البحث

عبارات مقترحة:

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

معركة ممش

وفي سنة تسع وستين من الهجرة سار زهير بن قيس البلوي إلى القيروان، لمواجهة كسيلة قائد البربر، ل تخليص المسلمين منه و رد طغيانه عنهم، واستعادة القيروان التي سقطت بأيدي البربر، التقى العسكران بممش، واشتد القتال، وكثر القتل في الفريقين، حتى أيس الناس من الحياة، فلم يزالوا كذلك أكثر النهار، ثم نصر الله المسلمين وانهزم كسيلة وأصحابه، وقُتِل هو وجماعة من أعيان أصحابه، وتبع المسلمون البربر والروم المنهزمين، فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا، ثم عاد زهير إلى القيروان.

اسم المعركة

معركة مَمْشَ بالشين، وذكره بعضهم بالسين، فقال: مَمْس أو مَمَّس، مخففة أو مثقلة.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة تسع وستين من الهجرة سنة 69هـ /688م، في خلافة عبد الملك بن مروان الأموي. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /208).

موقعها

وقعت معركة مَمْش في منطقة مَمْش غرب القيروان في المغرب العربي، وذكره ابن الأثير والجنباز بالشين، وذكره الزركلي وغيره بالسين، فقال: مَمْس أو مَمّس مخففة أو مثقلة، والنسبة منه المُمْسِي. قال محمود مقديش: «وقيل بتشديد الميم الثانية، وهي مَمّ Mamma البيزنطية، وتقع غربي القيروان على بعد 50 كلم منها، و 33 كلم من سبيطلة، وهي التي تحصن بها كسيلة عند زحف زهير بن قيس البلوي نحو القيروان». "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /337)، وكذا انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /208)، "الأعلام" للزركلي (3 /263).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة زهير بن قيس البلوي.

الطرف الثاني

جيش البربر والروم بقيادة كسيلة.

سببها

لما بلغ أهل الشام وفاة عقبة بن نافع في كمين من قبل البربر والروم اجتمع المسلمون إلى مروان بن الحكم فسألوه أن يبعث الجيوش إلى إفريقية لخلاص من فيها من المسلمين من يد كسيلة، الذي ارتد بعد إسلامه، وأن يعز بها الإسلام كما كان في أيام عقبة بن نافع، ويستعيد القيروان التي سقطت بأيدي البربر، فقال لهم مروان: ومن يوجد مثل عقبة؟ فاتفق رأيه ورأي المسلمين على زهير بن قيس البلوي، وكان رضي الله عنه من رؤساء العابدين وأشراف المهاجرين، فوجه إليه عبد الملك يأمره بالخروج على أعنّة الخيل فيمن معه من المسلمين لغزو افريقية حتى يعود إليها الإسلام كما كان. فلما اتصل ذلك بزهير سرّه ذلك وسارع إلى الجهاد، وكتب إلى عبد الملك يخبره بقلّة من معه من الرّجال وقلة الأموال، فأرسل عبد الملك رجال العرب وأشرافهم يحشدون عليه الناس من مدائن الشام وأفرع عليه الأموال، فسارع الناس إلى الجهاد واجتمع منهم خلق كثير، فأمرهم أن يلحقوا بزهير، فلما وصلوا إليه خرج بهم إلى إفريقية ختى دنا من القيروان، وكان ذلك في سنة تسع وستين. انظر: "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /221).

أحداثها

كتب عبد الملك بن مروان إلى زهير بن قيس البلوي بولاية إفريقية، وجهز له جيشا كثيرا، فسار سنة تسع وستين إلى القيروان، ومع وصول الخبر إلى كسيلة قائد البربر في القيروان احتفل وجمع وحشد البربر والروم، فدعا أشراف أصحابه كبارهم، وشاورهم في أمره، واخبرهم أنه يريد الانسحاب من القيروان إلى ممش على تخوم الجبال، لكي يجد مفرا إذا كانت الدائرة عليهم، وقال لهم: قد رأيت أن أرحل إلى ممش فأنزلها، فإن بالقيروان خلقا كثيرا من المسلمين ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم، ونخاف إن قاتلنا زهيرا أن يثب هؤلاء من ورائنا، فإذا نزلنا ممش أمناهم وقاتلنا زهيرًا، فإن ظفرنا بهم تبعناهم إلى طرابلس وقطعنا أثرهم من إفريقية، وإن ظفروا بنا تعلقنا بالجبال ونجونا، فأجابوه إلى ذلك، ورحل إلى ممش. وبلغ زهيرا ما يخطط له كسيلة، فلم يدخل القيروان بل أقام ظاهرها ثلاثة أيام حتى أراح واستراح، ثم رحل في طلب كسيلة، فلما قاربه نزل وعبى أصحابه وركب إليه، فالتقى العسكران، واشتد القتال، وكثر القتل في الفريقين، حتى أيس الناس من الحياة، فلم يزالوا كذلك أكثر النهار، ثم نصر الله المسلمين وانهزم كسيلة وأصحابه، وقتل هو وجماعة من أعيان أصحابه بممش، وتبع المسلمون البربر والروم فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا، وفي هذه الوقعة ذهب رجال البربر والروم وملوكهم وأشرافهم، وعاد زهير إلى القيروان. ورأى زهير بإفريقية ملكًا عظيمًا فأبى أن يقيم وقال: إنما قدمت للجهاد فأخاف أن أميل إلى الدنيا فأهلك، وكان عابدًا زاهدًا، فترك بالقيروان عسكرًا وهم آمنون لخلو البلاد من عدو أو ذي شوكة، ورحل في جمع كثير إلى مصر. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /208- 209)، "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /221- 222).

نتيجتها

انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا وهٌزِم جيش البربر ، وقُتِل قائدهم كسيلة ، ولاحق جيش المسلمين فلول جيش كسيلة حتى نهر ملوية عند حدود المغرب الأقصى. كانت هذه المعركة قضاء على التهديد الموجه لوجود المسلمين في تونس، فجاءت تثبيتا للمسلمين وإظهارا لقوتهم. أثبتت المعركة وقوف المسلمين صفا واحدا أمام الخطر الخارجي، فقد طمع هؤلاء بالمسلمين لانشغالهم بالفتن الداخلية وما كان من القتال بين الأمويين وابن الزبير، فجاءت المعركة لتبدد أحلامهم. كانت هذه المعركة قد ركزت على منطقة إفريقية، وأرسلت أفضل القادة إليهم لتثبيت دعائم الإسلام فيها، والقضاء على أحلام الروم بالعودة إليها. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /208- 209)، "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /222)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 68- 69).