البحث

عبارات مقترحة:

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

سرية علي إلى الفلس

سرية قادها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعثه رسول الله إلى الفُلُس، صنم طيئ، فهدمه، وغنم منهم غنائم، وكان في السبي أخت عدي بن حاتم، وكان عدي بن حاتم قد هرب الشام، فمَنّ عليها رسول الله ، فكان ذلك سبب إسلام أخيها.

اسمها

سرية علي بن أبي طالب إلى الفُلُس.

وقتها

كانت سرية علي بن أبي طالب إلى الفُلُس في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /984)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /164)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 332)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /452).

موقعها

بعث رسول الله علي بن أبي طالب إلى الفُلُس صنم طيئ ليهدمه. والفُلُس؛ روي في الجمهرة عن ابن الكلبي بضم أوله، علم مرتجل لاسم صنم، ويجوز أن يكون جمع فَلْس، مثل سَقْف وسُقُف إلا أنه لم يسمع، وروي عنه أيضا فَلْس، بفتح الفاء وسكون اللام في كتاب الأصنام بخط ابن الجواليقي، وهو اسم صنم كان بنجد تعبده طيّء وكان قريبًا من فيد وكان سدنته بني بولان. قال ابن إسحاق: «وكانت فلس لطيئ ومن يليها بجبلي طيئ، يعني سلمى وأجأ». انظر: "معجم البلدان" للحموي (4 /273)، "السيرة" لابن هشام (1 /87).

عدد المسلمين

خرج علي بن أبي طالب إليهم في خمسين ومائة رجل من الأنصار، على مائة بعير وخمسين فرسًا. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /984)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /164)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 332)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /452).

قائد المسلمين

علي بن أبي طالب

أحداثها

بعث رسول الله علي بن أبي طالب إلى الفُلُس صنم طيئ ليهدمه، فخرج اليهم في خمسين ومائة رجل من الأنصار، على مائة بعير وخمسين فرسًا، ومعه راية سوداء ولواء أبيض، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر، فهدموا الفُلُس وخربوه، وأخذوا ما هنالك من السبي والنعم والشاء. وكان في السبي أخت عدي بن حاتم، وكان عدي بن حاتم قد هرب حين سمع بقدوم علي، وكان له عين بالمدينة فحذره، فخرج إلى الشام. ووُجِد في خزانة الفُلُس: ثلاثة أسياف: الرَّسُوبُ والْمِخْذَمُ وسيف يقال له : اليماني، وثلاثة أدراع. واستعمل رسول الله على السبي أبا قتادة، واستعمل على الماشية والرثة عبد الله بن عتيك، فلما نزلوا ركك اقتسموا الغنائم، وعزل للنبي صفيًا ورَسُوبا والمِْذَم، ثم صار له بعد السيف الآخر، وعزل الخمس، وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى قدم بهم المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /984- 989)، "السيرة" لابن هشام (1 /87)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /164).

نتيجتها

خرج علي بن أبي طالب إلى الفُلُس صنم طيئ، فهدمه. وغنم من بني حاتم غنائم، وكان في السبي أخت عدي بن حاتم، وكان عدي بن حاتم قد هرب الشام، فمَنّ عليها رسول الله ، فكان ذلك سبب إسلام أخيها.

أحداث متعلقة

قصة إسلام عدي بن حاتم. كان في سبايا سرية علي بن أبي طالب إلى الفُلُس إلى بني حاتم أخت عدي بن حاتم، وكان عدي بن حاتم قد هرب الشام، فمَنّ عليها رسول الله ، فكان ذلك سبب إسلام أخيها. روى ابن إسحاق عن عدي بن حاتم قال: ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله حين سمع به مني، أما أنا فكنت امرءا شريفا، وكنت نصرانيا، وكنت أسير في قومي بالمرباع، فكنت في نفسي على دين، وكنت ملكا في قومي، لما كان يصنع بي. فلما سمعت برسول الله كرهته، فقلت لغلام كان لي عربي، وكان راعيًا لإبلي: لا أبا لك، أعدد لي من إبلي أجمالًا ذللًا سمانًا، فاحتبسها قريبًا مني، فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فآذني، ففعل، ثم إنه أتاني ذات غداة، فقال: يا عدي، ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد، فاصنعه الآن، فإني قد رأيت رايات، فسألت عنها، فقالوا: هذه جيوش محمد. قال: فقلت: فقرب إلي أجمالي، فقربها، فاحتملت بأهلي وولدي، ثم قلت: ألحق بأهلي ديني من النصارى بالشام، فسلكت الجوشية، -ويقال: الحوشية فيما قال ابن هشام- وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر. فلما قدمت الشام أقمت بها، وتخالفني خيل لرسول الله ، فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت، فقدم بها على رسول الله في سبايا من طيئ، وقد بلغ رسول الله هربي إلى الشام، قال: فجعلت بنت حاتم في حظيرة بباب المسجد، كانت السبايا يحبسن فيها، فمر بها رسول الله ، فقامت إليه، وكانت امرأة جزلة، فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علي من الله عليك. قال: ومن وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم. قال: الفار من الله ورسوله؟ قالت: ثم مضى رسول الله وتركني، حتى إذا كان من الغد مر بي، فقلت له مثل ذلك، وقال لي مثل ما قال بالأمس. قالت: حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه، فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه، قالت: فقمت إليه، فقلت: يا رسول الله هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علي من الله عليك، فقال : قد فعلت، فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني، فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن أكلمه، فقيل: علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وأقمت حتى قدم ركب من بلي أو قضاعة، قالت: وإنما أريد أن آتي أخي بالشام. قالت: فجئت رسول الله فقلت: يا رسول الله، قد قدم رهط من قومي، لي فيهم ثقة وبلاغ. قالت: فكساني رسول الله ، وحملني، وأعطاني نفقة، فخرجت معهم حتى قدمت الشام. قال عدي: فوالله إني لقاعد في أهلي، إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلي تؤمنا، قال: فقلت ابنة حاتم، قال: فإذا هي هي، فلما وقفت علي انسحلت تقول: القاطع الظالم، احتملت بأهلك وولدك، وتركت بقية والدك عورتك، قال: قلت: أي أخية، لا تقولي إلا خيرا، فوالله ما لي من عذر، لقد صنعت ما ذكرت. قال: ثم نزلت فأقامت عندي، فقلت لها: وكانت امرأة حازمة، ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيًا فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن، وأنت أنت. قال: قلت: والله إن هذا الرأي. قال: فخرجت حتى أقدم على رسول الله المدينة، فدخلت عليه، وهو في مسجده، فسلمت عليه، فقال: من الرجل؟ فقلت: عدي بن حاتم، فقام رسول الله ، فانطلق بي إلى بيته، فوالله إنه لعامد بي إليه، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة، فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها، قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بملك، قال: ثم مضى بي رسول الله حتى إذا دخل بي بيته، تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلي، فقال: اجلس على هذه، قال: قلت: بل أنت فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله بالأرض، قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك، ثم قال: إيه يا عدي بن حاتم! ألم تك ركوسيا؟ قال: قلت: بلى. قال: أولم تكن تسير في قومك بالمرباع؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك، قال قلت: أجل والله، وقال: وعرفت أنه نبي مرسل، يعلم ما يجهل، ثم قال: لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخولٍ في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، قال: فأسلمت. وكان عدي يقول: قد مضت اثنتان وبقيت الثالثة، والله لتكونن، قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت، وقد رأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت، وايم الله لتكونن الثالثة، ليفيضن المال حتى لا يوجد من يأخذه. "السيرة" لابن هشام (2 /578- 581).