البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

سرية أسامة إلى أبنى

سرية قادها الصحابي الجليل أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه، بعثه رسول الله في صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة إلى أهل أُبْنَى، ناحية البلقاء، موضع مقتل زيد بن حارثة لغزو الروم، وعسكروا بالجُرْف، ولم تخرج السرية لمرض رسول الله ووفاته بعد ذلك، وكانت سرية أسامة آخر سرية بعثها رسول الله . ثم سار أسامة إليهم ثانية في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فقتل منهم وسبى، وتمكن من قاتل أبيه فقتله، ورجع إلى المدينة سالما.

اسمها

سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أُبْنَى. وسماه الواقدي: «غزوة أسامة بن زيد مؤتة». "المغازي" للواقدي (3 /1117).

وقتها

كانت سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أُبْنَى يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /1117)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /189)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 347).

موقعها

بعث رسول الله أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أُبْنَى. وقال ابن إسحاق: «وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم، من أرض فلسطين». "السيرة" لابن هشام (2 /606). وأُبْنَى؛ بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بوزن حبلى: موضع بالشام من جهة البلقاء، وذكر ابن سعد: أنها أرض السَّرَاةِ ناحية البلقاء، وفي كتاب نصر: أُبْنَى قرية بمؤتة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /189)، "معجم البلدان" للحموي (1 /79). والسَّرَاة: قال عاتق البلادي: «هي المنطقة الجبلية الواقعة جنوب الطائف إلى قرب أبها، وما زالت قبائل الأزد تنتشر فيها، وتتميز بالكرم والشجاعة والفصاحة. وإذا أطلقت السراة في جزيرة العرب فإنما يقصد بها هذه المنطقة». "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص 155). وعسكر أسامة بن زيد جيشه بالجُرْف. والجُرْفُ؛ بالضم ثم السكون: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، به كانت أموال لعمر بن الخطاب ولأهل المدينة. انظر: "معجم البلدان" للحموي (2 /128).

قائد المسلمين

كان أسامة بن زيد بن حارثة قائدها.

سببها

بعث رسول الله أسامة بن زيد إلى أهل أُبْنَى، ناحية البلقاء، موضع مقتل أبيه، لغزو الروم. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /641)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /189)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 347). قال الواقدي: «لم يزل رسول الله يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه، ووجد عليهم وجدا شديدا، فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله الناس بالتهيؤ لغزو الروم». "المغازي" للواقدي (3 /1117).

أحداثها

لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فتفرق المسلمون من عند رسول الله وهم مجدون في الجهاد. فلما كان من الغد، يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر، دعا أسامة بن زيد مولاه، وأمره على الجيش، فقال: «سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحا على أهل أُبْنَى، وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدّم العيون والطلائع أمامك». قال ابن إسحاق: «ثم قفل رسول الله -من مكة-، فأقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر، وضرب على الناس بعثا إلى الشام، وأمر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة مولاه، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس، وأوعب مع أسامة بن زيد المهاجرون الأولون». "السيرة" لابن هشام (2 /606). فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، بدأ برسول الله وجعه وصدعه الذي توفاه الله تعالى منه. فلما أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر، عقد رسول الله لأسامة لواء بيده ثم قال: «اغز بسم الله، في سبيل الله، فقاتل من كفر بالله»، فخرج أسامة بلوائه معقودا، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وأمر رسول الله أسامة فعسكر بالجُرْفُ. وجعل الناس يجدّون بالخروج إلى العسكر، فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره، ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ، ولم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش رضي الله عنهم. فتكلم قوم في إمرة أسامة رضي الله عنه، وإنما طعنوا في إمرته لحداثة سنه، لأنه كان إذ ذاك ابن ثمان عشرة، وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين! فلما بلغ ذلك رسول الله غضب غضبًا شديدًا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وبين فضيلة أسامة وفضيلة أباه. ثم روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أن رسول الله بعث بعثا وأمّر عليه أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمارته، فقام رسول الله فقال: إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إليّ، وإن هذا من أحب الناس إليّ بعده». أخرجه البخاري (4469)، ومسلم (2426). ثم نزل، فدخل بيته، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول. وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله ، ويمضون إلى العسكر بالجُرْف، وثقل رسول الله ، فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة، فمضى الناس إلى المعسكر، فباتوا ليلة الأحد فيها. وفي ذلك اليوم؛ يوم الأحد قبل وفاة رسول الله بيوم، اشتد برسول الله وجعه، فرجع أسامة من معسكره، فدخل أسامة على رسول الله وعيناه تهملان، وهو ثقيل مغمور، وهو اليوم الذي لدّوه فيه، وعنده العباس والنساء حوله، فطأطأ عيله أسامة فقبّله، ورسول الله ، لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة قال: فعرفت أنه يدعو لي، ورجع أسامة إلى معسكره. ثم دخل يوم الاثنين وأصبح رسول الله مفيقا، فجاءه أسامة، فقال له: «اغد على بركة الله»، فودّعه أسامة. ورسول الله مفيق مريح، وجعل نساءه يتماشطن سرورا براحته، فدخل أبو بكر رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، أصبحت مفيقا بحمد الله، واليوم يوم ابنة خارجة، فائذن لي! فأذن له فذهب إلى السنح. وخرج أسامة إلى معسكره، فأمر الناس بالرحيل، فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أم أيمن، وهي أمه، قد جاءه يقول: إن رسول الله يموت، فأقبل، وأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة، فانتهوا إلى رسول الله وهو يموت، فتوفي حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول. ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجُرْف إلى المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله فغرزه عنده. فلما بويع لأبي بكر أمر بريدةَ بن الحصيب أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة، وألا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة.قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة، فما زال في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول الله وارتد من ارتد عن الإسلام، قال أبو بكر رضي الله عنه لأسامة: انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله . وأخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول، وخرج بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول، فشق على كبار المهاجرين الأولين، ودخل على أبي بكر عمر، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد ابن زيد، فكلّموه في حبس جيش أسامة، فقالوا: يا خليفة رسول الله، إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب، وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا، اجعلهم عدة لأهل الردة، ترمي بهم في نحورهم! وأخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري والنساء، فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه، وتعود الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف، ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا! فلما استوعب أبو بكر رضي الله عنه منهم كلامهم قال: هل منكم أحد يريد أن يقول شيئا؟ قالوا: لا، قد سمعت مقالتنا. فقال: والذي نفسي بيده، لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث، ولا بدأت بأول منه، ورسول الله ينزل عليه الوحي من السماء يقول: أنفذوا جيش أسامة! ثم كلم أبو بكر أسامة في عمر أن يأذن له في التخلف ففعل، وأمر مناديه ينادي: عزمة مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله ، فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا، وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة، فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج، فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد. وخرج أبو بكر رضي الله عنه يشيع أسامة والمسلمين، فلما ركب أسامة من الجُرْف في أصحابه- وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس- فسار أبو بكر رضي الله عنه إلى جنب أسامة ساعة، ثم قال: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، إني سمعت رسول الله يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله ، فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه، وإنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله . فلما كان هلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة خرج أسامة، فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من بني عذرة يقال له حريث، فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى أُبْنَى، فنظر إلى ما هناك وارتاد الطريق، ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من أُبْنَى، فأخبره أن الناس غارون ولا جموع لهم، وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع الجموع، وأن يشنها غارة، وسار اسامة إلى أهل أُبْنَى عشرين ليلة، فما نبح كلب ولا تحرك أحد، وما شعروا إلا بالقوم قد شن عليهم الغارة، ينادون بشعارهم: يا منصور أمت، فقتل من أشرف له، وسبى من قدر عليه، وحرق في طوائفها بالنار، وحرق منازلهم وحرثهم ونخلهم، فصارت أعاصير من الدخاخين، وأجال الخيل في عرصاتهم، ولم يمعنوا في الطلب، وأقاموا يومهم ذلك في تعبئة ما أصابوا من الغنائم وكان أسامة خرج على فرس أبيه التي قتل عليها أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة، وقتل قاتل أبيه في الغارة، وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما وأخذ لنفسه مثل ذلك. فلما أمسوا أمر الناس بالرحيل، ثم أغذ السير فوردوا وادي القرى في تسع ليال، ثم بعث بشيرا إلى المدينة يخبر بسلامتهم، ثم قصد بعد في السير فسار إلى المدينة ستا، وما أصيب من المسلمين أحد، وخرج أبو بكر في المهاجرين وأهل المدينة يتلقونهم سرورا بسلامتهم ودخل على فرس أبيه سبحة واللواء أمامه يحمله بريدة بن الحصيب حتى انتهى إلى المسجد فدخل فصلى ركعتين ثم انصرف إلى بيته. وبلغ هرقل وهو بحمص ما صنع أسامة، فقال: هذا الذي حذرتكم، فأبيتم أن تقبلوه مني، قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر تغير عليكم، ثم تخرج من ساعتها ولم تكلم، فبعث رابطة يكونون بالبلقاء، واستعمل عليهم رجلا من أصحابه، فلم تزل هناك حتى قدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /1117- 1124)، "السيرة" لابن هشام (2 /606، 641، 650)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /189- 192)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 347- 348).

نتيجتها

لم تخرج سرية أسامة بن زيد إلى أهل أُبْنَى لمرض رسول الله ووفاته بعد ذلك.