البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

معركة الحدث

دخل سيف الدولة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة إلى بلاد الروم، فأثخن فيها وغنم، وقتل قسطنطين بن الدُّمُسْتُق فيمن قتل، فجمع الدُّمُسْتُق عساكر الروم والروس وبلغار وقصد الثغور، فسار إليه سيف الدولة بن حمدان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة من الهجرة، والتقوا عند الحَدَث، فانهزم الروم واستباحهم المسلمون قتلا وأسرا، وأسر صهر الدُّمُسْتُق وبعض أسباطه وكثير من بطارقته، ورجع سيف الدولة بالظفر والغنيمة.

اسم المعركة

معركة الحَدَث.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة من الهجرة 343ه /954م، في شهر شعبان، في خلافة المطيع لله، أبو القاسم العباسي، وكان عبد الرحمن الناصر لدين الله أمير قرطبة. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (11 /378)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (14 /94)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (7 /208)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /303).

موقعها

وقعت معركة الحَدَث في منطقة الحَدَث. قال الحموي: «قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش من الثغور، ويقال لها الحمراء لأن تربتها جميعا حمراء، وقلعتها على جبل يقال له الأحيدب… كان في أيام سيف الدولة بن حمدان، وكان له به وقعات، وخربته الروم في أيامه، وخرج سيف الدولة في سنة 343 لعمارته، فعمره وأتاه الدمستق في جموعه فردهم سيف الدولة مهزومين». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (2 /227- 228).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة سيف الدولة بن حمدان.

الطرف الثاني

جيش الروم يرأسهم بطريق البطارقة أندرياس.

سببها

لما ورد الروم وملكهم الدُّمُسْتُق الخبر بغزاة سيف الدولة بلاد الروم وغنيمته وأسره وقتله خلقا من أصحابه ومنهم قسطنطين ابن الدمستق، عظم الأمر عليهم، وجمع عساكره من الروم والروس والبلغار وغيرهم وقصد الثغور لمواجهة سيف الدولة. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (11 /378)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (14 /94)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (7 /208)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /303).

أحداثها

تُعَدّ هذه المعركة من أشهر وقائع سيف الدولة الحمداني مع الروم، فقد كانت له خلال مدة ولايته على حلب وماحولها أربعون موقعة كبيرة، انتصر في بعضها وهزم في بعضها الآخر، وقد سد سيف الدولة الثغر العظيم أمام قوة الروم المتزايدة ضد المسلمين في وقت شغل فيه بقية العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه بفتن داخلية، وظهور دعوات باطنية كثيرة، وانحراف كبير عن منهج الإسلام، وكان ملك الروم الذي يسمى الدُّمُسْتُق وهو كما يروي ابن الأثير لقب لكل من حَكَم الولايات الرومية الواقعة شرق القسطنطينية، وقد سماه صاحب تاريخ الإسلام الدكتور حسن إبراهيم حسن فردس وسماه ابن الأثير نقفور، الذي أصبح ملك الروم فيما بعد. غزا سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم، وأغار على زبطرة وملطية فقتل وسبى، ثم رجع إلى درب موزار، فوجد عليه قُسْطَنْطِينُ بْنُ الدُّمُسْتُقِ، فاوقع به وقتل صناديد رجاله، ثم عبر الفرات الأعلى وأوغل في بلاد الروم، والتقى بجيش الدُّمُسْتُق في شهر ربيع الأول أو ربيع الآخر على اهتلاف أهل السير من سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فقَتَل وأَسَر، وسبى وغَنِم، وكان فيمن قُتِل قُسْطَنْطِينُ بْنُ الدُّمُسْتُقِ، فعظم الأمر على الروم، وعظم الأمر على الدُّمُسْتُقِ، فجمع عساكره من الروم والروس والبلغار وغيرهم وقصد الثغور، فسار إليه سيف الدولة بن حمدان، فالتقوا عند الحَدَث في شعبان، فاشتد القتال بينهم، وصبر الفريقان، ثم إن الله تعالى أنزل نصره على المسلمين، فانهزم الروم، وقُتِل منهم وممن معهم خلق عظيم، وأسر صهر الدُّمُسْتُقِ، وابن ابنته وكثير من بطارقته، وعاد الدُّمُسْتُق مهزوما مسلولا، ورجع سيف الدولة بالظفر والغنيمة، وبنيت قلعة الحَدَث، وأصبحت شوكة في حلوق الروم. وأنشد الشعراء في مدح سيف الدولة وفي وصف معركة الحَدَث وقلعتها. يقول المتنبي ("شرح معاني شعر المتنبي" لابن الأفليلي (2 /247- 254)) في مدح سيف الدولة مفتخرا بانتصار المسلمين: هلِ الحَدَثُ الحمْراءُ تعرِفُ لونَها. .. وتعلمُ أيُّ السّاقيَينِ الغمائمُ سقَتْها الغمامُ الغُرُّ قبل نُزولِه. .. فلما دنا منها سقتْها الجماجِمُ وكان بها مثلُ الجُنونِ فأصبحَتْ. .. ومن جُثثِ القتْلى عليه تَمئمُ طريدةُ دهْرٍ ساقَه فرددْتَها. .. على الدّين بالخطّيِّ والدّهرُ راغِمُ تُفيتُ اللّيالي كل شيء أخذتَه. .. وهنّ لما يأخُذن منك غوارِمُ أتوك يجرّون الحديدَ كأنّهم. .. سَروا بجِيادٍ ما لهنّ قوائمُ وقفتَ وما في الموت شكٌ لواقفٍ. .. كأنك في جفْنِ الرّدى وهو نائمُ تمرّ بك الأبطالُ كلمى هزيمةً. .. ووجهُك وضّاحٌ وثغرُك باسمُ ضممت جناحيهم إلى القلب ضمّةً. .. تموت الخوافي تحتها والقوادِمُ بضرْبٍ أتى الهاماتِ والنّصرُ غائبٌ. .. وصار إلى اللّبّات والنصرُ قادِمُ. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (11 /378)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (14 /94)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (7 /208)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /303)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 100- 101).

نتيجتها

كان النصر حليف المسلمين، وانهزم الروم، وقُتِل منهم وممن معهم خلق عظيم، وأسر صهر الدُّمُسْتُقِ وابن ابنته وكثير من بطارقته، وعاد الدُّمُسْتُق مهزوما مسلولا، ورجع سيف الدولة بالظفر والغنيمة.