إليه ثلاثون رجلا، فجعلوا يسيرون بين يديه فلم يقف أحد إلا طلحة وسهل بن حنيف، فحماه طلحة فرُمي بسهم في يديه فيبست يده. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /44). عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان أبو بكر إذ ذكر يوم أحد قال: ذاك يومٌ كله لطلحة. "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /58). ففي صحيح البخاري: عن قيس، قال: "رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي يوم أحد". أخرجه البخاري (4063). وصرخ صارخ: ألا إن محمدًا قد قتل، فانكفأ القوم عليهم بعد إصابة أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم. وفشا في الناس أن النبي قد قتل، فقال بعض أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان، يا قوم إن كان قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /36)، "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /44-47). وانتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله، قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، وبه سمي أنس بن مالك. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /46)، "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /68). وقاتل أنس وهو يقول: واهًا لريح الجنة أجده دون أحُد، وقاتل حتى قُتل، ووُجد في جسده بضع وثمانون من ضربة وطعنة ورمية، قالت أخته الربيع بنت النضر: فما عرفتُ أخي إلا ببانه. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /62)، "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /46). وانطلق رسول الله يدعو الناس، حتى انتهي إلى أصحاب الصخرة، ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله ، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلك أن في أصحابه من يمتنع به، فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم نه، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا، فقال الله عز وجل في الذين قالوا إن محمد قد قتل فارجعوا إلى قومكم: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ سورة آل عمران: 144. انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /45- 47). ووقع الرسول عليه الصلاة والسلام في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر ليقع فيها المسلمون، وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب بيد الرسول، ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما، ومصّ أبو سعيد الخدري الدم عن وجه الرسول، ثم ازدرده، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من مس دمي دمه لم تصبه النار". انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /43)، "السيرة النبوية" لابن كثير (3 /46). وقال رسول الله حين غشِيه القوم: "من رجل يشري لنا نفسه؟" فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار، يقتلون دونه رجلا ثم رجلا، حتى كان آخرهم زياد قاتل حتى أثبتته الجراحة، ثم جاءت فئة من المسلمين، فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله : "ادنوه مني"، فأدنوه منه، فتوسد قدمه، فمات وحده على قدم رسول الله . انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /44). وترّس دون رسول الله أبو دجانة بنفسه، يقع النبل في ظهره، وهو منحن عليه، حتى كثر فيه النبل، ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله صلة الله عليه وسلم، قال سعد" فلقد رأيته يناولني النبل، وهو يقول: "ارم فداك أبي وأمي". انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /45)، "السيرة" لابن كثير (3 /52). ففي صحيح البخاري: عن عبد الله بن شداد، عن علي رضي الله عنه، قال: ما سمعت رسول الله يفدي أحدا غير سعد، سمعته يقول: "ارم فداك أبي وأمي" أظنه يوم أحد". أخرجه البخاري (6184). وكذلك ترّس أبو طلحة بنفسه دون رسول الله . ففي صحيح البخاري: عن أنس رضي الله عنه، قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي ، وأبو طلحة بين يدي النبي مجوب به عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القد، يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل، فيقول: انشرها لأبي طلحة. فأشرف النبي ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان، فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا". أخرجه البخاري (3811)، مسلم (1811). وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت بنت كعب المازنية يوم أحد، فلما انهزم المسلمون انحازت إلى الرسول صلى الله عيه وسلم، فقامت تباشر القتال، وتذبُّ عنه بالسيف، وترمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليها. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /45)، "السيرة" لابن كثير (3 /67). وكذلك في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: "قال رجل للنبي يوم أحد أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: في الجنة فألقى تمرات في يده، ثم قاتل حتى قتل". أخرجه البخاري (4046)، مسلم (1899). وأصيبت يومئذ عين قتادة حتى وقعت على وجنيته، فردها الرسول عليه الصلاة والسلام بيده، فكانت أحسن عينيه وأحدها. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /45)، "السيرة" لابن كثير (3 /66)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 233). وأنزل الله عليهم النعاس أمنة منه في غزوة بدر وأحد والنعاس في الحرب وعند الخزف دليلٌ على الأمن، وهو من الله، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3 /180). ويشهد له قوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ…﴾ سورة آل عمران: 154. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /53). وكذلك في الصحيح: عن أبي طلحة رضي الله عنهما، قال: "كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط فآخذه". أخرجه البخاري (4068). وكانت الملائكة تدافع عن الرسول . انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3 /180). ففي صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض، كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد". يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام. أخرجه البخاري (4054)، مسلم (2306). فنهض المسلمون بالنبي نحو الشعب، معه أبو بكر وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وطلحة بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضوان الله عليهم جميعًا ورهط من المسلمين. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /47). فلما أسند رسول الله في الشعب، لحقه أبي بن خلف وهو يقول: أي محمد، لا نجوت إن نجوت، فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا، فقال الرسول: "دعوه"، فلما دنا، تناول الرسول الحربة من الحارث بن الصمة، وانتفض بها انتفاضة تطاير بها القوم، تطاير الشَّراء أي الذباب عن ظهر البعير إذا انتفض بها، ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ بها، قتقلب عن فرسه فجعل يتدحرج، فمات عدو الله وهو بسرف وهم قافلون به إلى مكة. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /47)، "السيرة" لابن كثير (3 /44- 64)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /46)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 234). وكان أول من عرف رسول الله بعد الهزيمة كعب بن مالك رضي الله عنه، قال: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين، أبشروا هذا رسول الله صلة الله عليه وسلم، فأشار إلي رسول الله أن أنصت. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /46)، "السيرة" لابن كثير (3 /46). فبينا رسول الله بالشعب معه أولئك النفر من أصحابه، إذ عَلتْ عالية من قريش الجبل، فقال رسول الله: "اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا"، فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل، وأنه قال: "اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد في الأرض"، ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة، حتى أنزلوهم. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /49)، "السيرة" لابن كثير (3 /44- 47). ثم إن أبا سفيان بن حرب حين أراد الانصراف، أشرف على الجبل، ثم صرخ بأعلى صوته، فقال: أنعمَتْ فِعال، وإن الحرب سجال، يوم بيوم، أُعل هُبل، أي أظهر دينك، فقال رسول الله : "قم يا عمر فأجِبْه، فقل الله أعلى وأجلّ، لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"، فأجاب عمر. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /56)، "السيرة" لابن كثير (3 /47)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /42). وصلى رسول الله الظهر يوم أحد قاعدًا من الجراح التي أصابته، وصلى المسلمون خلفه قعودًا. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /50)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 234). ثم بعث رسول الله علي بن أبي طالب في آثار القوم، لينظر ماذا يصنعون وماذا يريدون، فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فإنهم يريدون المدينة، فخرج وقد امتطوا الخيل متوجهين إلى مكة. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /57)، "السيرة" لابن كثير (3 /76).

نتيجتها

قال ابن إسحاق: فجميع من استشهد من المسلمين مع رسول الله من المهاجرين والأنصار: خمسة وستون رجُلًا، وقول آخر أنهم سبعون رجُلًا، وآخر أنهم تسعة وأربعون رجلًا. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /90)، "السيرة" لابن كثير (3 /92)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 232). وكان من بين الذين استشهدوا من المسلمين يوم أحد من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش ومصعب بن عمير رضي الله عنهم جميعاً، وأما من الأنصار: سعد بن الربيع أحد النقباء يوم العقبة، وعبد الله بن جبير بن النعمان، وهو أمير الرماة، وعبد الله بن سلمة، وأوس بن ثابت، أخو حسان بن ثابت، أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، وحنظلة بن أبي عامر بن صفي بن نعمان بن مالك وهو غسيل الملائكة، مالك بن سنان، أبو أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وعمرو بن الجموح. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /86-90)، "السيرة" لابن كثير (3 /39-41، 104)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /42-43). ولما أشرف رسول الله على القتلى يوم أحد، وكانوا يدفنون الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، وصلى على حمزة والشهداء من غير غسل. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /61)، "السيرة" لابن كثير (3 /81- 84)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /43) "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 232). فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: "كان النبي يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا، ولم يصل عليهم". أخرجه البخاري (1343).

أحداث متعلقة

ذكر ما أنزل الله في أحد من القرآن: يقول إسحاق المطلبي: كان مما نزل الله في يوم أحد من القرآن ستون آية من آل عمران، فيها صفة ما كان في يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب منهم، يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران: ﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ سورة آل عمران: 122- 123، وما بعدها من الآيات. انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /70-86)، "السيرة" لابن كثير (3 /104).

دروس وعِبَر

قال ابن هشام: "كان يوم بلاء ومصيبة وتمحيص، اختبر الله به المؤمنين، ومحن به المنافقين، ممّن كان يُظهر الإيمان بلسانه، وهو مستخفٍ بالكفر في قلبه، ويومًا أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته". "السيرة" لابن هشام (3 /69). وقد ذكر ابن القيم فصلا فيما اشتملت عليه هذه الغزوة من الأحكام والفقه، نذكر بعضها: لزوم بالشروع فيه، حتى أن من لبس لَأمَته، وشرع في أسبابه وتأهّب للخروج، ليس له أن يرجع عن الخروج حتى يقاتل فيه عدوه. لا يلزم الخروج إلى العدو إذا طرقهم عدوهم في ديارهم، بل يجوز لهم أن يلزموا ديارهم. عدم الإذن لمن لا يطيق القتال من الصبيان غير البالغين، بل يردُّهم إذا خرجوا. جواز الغزو بالنساء، والاستعانة بهنّ في الجهاد. جواز الصلاة للإمام قعودا إذا أصابته جراحة. جواز دعاء الرجل أن يقتل في سبيل الله، وتمنّيه ذلك. أن السنة في الشهيد أن لا يُغسّل ولا يٌكفّن في غير ثيابه، بل يدفن فيها بدمه وكلومه، إلا أن يُسلَبها، وفي مصرعه ولا يُنقَل إلى مكانٍ آخر، وجواز دفن الرجلين أو الثلاثة في القبر الواحد. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3 /189-196). ومن الحكم والغايات المحمودة التي كانت في وقعة أحد؛ تعريفهم سوء عاقبة المعصية والفشل. وحكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرَتْ بأن يُدالوا مرة ويُدال عليهم أخرى، لكن تكون لهم العاقبة، وهذا من أعلام الرسل، كما قال هرقل لأبي سفيان، وبه يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب، ويستخرج عبودية أوليائه وحزبه في السراء والضراء. ولو نصرهم دائمًا وأظفرهم بعدهم في كل موطن لطغتْ نفوسهم، ولو امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة ذلوا وانكسروا، فالنفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغيانًا وركونًا إلى العاجلة. هيَّأ الله لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لم تبلغها أعمالهم، ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة. وقعة أحد كانت مقدمة وإرهاصًا بين يدي موت الرسول، فثبّتهم ووبّخهم على انقلابهم على أعقابهم، بل الواجب له عليهم الثبات على دينه وتوحيده والموت عليه، فإنهم إنما يعبدزن رب محمد وهو حيٌّ لا يموت. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3 /196-202).