البحث

عبارات مقترحة:

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

غزوة مؤتة

بعث رسول الله الحارث بن عمير بكتاب إلى ملك بصرى، فعرض له في مؤتة شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله، فندب رسول الله المسلمين إليه، فخرجوا في ثلاثة آلاف، و أمّر عليهم زيد بن حارثة، وقال: إن قتل فجعفر، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم، فلما وصلوا إلى مؤتة، وجدوا بها نحو مائة ألف رجل، فلما تصافّوا للقتال قُتِل الأمراء الثلاثة، حتى اصطلح المسلمون على خالد بن الوليد، فأخذ الراية، ففتحها الله عليهم، وحزن رسول الله لقتل أصحابه رضي الله عنهم حزنًا شديدًا.

اسمها

غزوة مؤتة

وقتها

كانت غزوة مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /373)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 298)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /338).

موقعها

بعث رسول الله أصحابه إلى مُؤْتَة. ومُؤْتَة: أرض بأدنى البلقاء، والبلقاء بالشام دون دمشق. وهي تقع اليوم في جنوب الأردن. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 298).

عدد المسلمين

خرج المسلمون في ثلاثة آلاف. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /373)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 298)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /338).

عدد المشركين

ذكر ابن سعد أن شرحبيل بن عمرو جمع أكثر من مائة ألف، وذكر ابن هشام أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام والقين وبهراء وبلي مائة ألف منهم. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128)، السيرة" لابن هشام (2 /375).

قائد المسلمين

أمّر رسول الله زيد بن حارثة على المسلمين، وقال: «إن قتل فجعفر، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم». انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /373- 388)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128- 130).

سببها

بعث رسول الله الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى الشام إلى ملك بصرى، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله، ولم يقتل لرسول الله رسول غيره، فاشتد ذلك عليه، وندب الناس فأسرعوا وتجهزوا. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /373)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 298)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /338).

أحداثها

بعث رسول الله الصحابة لمصاب الحارث بن عمير الأزدي، رسول رسول الله إلى ملك بصرى، حين قتله شرحبيل بن عمرو الغساني، فتجهز المسلمون وهم ثلاثة آلاف، و أمَّر رسول الله عليهم زيد بن حارثة، وقال: «إن قتل فجعفر، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون رجلًا من بينهم». روى نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: «أمر رسول الله في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله : إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة». أخرجه البخاري (4261). وعقد لهم رسول الله لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم رسول الله أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله وقاتلوهم. وخرج مُشيِّعًا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فوقف وودعهم فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون: دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين فقال ابن رواحة عند ذلك: لكنني أسأل الرحمن مغفرة*****وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا قال ابن إسحاق: «فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله وسلموا عليهم. فلما ودع عبد الله بن رواحة من ودع من أمراء رسول الله بكى، فقالوا: ما يبكيك يا بن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله عز وجل ، يذكر فيها النار: ﴿ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمٗا مَّقْضِيّٗا﴾ [مريم: 71]، فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود، فقال المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين، فقال عبد الله بن رواحة: لكنني أسأل الرحمن مغفرة*****وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة*****بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقال إذا مروا على جدثي*****أرشده الله من غاز وقد رشدا». السيرة" لابن هشام (2 /374). فلما فصلوا من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا لهم، وقد نزل المسلمون معان من أرض الشام، وبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف، وانضم إليه من لخم وجذام والقين وبهراء وبلي مائة ألف آخرين منهم. فلما بلغ ذلك المسلمين، أقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره الخبر، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجعهم عبد الله بن رواحة على المضي. «… وقال: يا قوم، والله إن التي تكرهون، للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة. قال: فقال الناس: قد - والله - صدق ابن رواحة». السيرة" لابن هشام (2 /375). فمضوا إلى مؤتة، ووافاهم المشركون فجاء منهم ما لا قِبَل لأحد به من العدد والسلاح والكراع، فالتقى المسلمون والمشركون واقتتلوا، فقاتل الأمراء، فأخذ اللواء زيد بن حارثة، فقاتل وقاتل المسلمون معه على صفوفهم حتى قُتِل طعنًا بالرماح، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فنزل عن فرس له شقراء فعقرها، فكان جعفر أول من عقر فرسه في الإسلام عند القتال، فقطعت يمينه، فأخذ الراية بيساره فقطعت يساره، فاحتضن الراية وقاتل حتى قُتِل رضي الله عنه، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء. قال ابن سعد: «. .. ضربه رجل من الروم فقطعه بنصفين، فوجد في أحد نصفيه بضعة وثلاثون جرحًا، ووجد فيما قيل من بدن جعفر اثنتان وسبعون ضربة بسيف وطعنة برمح». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /129). روى نافع أن ابن عمر أخبره: «أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دبره. يعني: في ظهره». أخرجه البخاري (4260). وفي رواية أخرى لابن عمر قال: «فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعًا وتسعين، من طعنة ورمية». أخرجه البخاري (4261). ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل رحمه الله، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فأخذ اللواء. وفي الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي بعد أن نعى الأمراء الثلاثة قال: «حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم». أخرجه البخاري (4262)، وفي رواية أخرى: «ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له». أخرجه البخاري (1246). وذكر أهل السير والمغازي غير ذلك: قال ابن إسحاق: «ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان، فقال: يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعل. فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم، وحاشى بهم، ثم انحاز وانحيز عنه، حتى انصرف بالناس». السيرة" لابن هشام (2 /380). وقال ابن سعد: «ثم أخذ اللواء رجل من الأنصار، ثم سعى به حتى إذا كان أمام الناس ركزه ثم قال: إليّ أيها الناس، فاجتمع إليه الناس، حتى إذا كثروا مشى باللواء إلى خالد بن الوليد، فقال له خالد: لا آخذه منك، أنت أحق به، فقال الأنصاري: والله ما أخذته إلا لك. فأخذ خالد اللواء، ثم حمل على القوم...». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /129). وأطلع الله تعالى رسوله على يومهم ذلك، فرفعت له الأرض حتى نظر إلى معترك القوم، فأخبر به أصحابه. روى أنس رضي الله عنه: «أن النبي نعى زيدًا، وجعفرًا، وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم». أخرجه البخاري (4262). فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين تلقاهم رسول الله والمسلمون، قال ابن إسحاق: «وجعل الناس يحثون على الجيش التراب، ويقولون: يا فرار، فررتم في سبيل الله! قال: فيقول رسول الله : «ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى». "السيرة" لابن هشام (2 /382). وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه لحديث (2647) على سنن أبي داود: «وهذا مرسل حسن، وكان ذلك في قفول المسلمين من مؤتة». انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /373- 388)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /128- 130)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 298- 300)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /338- 340).

نتيجتها

استشهد الأمراء الثلاثة زيد وجعفر وابن رواحة وجماعة من المسلمين، حتى فتح الله عليهم بخالد رضي الله عنهم أجمعين. حزن رسول الله لمقتل أصحابه. أما نتيجة المعركة: فقد ذكر ابن سعد أن الهزيمة كانت على المسلمين، فتبعهم المشركون، فقُتِلَ من قُتِلَ من المسلمين. "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /129). وقال ابن إسحاق: انحازت كل طائفة من غير هزيمة. السيرة" لابن هشام (3 /380). وقد ذهب ابن القيم إلى ترجيح هذا القول، فقال بعد أن ذكر الأقوال في المسألة: «والصحيح ما ذكره ابن إسحاق أن كل فئة انحازت عن الأخرى». "زاد المعاد" لابن القيم (3 /338). والذي في صحيح البخاري أن الهزيمة كانت على الروم. ففي حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي بعد أن نعى الأمراء الثلاثة قال: «حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم». أخرجه البخاري (4262)، وفي رواية أخرى: «ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له». أخرجه البخاري (1246). ويؤيده ما ذكره خالد أثناء المعركة، قال خالد بن الوليد: «لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية». أخرجه البخاري (4265- 4266). ونقل مغلطاي عن الحاكم قوله: فلما قاتلهم خالد، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأصاب غنيمة. يعني أن المسلمين قد هزموا عدوهم، وهذا هو قول الواقدي وابن سعد والبيهقي. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /764)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /130)، "دلائل النبوة" للبيهقي (4 /365)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 300)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /514). وهو الذي رجحه البيهقي، فقال بعد أن ذكر اختلاف أهل المغازي في هذه المسألة: «وحديث أنس يدل على ظهور خالد عليهم، والله أعلم بالصواب». "دلائل النبوة" للبيهقي (4 /375). وذهب ابن كثير إلى إمكانية الجمع بين الأقوال، فقال: «ويمكن الجمع بين قول ابن إسحاق وبين قول الباقين، وهو أن خالدا لما أخذ الراية حاش بالقوم المسلمين حتى خلصهم من أيدي الكافرين من الروم والمستعربة، فلما أصبح وحوّل الجيش ميمنة وميسرة، ومقدمة وساقة كما ذكره الواقدي توهم الروم أن ذلك عن مدد جاء إلى المسلمين، فلما حمل عليهم خالد هزموهم بإذن الله، والله أعلم». "البداية" لابن كثير (4 /248).

أحداث متعلقة

حزن رسول الله لما أصاب جعفر رضي الله عنه: قالت عمرة: سمعت عائشة رضي الله عنها، تقول: «لما جاء قتل ابن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم، جلس رسول الله يعرف فيه الحزن، قالت عائشة: وأنا أطلع من صائر الباب، تعني من شق الباب، فأتاه رجل، فقال: أي رسول الله إن نساء جعفر، قال: وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن، قال: فذهب الرجل ثم أتى، فقال: قد نهيتهن، وذكر أنه لم يطعنه، قال: فأمر أيضًا، فذهب ثم أتى فقال: والله لقد غلبننا، فزعمت أن رسول الله قال: فاحث في أفواههن من التراب. قالت عائشة: فقلت: أرغم الله أنفك، فوالله ما أنت تفعل، وما تركت رسول الله من العناء». أخرجه البخاري (4263). قال ابن إسحاق فيما رواه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: «لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله وقد دبغت أربعين منا، قال ابن هشام: ويروى أربعين منيئة- وعجنت عجيني، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم. قالت: فقال لي رسول الله : ائتيني ببني جعفر، قالت: فأتيته بهم، فتشممهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: نعم، أصيبوا هذا اليوم. قالت: فقمت أصيح، واجتمعت إلي النساء، وخرج رسول الله إلى أهله، فقال: لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم». السيرة" لابن هشام (2 /381).

دروس وعِبَر

فضيلة زيد بن حارثة وابنه رضي الله عنهما: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «بعث النبي ، بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي : أن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده». أخرجه البخاري (3730). فضيلة جعفر وبنيه رضي الله عنهم: قال عامر: «كان ابن عمر إذا حيّا ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين». أخرجه البخاري (4264). قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله : «مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة، وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد». أخرجه الحاكم (4943)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. وفي رواية أخرى له قال: قال رسول الله : «رأيت جعفر بن أبي طالب ملكًا يطير مع الملائكة بجناحين». أخرجه الحاكم (4935)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، وعلق الذهبي عليه بأن المديني واه. قال البراء بن عازب رضي الله عنهما: «لما أتى رسول الله قتل جعفر داخله من ذلك، فأتاه جبريل، فقال: إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة». أخرجه الحاكم (4348)، وقال فيه: «هذا حديث له طرق، عن البراء ولم يخرجاه»، وعلق الذهبي عليه بأن كلها ضعيفة عن البراء. استحقاق القاتل سلب القتيل: قال عوف بن مالك: «قَتَل رجل من حمير رجلا من العدو، فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد، وكان واليا عليهم، فأتى رسول الله عوف بن مالك، فأخبره، فقال لخالد: ما منعك أن تعطيه سلبه؟ قال: استكثرته يا رسول الله، قال: ادفعه إليه، فمر خالد بعوف، فجر بردائه، ثم قال: هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله ، فسمعه رسول الله فاستغضب، فقال: لا تعطه يا خالد، لا تعطه يا خالد، هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا، أو غنما، فرعاها، ثم تحين سقيها، فأوردها حوضا، فشرعت فيه فشربت صفوه، وتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عليهم». أخرجه مسلم (1753). وهذه القصة جرت في غزوة مؤتة كما بينه في الرواية التي بعد هذا، وفيه يقول عوف بن مالك الأشجعي: «خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، ورافقني مددي من اليمن، وساق الحديث عن النبي بنحوه». أخرجه مسلم (1753). عقر الدابة في القتال: روى عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثني أبي الذي أرضعني وكان في تلك الغزاة قال: «والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل». أخرجه أبو داود (2573). وهذا الحديث لا يعارض الأحاديث التي فيها النهي عن إتلاف المال، فإن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عَلِمَ أن هذا الجواد سيقع في يد أعداء الإسلام فينتفعون به، ويتقوّون به على المسلمين، فعقره لهذا السبب، وهذا مذهب مالك بن أنس وغيره من أهل العلم أنهم يجيزون ذلك في مثل هذا الحال. ما ورد في منزلة ابن رواحة رضي الله عنه في الجنة: من حديث عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عند الطبراني في "المعجم الكبير" قال: «… ثم قال -أي رسول الله -: لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارًا عن سرير صاحبيه، فقلت: بم هذا، فقيل لي: مضيا، وتردد عبد الله بعض التردد ومضى». "المعجم الكبير" للطبراني (429)، والسيرة" لابن هشام (2 /380). فوائد مستقاة ذكرها ابن حجر لغزوة مؤتة: جواز تعليق الإمارة بشرط وتولية عدة أمراء بالترتيب. جواز التأمر في الحرب بغير تأمير. جواز الاجتهاد في حياة النبي . علم ظاهر من أعلام النبوة. فضيلة ظاهرة لخالد بن الوليد ولمن ذكر من الصحابة. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /513).