البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء

سرية قادها الصحابي الجليل محمد بن مسلمة رضي الله عنه إلى القُرَطَاء، بعثه رسول الله ليشن عليهم الغارة، فسار محمد بن مسلمة الليل وكمن النهار، حتى لقي قومًا من محارب، فأغار عليهم، فقتل نفرًا منهم وهرب سائِرُهم، فلم يطلب من هرب، واستاق نعمًا وشاء، ولم يعرض للظعن، وانحدر إلى المدينة، فخمس رسول الله ما جاء به، وقسم على أصحابه ما بقي، و ذكر بعض أهل العلم أنه أُسِر في هذه السرية ثمامة بن أثال الحنفي .

اسمها

سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء، وسماه الواقدي غزوة القرطاء، وسماه ابن القيم سرية نجد، انظر: "المغازي" للواقدي (2 /534)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /247).

وقتها

كانت سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء لعشر ليال خلون من المحرم، على رأس تسعة وخمسين شهرًا من مقدم رسول الله المدينة. وقال الواقدي: على رأس خمسة وخمسين شهرًا. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /534)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /78)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 264).

موقعها

بعث رسول الله محمد بن مسلمة في ثلاثين راكبًا إلى القرطاء، وهم بطن من بني بكر من كلاب، وكانوا ينزلون البكرات بناحية ضرية، وبين ضرية والمدينة سبع ليال. والقرطاء: اسم القبيلة. وضرية: اسم القرية. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /78)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 264).

عدد المسلمين

خرج محمد بن مسلمة ومعه ثلاثين راكبًا.

قائد المسلمين

محمد بن مسلمة

سببها

بعث رسول الله محمد بن مسلمة إلى القرطاء وهم بطن من بني بكر من كلاب، وأمره أن يشن عليهم الغارة، فخرج محمد بن مسلمة إليهم في ثلاثين راكبًا. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /78)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 264)، "إنسان العيون" للحلبي (3 /244).

أحداثها

بعث رسول الله محمد بن مسلمة إلى القرطاء، وهم بطن من بني بكر من كلاب، في ثلاثين راكبًا، فيهم عباد بن بشر، وسلمة بن سلامة بن وقش، والحارث ابن خزمة، وأمره أن يشن عليهم الغارة، فسار الليل وكمن النهار. قال: وصادف في طريقه ركبانًا نازلين، فأرسل إليهم رجلًا من أصحابِه يسأل من هم؟ فذهب الرجل ثم رجع إليه، فقال: قوم من محارب، فنزل قريبًا منهم، ثم أمهلَهم حتى عطنوا، أي: بركوا الإبل حول الماء، ثم أغار عليهم، فقتل نفرًا منهم وهرب سائرُهم، فلم يطلب من هرب، واستاق نعمًا وشاء، ولم يعرض للظعن، وانحدر إلى المدينة، فخمس رسول الله ما جاء به، وقسم على أصحابه ما بقي، وكانت غيبته تسع عشرة ليلة، وقدم لليلة بقيت من المحرم. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /534- 535)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /78)، "إنسان العيون" للحلبي (3 /244- 245)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 264- 265)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /250).

نتيجتها

أغار المسلمون على القرطاء، فقتلوا نفرًا منهُم، وهرب سائرهم. واستاق المسلمون نعمًا وشاء، وقدموا بها المدينة، فخمس رسول الله ما جاء به، وقسم على أصحابه ما بقي، فعدلوا الجزور بعشر من الغنم، وكانت النعم مائة وخمسين بعيرًا، والغنم ثلاثة آلاف شاة.

أحداث متعلقة

ذكر بعض أهل العلم منهم مُغُلْطاي وابن القيم أنه أُسِر في هذه السرية ثمامة بن أثال الحنفي، سيد بني حنيفة، وهم لا يعرفونه، ولم يذكر ذلك الواقدي وابن سعد. وقال موسى العازمي: " وفيه نظر". ونقل كلام ابن كثير في سياق ابن إسحاق في السيرة عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أنه شهد ذلك أبو هريرة رضي الله عنه، وهو إنما هاجر بعد خيبر. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 265)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /250- 251)، "اللؤلؤ المكنون" للعازمي (3 /230). وقصة ذلك ورد في الصحيحين من الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بعث النبي خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي ، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فترك حتى كان الغد، ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك، فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نجل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدً ا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت، قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها النبي ". أخرجه البخاري (4372)، مسلم (1764).

دروس وعِبَر

ذكر ابن حجر لحديث إسلام ثمامة بن أثال رضي الله عنه فوائد وعبر، وهي: فيه الاغتسال عند الإسلام. وأن الإحسان يزيل البُغض ويُثبِّت الحُب. وأن الكافر إذا أراد عمل خير، ثم أسلم، شرع له أن يستمر في عمل ذلك الخير. وفيه الملاطفة بمن يرجى إسلامه من الأسارى إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام ولا سيما من يتبعه على إسلامه العدد الكثير من قومه. وفيه بعث السرايا إلى بلاد الكفار وأسر من وجد منهم والتخيير بعد ذلك في قتله أو الإبقاء عليه. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (8 /88).