البحث

عبارات مقترحة:

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

فتح وادي القرى

لما فرغ رسول الله من خيبر انصرف إلى وادي القرى، فدعا أهلها إلى الإسلام، فامتنعوا من ذلك وقاتلوا، فحاصر أهله ليالي، ففتحها رسول الله عنوة، وغنمه الله أموال أهلها، وأصاب المسلمون منها أثاثًا ومتاعًا، فخمس رسول الله ذلك، وترك الأرض والنخل في أيدي يهود، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر، ثم انصرف راجعا إلى المدينة.

اسمها

فتح وادي القرى.

وقتها

كان فتح وادي القرى في جمادى الآخرة سنة سبع من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /186)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 286).

موقعها

خرج رسول الله إلى وادي القرى بعد انصرافه من خيبر. ووادي الْقُرَى: وادٍ بين الشام والمدينة، وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة، وبها سمي وادي القرى، وذكر ابن سعد أنها على سبع ليال من المدينة. انظر: "معجم البلدان" للحموي (4 /338)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272).

قائد المسلمين

رسول الله

سببها

أتى رسول الله منصرفه من خيبر وادي القرى، فدعا أهلها إلى الإسلام، فامتنعوا من ذلك وقاتلوا، ففتحها رسول الله عنوة، وغنمه الله أموال أهلها، وأصاب المسلمون منها أثاثًا ومتاعًا. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /770)، "السيرة" لابن هشام (2 /338)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /186)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 286)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /313).

أحداثها

انصرف رسول الله من خيبر إلى وادي القرى، وكان بها جماعة من اليهود، وقد انضاف إليهم جماعة من العرب، فلما نزلها المسلمون استقبلهم اليهود بالرمي وهم على غير تعبئة، فقُتِلَ مِدْعَم مولى لرسول الله . قال أبو هريرة: "خرجنا مع رسول الله يوم خيبر، فلم نغنم ذهبًا ولا فضة، إلا الأموال والثياب والمتاع، فأهدى رجل من بني الضبيب يقال له: رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لرسول الله غلامًا يقال له: مِدْعَمٌ، فوجه رسول الله إلى وادي القرى، حتى إذا كان بوادي القرى، بينما مِدْعَمٌ يحط رحلًا لرسول الله إذا سهمٌ عائر فقتَلَه، فقال الناس: هنيئًا له الجنة، فقال رسول الله : كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارًا. فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي ، فقال: شراك من نار أو شراكان من نار". أخرجه البخاري (6707). فعبأ رسول الله أصحابه للقتال، وصَفَّهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة ورايةً إلى الحباب بن المنذر، ورايةً إلى سهل بن حنيف، ورايةً إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام، وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم، وحسابهم على الله، فبرز رجل منهم فبرز إليه الزبير بن العوام فقتلَه، ثم برز آخر فقتلَه، ثم برز آخر فبرز إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتلَه، حتى قتل منهم أحدَ عشَرَ رجُلًا، كلما قتل منهم رجلٌ دعا من بقي إلى الإسلام، وكانت الصلاة تحضر ذلك اليوم، فيصلي بأصحابه، ثم يعود فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم، وفتحها عنوة، وغنمه الله أموالهم، وأصابوا أثاثًا ومتاعًا كثيرًا، وأقام رسول الله بوادي القرى أربعة أيام يحاصرهم، وذكر ابن إسحاق أنه حاصر أهله ليال، وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى، وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر. فلما بلغ يهود تيماء ما واطأ عليه رسول الله أهل خيبر وفدك ووادي القرى، صالحوا رسول الله على الجزية، وأقاموا ببلادهم وأرضهم في أيديهم، وولاها رسول الله يزيد بن أبي سفيان، وكان إسلامه يوم فتحها. فلما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرج يهود خيبر وفدك، ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /709-711)، "السيرة" لابن هشام (2 /338- 339)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /186- 188)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 286- 287)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /313- 315).

نتيجتها

أقام رسول الله بوادي القرى أربعة أيام يحاصرهم، وذكر ابن إسحاق أنه حاصر أهله ليال. حصلت المبارزة بين الفريقين، فقتل المسلمون منهم أحد عشر رجلًا، حتى أعطوا ما بأيديهم، واستسلموا. فتح رسول الله وادي القرى عنوة، وغنمه الله أموالهم، وأصابوا أثاثًا ومتاعًا كثيرًا، وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى، وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر، ثم رجع رسول الله إلى المدينة.

دروس وعِبَر

ذكر ابن حجر لحديث أبي هريرة فائدة، وهي: "قبول الإمام الهدية، فإن كانت لأمر يختص به في نفسه أن لو كان غير وال فله التصرف فيها بما أراد، وإلا فلا يتصرف فيها إلا للمسلمين، وعلى هذا التفصيل يحمل حديث هدايا الأمراء غلول، فيخص بمن أخذها فاستبد بها، وخالف في ذلك بعض الحنفية، فقال: له الاستبداد مطلقًا، بدليل أنه لو ردها على مهديها لجاز، فلو كانت فيئًا للمسلمين لما ردها، وفي هذا الاحتجاج نظر لا يخفى، وقد تقدم شيء من هذا في أواخر الهبة". "فتح الباري" لابن حجر (7 /490).