البحث

عبارات مقترحة:

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

سرية زيد بن حارثة إلى حسمى

سرية قادها الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، بعثه رسول الله في خمسمائة من أصحابه إلى أناس من بني جُذَام، كانوا قطعوا الطريق على دِحْيَة وهو راجع من عند قَيْصَر، فخرج زيد بن حارثة إليهم، فأغار عليهم، فقتل منهم قتلا ذريعًا، وأصاب من أموالهم، وسَبَى نساءهم وذريتهم، لكنّ زيد بن رفاعة الجُذَامي رَحَل في نفر من قومه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فذكّره بكتابه الذي كان كتبه لقومه، فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى زيد بن حارثة يأمره أن يخلي بينهم وبين أموالهم وحرمهم.

اسمها

سرية زيد بن حارثة إلى حِسْمَى، وسماه ابن هشام غزوة زيد بن حارثة إلى جُذَام. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /612).

وقتها

كانت سرية زيد بن حارثة إلى حِسْمَى في جمادى الآخرة سنة ست من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /555)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /88)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 270)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /253).

موقعها

بعث رسول الله زيد بن حارثة إلى حِسْمَى. وحِسْمَى؛ بكسر المهملة وسكون المهملة مقصور: أرض ببادية الشام، وراء وادي القرى، بينها وبين وادي القرى ليلتان. وذكر الحموي أن حِسْمَى أرض غليظة، وماؤها كذلك لا خير فيها، تنزلها جُذَام. انظر: "معجم البلدان" للحموي (2 /259)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /88)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 270).

عدد المسلمين

خرج زيد بن حارثة في خمسمائة رجل. وذكر ابن هشام أن رسول الله بعث معه جيشًا. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /613)، "المغازي" للواقدي (2 /557)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /88)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 270)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /498).

قائد المسلمين

كان زيد بن حارثة رضي الله عنه قائد المسلمين في هذه السرية.

سببها

كان سبب هذه السرية أن دِحْيَة بن خَلِيفَةَ الْكَلْبِيّ أقبل من عند قَيْصَر، وقد أجازه بمال وكساه كسى، فلقيه الْهُنَيْدُ بن عَارِض وابنه عَارِض بن الْهُنَيْد في ناس من جُذَام بحِسْمَى من طريق الشام، فقطعوا عليه الطريق، فلم يتركوا معه شيء، فلم يصل إلى المدينة إلا وعليه سمل ثوب، فلم يدخل بيته حتى انتهى إلى باب رسول الله وأخبره بما حصل، فاستسعى رسول الله دم الْهُنَيْد وابنه، فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل، وأمرهم بالمسير إليهم. وفي رواية أخرى للواقدي وابن هشام وابن سعد وغيرهم: أن نفرًا من بني الضُّبَيْبِ سمعوا بما حصل لدِحْيَة فنفروا إلهم، فاستنقذوا لدِحْيَة متاعه، فرجع به سالمًا إلى المدينة، فأخبر النبي بذلك. وقيل: إنما خلص متاع دحية رجل كان صحبه من قضاعة، هو الذي كان استنقذ له كل شيء أخذ منه رده على دحية، ورجع دِحْيَة إلى المدينة فذكر ذلك للنبي . انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /612- 613)، "المغازي" للواقدي (2 /555- 557)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /88)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 270)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /253).

أحداثها

قدم دِحْيَة على رسول الله من عند قَيْصَر، وأخبره بأن قومًا من بني جُذَام قطعوا عليه الطريق وأخذوا ما معه، فبعث رسول الله زيد بن حارثة في خمسمائة رجل إليهم، ورد معه دحية الْكَلْبِيّ، فكان زيد يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل له من بني عذرة، فأقبل بهم حتى هجم مع الصبح على القوم، فأغاروا عليهم فقتلوا فيهم فأوجعوا، وقتلوا الْهُنَيْد وابنه، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم، فأصابوا ما وجدوا، فأخذوا من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف شاة، ومن السبي مائة من النساء والصبيان. فرحل زيد بن رفاعة الجُذَامي في نفر من قومه إلى رسول الله ، فدفع إلى رسول الله كتابه الذي كان كتب له ولقومه ليالي قدم عليه، فأسلم، فلما قرأ كتابه استخبرهم فأخبروه بما صنع زيد بن حارثة. فقال: كيف أصنع بالقتلى؟ فقال رفاعة: يا رسول الله أنت أعلم، لَا تُحَرّمُ عَلَيْنَا حَلَالًا وَلَا تُحِلّ لَنَا حَرَامًا، وقال أبو يزيد بن عمرو: أطلق لنا يا رسول الله من كان حيا ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين، فقال رسول الله : صدق أبو يزيد، فبعث معهم عليًّا رضي الله عنه إلى زيد بن حارثة يأمره أن يخلي بينهم وبين حرمهم وأموالهم، فتوجه علي فلقي رافع بن مَكِيث الجهني بشير زيد بن حارثة على ناقة من إبل القوم، فردها عَلِيّ على القوم، ولقي زيدا بِالْفَحْلَتَيْنِ، وهي بين المدينة وذي المروة، فأبلغه أمر رسول الله ، فرد إلى الناس كل ما كان أخذ لهم. وانظر تفصيل القصة وأحداثها في: "السيرة" لابن هشام (2 /612- 616)، "المغازي" للواقدي (2 /555- 560)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /88)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 270).

نتيجتها

أغار المسلمون على بني جُذَام، فقتلوا فيهم فأوجعوا، وقتلوا الْهُنَيْد وابنه. أصاب المسلمون ما وجدوا، فأخذوا نعَمًا وشاء كثيرة، وسبوا النساء والصبيان، إلا أن زيد بن رفاعة الجُذَامي ذَكَّر رسول الله بكتابه إليهم، فرد إليهم كُلّ ما كان أخذ لهم.