البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

سرية عيينة إلى بني تميم

سرية قادها الصحابي الجليل عيينة بن حصن الفزاري رضي الله عنه، بعثه رسول الله إلى بني تميم، فهجموا عليهم، فلما رأوا الجمع ولَّوا، وأخذ منهم أسرى وسبايا، ثم ردها رسول الله عليهم، لمّا جاءه رؤساء قومهم يطلبونهم، وأسلموا.

اسمها

سرية عيينة بن حصن إلى بني تميم، وذكره الواقدي في بعثة المصدقين، وذكره ابن هشام في قدوم وفد بني تميم ونزول سورة الحجرات، ولم يذكر أحداثًا لسبب قدوم الوفد عليه ، وسماه في موطن آخر: غزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بني العنبر من بني تميم. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /974)، "السيرة" لابن هشام (2 /560)- (2 /621).

وقتها

كانت سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم في المحرم سنة تسع من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /974)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /160)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 329)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /446).

موقعها

بعث رسول الله عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم. قال ابن سعد: «وكانوا فيما بين السُّقْيا وأرض بني تميم». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /160). والسُّقْيا؛ بالضم ثمّ السكون والقاف وياء آخر: قرية جامعة من عمل الفرع، بينهما ممّا يلي الجحفة تسعة عشر ميلا، وقال الخوارزمي: هي قرية عظيمة قريبة من البحر على مسيرة يوم وليلة. "معجم البلدان" للحموي (3 /228).

عدد المسلمين

خرج عيينة بن حصن الفزاري إليهم في خمسين فارسا من العرب، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /974)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /160)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 329)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /446).

قائد المسلمين

عيينة بن حصن الفزاري

سببها

وذكر الواقدي في سببها: أن رسول الله لما رأى هلال المحرم بعث المصدقين بين يديه، يجمع الصدقات، فخرج بسر بن سفيان على صدقات بني كعب من خزاعة، ويقال: إنما سعى عليهم نعيم بن عبد الله العدوي، فجاء وقد حل بنواحيهم بنو جهيم وبنو عمرو بن جندب من بني تميم، فهم يشربون معهم على غدير لهم بذات الأشطاط، ويقال: وجدهم على عسفان. فأمر المصدق بجمع مواشي خزاعة ليأخذ منها الصدقة، قال: فحشرت خزاعة الصدقة من كل ناحية، فاستنكرت ذلك بنو تميم وقالوا: ما هذا؟ تؤخذ أموالكم منكم بالباطل! وتجيشوا، وتقلدوا القسي، وشهروا السيوف، فقال الخزاعيون: نحن قوم ندين بدين الإسلام، وهذا من ديننا. قال التميميون: والله لا يصل إلى بعير منها أبدا! فلما رآهم المصدق هرب منهم وانطلق موليا وهو يخافهم، والإسلام يومئذ لم يعم العرب، قد بقيت بقايا من العرب وهم يخافون السيف لما فعل رسول الله بمكة وحنين. وقد كان رسول الله قد أمر مصدقيه أن يأخذوا العفو منهم ويتوقوا كرائم أموالهم، فقدم المصدق على النبي فأخبره الخبر، وقال: يا رسول الله، إنما كنت في ثلاثة نفر، فوثبت خزاعة على التميميين فأخرجوهم من محالهم، وقالوا: لولا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم، ليدخلن علينا بلاء من عداوة محمد وعلى أنفسكم حيث تعرضون لرسل رسول الله، تردونهم عن صدقات أموالنا، فخرجوا راجعين إلى بلادهم، فقال رسول الله : من لهؤلاء القوم الذين فعلوا ما فعلوا؟ فانتدب أول الناس عيينة بن حصن الفزاري، فقال: أنا والله لهم، أتبع آثارهم ولو بلغوا يبرين حتى آتيك بهم إن شاء الله، فترى فيهم رأيك أو يسلموا، فبعثه رسول الله في خمسين فارسا من العرب. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /974- 975).

أحداثها

بعث رسول الله عيينة بن حصن إلى بني تميم، في خمسين فارسا ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، فكان يسير الليل ويكمن النهار، فهجم عليهم في صحراء، وكانوا سرحوا مواشيهم، فلما رأوا الجمع ولَّوا، وأخذ منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا، فجلبهم إلى المدينة، فأمر بهم رسول الله ، فحبسوا في دار رملة بنت الحارث. فقدم فيهم عدة من رؤسائهم: عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم والأقرع بن حابس وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد وغيرهم، فلما رأوهم نساءهم وذراريهم بكوا إليهم فعجلوا، فجاءوا إلى باب النبي فنادوا: يا محمد اخرج إلينا، فخرج رسول الله ، وأقام بلال الصلاة، وتعلقوا برسول الله يكلمونه، فوقف معهم، ثم مضى فصلى الظهر، ثم جلس في صحن المسجد، فعلى صوتهم وآذى رسول الله صياحهم. قال ابن إسحاق: وفيهم نزل من القرآن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ سورة الحجرات: 4. وقالوا: يا محمد، جئناك نفاخرك، فأذن لشاعرنا وخطيبنا، فأذن لهم، فقدموا عطارد بن حاجب فتكلم وخطب، فأمر رسول الله ثابت بن قيس بن شماس فأجابهم، ثم قالوا: يا رسول الله ائذن لشاعرنا، فأذن له، فأقاموا الزبرقان بن بدر فأنشد، فقال رسول الله : أجبهم يا حسان بن ثابت! وكان رسول الله قد أمر بمنبر، فوضع في المسجد ينشد عليه حسان، وقال: إن الله ليؤيد حسان بروح القدس ما دافع عن نبيه. وسر رسول الله يومئذ والمسلمون بمقام ثابت وشعر حسان. وخلا الوفد بعضهم إلى بعض، فقال قائل: تعلمن والله أن هذا الرجل مؤيد مصنوع له، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعرهم أشعر من شاعرنا، ولهم أحلم منا! فلما فرغ القوم أسلموا، ورد عليهم رسول الله الأسرى والسبي، وأجازهم رسول الله فأحسن جوائزهم. وذكر الواقدي انظر: "المغازي" للواقدي (2 /974- 980)، "السيرة" لابن هشام (2 /560- 567)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /161)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 329)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /446- 448).

نتيجتها

غنم المسلمون منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا، ثم رد رسول الله عليهم الأسرى والسبي. وفي هذه الغزوة أسلمت بنو تميم.

أحداث متعلقة

أمر ثابت بن قيس وآيات الحجرات. لما أنزل الله تعالى على نبيه الآيات في رفع التميميين أصواتهم وأنهم نادوا النبي من وراء الحجرات التزم ثابت بن قيس بيته، لئلا يرفع صوته، وكان من أجهر الناس صوتا. قال أنس بن مالك: «لما نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ سورة الحجرات: 4 إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي ، فسأل النبي سعد بن معاذ، فقال: يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ اشتكى؟ قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله ، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي ، فقال رسول الله : بل هو من أهل الجنة». أخرجه مسلم (119). قال ابن كثير: «قال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره ، كما كان يكره في حياته؛ لأنه محترم حيا وفي قبره صلوات الله وسلامه عليه، دائما، ثم نهى عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبه ممن عداه، بل يخاطب بسكينة ووقار وتعظيم». "التفسير" لابن كثير (7 /368). وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن السائب بن يزيد قال: «كنت قائما في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال: من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ». أخرجه البخاري (470).