البحث

عبارات مقترحة:

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

معركة مالطة

سار ملك الروم بَرْدَوِيل سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة في جموع عظيمة، وحصر قلعة مَالِطَة وملكها، وأصاب سرايا المسلمين، فلما سمع به أبو القاسم أمير صِقِلِّيَّة سار إليه في العساكر، فلما قاربهم خاف عن اللقاء ورجع، وكان الإفرنج يتحسسون له الأخبار، فبعثوا بذلك إليه، فسار في أتباعه وأدرك المسلمين، فاقتتلوا، وقُتِل أبو القاسم في الحرب، وأَهَمّ المسلمين أمرهم فاستماتوا على القتال، وقاتلوا الفرنج فهزموهم أقبح هزيمة، ونجا بَرْدَوِيل، وركب البحر إلى رومة، وولى المسلمون عليهم جابر ابن الأمير أبي القاسم، فرحل بالمسلمين لوقته راجعا، ولم يعرج على الغنائم.

اسم المعركة

معركة مَالِطَة.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة من الهجرة 371ه /981م، في ذي القعدة، وقد أدرك أبو القاسم الروم في العشرين من المحرم سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، في خلافة الطائع لله، أبو بكر البويهي. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (7 /384)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /268)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 105).

موقعها

مَالِطَة. قال الحموي: «بلدة بالأندلس». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (5 /43). وقال الحميري: «جزيرة من الجزائر التي تلي جزيرة صِقِلِّيَّة، وهي في القبلة من مسينة بينها وبين صِقِلِّيَّة مجرى واحد، وكانت قبل هذا للمسلمين، وفيها مراس منشأة للسفن، وأشجارها الصنوبر والعرعر والزيتون، وطولها ثلاثون ميلاً، وفيها مدينة من بنيان الأول وكان يسكنها الروم». "الروض المعطار" للحميري (ص 520).

الطرف الأول

قائد المسلمين أبو القاسم أمير صِقِلِّيَّة.

الطرف الثاني

قائد العدو ملك الروم بَرْدَوِيل.

سببها

وسبب هذه الغزوة رد الهجوم على سقوط قلعة مَالِطَة بأيدي الروم، وذلك أن ملكا من ملوك الفرنج، يقال له بَرْدَوِيل، خرج في جموع كثيرة من الفرنج إلى صِقِلِّيَّة، فحصر قلعة مَالِطَة وملكها، وأصاب سريتين للمسلمين، فسار الأمير أبو القاسم بعساكره ليرحله عن القلعة. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (7 /384)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /268)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 105).

أحداثها

سار الأمير أبو القاسم، أمير صِقِلِّيَّة، من المدينة يريد ترحيل ملك الروم بَرْدَوِيل وجموعه عن قلعة مَالِطَة، فلما قاربها خاف وجبن، فجمع وجوه أصحابه، وقال لهم: إني راجع من مكاني هذا فلا تكسروا علي رأيي، فرجع هو وعساكره، وكان أسطول الكفار يساير المسلمين في البحر، فلما رأوا المسلمين راجعين أرسلوا إلى بَرْدَوِيل ملك الروم يعلمونه، ويقولون له: إن المسلمين خائفون منك، فالحق بهم فإنك تظفر. جرد بَرْدَوِيل عسكره من أثقالهم، وسار جريدة، وَجَدّ في السير، فأدركهم في العشرين من المحرم سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، فتعبأ المسلمون للقتال، واقتتلوا، واشتدت الحرب بينهم، فحملت طائفة من الفرنج على القلب والأعلام، فشقوا العسكر ووصلوا إليها، وقد تفرق كثير من المسلمين عن أميرهم، واختل نظامهم، فوصل الفرنج إلى أبي القاسم، فأصابته ضربة على أم رأسه فقتل، وقتل معه جماعة من أعيان الناس وشجعانهم. ثم إن المنهزمين من المسلمين رجعوا مصممين على القتال ليظفروا أو يموتوا، واشتد حينئذ الأمر، وعظم الخطب على الطائفتين، فانهزم الفرنج أقبح هزيمة، وقتل منهم نحو أربعة آلاف قتيل، وأسر من بطارقتهم كثير وتبعوهم إلى أن أدركهم الليل، وغنموا من أموالهم كثيرا، وأفلت ملك الفرنج هاربا، ومعه رجل يهودي كان خصيصا به، فوقف فرس الملك، فقال له اليهودي: اركب فرسي، فإن قُتِلْتُ فأنت لولدي، فركبه الملك وقٌتِل اليهودي، فنجا الملك إلى خيامه وبها زوجته وأصحابه، فأخذهم وعاد إلى رومية. ولما قتل الأمير أبو القاسم كان معه ابنه جابر، فقام مقام أبيه، ورحل بالمسلمين لوقتهم، ولم يمكنهم من إتمام الغنيمة، فتركوا كثيرا منها، وسأله أصحابه ليقيم إلى أن يجمع السلاح وغيره ويعمر به الخزائن، فلم يفعل. وكانت ولاية أبي القاسم على صِقِلِّيَّة اثنتي عشرة سنة وخمسة أشهر وخمسة أيام، وكان عادلا، حسن السيرة، كثير الشفقة على رعيته والإحسان إليهم، عظيم الصدقة، لم يخلف دينارا ولا درهما ولا عقارا، فإنه كان قد وقف جميع أملاكه على الفقراء وأبواب البر. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (7 /384- 385)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /268)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 105).

نتيجتها

رأى أبو القاسم أمير صِقِلِّيَّة جموع الروم فخاف الهزيمة وانسحب بالجيش، فلما سمع به الروم أدركوهم واقتتلوا، وقُتِل أبو القاسم في الحرب، وأَهَمّ المسلمين أمرهم فاستماتوا على القتال، وقاتلوا الفرنج فهزموهم أقبح هزيمة، ونجا بَرْدَوِيل ملك الروم، وولى أمر المسلمين جابر ابن الأمير أبي القاسم، فرحل بالمسلمين لوقته راجعا، ولم يعرج على الغنائم.