البحث

عبارات مقترحة:

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

سرية علي إلى اليمن

سرية قادها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعثه رسول الله في رمضان سنة عشر من الهجرة مقدم إلى اليَمَن، في ثلاثمائة رجل، فقتل منهم، وغنم غنائم كثيرة، وهرب منهم جماعة فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ثم رجع إلى المدينة.

اسمها

سرية علي بن أبي طالب إلى اليَمَن.

وقتها

كانت سرية علي بن أبي طالب إلى اليَمَن في شهر رمضان سنة عشر من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /1079)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /169)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /341)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 345).

موقعها

بعث رسول الله علي بن أبي طالب إلى اليَمَن. واليَمَن؛ بالتحريك: «قال الحموي: قال الأصمعي: اليَمَن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشّحر حتى يجتاز عمان، فينقطع من بينونة، وبينونة: بين عمان والبحرين، وليست بينونة من اليَمَن، وقيل: حدّ اليَمَن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين، وما يلي ذلك من التهائم والنجود، واليَمَن تجمع ذلك كله، والنسبة إليهم يمنيّ ويمان مخففة». "معجم البلدان" للحموي (5 /447). قال عاتق البلادي: «تردد ذكره كثيرا في السيرة، وهو الزاوية الجنوبية الغربية لجزيرة العرب، كان منبع حضارات العرب القديمة، ومنه خرجت الهجرات العربية التي عمرت ما يعرف اليوم بالعالم العربي، وظل اليَمَن على مر التاريخ يتوحد ويتفرق، وهو مكون في عهدنا هذا من دولتين: إحداهما اليَمَن الشمالي، وعاصمته صنعاء، واليَمَن الجنوبي، وعاصمته عدن، … والعرب من قديم تطلق على كل ما هو جنوب يمنا، وعلى ما هو شمال شاما، خاصة في الحجاز، فهم يعتبرون كل ما هو جنوب مكة يمنا، بل إن المحاكم بمكة تقول: يحد ملك فلان يمنا كذا، وشاما كذا». "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص 340).

عدد المسلمين

خرج علي بن أبي طالب إليهم في ثلاثمائة رجل. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /1079)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /169)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /341)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 345).

قائد المسلمين

كان علي بن أبي طالب قائدها.

سببها

بعث رسول الله علي بن أبي طالب إلى اليَمَن يقبض الجزية منهم ويقضي بينهم، على رواية أهل الحديث، ويدعوهم إلى الإسلام على قول أهل السير والمغازي. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /1079)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /169)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /341)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 345).

أحداثها

ورد في الأحاديث أن رسول الله بعث خالد بن الوليد إلى اليَمَن يدعوهم إلى الإسلام، ثم بعث علي بن أبي طالب بعده، وأمر رسول الله عليا أن يقبض الخمس من خالد، ويعلمهم القرآن والإسلام، ويقضي بينهم، ثم أخبره رسول الله أن من أراد من جيش خالد أن يقفل معه فليرجع، ومن أراد البقاء مع علي رضي الله عنه فليقبل ذلك منهم. ففي صحيح البخاري قال البراء رضي الله عنه: «بعثنا رسول الله مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه، فقال: مر أصحاب خالد، من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل، فكنت فيمن عقب معه، قال: فغنمت أواق ذوات عدد». أخرجه البخاري (4349). وروى البيهقي بإسناد صحيح عن البراء قال: «بعث النبي خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن النبي بعث علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالد ومن كان معه إلا رجل ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع علي رضي الله عنه فليعقب معه قال البراء فكنت ممن عقب معه، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا علي رضي الله عنه وصفنا صفا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله فأسلمت همدان جميعا، فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله الكتاب خر ساجدا، ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان السلام على همدان». أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3932). قال علي: «بعثني رسول الله إلى اليمن قال: فقلت يا رسول الله تبعثني إلى قوم أسن مني، وأنا حدث لا أبصر القضاء؟ قال: فوضع يده على صدري وقال: اللهم ثبت لسانه، واهد قلبه، يا علي، إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء، قال: فما اختلف علي قضاء بعد، أو ما أشكل علي قضاء بعد». أخرجه أحمد (882)، طبعة الرسالة، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على مسند أحمد: «حسن لغيره، شريك وحنش قد توبعا»، والحاكم (4658)، وقال فيه: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. ثم بعث علي رضي الله عنه بشيء من هذه الغنائم إلى رسول الله . قال أبو سعيد الخدري: «بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر، بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع: إما علقمة وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبي فقال: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء»، قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال يا رسول الله اتق الله، قال: ويلك، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله، قال: ثم ولى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، لعله أن يكون يصلي، فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله : إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مقف، فقال: إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وأظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود». أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064). قال ابن سعد: يقال: أن سرية علي بن أبي طالب إلى اليَمَن كانت مرتين، إحداهما في شهر رمضان سنة عشر، بعثه رسول الله إلى اليَمَن، وعقد له لواء وعممه بيده، وقال: امض ولا تلتفت فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك. يقول الواقدي: «فقال علي: يا رسول الله، كيف أصنع؟ قال: إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك، فإن قاتلوك فلا تقاتلهم حتى يقتلوا منكم قتيلا، فإن قتلوا منكم قتيلا فلا تقاتلهم، تلومهم ترهم أناة، ثم تقول لهم: هل لكم إلى أن تقولوا لا إله إلا الله؟ فإن قالوا: نعم، فقل: هل لكم أن تصلوا؟ فإن قالوا: نعم، فقل: هل لكم أن تخرجوا من أموالكم صدقة تردونها على فقرائكم؟ فإن قالوا: نعم، فلا تبغ منهم غير ذلك، والله، لأن يهدي الله على يدك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت!». "المغازي" للواقدي (3 /1079). وذكر أهل السير والمغازي أن علي بن أبي طالب خرج إليهم في ثلاثمائة فارس، وكانت أول خيل دخلت إلى تلك البلاد، وهي بلاد مذحج، ففرق أصحابه، فأتوا بنهب وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك، وجعل على الغنائم بريدة بن الحصيب الأسلمي، فجمع إليه ما أصابوا. ثم لقي جمعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، ورموا بالنبل والحجارة، فصف أصحابه، ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان السلمي، ثم حمل عليهم علي بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا، فتفرقوا وانهزموا، فكف عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام، وقالوا: نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله. فجمع علي الغنائم فجزأها على خمسة أجزاء، فكتب في سهم منها لله، وأقرع عليها، فخرج أول السهام سهم الخمس، وقسم على أصحابه بقية المغنم، ثم قفل فوافى النبي بمكة، قد قدمها للحج سنة عشر. ويقول الواقدي: «وجمع علي ما أصاب من تلك الغنائم فجزأها خمسة أجزاء، فأقرع عليها، فكتب في سهم منها لله، فخرج أول السهام سهم الخمس، ولم ينفل أحدا من الناس شيئا، فكان من قبله يعطون أصحابهم- الحاضر دون غيرهم- من الخمس، ثم يخبر بذلك رسول الله فلا يرده عليهم، فطلبوا ذلك من علي فأبى، وقال: الخمس أحمله إلى رسول الله فيرى فيه رأيه، وهذا رسول الله يوافي الموسم، ونلقاه ويصنع فيها ما أراه الله، فانصرف راجعا، وحمل الخمس وساق معه ما كان ساق، فلما كان بالفتق تعجل، وخلف على أصحابه والخمس أبا رافع، فكان في الخمس ثياب من ثياب اليَمَن، أحمال معكومة، ونعم تساق مما غنموا، ونعم من صدقة أموالهم. قال أبو سعيد الخدري- وكان معه في تلك الغزوة- قال: وكان علي ينهانا أن نركب على إبل الصدقة، فسأل أصحاب علي أبا رافع أن يكسوهم ثيابا فكساهم ثوبين ثوبين، فلما كانوا بالسدرة داخلين مكة، خرج علي يتلقاهم ليقدم بهم فينزلهم، فرأى على أصحابنا ثوبين ثوبين على كل رجل، فعرف الثياب، فقال لأبي رافع: ما هذا؟ قال: كلموني ففرقت من شكايتهم، وظننت أن هذا يسهل عليك، وقد كان من كان قبلك يفعل هذا بهم، فقال: رأيت إبائي عليهم ذلك، وقد أعطيتهم! وقد أمرتك أن تحتفظ بما خلفت، فتعطيهم! قال: فأبى علي أن يفعل ذلك حتى جرد بعضهم من ثوبيه، فلما قدموا على رسول الله شكوا، فدعا عليا فقال: ما لأصحابك يشكونك؟ فقال: ما أشكيتهم؟ قسمت عليهم ما غنموا، وحبست الخمس حتى يقدم عليك وترى رأيك فيه، وقد كانت الأمراء يفعلون أمورا، ينفلون من أرادوا من الخمس، فرأيت أن أحمله إليك لترى فيه رأيك، فسكت النبي ». "المغازي" للواقدي (3 /1080- 1081). وذكرها ابن إسحاق بغير ذلك، فقال: «لما أقبل علي رضي الله عنه من اليمن ليلقى رسول الله بمكة، تعجل إلى رسول الله ، واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي رضي الله عنه. فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم، فإذا عليهم الحلل، قال: ويلك! ما هذا؟ قال: كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، قال: ويلك! انزع قبل أن تنتهي به إلى رسول الله . قال: فانتزع الحلل من الناس، فردها في البز، قال: وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم، عن سليمان ابن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب، وكانت عند أبي سعيد الخدري، عن أبي سعيد الخدري، قال: اشتكى الناس عليا رضوان الله عليه، فقام رسول الله فينا خطيبا، فسمعته يقول: أيها الناس، لا تشكوا عليا، فو الله إنه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى». "السيرة" لابن هشام (2 /603). انظر تفصيل القصة وأحداثها في: "المغازي" للواقدي (3 /1079- 1983)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /169- 170)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /341)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 345).

نتيجتها

قتل علي بن أبي طالب من أهل اليَمَن جماعة، وغنم منهم غنائم كثيرة، وهرب منهم جماعة فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ثم رجع إلى المدينة.

أحداث متعلقة

موقف بريدة بن الحصيب رضي الله عنه من علي رضي الله عنه وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه، قال: «بعث النبي عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا، فلما قدمنا على النبي ذكرت ذلك له، فقال: يا بريدة أتبغض عليا؟ فقلت: نعم، قال: لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك». أخرجه البخاري (4350). وقال أبو بريدة: «أبغضت عليًا بغضًا لم أبغضه أحدًا قط. قال: وأحببت رجلًا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليًا. قال: فبعث ذاك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليا. قال: فأصبنا سبيًا. قال: فكتب إلى رسول الله ابعث إلينا من يخمسه. قال: فبعث إلينا عليا، وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي فخمس، وقسم فخرج رأسه يقطر فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي ، ثم صارت في آل علي ووقعت بها. قال: فكتب الرجل إلى نبي الله فقلت: ابعثني فبعثني مصدقا. قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. قال: فأمسك يدي والكتاب وقال: أتبغض عليًا؟ قال: قلت: نعم. قال: " فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة " قال: فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله أحب إلي من علي. قال عبد الله: فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي في هذا الحديث غير أبي بريدة». أخرجه أحمد (22967)، طبعة الرسالة، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على مسند أحمد: «حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجليل -وهو ابن عطية القيسي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين». وفي رواية أخرى قال أبو بريدة: «غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه». أخرجه أحمد (22945)، طبعة الرسالة، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على مسند أحمد: «إسناده صحيح على شرط الشيخين». وروى البراء: «أن النبي بعث جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا كان القتال فعلي، قال: فافتتح علي حصنا فأخذ منه جارية، فكتب معي خالد بن الوليد إلى النبي يشي به، فقدمت على النبي ، فقرأ الكتاب، فتغير لونه، ثم قال: ما ترى في رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: قلت: أعوذ بالله من غضب الله، وغضب رسوله، وإنما أنا رسول، فسكت». أخرجه الترمذي (1704)، وقال فيه: «وهذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الأحوص بن جواب». قال ابن حجر شارحا لحديث بريدة: «إنما أبغض الصحابي عليا لأنه رآه أخذ من المغنم، فظن أنه غل، فلما أعلمه النبي أنه أخذ أقل من حقه أحبه، وهو تأويل حسن، لكن يبعده صدر الحديث الذي أخرجه أحمد، فلعل سبب البغض كان لمعنى آخر، وزال بنهي النبي لهم عن بغضه، وقد استشكل وقوع علي على الجارية بغير استبراء، وكذلك قسمته لنفسه، فأما الأول فمحمول على أنها كانت بكرا غير بالغ ورأى أن مثلها لا يستبرأ كما صار إليه غيره من الصحابة ويجوز أن تكون حاضت عقب صيرورتها له ثم طهرت بعد يوم وليلة ثم وقع عليها وليس ما يدفعه وأما القسمة فجائزة في مثل ذلك ممن هو شريك فيما يقسمه كالإمام إذا قسم بين الرعية وهو منهم فكذلك من نصبه الإمام قام مقامه وقد أجاب الخطابي بالثاني وأجاب عن الأول لاحتمال أن تكون عذراء أو دون البلوغ أو أداه اجتهاده أن لا استبراء فيها ويؤخذ من الحديث جواز التسري على بنت رسول الله بخلاف التزويج عليها لما وقع في حديث المسور في كتاب النكاح». "فتح الباري" لابن حجر (8 /67). إسلام كعب الأحبار وإقامته في اليَمَن. قال الواقدي: «قال كعب الأحبار: لما قدم علي اليَمَن لقيته، فقلت: أخبرني عن صفة محمد! فجعل يخبرني عنه، وجعلت أتبسم، فقال: مم تتبسم؟ فقلت: مما يوافق ما عندنا من صفته، فقال: ما يحل وما يحرم؟ فقلت: فهو عندنا كما وصفت! وصدقت برسول الله وآمنت به، ودعوت من قبلنا من أحبارنا، وأخرجت إليهم سفرًا، فقلت: هذا كان أبي يختمه علي، ويقول: لا تفتحه حتى تسمع بنبي يخرج بيثرب. قال: فأقمت باليَمَن على إسلامي حتى توفي رسول الله ، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه، فقدمت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويا ليت أني كنت تقدمت فى الهجرة!». "المغازي" للواقدي (3 /1083).