البحث

عبارات مقترحة:

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

معركة ذات الصواري البحرية

في سنة إحدى وثلاثين من الهجرة خرج قسطنطين بن هرقل للانتقام من المسلمين في جمع عظيم، وجاء في خمسمائة سفينة أو ستمائة، وخرج المسلمون وقائد اسطولهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكانت الريح شديدة فانتظروا ليلة حتى تسكن الريح، وهم في دعاء وصلاة وابتهال، ثم لما كان الغد قربوا سفنهم، وقرب المسلمون سفنهم، فربطوا بعضها مع بعض، واقتتلوا بالسيوف والخناجر، وقتل من المسلمين بشر كثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، وأنزل الله نصره على المسلمين، ولم ينج من الروم إلا الشريد، فانهزم قسطنطين وبه جراحات شديدة، وسار في مركبه مع المنهزمين إلى صقلية، فقتله الروم هناك لخسارته ومخاطرته، وأقام عبد الله بن أبي سرح بذات الصواري بعد الهزيمة أيامًا ورجع. كانت هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها المسلمون.

اسم المعركة

معركة ذات الصواري

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة إحدى وثلاثين من الهجرة سنة 31ه ـ /651م، في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان على المسلمين معاوية، وكان عثمان قد جمع له الشام. وفي قول الواقدي: وقال أبو معشر: كانت غزوة الصواري سنة أربع وثلاثين، وإليه ذهب الذهبي، وذكره من أحداث سنة أربع وثلاثين، كانت في سنة إحدى وثلاثين الأساودة في البحر ووقائع كسرى. وقال الواقدي: غزوة الصواري والأساودة كلتاهما كانتا في سنة إحدى وثلاثين. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /288)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (5 /12)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /488)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /228)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /157).

موقعها

وقعت معركة ذات الصواري في ساحل الأناضول في منطقة ذات الصواري في البحر الأبيض المتوسط، من أرض الروم، وقال المسعودي وغيره: «وسميت هذه الغزاة ذات الصواري لكثرة المراكب وصواريها، وهي الأدقال»، "التنبيه والإشراف" للمسعودي (1 /135)، "تاريخ ابن خلدون" (2 /575).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة عبد الله بن أبي السرح.

الطرف الثاني

جيش الروم بقيادة قسطنطين بن هرقل.

سببها

لما فتح المسلمون بلاد إفريقية والأندلس وأصابوا من الفرنج والبربر حميت الروم، وأرادت الانتقام من المسلمين الذين كسروا شوكتهم، وقائدهم يومئذ قسطنطين بن هرقل، فخرج قسطنطين في حرب بحرية لرد اعتبار البيزنطيين، وظن أن المسلمين لا يجيدون ركوب البحر والقتال فيه، فحشد كل ما استطاعه من سفن، وأتى ديار المسلمين في جمع عظيم. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /288)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (5 /12)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /488)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /157).

أحداثها

خرج قسطنطين بن هرقل في خمسمائة مركب أو ستمائة، وخرج المسلمون وقائد اسطولهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكانت الريح على المسلمين لما شاهدوا الروم، فأرسى المسلمون والروم حتى تسكن الريح، فقال المسلمون: الأمان بيننا وبينكم، فباتوا ليلتهم والمسلمون يقرؤون القرآن ويصلون ويدعون، والروم يضربون بالنواقيس، وقربوا من الغد سفنهم، وقرب المسلمون سفنهم، فربطوا بعضها مع بعض، واقتتلوا بالسيوف والخناجر، وقتل من المسلمين بشر كثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، وصبروا يومئذ صبرًا لم يصبروا في موطن قط مثله، ثم أنزل الله نصره على المسلمين، فانهزم قسطنطين وبه جراحات شديدة مكينة، ولم ينج من الروم إلا الشريد، وألقت الأمواج جثث الرجال إلى الساحل حتى صارت مثل الجبل العظيم، وغلب الدم على لون الماء. وأقام عبد الله بن أبي سرح بذات الصواري بعد الهزيمة أيامًا ورجع، وأما قسطنطين، فإنه سار في مركبه إلى صقلية، فسأله أهلها عن حاله، فأخبرهم، فلامه النصارى على مخاطرته، وقالوا: أهلكت النصرانية وأفنيت رجالها! لو أتانا العرب لم يكن عندنا من يمنعهم، ثم أدخلوه الحمام وقتلوه، وتركوا من كان معه في المركب، وأذنوا لهم في المسير إلى القسطنطينية. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /290- 292)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (5 /12)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /488- 489)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /157).

نتيجتها

انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا وهزم الروم، وقتل يومئذ من المسلمين بشر كثير، وقتل من الكفار ما لا يحصى، وصبروا يومئذ صبرا لم يصبروا في موطن قط مثله ثم أنزل الله نصره على أهل الإسلام، وانهزم القسطنطين مدبرًا، وتكبد البيزنطيون خسائر فادحة في العتاد والأرواح. أكدت المعركة أن النصر لا يكون بالعدد والعتاد، بل بالإيمان والعقيدة المستقيمة. أبرزت المعركة قوة المسلمين البحرية وجلدهم وصبرهم أمام عدوهم، واستعدادهم العظيم للقتال والمواجهة، وأدت المعركة إلى إنهاء سيادة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط. كسب المسلمون من هذه المعركة خبرة عسكرية كبيرة، خاصة وأنَّها كانت المعركة الأولى التي خاضها المسلمون في البحر في التاريخ. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /290- 292)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (5 /12)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /488- 489)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /157).