البحث

عبارات مقترحة:

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

سرية عبد الله بن أنيس إلى عرنة

سرية خرج بها الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، وذلك لما بلغ رسول الله أن خالد بن سفيان الهذلي اللحياني قد جمع الجموع يريد حربه بعث رسول الله إليه عبد الله بن أنيس سرية وحده، فكمن له عبد الله بن أنيس حتى إذا تمكن منه قتله.

اسمها

سرية عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي بعرنة. وذكره ابن هشام ضمن المغازي فقال: "غزوة عبد الله بن أنيس لقتل خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي". انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /619).

وقتها

خرج عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان الهذلي ليقتله يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم، على رأس أربعة وخمسين شهرًا، ورجع يوم السبت لسبع بقين من المحرم، وكان ذلك في السنة الرابعة الهجرية. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /531)، "السيرة" لابن هشام (2 /619)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /50)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 239)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /218).

موقعها

جمع خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي الجموع لرسول الله ، وضوى إليه بشر كثير من أفناء الناس، ونزل عُرَنَة وما حولها، في ناس من قومه وغيرهم، فسار عبد الله بن أنيس إليه من المدينة، سرية وحده، ليقتله. يقول عبد الله بن أنيس: "حتى إذا كنت ببطن عُرَنَة لقيته يمشي، ووراءه الأحابيش ومن استجلب وضوى إليه…" الى آخر القصة. "المغازي" للواقدي (2 /532). وقال ابن إسحاق: "وهو بنخلة أو بعرنة". "السيرة" لابن هشام (2 /619). قال الأزهري: بطن عُرَنَة واد بحذاء عرفات، وقال غيره: بطن عُرَنَة مسجد عرفة والمسيل كله. "معجم البلدان" للحموي (4 /111). وهي ما دون عَرَفَة من جهة مكة، بينهما الوادي الذي ينسب إليها، وهو ليس من عَرََفَة. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 239).

عدد المسلمين

واحد، وهو عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، كان سرية وحده.

عدد المشركين

واحد، وهو خالد بن سفيان الهذلي ثم اللحياني.

سببها

وصول خبر جمع خالد بن سفيان الهذلي ثم اللحياني الجموع لرسول الله . انظر: "المغازي" للواقدي (2 /531- 533)، "السيرة" لابن هشام (2 /619- 221)، وغيرها.

أحداثها

روى محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: "دعاني رسول الله فقال: إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بعرنة، فأته فاقتله. قال: قلت: يا رسول الله، انعته لي حتى أعرفه، قال: إذا رأيته وجدت له قشعريرة. قال: فخرجت متوشحًا بسيفي حتى وقعت عليه، وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلَا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من الإقشعريرة فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع، والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك، وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا. قال: أجل أنا في ذلك. قال: فمشيت معه شيئًا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت، وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله فرآني فقال: أفلح الوجه. قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: صدقت. قال: ثم قام معي رسول الله فدخل بي بيته فأعطاني عصا، فقال: أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس. قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت: أعطانيها رسول الله ، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله فتسأله عن ذلك؟ قال: فرجعت إلى رسول الله ، فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ. قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصبت معه في كفنه، ثم دفنا جميعًا". أخرجه أبو داود مختصرا (1290)، أحمد (25 /440) رقم (16047)، واللفظ لأحمد. قال ابن كثير في "إسناده جيد". "التفسير" (1 /295)، وقال ابن حجر: "وقصته عند أبي داود بإسناد حسن". "فتح الباري" (7 /380)، وقال الهيثمي: "رواه الطبراني ورجاله ثقات". "مجمع الزوائد" ل لهيثمي (6 /203 - 204)، وقال الشيخ شعيب في تخريجه على سنن أبي داود: "ابن عبد الله بن أنيس جاء مسمى عند البيهقي بعبد الله بن عبد الله بن أنيس، وقد ترجم له البخاري في "تاريخه" (5 /125)، وابن أبي حاتم (5 /90)، وابن حبان في "الثقات" 5 /37، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وباقي رجال الإسناد ثقات، غير محمد بن إسحاق فهو صدوق، وقد صرح بالتحديث. وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 2 /437". وكانت غيبة عبد الله بن أنيس رضي الله عنه اثنتي عشرة ليلة على ما ذكره الواقدي، وقال ابن سعد: كانت غيبته ثماني عشرة ليلة، وقدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم. "السيرة" لابن هشام (2 /619)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /51). وانظر تفصيل القصة وأحداثها في: "المغازي" للواقدي (2 /531- 533)، "السيرة" لابن هشام (2 /619- 221)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /50- 51)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 239)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /219).

نتيجتها

قتل عبد الله بن أنيس رضي الله عنه خالد بن سفيان الهذلي.

دروس وعِبَر

ذكر العلماء في فوائد هذا الحديث: الاستدلال بقول عبد الله بن أنيس رضي الله عنه: (فجئتك في ذلك لأكون معك) على أن الكلام وسيلة إلى المقصود، فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعًا، فالكذب فيه حرام، وإن أمكن التوصل بالكذب دون الصدق فالكذب فيه واجب إن كان يحصل ذلك المقصود واجبًا، ومباحًا إن كان المقصود مباحًا كما أن عصمة دم المسلم واجبة، فمهما كان في الصدق سفك دم كما هو هنا، وكما فيمن اختفى من ظالم فالكذب فيه واجب، ومهما كان لا يتم مقصود حرب أو إصلاح ذات البين أو استمالة قلب المجني عليه إلا بالكذب، فالكذب مباح إلا أنه ينبغي أن يحترز عنه ما أمكن. "شرح سنن أبي داود" لابن رسلان (6/267-268).