البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

معركة شريس

وفي سنة اثنتين وتسعين من الهجرة غزا طارق بن زياد مولى موسى بن نصير الأندلس، في اثني عشر ألفا، فلقي ملك الأندلس رذريق على نهر لكة، فزحف له طارق بجميع من معه، وزحف رذريق في جيش كبير، فاقتتلوا قتالا شديدا، واتصلت الحرب ثمانية أيام، فانهزموا وهزم الله رذريق ومن معه، وغرق رذريق في النهر، وسار طارق إلى باقي بلاد الأندلس فاتحا لها ومتبعا للمنهزمين، فقاتلوه قتالا شديدا، وانهزم أهل الأندلس، وكتب إلى موسى بن نصير بالفتح وبالغنائم، و تابع طارق بن زياد وموسى بن نصير فتوحاتهم لبقية أجزاء الأندلس، ونشر الإسلام في ربوعه.

اسم المعركة

معركة شَرِيش، وهي معركة وادي لكة، وهي فتح الأندلس.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة اثنتين وتسعين من الهجرة 92ه /710م، في خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي ، لليلتين بقيتا من رمضان. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /468)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (6 /303)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /40)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /83)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /150).

موقعها

وقعت فتح الأندلس على ضفاف نهر وادي لكة، من أعمال شذونة. قال محمد عنان: «وقد اختلف البحث الحديث في تحديد المكان والنهر الذي يحمل هذا الاسم الذي تورده الرواية العربية، فذكر البعض أنه هو نهر "جواداليتي" Guadalete (وادي لكه) الذي يصب في خليج قادس على مقربة من مدينة شَرِيش، وأن اللقاء حدث على ضفته الجنوبية شمالي مدينة شذونة، وذكر البعض الآخر، وهي الرواية الراجحة فيما يرى البحث الحديث، أن اللقاء قد حدث جنوبي بحيرة "خَندة" Janda الصغيرة المتصلة بنهر بارباتي Barbate». "دولة الإسلام في الأندلس" الصغير محمد عنان (1 /42). وشَرِيش: قال الحموي: «مدينة كبيرة من كورة شذونة وهي قاعدة هذه الكورة، واليوم يسمونها شَرَش». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (3 /340). شَذُونَةُ: قال الحموي: «مدينة بالأندلس تتصل نواحيها بنواحي موزور من أعمال الأندلس، وهي منحرفة عن موزور إلى الغرب مائلة إلى القبلة». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (3 /329).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد في اثني عشر ألفا من المقاتلين.

الطرف الثاني

جيش المشركين بقيادة رذريق، جمع له جمعا، يقال بلغ مائة ألف.

سببها

كان فتح الأندلس رغبة الجيش الإسلامي في نشر دعوة الإسلام، وتوسيع دائرة الفتوحات الإسلامية في الأندلس، حيث كتب موسى بن نصير يستأذن الخليفة الوليد بن عبد الملك في فتحها، وكان صاحب الجزيرة الخضراء قد استنجد به على عدوه. وتفصيل ذلك أن أهل الأندلس بعد وفاة غيطشة ملك الأندلس تراضوا برجل يقال له رذريق أو أذرينوق أو ادرينوق أو لزريق، وكان شجاعا وليس من بيت الملك، وكانت عادة ملوك الأندلس أنهم يبعثون أولادهم الذكور والإناث إلى مدينة طليطلة يكونون في خدمة الملك، لا يخدمه غيرهم يتأدبون بذلك، فإذا بلغوا الحلم أنكح بعضهم بعضا وتولى تجهيزهم، فلما ولي رذريق أرسل إليه يوليان، وهو صاحب الجزيرة الخضراء وسبتة وغيرهما، ابنة له، فاستحسنها رذريق وافتضها، فكتبت إلى أبيها، فأغضبه ذلك، فكتب إلى موسى بن نصير عامل الوليد بن عبد الملك على إفريقية بالطاعة، واستدعاه إليه، فسار إليه موسى، فأدخله يوليان مدائنه، وأخذ عليه العهود له ولأصحابه بما يرضى به، ثم وصف له الأندلس ودعاه إليها، وذلك آخر سنة تسعين. فكتب موسى إلى الوليد بما فتح الله عليه وما دعاه إليه يوليان، فكتب إليه الوليد: خضها بالسرايا، ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال، فكتب إليه موسى: إنه ليس ببحر متسع، وإنما هو خليج يبين ما وراءه، فكتب إليه الوليد أن اختبرها بالسرايا، وإن كان الأمر على ما حكيت. فبعث رجلا من مواليه يقال له طريف في أربعمائة رجل ومعهم مائة فرس، فسار في أربع سفائن، فخرج في جزيرة بالأندلس، فسميت جزيرة طريف لنزوله فيها، ثم أغار على الجزيرة الخضراء، فأصاب غنيمة كثيرة، ورجع سالما في رمضان سنة إحدى وتسعين، فلما رأى الناس ذلك تسرعوا إلى الغزو. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /468)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /40)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /83)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /150).

أحداثها

دعا موسى بن نصير مولى له كان على مقدمات جيوشه في فتح الأندلس يقال له طارق بن زياد، فبعثه في سبعة آلاف من المسلمين أكثرهم البربر والموالي وأقلهم العرب، فساروا في البحر، وقصد إلى جبل منيف، وهو متصل بالبر فنزله، فسمي الجبل جبل طارق إلى اليوم، وكان حلول طارق فيه في رجب سنة اثنتين وتسعين من الهجرة، فلما تكامل أصحاب طارق بالجبل نزل من الجبل إلى الصحراء، وافتتح الجزيرة الخضراء وغيرها، وفارق الحصن الذي في الجبل. ولما بلغ رذريق غزو طارق بلاده عظم ذلك عليه، وكان غائبا في غزاته، فرجع منها وطارق قد دخل بلاده، فجمع له جمعا، يقال بلغ مائة ألف، فلما بلغ طارقا الخبر كتب إلى موسى يستمده ويخبره بما فتح، وأنه زحف إليه ملك الأندلس بما لا طاقة له به، فبعث إليه بخمسة آلاف، فتكامل المسلمون اثني عشر ألفا، ومعهم يوليان يدلهم على عورة البلاد، ويتجسس لهم الأخبار، فأتاهم رذريق وعليه تاجه وجميع الحلية التي كان يلبسها الملوك، ومعه جميع جنده، فالتقوا على نهر لكة من أعمال شذونة، وقال ابن خلدون: «فالتقوا بفحص شَرِيش»، لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وتسعين، واتصلت الحرب ثمانية أيام، وكان على ميمنته وميسرته ولدا الملك الذي كان قبله وغيرهما من أبناء الملوك، واتفقوا على الهزيمة بغضا لرذريق، وقالوا: إن المسلمين إذا امتلأت أيديهم من الغنيمة عادوا إلى بلادهم وبقي الملك لنا، فانهزموا وهزم الله رذريق ومن معه، وغرق رذريق في النهر، وسار طارق إلى مدينة إستجة متبعا لهم، فلقيه أهلها ومعهم من المنهزمين خلق كثير، فقاتلوه قتالا شديدا، ثم انهزم أهل الأندلس، ولم يلق المسلمون بعدها حربا مثلها، ونزل طارق على عين بينها وبين مدينة إستجة أربعة أميال، فسميت عين طارق إلى الآن، وكتب إلى موسى بن نصير بالفتح وبالغنائم. ثم تابع طارق بن زياد في فتوحاته لبقية أجزاء الأندلس، ونشر الإسلام في ربوعه، ثم تبعه موسى بن نصير على رأس جيش كبير، وبدأ بفتح المدن من الناحية الغربية للأندلس حتى التقى مع طارق في شمال الأندلس قرب طلبيرة. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /468)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /39- 41)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /83)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /150).

نتيجتها

التقى الفريقان على نهر لكة، واقتتلوا قتالا شديدا وانهزموا، فهزم الله رذريق ومن معه، وغرق رذريق في النهر، وكتب طارق إلى موسى بن نصير بالفتح وبالغنائم. تابع طارق بن زياد فتوحاته لبقية أجزاء الأندلس، ونشر الإسلام في ربوعه، ثم تبعه موسى بن نصير على ذلك على رأس جيش كبير. وكان من أحداث هذه المعركة العظيمة أن طارق لما ركب البحر غلبته عينه، فرأى النبي ومعه المهاجرون والأنصار قد تقلدوا السيوف وتنكبوا القسي، فقال له النبي : يا طارق تقدم لشأنك. وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد، فنظر طارق فرأى النبي ، وأصحابه قد دخلوا الأندلس أمامه، فاستيقظ من نومه مستبشرا، وبشر أصحابه، وقويت نفسه، ولم يشك في الظفر. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /468)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /39- 41)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /83)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /150).