البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

سرية عبد الله بن عتيك لقتل أبي رافع

سرية قادها الصحابي الجليل عبد الله بن عَتِيك رضي الله عنه، بعثه رسول الله إلى قتل أبي رافع، وذلك أنه كان يؤذي رسول الله ويعين غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على رسول الله ، فخرج عبد الله بن عَتِيك إليه في أربعة من أصحابه من الخزرج، فكمنوا له فقتلوه في عقر داره.

اسمها

سرية عبد الله بن عَتِيك لقتل أبي رافع.

وقتها

اختلف أهل السير والمغازي في تاريخ هذه السرية: فذكر ابن سعد أن سرية عبد الله بن عَتِيك لقتل أبي رافع كانت في شهر رمضان سنة ست من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /91). ونقل البخاري في "صحيحه" في كتاب المغازي في بَابُ قَتْلِ أَبِي رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الحُقَيْقِ، عن الزهري: أنها بعد قتل ابن الأشرف. وذكرها ابن إسحاق بعد الخندق وقريظة، انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /273). وذكرها ابن حبان من حوادث السنة الرابعة، وهذا قول الواقدي: "خرجوا ليلة الاثنين في السحر لأربع خلون من ذي الحجة، على رأس ستة وأربعين شهرًا، وغابوا عشرة أيام". انظر: "المغازي" للواقدي (1 /391)، "السيرة النبوية وأخبار الخلفاء" لابن حبان (1 /239). وقيل: في ذي الحجة سنة خمس، وقيل: في جمادى الآخرة سنة ثلاث. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /342)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 273).

موقعها

بعث رسول الله عبد الله بن عَتِيك لقتل أبي رافع، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فدخل عليه ليلًا، فقتلوه، ويقال: كَمُن له عبد الله بن عَتِيك في داره في خيبر حتى قتله. قال ابن حجر: "ويحتمل أن يكون حصنه كان قريبًا من خيبر في طرف أرض الحجاز". "فتح الباري" لابن حجر (7 /342). انظر: "الصحيح" للبخاري، كتاب المغازي، بَابُ قَتْلِ أَبِي رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الحُقَيْقِ. وكذا انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /273)، "المغازي" للواقدي (1 /391)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /91)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 273)، "السيرة النبوية وأخبار الخلفاء" لابن حبان (1 /239)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /246).

عدد المسلمين

خرج في هذه السرية رجال كلهم من الخزرج من بني سلمة، وهم: عبد الله بن عتيك، وهو أمير القوم، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة الحارث بن ربعي، ومسعود بن سنان، وخزاعي بن أسود وقد قَلَبَه بعضهم، فقال: أسود بن خزاعي، حليف لهم من أسلم. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /273)، "المغازي" للواقدي (1 /391)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /91)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 273)، "السيرة النبوية وأخبار الخلفاء" لابن حبان (1 /239)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /342)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /246).

عدد المشركين

قائد المسلمين

عبد الله بن عَتِيك رضي الله عنه

قائد المشركين

خرج عبد الله بن عَتِيك لقتل أبي رافع اليهودي.

سببها

كان أبو رافع ممن أَلَّب الأحزاب على رسول الله ، وكان ممن أعان غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على رسول الله ، ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي بن أخطب، وقد رغبت الخزرج في قتله مساواة للأوس في قتل كعب بن الأشرف، وكان الله قد جعل هذين الحَيّين من الأنصار يتصاولان بين يدي رسول الله في الخيرات، فاستأذنوه في قتله، فأذن لهم، فانتدب له رجال كلهم من الأنصار وعبد الله بن عتيك أمير القوم، حتى أتوه في خيبر في دار له، فنزلوا عليه ليلا، فقتلوه ورجعوا إلى رسول الله . انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /273)، "المغازي" للواقدي (1 /391)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /91)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 273)، "السيرة النبوية وأخبار الخلفاء" لابن حبان (1 /239)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /342- 343)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /246). وذكر البخاري في "الصحيح" في سبب بعث رسول الله عبد الله بن عَتِيك إليه: "وكان أبو رافع يؤذي رسول الله ويعين عليه". أخرجه البخاري (4039).

أحداثها

اختُلِفَ في اسم اليهودي الخيبري، فعنون له البخاري في صحيحه في كتاب المغازي بقوله: بَابُ قَتْلِ أَبِي رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الحُقَيْقِ، ثم قال: "ويقال: سَلَّامُ بْنُ أَبِي الحُقَيْقِ، كان بخيبر، ويقال: في حصن له بأرض الحجاز. وقال الزهري: "هو بعد كعب بن الأشرف". وقد ورد قصة قتل عبد الله بن عَتِيك لأبي رافع في الصحيح عند البخاري، روى عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: "بعث رسول الله إلى أبي رافع اليهودي رجالًا من الأنصار، فأمر عليهم عبد الله بن عَتِيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه، وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق، ومتلطف للبواب، لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة، وقد دخل الناس، فهتف به البواب، يا عبد الله: إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكَمُنْت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علّق الأغاليق على وتد، قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها، ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في عَلاَلِيَّ له، فلما ذهب عنه أهل سَمَرِهِ صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل، قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، فقلت: يا أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئا، وصاح، فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف، قال: فأضربه ضربة أَثْخَنَتْهُ ولم أقتله، ثم وضعت ظِبَةَ السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا، حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي، وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم: أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع، فانتهيت إلى النبي فحدثته، فقال: ابسط رجلك، فبسطت رجلي فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط." أخرجه البخاري (4039). وفي رواية للبخاري: قال البراء بن عازب: "بعث رسول الله رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه، فانطلق رجل منهم، فدخل حصنهم…. ثم قال: وأغلقوا باب الحصن، ثم إنهم فقدوا حمارا لهم، فخرجوا يطلبونه، فخرجت فيمن خرج أريهم أنني أطلبه معهم، فوجدوا الحمار، فدخلوا ودخلت..." أخرجه البخاري (3022). وفي رواية أخرى للبخاري ايضا: قال البراء بن عازب: "بعث رسول الله إلى أبي رافع عبد الله بن عَتِيك، وعبد الله بن عُتْبَةَ في ناس معهم… ثم قال: ورأيت صاحب الباب، حيث وضع مفتاح الحصن في كَوَّةٍ، فأخذته ففتحت به باب الحصن، قال: قلت: إن نذر بي القوم انطلقت على مهل، ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم، فغلقتها عليهم من ظاهر…. ثم فلما كان في وجه الصبح صعد الناعية، فقال: أنعى أبا رافع، قال: فقمت أمشي ما بي قَلَبَةٌ، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي فبشرته". أخرجه البخاري (4040). وفي رواية أخرى للبخاري أيضا: قال البراء بن عازب: "بعث رسول الله رهطا من الأنصار إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عَتِيك بيته ليلا، فقتله وهو نائم". أخرجه البخاري (3023). وذكر أهل السير أن الذي قتله عبد الله بن أنيس، وفيه أنهم قدموا على رسول الله فأخبروه بقتل عدو الله، واختلفوا عنده في قتله، كلهم يدعيه. فقال رسول الله : هاتوا أسيافكم، قال: فجئناه بها، فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس: "هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام". انظر تفصيل القصة وأحداثها عند أهل السير والمغازي: "السيرة" لابن هشام (2 /273-276)، "المغازي" للواقدي (1 /391-395)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /246).

نتيجتها

قتل عبد الله بن عَتِيك وأصحابه رضي الله عليهم أبا رافع عدوًا من أعداء الله والإسلام.

دروس وعِبَر

ذكر ابن حجر في "فتح الباري" فوائد لقصة أبي رافع، وهي: 1 - فيه جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصرَّ. 2 - وفيه جواز قتل من أعان على رسول الله بيده أو ماله أو لسانه. 3 - وفيه جواز التجسس على أهل الحرب وتطلب غرتهم. 4 - الأخذ بالشدة في محاربة المشركين. 5 - جواز إبهام القول للمصلحة. 6 - تعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين. 7 - الحكم بالدليل والعلامة لاستدلال ابن عتيك على أبي رافع بصوته، واعتماده على صوت الناعي بموته. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /345).