البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

غزوة بدر الصغرى

خرج رسول الله وأصحابه إلى بدر لميعاد أبي سفيان، وكان أبو سفيان لما أراد أن ينصرف يوم أحد قد نادى: موعد بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس الحول، نلتقي فيه فنقتتل، فلما دنا الموعد خرج رسول الله ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه، وخرج أبو سفيان ومعه ألفان، فلما انتهى أبو سفيان إلى مرّ الظهران بدا له الرجوع فرجعوا، وأقام رسول الله على بدر ثماني ليال ينتظر أبا سفيان فلم يأت لميعاده، وكان رسول الله والمسلمين قد خرجوا لبدر ببضائع لهم وتجارات، فوافقوا السوق وباعوا ما معهم من التجارة وربحوا ورجعوا إلى المدينة، وكانت بدر موسما يجتمع فيه العرب، وسوقا تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان ليال خلون منه، فإذا مضت ثماني ليال منه تفرق الناس إلى بلادهم.

اسمها

غزوة بدر الصغرى، وسماه بعضهم: غزوة بدر الموعد. انظر: "المغازي" للواقدي 1 /374، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /59)، وسماه آخرون: غزوة بدر الآخرة، وهو قول ابن إسحاق. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /209)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /228).

وقتها

كانت غزوة بدر الصغرى لهلال ذي القعدة في السنة الرابعة للهجرة، على رأس خمسة وأربعين شهرًا من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /384)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /59)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 244). ويقال: في شعبان بعد غزوة ذات الرقاع، وهو قول ابن إسحاق. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /209)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /228).

موقعها

خرج رسول الله وأصحابه إلى بدر لميعاد أبي سفيان. وبدر: اسم البئر التي بها، يقال: سميت بذلك لاستدارتها أو لصفاء مائها، فكان البدر يرى فيها، ويقال: بدر قرية مشهورة، نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة، ويقال بدر بن الحارث، كان قد نزلها. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 197)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /285). وقال الحموي: بدر "ماء مشهور بين مكة والمدينة، أسفل وادي الصّفراء، بينه وبين الجار، وهو ساحل البحر". "معجم البلدان" لياقوت الحموي (1 /357).

عدد المسلمين

خرج رسول الله ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه وكانت الخيل عشرة أفراس. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /387)، "السيرة" لابن هشام (2 /209)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /59)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 244)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /228).

عدد المشركين

خرج أبو سفيان ومعه ألفان، ومعهم خمسون فرسًا. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /387)، "السيرة" لابن هشام (2 /209)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /60)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 244)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /228).

قائد المسلمين

رسول الله

قائد المشركين

أبو سفيان بن حرب

سببها

وكان سبب غزوة بدر الصغرى أنه: "لما أراد أبو سفيان أن ينصرف يوم أحد نادى: موعد بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس الحول، نلتقي فيه فنقتتل. فقال رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: قل نعم إن شاء الله. ويقال قال أبو سفيان يومئذ: موعدكم بدر الصفراء بعد شهرين. قال ابن واقد: والأول -أي رأس الحول- أثبت عندنا". "المغازي" للواقدي (1 /384)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /58).

أحداثها

لما اقترب يوم بدر تجهز رسول الله وأصحابه إلى بدر لميعاد أبي سفيان، حيث قال يوم أحد: الموعد بيننا وبينكم بدر رأس الحول. فقال النبي : نعم. وكان يوم بدر عند أهل مكة من أعظم الأيام، لأنهم رجعوا من أحد والدولة لهم، طمعوا في بدر الموعد أيضًا بمثل ذلك من الظفر، وكان بدر مجمعًا يجتمع فيه العرب، وسوقًا تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان ليال خلون منه، فإذا مضت ثماني ليال منه تفرق الناس إلى بلادهم. "المغازي" للواقدي (1 /384)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /60). فلما دنا الموعد كره أبو سفيان الخروج وقَدِم نعيم بن مسعود الأشجعي مكة، فقال له أبو سفيان: إني قد واعدت محمدًا وأصحابه أن نلتقي ببدر وقد جاء ذلك الوقت، وهذا عام جدب وإنما يصلحنا عام خصب غيداق، وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج فيجترئ علينا، فنجعل لك عشرين فريضة يضمنها لك سهيل بن عمرو، على أن تقدم المدينة فتخذل أصحاب محمد، قال: نعم. ففعلوا وحملوه على بعير فأسرع السير فقدم المدينة فأخبرهم بجمع أبي سفيان لهم وما معه من العدة والسلاح. فقال رسول الله : "والذي نفسي بيده لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /59). فأذهب الله عن المسلمين الرعب ونصرهم وخذل الشيطان، فخرج رسول الله ليلقى أبا سفيان، وحمل لواءه علي بن أبي طالب، واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة، وقال ابن هشام: "واستعمل على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الأنصاري". "السيرة" لابن هشام (2 /209)، وخرج أبو سفيان ومعه ألفان، حتى إذا انتهى إلى مرّ الظهران -وقيل: قد بلغ عسفان-بدا له في الرجوع فقال: "يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع، فارجعوا، فرجع الناس، فسمى أهل مكة ذلك الجيش جيش السويق، يقولون: خرجوا يشربون السويق". "السيرة" لابن هشام (2 /209). وأقام رسول الله على بدر ثماني ليال ينتظر أبا سفيان لميعاده، فأتاه مخشي بن عمرو الضمري، وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان، فقال: يا محمد، أجئت للقاء قريش على هذا الماء؟ قال: نعم، يا أخا بني ضمرة، وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك، ثم جالدناك حتى يحكم الله بيننا وبينك، قال: لا والله يا محمد، ما لنا بذلك منك من حاجة. "السيرة" لابن هشام (2 /210). وسمع بذلك معبد ابن أبي معبد الخزاعي فانطلق سريعًا، وكان مقيمًا ثمانية أيام، وقد رأى أهل الموسم ورأى أصحاب رسول الله ، وسمع كلام مخشي، فانطلق حتى قدم مكة، فكان أول من قدم بخبر موسم بدر. فسألوه فأخبرهم بكثرة أصحاب محمد، وأنهم أهل ذلك الموسم، وما سمع من قول رسول الله ، فقال صفوان بن أمية لأبي سفيان: قد نهيتك يومئذ أن تعد القوم وقد اجترءوا علينا ورأوا أن قد أخلفناهم. ثم أخذوا في الكيد والنفقة والتهيؤ لغزوة الخندق. "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /60). وكان رسول الله والمسلمين قد خرجوا لموسم بدر ببضائع لهم وتجارات، وفي أثناء إقامتهم بها ثمانية أيام باعوا ما معهم من التجارة، فربحوا الدرهم درهمين. وعند ابن سعد: "فربحوا للدرهم درهمًا". فعن ابن جريج عن مجاهد: "فانطلق النبي لموعده حتى نزلوا بدرًا، فوافقوا السوق، فذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾ [ آل عمران: 174]، والفضل ما أصابوا من التجارة، وهي غزوة بدر الصغرى". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /60) واختلف في سبب نزول هذه الآية، فعن مجاهد وعكرمة رحمهما الله تعالى أنها نزلت في هذه الغزوة، وقال أكثر المفسرين: نزلت في غزوة حمراء الأسد التي بعد أحد مباشرة. ذكر القرطبي في تفسيره لهذه الآية أنها نزلت لغزوة حمراء الأسد، ثم قال: "هذا تفسير الجمهور لهذه الآية. وشذ مجاهد وعكرمة رحمهما الله تعالى فقالا: إن هذه الآية، من قوله: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾ إلى قوله: ﴿عَظِيمٍ﴾ [ آل عمران: 174 - 173]، إنما نزلت في خروج النبي إلى بدر الصغرى"، ثم ذكر غزوة بدر الصغرى وقال في اخره: " فجاءه نعيم بن مسعود الأشجعي، فأخبره أن قريشًا قد اجتمعت وأقبلت لحربه هي ومن انضاف إليها، فأشفق المسلمون من ذلك، لكنهم قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فصمموا حتى أتوا بدرا فلم يجدوا أحدًا، ووجدوا السوق فاشتروا بدراهمهم أدمًا وتجارة، وانقلبوا ولم يلقوا كيدًا، وربحوا في تجارتهم، فلذلك قول تعالى: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ﴾ أي: وفضل في تلك التجارات، والله أعلم". الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (4 /279). وغاب رسول الله في غزوة بدر الصغرى ست عشرة ليلة، ورجع إلى المدينة لأربع عشرة بقيت من ذي القعدة. "المغازي" للواقدي (1 /384). انظر تفصيل القصة وأحداثها في: "المغازي" للواقدي (1 /387- 391)، "السيرة" لابن هشام (2 /209- 213)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /59- 60)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 243- 244)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /228).

نتيجتها

أقام رسول الله ببدر ثمانية أيام ينتظر أبا سفيان لميعاده، فلم يأت لميعاده، فرجع رسول الله الى المدينة. كانت بدر مجمعًا وسوقًا يجتمع فيه العرب، فوافق المسلمون السوق، فخرج لها ببضائع لهم وتجارات، وباعوا ما معهم من التجارة، فأصابوا وغنموا.