البحث

عبارات مقترحة:

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

معركة قرطاجنة

وفي خلافة عبد الملك بن مروان سار حسان بن النّعمان إلى قُرْطَاجَنَّة، وفيها ملك من أعظم ملوك إفريقية، فمشى حسّان حتى نزل على مدينتهم، فضيق عليهم وحاصرهم، واقتتلوا قتالا شديدا، فلما رأى الروم ذلك اجتمع رأيهم على أن يهربوا في البحر في سفن كثيرة، فمنهم من هرب إلى صقلية، ومنهم من هرب إلى الأندلس، فدخلها حسان بالسيف، فسباها وغنم ما فيها وقتل الرجال، وأرسل إلى ما حولها من البلدان فاجتمعوا إليه مسرعين خوفا منه، ف تتابعت الفتوحات في المنطقة، فَفُتِح بنزرت وصطفورة بعد مقاومة عنيفة .

اسم المعركة

معركة قرطاجنة.

وقتها

اختلف أهل السير والمغازي في وقت هذه المعركة اختلافا كثيرا بينا، فذكره ابن الأثير من أحداث سنة أربع وسبعين من الهجرة، وذكره ابن كثير من أحداث سنة إحدى وسبعين، وذكره الذهبي ومحمد مقديش من أحداث سنة تسع وستين، وذكره محمد جمباز من أحداث سنة اثنين وسبعين، وكلهم يقرون أنها في خلافة عبد الملك بن مروان الأموي. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /415)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /616)، "البداية والنهاية" لابن كثير (8 /317)، "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /223)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 70).

موقعها

وقعت المعركة في مدينة قُرْطَاجَنَّة في إفريقية، تونس اليوم. قال مبارك الميلي: «أسست قرطاجنة على الخليج التونسي قريبا من البحر بحيث تصيب سورها أمواجه، ولحسن موقعها حازت السيادة التجارية، فأمها الفينيقيون من الشام، والبربر جيرانها الأقربون، وغيرهم من الأمم، فاستبحر عمرانها وكثرت مبانيها وسكانها، واختلف في تقدير عدد السكان من (130000) إلى (700000) وبلغت أوج عزها في القرن الرابع إلى أواخر الثالث (ق. م) ومتوسط سكانها إذ ذاك نحو (300000) الذي يقع شمال غرب جبل طارق، ويدعى الآن باسم Torre de Cartagena». "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" لمبارك الميلي (1 /132). وقال محمود مقديش: «مدينة قرطاجنّة في جهة الغرب ثلاثة أميال ونصف، ومدينة قرطاجنّة الآن خراب، والمعمور منها قطعة يسيرة مرتفعة تسمّى المعلّقة، يعمرها ناس من العرب يسمّون بني زياد، وكانت قرطاجّنة في أيام عمارتها من غرائب البلاد لما فيها من عجائب البناء، وإظهار القدرة في ذلك». "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /120).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة حسان بن النعمان.

الطرف الثاني

جيش الروم بقيادة ملك من أعظم ملوك إفريقية.

سببها

استغل الروم وغيرهم من أعداء المسلمين انشغال المسلمين بالفتن الداخلية فأغاروا على أطراف البلاد الإسلامية خصوصا في افريقيا، حيث تعرضت الإسكندرية لغارات الروم وكذلك برقة وتونس حتى سقطت القيروان بيد كسيلة، ولما فرغ عبد الملك بن مروان من ابن الزبير وخلت له البلاد من منافس أعطى اهتمامه لحماية البلاد والدفاع عن المسلمين، وكان قد عظم عليه وعلى المسلمين مقتل زهير بن قيس سنة تسع وستين وأهمه ذلك، وكان قد شغله عن إفريقية ما كان بينه وبين ابن الزبير، فجهز جيشا كثيفا، واستعمل عليهم وعلى إفريقية حسان بن النعمان الغساني، وسيرهم إليها، فلم يدخل إفريقية قط جيش مثله. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /415)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 70).

أحداثها

لما ورد حسان بن النعمان الغساني القيروان تجهز منها وسار إلى قُرْطَاجَنَّة، قال الذهبي: «وأهلها إذ ذاك روم عباد صليب»، وكان صاحبها أعظم ملوك إفريقية، ولم يكن المسلمون قط حاربوها، فلما وصل إليها رأى بها من الروم والبربر ما لا يحصى كثرة، فضيق عليهم حسّان، وقاتلهم وحاصرهم وقتل منهم كثيرا، فلما رأى الروم ذلك اجتمع رأيهم على أن يهربوا في البحر في سفن كثيرة، فركبوا في مراكبهم، وسار بعضهم إلى صقلية، وبعضهم إلى الأندلس، ودخلها حسان بالسيف، فسباها وغنم ما فيها، وقتلهم قتلا ذريعا، وأرسل إلى ما حولها من الجيوش، فأسرعوا إليه خوفا، فأمرهم فهدموا من قُرْطَاجَنَّة ما قدروا عليه، حتى لا يعود الروم إليها ثانية. ثم بلغه أن الروم والبربر قد اجتمعوا له في صطفورة وبنزرت، وهما مدينتان، فسار إليهم وقاتلهم، ولقي منهم شدة وقوة، فصبر لهم المسلمون، فانهزمت الروم وكثر القتل فيهم، واستولوا على بلادهم، ولم يترك حسان موضعا من بلادهم إلا وطئه، وخافه أهل إفريقية خوفا شديدا، ولجأ المنهزمون من الروم إلى مدينة باجة، فتحصنوا بها، وتحصن البربر بمدينة بونة، فعاد حسان إلى القيروان لأن الجراح قد كثرت في أصحابه، فأقام بها حتى صحوا. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /415- 416)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /616)، "نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار" لمحمود مقديش (1 /223- 224)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 70).

نتيجتها

كان النصر حليف المسلمين في هذه المعركة، و انهزمت الروم وكثر القتل فيهم، وهرب الباقون، وسبى المسلمون منهم وغنموا، وأمر حسان بهدم قُرْطَاجَنَّة، حتى لا يعود الروم إليها ثانية. استولى المسلمون على بلاد الروم، ولم يترك حسان موضعا من بلادهم إلا وطئه، وبذلك خافه أهل إفريقية خوفا شديدا. تتابعت الفتوحات في المنطقة بعد فتح قُرْطَاجَنَّة، ففتح باقي المدن الساحلية مثل بنزرت وصطفورة بعد مقاومة عنيفة. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (3 /415- 416)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 70).