البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة

سرية قادها الصحابي الجليل زيد بن حارثة أو أبو بكر الصديق رضي الله عنهما على خلاف فيه، بعثه رسول الله إلى بني فَزَارَة بناحية وادي الْقُرَى، فأغاروا عليهم، فكان النصر حليفهم، فقتلوا أُمّ قِرْفَةَ والنعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر، وأسروا ابنة أُمّ قِرْفَةَ

اسمها

سرية زيد بن حارثة إلى أُمّ قِرْفَةَ، وسماه ابن هشام: غزوة زيد بن حارثة بني فزارة ومصاب أُمّ قِرْفَةَ. "السيرة" لابن هشام (2 /617)، وسماه الحلبي: سرية أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه لبني فزارة كما في صحيح مسلم بوادي القرى. انظر: "إنسان العيون" للحلبي (3 /253- 255).

وقتها

كانت سرية زيد بن حارثة إلى وادي الْقُرَى في شهر رمضان، سنة ست من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /617)، "المغازي" للواقدي (2 /564)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /151)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272).

موقعها

بعث رسول الله زيد بن حارثة إلى أُمّ قِرْفَةَ بناحية وادي الْقُرَى. ووادي الْقُرَى: وادٍ بين الشام والمدينة، وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى، وذكر ابن سعد أنها على سبع ليال من المدينة. انظر: "معجم البلدان" للحموي (4 /338)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272).

قائد المسلمين

ذكر أهل السير والمغازي أن زيد بن حارثة رضي الله عنه كان قائد المسلمين في هذه السرية، وفي صحيح مسلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان قائد المسلمين. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /617)، "المغازي" للواقدي (2 /564)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /151)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272)، مسلم (1755).

سببها

روى الواقدي وابن سعد أن زيد بن حارثة خرج في تجارة إلى الشام، ومعه بضائع لأصحاب النبي ، فلما كان دون وادي الْقُرَى لقيه ناس من بني فَزَارَةَ من بني بدر، فضربوه وضربوا أصحابه، وأخذوا ما كان معهم، وَارْتُثَّ زيدٌ من بين القتلى، حُمِل من المعركة رثيثا، أي جريحا وبه رمق. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /564)، "السيرة" لابن هشام (2 /617)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /151)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272). قال ابن إسحاق: "فلما قدم زيد بن حارثة آلى أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة، فلما اسْتُبِلّ من جراحته بعثه رسول الله إلى بني فزارة في جيش، فقتلهم بوادي القرى، وأصاب فيهم." واسْتَبَلّ أي بَرِأ. "السيرة" لابن هشام (2 /617).

أحداثها

بعث رسول الله زيد بن حارثة إلى بني بدر، فكمنوا النهار وساروا الليل، ونذرت بهم بنو بدر، ثم صبحهم زيد وأصحابه، فكبروا وأحاطوا بالحاضر، وأسروا أُمّ قِرْفَةَ وبنتها وابن مسعدة، وأم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر، وابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر، وكانت أُمّ قِرْفَةَ عجوزا كبيرة، عند مالك بن حذيفة ابن بدر، وكانت في بيت شرف من قومها، وكانت العرب تقول: لَوْ كُنْت أَعَزّ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ، لأنها كانت يعلق في بيتها خمسون سيفا كلهم لها ذو محرم، فأمر زيد بقتلها، فعمد إليها قَيْسَ بْنَ الْمُسَحَّرِ، فقتلها قتلًا عنيفًا، ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها، وقتل قيس كذلك النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر. ثم قدموا على رسول الله بابنة أُمّ قِرْفَةَ، وكانت بنت أُمّ قِرْفَةَ لسلمة بن الأكوع، كان هو الذي أصابها، فسألها رسول الله سلمة، فوهبها له، فأهداها لخاله حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ، فولدت له عبد الرحمن بن حَزْنِ. قالت عائشة رضي الله عنها: "وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك ورسول الله في بيتي، فأتى زيد فقرع الباب، فقام إليه رسول الله يجر ثوبه عريانا، ما رأيته عريانا قبلها، حتى اعتنقه وقبله، ثم سأله فأخبره بما ظفره الله". "المغازي" للواقدي (2 /565). وانظر تفصيل القصة وأحداثها في: "المغازي" للواقدي (2 /564- 565)، "السيرة" لابن هشام (2 /617- 618)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90- 91)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /151)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /498- 499). أما السبب في قتل أُمّ قِرْفَةَ هذه القتلة الشنيعة؛ فلم يذكر الواقدي او ابن هشام أو ابن سعد لها سببا، ونقل ابن سيد الناس عن الدولابي أن زيدا إنما قتلها كذلك لسبها رسول الله ، وذكر البلاذري أنها كانت تؤلب على رسول الله ، وذكر ابن القيم أن رسول الله حكم فيمن بدل دينه بالقتل، ولم يخص رجلا من امرأة، وقتل الصديق امرأة ارتدت بعد إسلامها يقال لها: أم قرفة. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /617)، "المغازي" للواقدي (2 /564)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /151)، "زاد المعاد" لابن القيم (5 /42). وقد ورد في صحيح مسلم قصة هذه السرية، إلا أنه ذكر فيها أن أمير هذه السرية كان أبو بكر رضي الله عنه، ولم يذكر كذلك اسم المرأة التي أُسِرت، وأن رسول الله إنما فدا بابنتها أسيرا كان في قريش من المسلمين. روى إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثني أبي، قال: "غزونا فزارة وعلينا أبو بكر، أمره رسول الله علينا، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة، أمرنا أبو بكر فعرسنا، ثم شن الغارة، فورد الماء، فقتل من قتل عليه، وسبى، وأنظر إلى عنق من الناس فيهم الذَّرَارِيُّ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم وقفوا، فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قَشْعٌ من أَدَمٍ - قال: الْقَشْعُ: النِّطْعُ - معها ابنة لها من أحسن العرب، فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر، فنفلني أبو بكر ابنتها، فقدمنا المدينة، وما كشفت لها ثوبا، فلقيني رسول الله في السوق، فقال: يا سلمة، هب لي المرأة، فقلت: يا رسول الله، والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا، ثم لقيني رسول الله من الغد في السوق، فقال لي: يا سلمة، هب لي المرأة لله أبوك، فقلت: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفت لها ثوبا، فبعث بها رسول الله إلى أهل مكة، ففدى بها ناسا من المسلمين كانوا أسروا بمكة". أخرجه مسلم (1755). وقد اختلف أهل السير والمغازي في إزالة الخلاف في أحداث هذه السرية: ذهب الشمس الشامي إلى الجمع بين الروايتين، وأنه يحتمل أنهما سريتان اتفق لسلمة بن الأكوع فيهما ذلك، إحداهما لأبي بكر، والأخرى لزيد بن حارثة، ويؤيد ذلك أن في سرية أبي بكر أن رسول الله بعث بابنة أُمّ قِرْفَةَ إلى مكة، ففدى بها أسرى كانوا في أيدي المشركين، وفي سرية زيد وهبها لخاله حزن بمكة. لكن رد عليه الحلبي فقال: "في هذا الجمع نظر، لأنه يقتضي أن أُمّ قِرْفَةَ تعددت، وأن كل واحدة كانت لها بنت جميلة، وأن سلمة بن الأكوع أسرهما، وأنه أخذهما منه، وفي ذلك بُعْد". "إنسان العيون" للحلبي (3 /253) لا تعدد للحادثة ولا تعدد لأم قرفة، فذهب العلماء هنا إلى الترجيح: 1. فذهب جُلّ أهل السير والمغازي إلى أن أمير السرية التي أصابت أُمّ قِرْفَةَ هو زيد بن حارثة، وأن تسمية المرأة في سرية أبي بكر أُمّ قِرْفَةَ وَهْمٌ من بعض الرواة، ويدل عليه أن بعضهم أوردها ولم يسم المرأة أُمّ قِرْفَةَ، بل قال: فيهم امرأة من بني فزارة معها ابنة لها من أحسن العرب.. 2. ما ورد في الصحيح وهو الذي رجحه الحلبي من أن أمير السرية التي أصابت أُمّ قِرْفَةَ هو أبو بكر رضي الله عنه، وسماه: سرية أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه لبني فزارة كما في صحيح مسلم بوادي القرى. انظر: "إنسان العيون" للحلبي (3 /253- 255). وذكر السهيلي أن رواية الفداء لمن كان أسيرا بمكة أصح من رواية أنه وهبها لخاله حزن. انظر: "إنسان العيون" للحلبي (3 /253).

نتيجتها

أغار زيد بن حارثة وأصحابه على بني فَزَارَة، فكان النصر حليفهم، فقتلوا أُمّ قِرْفَةَ والنعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر. وأسروا ابنة أُمّ قِرْفَةَ، وكانت لسلمة بن الأكوع، كان هو الذي أصابها، فوهبها لرسول الله لما قدم المدينة.