البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

سرية غالب إلى فدك

سرية قادها الصحابي الجليل غالب بن عبد الله رضي الله عنه، بعثه رسول الله إلى بني مُرَّةَ بفَدَكَ إلى مصاب أصحاب بَشِير بْن سَعْدٍ، ومعه مائتي رجل، فقتلوا منهم قتلى وأصابوا نعما وشاء.

اسمها

غالب بن عبد الله إلى مصاب أصحاب بَشِير بْن سَعْدٍ بِفَدَكَ. وسماه ابن هشام: "غزوة غالب بن عبد الله أرض بني مرة". "السيرة" لابن هشام (2 /623)، ولم يذكر له الواقدي عنوانا معينا وإنما جعله تابعا لسرية بشير بن سعد إلى فدك. "المغازي" للواقدي (2 /723).

وقتها

كانت سرية غالب بن عبد الله إلى مصاب أصحاب بَشِير بْن سَعْدٍ بفَدَكَ في صفر سنة ثمان من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /126)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 297).

موقعها

بعث رسول الله إلى بني مُرَّةَ بفَدَكَ. وفَدَكَ؛ بالتحريك وآخره كاف: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، وذكر ابن سعد أن بينها والمدينة ست ليال. انظر: "معجم البلدان" للحموي (3 /457)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /89).

عدد المسلمين

خرج غالب بن عبد الله إليهم في مائتي رجل. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /723)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /126).

قائد المسلمين

غالب بن عبد الله الليثي

سببها

روى الواقدي وابن سعد أن رسول الله هيأ الزبير بن العوام فقال: سر حتى تنتهي إلى مصاب أصحاب بَشِير، فإن ظفرك الله بهم فلا تبق فيهم، وهيأ معه مائتي رجل وعقد له اللواء، فقدم غالب بن عبد الله من سرية قد ظفر الله عليهم، فقال رسول الله للزبير بن العوام: اجلس! وبعث غالب بن عبد الله في مائتي رجل، حتى انتهى إلى مصاب بَشِير وأصحابه، وخرج معه عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /723- 725)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /126).

أحداثها

بعث رسول الله غالب بن عبد الله في مائتي رجل إلى بني مُرَّةَ بفَدَكَ، حتى انتهى إلى مصاب بَشِير وأصحابه، وخرج معه عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ. وكان مع غالب: عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو أبو مسعود، وكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، وأسامة بن زيد، وعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ، فلما دنا غالب منهم بعث الطلائع، فبعث عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ في عشرة ينظر إلى جماعة محالهم، حتى أوفى على جماعة منهم، ثم رجع إلى غالب فأخبره. فأقبل غالب يسير حتى إذا كان منهم بمنظر العين ليلًا، وقد اجتلبوا وعطنوا وهدأوا، قام فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له، وأن تطيعوني ولا تعصوني ولا تخالفوا لي أمرًا، فإنه لا رأي لمن لا يطاع. ثم ألف بينهم فقال: يا فلان أنت وفلان، يا فلان أنت وفلان- لا يفارق كل رجل زميله- وإياكم أن يرجع إلي أحدكم فأقول: أين فلان صاحبك؟ فيقول: لا أدري، وإذا كبرت فكبروا. قال: فكبر وكبروا، وأخرجوا السيوف. قال: فأحطنا بالحاضر، وفي الحاضر نعم، وقد عطنوا مواشيهم، فخرج إلينا الرجال فقاتلوا ساعة، فوضعنا السيوف حيث شئنا منهم ونحن نصيح بشعارنا: أمت! أمت! قال: واستقنا النعم والشاء والذرية، وكانت سهامهم عشرة أبعرة كل رجل، أو عدلها من الغنم، وكان يحسب الجزور بعشرة من الغنم. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /723- 725)، "السيرة" لابن هشام (2 /623)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /126)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 297)، "فتح الباري" لابن حجر (12 /195)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /319).

نتيجتها

قتل المسلمون من بني مُرَّةَ قتلى، وأصابوا منهم نعما وشاء.

أحداث متعلقة

قتل أسامة بن زيد للرجل الذي قال لا إله إلا الله: ورد قصة هذا الحديث في الصحيحين، وبوب البخاري له بعنوان: باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحُرُقَاتِ من جهينة. قال البخاري: أخبرنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: "بعثنا رسول الله إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي ، فقال: يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم". أخرجه البخاري (4269)، ومسلم (96). اختلف أهل السير والمغازي في اسم هذا الرجل التي قُتِل: فذكر ابن إسحاق أن اسمه مِرْدَاسَ بْنَ نَهِيكٍ، حليف لبني مُرّة من الحرقة من جهينة، وذكر الواقدي أن اسمه نَهِيكُ بْنُ مِرْدَاسٍ. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /622)، "المغازي" للواقدي (2 /724). ومن ثم اختلفوا هل أسامة بن زيد قتل الرجل في هذه السرية أم في غيرها: فذكر ابن هشام والواقدي أن أسامة بن زيد قَتَل الرجل الذي قال لا إله إلا الله في هذه السرية، وذكر ابن سعد أن أسامة قَتَل ذلك الرجل في سرية غالب بن عبد الله إلى الميفعة، وخرج معهم في هذه السرية غازيًا أيضًا إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /622)، "المغازي" للواقدي (2 /724)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /119). ونقل مغلطاي أنه ورد في الإكليل أن أسامة فعل ذلك في سرية كان هو أميرًا عليها سنة ثمان. انظر: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 289). قال ابن حجر: "ليس في هذا ما يدل على أنه كان أمير الجيش كما هو ظاهر الترجمة، وقد ذكر أهل المغازي سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة… وذلك في رمضان سنة سبع، وقالوا إن أسامة قتل الرجل في هذه السرية، فإن ثبت أن أسامة كان أمير الجيش فالذي صنعه البخاري هو الصواب، لأنه ما أمر إلا بعد قتل أبيه بغزوة مؤتة، وذلك في رجب سنة ثمان، وإن لم يثبت أنه كان أميرها رجح ما قال أهل المغازي". "فتح الباري" لابن حجر (7 /518).

دروس وعِبَر

ذكر ابن حجر لحديث أسامة بن زيد فوائد هامة، منها: نقل عن ابن التين أنه قال: في هذا اللوم تعليم وإبلاغ في الموعظة، حتى لا يقدم أحد على قتل من تلفظ بالتوحيد. وقال القرطبي: في تكريره ذلك والإعراض عن قبول العذر زجر شديد عن الإقدام على مثل ذلك. وفيه دليل على ترتب الأحكام على الأسباب الظاهرة دون الباطنة. قال القرطبي: وفيه إشعار بأنه كان استصغر ما سبق له قبل ذلك من عمل صالح في مقابلة هذه الفعلة لما سمع من الإنكار الشديد. قال ابن بطال: كانت هذه القصة سبب حلف أسامة أن لا يقاتل مسلمًا بعد ذلك، ومن ثم تخلف عن علي في الجمل وصفين، كان سعد بن أبي وقاص يقول: لا أقاتل مُسلمًا حتى يقاتله أسامة. واستدل النووي بقوله: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم، على رد الفرع الذي ذكره الرافعي فيمن رأى كافرًا أسلم فأكرم إكرامًا كثيرًا، فقال: ليتني كنت كافرًا فأسلمت لأكرم، وقال الرافعي يكفر بذلك، ورده النووي بأنه لا يكفر لأنه جازم الإسلام في الحال والاستقبال، وإنما تمنى ذلك في الحال الماضي مقيدًا له بالإيمان ليتم له الإكرام، واستدل بقصة أسامة، ثم قال: ويمكن الفرق. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (12 /195- 197).