البحث

عبارات مقترحة:

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

معركة القادسية

في السنة الرابعة عشرة من الهجرة كانت وقعة القادسية بالعراق، وكان على الناس سعد بن أبي وقاص، وعلى المشركين رستم ومعه الجالينوس وذو الحاجب، وكان المسلمون ثلاثين ألف أو يزيدون، ورستم في مائة وعشرين ألف أو يزيد، وكان معهم ثلاثة وثلاثون فيلًا، التقى الجيشان في أرض القادسية، وكانت المعركة، واقتتلوا قتالًا شديدًا دامت ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع كان النصر حليف المسلمين وقتل رستم وكثير من قواده، وغنم المسلمون منهم عدة وأموالا كثيرة، وطاردوا المنهزمين ولاحقوهم، وقتلوهم عن بكرة أبيهم، وبعث سعد بالخمس والبشارة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

اسم المعركة

معركة القادسية

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الرابعة عشرة من الهجرة سنة 14ه /635م، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في المحرم. وذهب ابن إسحاق وغيره إلى أن وقعة القادسية كانت في سنة خمس عشرة، وزعم الواقدي أنها كانت في سنة ست عشرة، وأما سيف بن عمرو جماعة فذكروها في سنة أربع عشرة، وفيها ذكرها ابن جرير فالله أعلم. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /479)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /287- 316)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /84)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /47)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 55).

موقعها

وقعت معركة القادسية في منطقة القادسية في العراق. قال الحموي: «بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبينها وبين العذيب أربعة أميال». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /291). انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /479)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /287- 316)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /84)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /618)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 55).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص، وعددهم ثلاثين ألف ويزيدون.

الطرف الثاني

جيش الفرس بقيادة رستم جاذزيه، وعددهم مئة وعشرين ألف، ومعهم ثلاثة وثلاثون فيلا.

سببها

كان السبب في معركة القادسية إنهاء الوجود السياسي والعسكري للفُرس في العراق، وتمكين الدعوة الإسلامية حتى تشقَّ طريقها إلى الناس في العِراق، وجعلها دار إسلام. لما بلغ عمر قتل الفرس لأبي عبيد يوم الجسر، وانتظام شملهم واجتماع أمرهم على يزدجرد الذي أقاموه من بيت الملك، ونقض أهل الذمة بالعراق عهودهم، ونبذهم المواثيق التي كانت عليهم، وآذوا المسلمين وأخرجوا العمال من بين أظهرهم، وقد كتب إليه المثنى في ذلك ويخبره ويسأله حكمه فيهم، كتب إليه عمر: أن تنح إلى البر، وادع من يليك، وأقم منهم قريبا على حدود أرضك وأرضهم، حتى يأتيك أمري. فانسحب المثنى ونزل ذي قار، ونزل الناس على شكل مسالح، يغيث بعضهم بعضا، متناثرين إلى قريب من البصرة، ويجتمعون إذا دعت الحاجة ونادى النفير، وذلك في ذي القعدة سنة 13ه. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /479- 482)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /287- 316)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /35)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 55).

أحداثها

ركب عمر رضي الله عنه في أول يوم من المحرم من السنة الرابعة عشرة للهجرة في الجيوش من المدينة، فنزل على ماء يقال له صرار، فعسكر به عازما على غزو العراق بنفسه واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب، واستصحب معه عثمان بن عفان وسادات الصحابة، وقد اجتمع إليه الناس، ولا يدرون ما يريد عمر، أيسير أم يقيم، وكانوا إذا أرادوا أن يسألوه عن شيء رموه بعثمان أو بعبد الرحمن بن عوف، ثم ثلثوا بالعباس بن عبد المطلب، فسأله عثمان عن سبب حركته، فأحضر الناس فأعلمهم الخبر واستشارهم في المسير إلى العراق، فقال العامة: سر وسر بنا معك. فدخل معهم في رأيهم. ثم جمع وجوه أصحاب رسول الله وأرسل إلى علي وإلى طلحة والزبير وعبد الرحمن فحضروا، ثم استشارهم فاجتمعوا على أن يبعث رجلا من أصحاب رسول الله ويرميه بالجنود، فإن كان الذي يشتهي فهو الفتح، وإلا أعاد رجلا وبعث آخر، ففي ذلك غيظ العدو، فجمع عمر الناس وقال لهم: إني كنت عزمت على المسير حتى صرفني ذوو الرأي منكم، وقد رأيت أن أقيم وأبعث رجلا، فأشيروا علي برجل. وكان سعد بن أبي وقاص على صدقات هوازن، فكتب إليه عمر بانتخاب ذوي الرأي والنجدة والسلاح، فجاءه كتاب سعد، وعمر يستشير فيمن يبعثه، فلما وصل كتابه قالوا لعمر: قد وجدته قال: من هو؟ قالوا: الأسد عاديا سعد بن مالك، فانتهى إلى قولهم وأحضره، وأمره على حرب العراق ووصاه وقال: لا يغرنك من الله أن قيل: خال رسول الله فإن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن، وليس بين الله وبين أحد نسب إلا طاعته، فالناس في ذات الله سواء، الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية، ويدركون ما عنده بالطاعة، فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله يلزمه فالزمه. ووصاه بالصبر وسرحه فيمن اجتمع إليه من نفر المسلمين، وهم أربعة آلاف. أخذ عمر بوصية ذوي الرأي والنجدة والسلاح من أصحاب رسول الله وبعظتهم، ثم سيّرهم، فخرج سعد في أربعة آلاف، وأمد عمر سعدا بعد خروجه بألفي يماني نجدي، وكان المثنى بن حارثة في ثمانية آلاف، وسار سعد والمثنى ينتظر قدومه، فمات المثنى قبل قدوم سعد من جراحة انتفضت عليه، واستخلف على الناس بشير بن الخصاصية وسعد يومئذ بزرود، وقد اجتمع معه ثمانية آلاف، وأمر عمر بني أسد أن ينزلوا على حد أرضهم بين الحزن والبسيطة، فنزلوا في ثلاثة آلاف، وسار سعد إلى شراف فنزلها، ولحقه بها الأشعب بن قيس في ألف وسبعمائة من أهل اليمن، فكان جميع من شهد القادسية بضعة وثلاثين ألفا، وجميع من قسم عليه فيئها نحو من ثلاثين ألفا. ولم يكن أحد أجرأ على أهل فارس من ربيعة، فكان المسلمون يسمونهم ربيعة الأسد إلى ربيعة الفرس، ولم يدع عمر ذا رأي ولا شرف ولا خطيبا ولا شاعرا ولا وجيها من وجوه الناس إلا سيره إلى سعد، وجمع سعد من كان بالعراق من المسلمين من عسكر المثنى، فاجتمع بشراف، فعبأهم وأمر الأمراء، وجعل على الرايات رجالا من أهل السابقة، وولى الحروب رجالا على ساقتها ومقدمتها ورجلها وطلائعها ومجنباتها، ولم يفصل إلا بكتاب عمر، فجعل على المقدمة زهرة بن عبد الله، وجعل على الميمنة عبد الله بن المعتم، وكانا من الصحابة أيضا، واستعمل على الميسرة شرحبيل بن السمط الكندي، وجعل خليفته خالد بن عرفطة حليف بني عبد شمس، وجعل عاصم بن عمرو التميمي على الساقة، وسواد بن مالك التميمي على الطلائع، وسلمان بن ربيعة الباهلي على المجردة، وعلى الرجالة حمال بن مالك الأسدي، وعلى الركبان عبد الله بن ذي السهمين الخثعمي، وجعل رائدهم وداعيتهم سلمان الفارسي، والكاتب زياد بن أبيه. وقدم الْمُعَنَّى بن حارثة الشيباني وسلمى بنت خَصَفَةَ زوج المثنى بشراف، وسار الْمُعَنَّى إلى سعد يعلمه برأي المثنى له وللمسلمين، يأمرهم أن يقاتلوا الفرس على حدود أرضهم على أدنى حجر من أرض العرب، ولا يقاتلوهم بعقر دارهم، فإن يظهر الله المسلمين فلهم ما وراءهم، وإن كانت الأخرى رجعوا إلى فئة ثم يكونوا أعلم بسبيلهم، وأجرأ على أرضهم، إلى أن يرد الله الكرة عليهم. فترحم سعد ومن معه على المثنى، وجعل المعنى على عمله وأوصى بأهل بيته خيرا، ثم تزوج سعد سلمى زوج المثنى، وقدم على سعد كتاب عمر بمثل رأي المثنى، وكتب عمر أيضا إلى أبي عبيدة ليصرف أهل العراق ومن اختار أن يلحق بهم إلى العراق. وسار سعد من شراف فنزل العذيب، ثم سار حتى نزل القادسية بين العتيق والخندق بحيال القنطرة، وقديس أسفل منها بميل. (غارة زهرة على قافلة العرس) لما نزل زهرة في المقدمة وأمسى بعث سرية في ثلاثين معروفين بالنجدة، وأمرهم بالغارة على الحيرة، فلما جازوا السيلحين سمعوا جلبة، فمكثوا حتى حاذوهم، وإذا أخت آزادمرد بن آزاذبه مرزبان الحيرة تزف إلى صاحب الصنين، وهو من أشراف العجم، فحمل بكير بن عبد الله الليثي أمير السرية على شيرزاد بن آزاذبه فدق صلبه، وطارت الخيل على وجوهها، وأخذوا الأثقال وابنة آزاذبه في ثلاثين امرأ من الدهاقين ومائة من التوابع، ومعهم ما لا يدرى قيمته، فاستاق ذلك ورجع فصبح سعدا بعذيب الهجانات، فقسم ذلك على المسلمين، وترك الحريم بالعذيب ومعها خيل تحوطها، وأمر عليهم غالب بن عبد الله الليثي. ونزل سعد القادسية وأقام بها شهرا لم يأته من الفرس أحد، وبث سعد الغارات والنهب بين كسكر والأنبار، يصيبون البقر والغنم والإبل، فحووا من الأطعمة ما استكفوا به زمانا، وكان مقام سعد بالقادسية شهرين وشيئا حتى ظفر، فاستغاث أهل السواد إلى يزدجرد، وأعلموه أن العرب قد نزلوا القادسية ولا يبقى على فعلهم شيء، وقد أخربوا ما بينهم وبين الفرات، ونهبوا الدواب والأطعمة، وإن أبطأ الغياث أعطيناهم بأيدينا، وكتب إليه بذلك الذين لهم الضياع بالطف، وهيجوه على إرسال الجنود، فأرسل يزدجرد إلى رستم، فدخل عليه فقال: إني أريد أن أوجهك في هذا الوجه، فأنت رجل فارس اليوم، وقد ترى ما حل بالفرس مما لم يأتهم مثله. فأبى عليه، وقال: إني لا أزال مرجوا في أهل فارس ما لم أهزم ولعل الدولة أن تثبت بي إذا لم أحضر الحرب، فيكون الله قد كفى، فإن تكن لنا فذلك، وإلا بعثنا غيره، فرد عليه يزدجرد، ثم كلمه رستم ثانيا فأبى إلا أن يسير، فخرج حتى ضرب عسكره بساباط، وأرسل إلى الملك ليعفيه فأبى. أرسل سعد نفرا، منهم: النعمان بن مقرن، وبسر بن أبي رهم، وحملة بن حوية، وحنظلة بن الربيع، وفرات بن حيان، وعدي بن سهيل، وعطارد بن حاجب، والمغيرة بن زرارة بن النباش الأسدي، والأشعث بن قيس، والحارث بن حسان، وعاصم بن عمرو، وعمرو بن معدي كرب، والمغيرة بن شعبة، والمعنى بن حارثة - إلى يزدجرد دعاة، يعرضون عليه الإسلام أو الجزية أو القتال، فينكر عليهم رستم ويغضب لهم ولا يقبل، وكانت السرايا تستمر في الاغارة والاصابة، وتسري لطلب اللحوم، فإن الطعام كان كثيرا عندهم، فكانوا يسمون الأيام بها: يوم الأباقر ويوم الحيتان، وسار رستم من ساباط، وجمع آلة الحرب وبعث على مقدمته الجالينوس في أربعين ألفا، وخرج هو في ستين ألفا، وفي ساقته عشرون ألفا، وجعل في ميمنته الهرمزان، وعلى الميسرة مهران بن بهرام الرازي، وكان خروج رستم من المدائن في ستين ألف متبوع، ومسيره عن ساباط في مائة ألف وعشرين ألف متبوع، وقيل غير ذلك، ثم سار فنزل البرس، ثم نزل الحيرة، ثم النجف، وقدّم الجالينوس وذا الحاجب، فنزل الجالينوس بحيال زهرة من دون القنطرة، ونزل ذو الحاجب بطيزناباذ، ونزل رستم بالخرارة، ثم سار رستم فنزل بالقادسية، وكان بين مسيره من المدائن ووصوله القادسية أربعة أشهر، لا يقدم رجاء أن يضجر المسلمون بمكانهم فينصرفوا، وطاولهم لولا ما جعل الملك يستعجله وينهضه ويقدمه، حتى أقحمه، وكان عمر قد كتب إلى سعد يأمره بالصبر والمطاولة أيضا، فأعد للمطاولة. (رؤيا رستم يجزعه) ولما نزل رستم بالنجف رأى كأن ملكا نزل من السماء ومعه النبي وعمر، فأخذ الملك سلاح أهل فارس فختمه، ثم دفعه إلى النبي فدفعه النبي إلى عمر، فأصبح رستم حزينا. (قتال طليحة الأسدي كتيبة وحده) وأرسل سعد عمرو بن معدي كرب وطليحة الأسدي طليعة، فسارا في عشرة، فلم يسيروا إلا فرسخا وبعض آخر حتى رأوا مسالحهم وسرحهم على الطفوف قد ملئوها، فرجع عمرو ومن معه، وأبى طليحة إلا التقدم، فقالوا له: أنت رجل في نفسك غدر، ولن تفلح بعد قتل عكاشة بن محصن، فارجع معنا. فأبى، فرجعوا إلى سعد فأخبروه بقرب القوم، ومضى طليحة حتى دخل عسكر رستم، وبات فيه يجوسه ويتوسم، فهتك أطناب بيت رجل عليه واقتاد فرسه، ثم هتك على آخر بيته وحل فرسه، ثم فعل بآخر كذلك، ثم خرج يعدو به فرسه، ونذر به الناس فركبوا في طلبه، فأصبح وقد لحقه فارس من الجند فقتله طليحة، ثم آخر فقتله، ثم لحق به ثالث فرأى مصرع صاحبيه، وهما ابنا عمه، فازداد حنقا، فلحق طليحة، فكر عليه طليحة وأسره، ولحقه الناس، فرأوا فارسي الجند قد قتلا وأسر الثالث وقد شارف طليحة عسكره، فأحجموا عنه، ودخل طليحة على سعد ومعه الفارسي وأخبره الخبر، فسأل الترجمان الفارسي، فطلب الأمان، فآمنه سعد، قال: أخبركم عن صاحبكم هذا قبل أن أخبركم عمن قبلي، باشرت الحروب منذ أنا غلام إلى الآن، وسمعت بالأبطال، ولم أسمع بمثل هذا، أن رجلا قطع فرسخين إلى عسكر فيه سبعون ألفا، يخدم الرجل منهم الخمسة والعشرة، فلم يرض أن يخرج كما دخل حتى سلب فرسان الجند، وهتك عليهم البيوت، فلما أدركناه قتل الأول وهو يعد بألف فارس، ثم الثاني وهو نظيره، ثم أدركته أنا ولا أظن أنني خلفت من بعدي من يعدلني وأنا الثائر بالقتيلين، فرأيت الموت واستؤسرت. ثم أخبره عن الفرس، وأسلم ولزم طليحة، وكان من أهل البلاء بالقادسية، وسماه سعد مسلمًا. فلما وصل رستم القادسية وقف على العتيق بحيال عسكر سعد ونزل الناس، فما زالوا يتلاحقون حتى أعتموا من كثرتهم، والمسلمون ممسكون عنهم. وكان مع رستم ثلاثة وثلاثون فيلا، منها فيل سابور الأبيض، وكانت الفيلة تألفه، فجعل في القلب ثمانية عشر فيلا، وفي المجنبتين خمسة عشر فيلًا. ثم أرسل رستم إلى زهرة، فأراده على أن يصالحه ويجعل له جعلًا على أن ينصرفوا عنه، وذكره بصنيعهم وأحبارهم من العرب في الجاهلية، فأعرض عنه زهرة وأخبره: إنا لم نأتكم لطلب الدنيا، إنما طلبتنا وهمتنا الآخرة، ودعاه إلى ما دعا إليه الرسل، الإسلام أو الجزية أو القتال، ثم أرسل رستم إلى سعد: أن ابعث إلينا رجلا نكلمه ويكلمنا، فبعث إليه سعد ربعي بن عامر، وفي الغد بعث إليهم حذيفة بن محصن، وفي اليوم الثالث بعث المغيرة بن شعبة، وغيرهم، وفي كل ذلك يعرض عنهم رستم ويغريهم بالمال والجاه، فلما لم ينفع كل محاولاته أرسل إلى سعد: أتعبرون إلينا أم نعبر إليكم؟ فقالوا: بل اعبروا إلينا. فأرادوا منه التنحي عن القنطرة ليعبروا، فقال: لا ولا كرامة! أما شيء غلبناكم عليه فلن نرده عليكم. فباتوا يسكرون العتيق، أحد فروع الفرات، حتى الصباح بالتراب والقصب والبراذع حتى جعلوه طريقا، واستتم بعدما ارتفع النهار، لما عبر الفرس العتيق، جلس رستم على سريره وضرب عليه طيارة. واستعمل يزدجرد رجالا يخبرونه عن تحركات رستم ومنازله ومصافه وقتاله، فكلما فعل رستم شيئا قال الذي معه للذي يليه: كان كذا وكذا، ثم يقول الثاني للذي يليه، وهكذا إلى أن ينتهي إلى يزدجرد في أسرع وقت. وهكذا التقى الجيشان وبدأت معركة القادسية، وكانت على أربعة أيام: اليوم الأول: (يوم أرماث): أخذ المسلمون مصافهم، وكان بسعد دماميل وعرق النسا فلا يستطيع الجلوس، إنما هو مكب على وجهه، في صدره وسادة على سطح القصر يشرف على الناس، ونسب إلى الجبن، حتى نزل سعد إلى الناس فاعتذر إليهم وأراهم ما به من القروح في فخذيه وأليتيه، فعذره الناس وعلموا حاله، ولما عجز عن الركوب استخلف خالد بن عرفطة على الناس، يبلغه أمره ونهيه وهو يبلغها إلى الأجناد. وخطب خالد الناس يومئذ، وهو يوم الاثنين من المحرم سنة أربع عشرة، وحثهم على الجهاد وذكرهم ما وعدهم الله من فتح البلاد، وما نال من كان قبلهم من المسلمين من الفرس، وكذلك فعل أمير كل قوم، وأرسل سعد نفرا من ذوي الرأي والنجدة، منهم: المغيرة، وحذيفة، وعاصم، وطليحة، وقيس الأسدي، وغالب، وعمرو بن معدي كرب وأمثالهم، ومن الشعراء: الشماخ، والحطيئة، وأوس بن مغراء، وعبيدة بن الطبيب وغيرهم، وأمرهم بتحريض الناس على القتال، ففعلوا. وبدأت المعركة باختطاف عدد من جنود الفرس وقتلهم، منهم هرمز، وكان من ملوك الباب، وكان متوجا، فأسره غالب، فجاء به سعدا ورجع، ثمَّ كبر سعد وتلاحم الجيشان، وكان الفرس يستخدمون الفيلة في القتال، فتقدم نحو بجيلة ستة عشر فيلًا، فنفرت خيلهم وتراجعت، فكادت بجيلة ان تهلك بمن معها، وأرسل سعد إلى بني أسد أن دافعوا عن بجيلة وعمن معها من الناس، فخرج طليحة بن خويلد، وحمال بن مالك في كتائبهما، فباشروا الفيلة حتى عدلها ركبانها، فلما رأت الفرس ثبات اسد كثفوا الهجوم عليها وقصدوهم دون غيرهم، واجتمعت حلبة الفرس عليهم ومعهم تلك الفيلة، فثبت لهم اسد، وكبر سعد الرابعة، وزحف إليهم المسلمون، ورحا الحرب تدور على أسد، وحملت الفيول على الميمنة والميسرة فكانت الخيول تحيد عنها. فأرسل سعد إلى عاصم بن عمرو التميمي فقال: يا معشر بني تميم، أما عندكم لهذه الفيلة من حيلة؟ قالوا: بلى والله! ثم نادى في رجال من قومه رماة، وآخرين لهم ثقافة، وأقبل أصحاب عاصم على الفيلة فأخذوا بأذناب توابيتها، فقطعوا وضنها، وارتفع عواؤهم، فما بقي لهم فيل إلا أوى، وقتل أصحابها، ونفس عن أسد، وردوا فارس عنهم إلى مواقفهم، واقتتلوا حتى غربت الشمس، ثم حتى ذهبت هدأة من الليل، ثم رجع هؤلاء وهؤلاء، وأصيب من أسد تلك العشية خمسمائة، وكانوا ردءا للناس، وكان عاصم حامية للناس، وكانت ليلة أرماث تدعى الهدأة. اليوم الثاني: (يوم أغواث): ولما أصبح القوم وكّل سعد بالقتلى والجرحى من ينقلهم، فسلم الجرحى إلى النساء ليقمن عليهم، وأما القتلى فدفنوا هنالك على مشرق، وهو واد بين العذيب وعين الشمس. ثم طلعت نواصي الخيل من الشام، فلما قدم كتاب عمر على أبي عبيدة بن الجراح بإرسال أهل العراق سيّرهم وعليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو التميمي، فتعجل القعقاع، فقدم على الناس صبيحة هذا اليوم، وهو يوم أغواث، وقد عهد إلى أصحابه أن يتقطعوا أعشارا، وهم ألف، كلما بلغ عشرة مدى البصر سرحوا عشرة، فأتى الناس فسلم عليهم وبشرهم بالجنود، وحرضهم على القتال وقال: اصنعوا كما أصنع، وطلب البراز، فقالوا فيه بقول أبي بكر: لا يهزم جيش فيهم مثل هذا. فخرج إليه ذو الحاجب، فعرفه القعقاع فنادى: يا لثارات أبي عبيد، وسليط، وأصحاب الجسر! وتضاربا، فقتله القعقاع، وجعلت خيله ترد إلى الليل وتنشط الناس، وكأن لم يكن بالأمس مصيبة، وفرحوا بقتل ذي الحاجب، وانكسرت الأعاجم بذلك، ثم طلب القعقاع البراز فخرج إليه الفيرزان والبنذوان، فانضم إلى القعقاع الحارث بن ظبيان بن الحارث، فتبارزوا، فقتل القعقاع الفيرزان، وقتل الحارث البنذوان، ونادى القعقاع: يا معشر المسلمين، باشروهم بالسيوف، فإنما يحصد الناس بها! فاقتتلوا حتى المساء، فلم ير أهل فارس في هذا اليوم شيئا مما يعجبهم، وأكثر المسلمون فيهم القتل، ولم يقاتلوا في هذا اليوم على فيل، لان توابيتها كانت تكسرت بالأمس، فاستأنفوا عملها فلم يفرغوا منها حتى كان الغد. وجعل القعقاع كلما طلعت قطعة من أصحابه كبر وكبر المسلمون، ويحمل ويحملون، وحمل بنو عم للقعقاع عشرة عشرة على إبل قد ألبسوها وهي مجللة مبرقعة، وأطافت بهم خيولهم تحميهم، وأمرهم القعقاع أن يحملوها على خيل الفرس يتشبهون بالفيلة، ففعلوا بهم هذا اليوم، وهو يوم أغواث، كما فعلت فارس يوم أرماث، فجعلت خيل الفرس تفر منها، وركبتها خيول المسلمين. فلما رأى الناس ذلك استنوا بهم، فلقي الفرس من الإبل أعظم مما لقي المسلمون من الفيلة. وحمل القعقاع بن عمرو يومئذ ثلاثين حملة، كلما طلعت قطعة حمل حملة وأصاب فيها وقتل، كان آخرهم بزرجمهر الهمذاني، وقاتلت الفرسان إلى انتصاف النهار. فلما اعتدل النهار تزاحف الناس، فاقتتلوا حتى انتصف الليل، فكانت ليلة أغواث تدعى السواد، ولم يزل المسلمون يرون في يوم أغواث الظفر، وقتلوا فيه عامة أعلامهم، وحالت فيه خيل القلب وثبت رجلهم، وبات الناس على ما بات عليه القوم ليلة أرماث. (حبس أبي محجن) كان حبس أبي محجن بسبب الخمر، ولما اشتد القتال يوم أغواث، وكان أبو محجن قد حبس وقيد في القصر، قال لسلمى زوج سعد: هل لك أن تخلي عني وتعيريني البلقاء؟ فلله علي إن سلمني الله أن أرجع إليك حتى أضع رجلي في قيدي. فأبت، فأنشد، فرقت له سلمى وأطلقته، وأعطته البلقاء فرس سعد، فركبها حتى إذا كان بحيال الميمنة كبر، ثم حمل على ميسرة الفرس، ثم رجع خلف المسلمين، وحمل على ميمنتهم، وكان يقصف الناس قصفا منكرا، وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه، فقال بعضهم: هو من أصحاب هاشم أو هاشم نفسه، وكان سعد يقول: لولا محبس أبي محجن لقلت هذا أبو محجن وهذه البلقاء. وقال بعض الناس: هذا الخضر. وقال بعضهم: لولا أن الملائكة لا تباشر الحرب لقلنا إنه ملك. فلما انتصف الليل وتراجع المسلمون والفرس عن القتال أقبل أبو محجن فدخل القصر وأعاد رجليه في القيد، وأنشد مفتخرا. فقالت له سلمى: في أي شيء حبسك؟ فقال: والله ما حبسني بحرام أكلته ولا شربته، ولكنني كنت صاحب شراب في الجاهلية، وأنا امرؤ شاعر يدب الشعر على لساني، فقلت: إذا مت فادفني إلى أصل كرمة*****تروي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلاة فإنني*****أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها فلذلك حبسني. فلما أصبحت أتت سعدا وأخبرته بخبر أبي محجن، فأطلقه فقال: اذهب فما أنا مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله. قال: لا جرم، والله لا أجيب لساني إلى صفة قبيح أبدا! اليوم الثالث: (يوم عِماس): ثم أصبحوا اليوم الثالث وهم على مواقفهم، وبين الصفين من قتلى المسلمين ألفان من جريح وميت، ومن المشركين عشرة آلاف، فجعل المسلمون ينقلون قتلاهم إلى المقابر والجرحى إلى النساء، وكان النساء والصبيان يحفرون القبور، وكان على الشهداء حاجب بن زيد. وأصبح الناس على مواقفهم، فلما ذر قرن الشمس أقبل أصحاب القعقاع، فحين رآهم كبر وكبر المسلمون وتقدموا وتكتبت الكتائب واختلفوا الضرب والطعن والمدد متتابع، وانتدب قيس بن هبيرة مع هاشم حتى إذا خالط القلب كبر وكبر المسلمون، ثم حمل على المشركين يقاتلهم حتى خرق صفهم إلى العتيق ثم عاد. وكان المشركون قد باتوا يعملون توابيتهم، حتى أعادوا وأصبحوا على مواقفهم، وأقبلت الرجالة مع الفيلة يحمونها أن تقطع وضنها، ومع الرجالة فرسان يحمونهم، فلم تنفر الخيل منهم كما كانت بالأمس، لأن الفيل إذا كان وحده كان أوحش، وإذا طافوا به كان آنس، وكان يوم عماس من أوله إلى آخره شديدًا، العرب والعجم فيه سواء، ولا تكون بينهم نقطة إلا أبلغوها يزدجرد بالأصوات، فيبعث إليهم أهل النجدات ممن عنده، فلولا أن الله ألهم القعقاع ما فعل في اليومين وإلا كسر ذلك المسلمين. فلما رأى سعد الفيول قد فرقت بين الكتائب وعادت لفعلها، أرسل إلى القعقاع وعاصم ابني عمرو: اكفياني الأبيض، وكانت كلها آلفة له، وكان بإزائهما، فأخذ القعقاع وعاصم رمحين، وتقدما في خيل ورجل، فحمل القعقاع وعاصم فوضعا رمحيهما في عين الفيل الأبيض فنفض رأسه، فضربه القعقاع فرمى به، ووقع لجنبه، وقتلوا من كان عليه، وحمل حمال والربيل الأسديان على الفيل الآخر، وكان يدعى الأجرب، فطعنه حمال في عينه، فأقعى ثم استوى، وضربه الربيل فقطع خرطومه، وبصر به سائس الفيل فبقر أنفه وجبينه، فأفلت الربيل جريحا، فبقي الفيل جريحا متحيرا بين الصفين، وولى الفيل فألقى نفسه في العتيق، فاتبعته الفيلة فخرقت صف الأعاجم، فعبرت في أثره، وهلك من على ظهورها من الجنود. فلما ذهبت الفيلة وخلص المسلمون والفرس، ومال الظل، تزاحف المسلمون، فاجتلدوا حتى أمسوا وهم على السواء. فلما أمسى الناس اشتد القتال، واستقبلوا الليل استقبالا بعدما صلوا العشاء، وكان صليل الحديد فيها كصوت القيون ليلتهم إلى الصباح، وأفرغ الله الصبر عليهم إفراغا، وبات سعد بليلة لم يبت بمثلها، ورأى العرب والعجم أمرا لم يروا مثله قط، وانقطعت الأخبار والأصوات عن سعد ورستم، فلا سعد يعلم ما جرى للمسلمين ولا رستم يعلم ما جرى للفرس، وأصبح الناس ليلة الهرير وتسمى ليلة القادسية من بين تلك الليالي وهم حسرى، لم يغمضوا ليلتهم كلها، وعند الصبح انتهى الناس وكان الغلبة للمسلمين وسميت بليلة الهرير لان الجميع فقدوا النطق وكان كلامهم الهرير. اليوم الرابع: (يوم القادسية): ومان هذا اليوم صبيحة ليلة الهرير حيث استمر القتال إلى الصباح، وأصبح الناس ليلة الهرير وتسمى ليلة القادسية من بين تلك الليالي وهم حسرى، لم يغمضوا ليلتهم كلها. فسار القعقاع في الناس فقال: إن الدائرة بعد ساعة لمن بدأ القوم، فاصبروا ساعة واحملوا، فإن النصر مع الصبر، وخالط المسلمون الفرس وجالدوهم، فاقتتلوا حتى قام قائم الظهيرة، فكان أول من زال الفيرزان والهرمزان، فتأخرا وثبتا حيث انتهيا، وانفرج القلب، وهبت ريح عاصف فقلعت طيارة رستم عن سريره، فهوت في العتيق، ومال الغبار عليهم، وانتهى القعقاع ومن معه إلى السرير فعثروا به، وقد قام رستم عنه حين أطارت الريح الطيارة إلى بغال قد قدمت عليه بمال، فهي واقفة، فاستظل في ظل بغل وحمله، وضرب هلال بن علفة الحمل الذي تحته رستم، فقطع حباله، ووقع عليه، وهلال لا يراه ولا يشعر به، وكسر فقارا من ظهره، فهرب رستم نحو العتيق فرمى بنفسه فيه، واقتحمه هلال عليه وأخذ برجليه، ثم خرج به، فضرب جبينه بالسيف حتى قتله، ثم ألقاه بين أرجل البغال، ثم صعد السرير وقال: قتلت رستم ورب الكعبة! إلي إلي! فأطافوا به وكبروا، فنفله سعد سلبه، وقام الجالينوس على الردم، ونادى الفرس إلى العبور، وأما المقترنون بالحديد فإنهم جشعوا فسقطوا في العتيق، فوخزهم المسلمون برماحهم، فما أفلت مخبر، وهم ثلاثون ألفا، وطارد المسلمون من هرب منهم وفرّ في البوادي والقرى، وقتلوا منهم وأسروا، وغنموا ما بأيديهم، وخرج زهرة حتى أدرك الجالنوس، ملكا من ملوكهم، فقتله، فنفله سعد سلبه، وانهزمت الفرس ولله الحمد والمنة، وبعث سعد بالخمس والبشارة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد كان عمر رضي الله عنه يستخبر عن أمر القادسية كل من لقيه من الركبان، ويخرج من المدينة إلى ناحية العراق يستنشق الخبر، فبينما هو ذات يوم من الأيام إذا هو براكب يلوح من بعد، فاستقبله عمر فاستخبره، فقال له: فتح الله على المسلمين بالقادسية وغنموا غنائم كثيرة وجعل يحدثه وهو لا يعرف عمرو عمر ماش تحت راحلته، فلما اقتربا من المدينة جعل الناس يحيون عمر بالإمارة فعرف الرجل عمر فقال: يرحمك الله يا أمير المؤمنين هلا أعلمتني أنك الخليفة؟ فقال لا حرج عليك يا أخي. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /479- 566)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /287- 316)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /84)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /35- 44)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 55- 60).

نتيجتها

كانت هذه المعركة انتصارًا حاسمًا للمسلمين، وانهزم الفرس، وقُتِل كثير من قوادهم وأشرافهم، وقُتِل قائدهم الأكبر رستم. قُتِل من الفرس يومئذ المسلسلون بكمالهم وكانوا ثلاثين ألفًا، وفي المعركة عشرة آلاف، وقتلوا قبل ذلك قريبًا من ذلك، وقتل من المسلمين قبل ليلة الهرير ألفان وخمسمائة، وقتل ليلة الهرير ويوم القادسية ستة آلاف، فدفنوا في الخندق حيال مشرق، ودفن ما كان قبل ليلة الهرير على مشرق. غَنِم المسلمون في معركة القادسية غنائم كثيرةً، وجمعت الأسلاب والأموال فجمع منها شيء لم يجمع قبله ولا بعده مثله، كان مِن ضمنها راية فارس الكبرى (درفش كابيان)، وهو العلم الأكبر الذي كان للفرس، فعوض منه ثلاثين ألفًا، وكانت قيمته ألف ألف ومائتي ألف. وفضّل سعد أهل البلاء من أهل القادسية عند العطاء بخمسمائة خمسمائة، وهم خمسة وعشرون رجلا، منهم: زهرة وعصمة الضبي والكلج، وأما أهل الأيام قبلها فإنهم فرض لهم على ثلاثة آلاف، فضلوا على أهل القادسية. أبرزت المعركة قوة المسلمين وجلدهم وصبرهم، وحسن طاعتهم للأمير، واستعدادهم العظيم للقتال والمواجهة، وصمودهم أمام العدو، واستمرت المعركة أربعة أيام متتالية حتى انتصروا. قرَّرت القادسية مصير العراق، ومصير الدعوة الإسلامية فيه، فقد خضع خضوعًا مباشرًا لدولة الخلافة الإسلامية، ممَّا ساعد المسلمين على نشْر الدعوة الإسلامية. كان انتصار المسلمين في القادسية بدايةً لانتصارات إسلاميَّة لاحِقة في المنطقة، كان من أهمها فتح المدائن. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /564- 568)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /313- 316)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /84)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /44- 46)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 59- 60).