البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

معركة ملاذ كرد

خرج ملك الروم أَرْمَانُوس سنة ثلاث وستين وأربعمائة في مائتي ألف من الروم والغرب والروس والكرخ وغيرهم، في عدد وعدة كثيرة، فسار حتى وصل ملازكرد من أعمال خِلَاط، فلما سمع به أَلْب أَرْسَلَان سار إليه من أذربيجان، ولما التقى الجيشان هال المسلمون ما رأوه من جمعهم، وكانوا قد قاتلوا مقدمة جيشهم وهزموه وأسروا قائده، فدعوا الله عز وجل وأكثروا من التضرع إليه، ثم حمل المسلمون على عدوهم، وحجز الغبار بينهم، فقتل المسلمون فيهم كيف شاءوا، وأنزل الله نصره عليهم، فانهزم الروم، وقتل منهم ما لا يحصى فهزمه، وأٌسِر أَرْمَانُوس فيمن أسر، ثم فاداه أَلْب أَرْسَلَان على مال يعطيه، وعقد معه صلحا، وكان أَرْمَانُوس لمّا انهزم وثب ميخاييل بعده على مملكة الروم، فلما انطلق من الأسر ورجع دفعه ميخاييل عن الملك، والتزم أحكام الصلح الّذي عقده مع أَلْب أَرْسَلَان وتزهد أَرْمَانُوس.

اسم المعركة

معركة ملازكرد، او خروج ملك الروم إلى خلاط وأسره، أو واقعة السلطان مع ملك الروم وأسره.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة ثلاث وستين وأربعمائة من الهجرة 463ه /1070م، في خلافة القائم بأمر الله، أبو جعفر السلجوقي. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (8 /223)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (10 /141)، "البداية والنهاية" لابن كثير (12 /100)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /276).

موقعها

ملازكرد: هكذا في "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، موضع في أقصى شمالي أذربيجان، وذكر الحموي أن أصله مَنَازْجِرْد، ف قال: «بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال، وأهله يقولون: مَنَازْكِرْد بالكاف: بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعدّ في أرمينية وأهله أرمن وروم، وإليه ينسب الوزير أبو نصر المنازي». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (5 /202). وذكرها غيره فقال: «منذكرت، وتسمى (ملازكرد) و(ملاسكرد)، من مدن أرمينية، تقع شمالي مدينة (خلاط)، على مقربة من مجرى الفرات الشرقي فيها وقعت سنة 463 هـ /1071م، وقعة فاصلة بين الروم وبين السلاجقة المسلمين، وأسر فيها إمبراطور الروم رومانوس ديوجنيس، وقد فتحت هذه الوقعة أمام السلاجقة آسيا الصغرى وقرارهم فيها». "تعريف بالأعلام الواردة في البداية والنهاية" لابن كثير (2 /337). قال الحموي: «البلدة العامرة المشهورة ذات الخيرات الواسعة والثمار اليانعة، طولها أربع وستون درجة ونصف وثلث، وعرضها تسع وثلاثون درجة وثلثان، في الإقليم الخامس، وهي من فتوح عياض بن غنم، سار من الجزيرة إليها فصالحه بطريقها على الجزية ومال يؤدّيه ورجع عياض إلى الجزيرة، وهي قصبة أرمينية الوسطى، فيها الفواكه الكثيرة والمياه الغزيرة، وببردها في الشتاء يضرب المثل، ولها البحيرة التي ليس لها في الدنيا نظير، يجلب منها السمك المعروف بالطّرّيخ إلى سائر البلاد، ولقد رأيت منه ببلخ، وبلغني أنه يكون بغزنة، وبين الموضعين مسيرة أربعة أشهر، وهي من عجائب الدنيا». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (2 /380- 381).

الطرف الأول

قائد المسلمين السلطان أَلْب أَرْسَلَان.

الطرف الثاني

قائد العدو ملك الروم أَرْمَانُوس.

سببها

خرج أَرْمَانُوس ملك الروم في مائتي ألف من الروم والفرنج والغرب والروس وَالْبُجْنَاكِ وَالْكُرْجِ وغيرهم، من طوائف تلك البلاد، فجاءوا في تجمل كثير، وزي عظيم، وقصد بلاد الإسلام، فوصل إلى ملازكرد من أعمال خِلَاط، فلما بلغ السلطان أَلْب أَرْسَلَان ذلك سار إليه فيمن عنده من العساكر، وكان في أذربيجان قد عاد من حلب. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (8 /223)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (10 /141)، "البداية والنهاية" لابن كثير (12 /100)، "تاريخ ابن خلدون" (4 /276). قال الذهبي: «ومعه خمسة وثلاثون ألفا من البطارقة، مع كل بطريق مائتا ألف فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفا، ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفا، ومعه مائة ألف نقاب وحفار، وألف روزجاري، ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير، وألفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغرادات والمناجيق، منها منجنيق عدة ألف ومائتا رحل، ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الإسلام وأهله». "تاريخ الإسلام" للذهبي (12 /100).

أحداثها

بلغ السلطان أَلْب أَرْسَلَان أن أَرْمَانُوس ملك الروم خرج في مائتي ألف من الروم، والفرنج، والغرب، والروس، والبجناك، والكرج، وغيرهم، من طوائف تلك البلاد، فجاءوا في تجمل كثير، وزي عظيم، وقصد بلاد الإسلام، فوصل إلى ملازكرد من أعمال خلاط، وكان أَلْب أَرْسَلَان بمدينة خُوَيَّ من أذربيجان، قد عاد من حلب، ولما سمع ما عليه ملك الروم من كثرة الجموع لم يتمكن من جمع العساكر لبعدها وقرب العدو، فسير الأثقال مع زوجته ونظام الملك إلى همذان، وسار هو فيمن عنده من العساكر، وهم خمسة عشر ألف فارس، وجدّ في السير وقال لهم: إنني أقاتل محتسبا صابرا، فإن سلمت فنعمة من الله تعالى، وإن كانت الشهادة فإن ابني ملكشاه ولي عهدي، وساروا. فلما قارب السلطان أَلْب أَرْسَلَان العدو جعل له مقدمة، فصادفت مقدمته عند خلاط، مقدم الروسية في نحو عشرة آلاف من الروم، فاقتتلوا، فانهزمت الروسية، وأسر مقدمهم، وحمل إلى السلطان، فجدع أنفه، وأنفذ بالسلب إلى نظام الملك، وأمره أن يرسله إلى بغداذ، فلما تقارب العسكران أرسل السلطان إلى ملك الروم يطلب منه المهادنة، فقال: لا هدنة إلا بِالرَّيِّ، فانزعج السلطان لذلك، فقال له إمامه وفقيهه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح، فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال، في الساعة التي تكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة. فلما كانت تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعوا معه وقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف، فما هاهنا سلطان يأمر وينهى، وألقى القوس والنشاب، وأخذ السيف والدبوس، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض، وتحنط، وقال: إن قتلت فهذا كفني. وزحف إلى الروم وزحفوا إليه، فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه على التراب، وبكى، وأكثر الدعاء، ثم ركب وحمل، وحملت العساكر معه، فحصل المسلمون في وسطهم وحجز الغبار بينهم، فقتل المسلمون فيهم كيف شاءوا، وأنزل الله نصره عليهم، فانهزم الروم، وقتل منهم ما لا يحصى، حتى امتلأت الأرض بجثث القتلى، وأسر ملك الروم، أسره بعض غلمان كُوهَرَائِين، أراد قتله ولم يعرفه، فقال له خادم مع الملك: لا تقتله، فإنه الملك، وكان هذا الغلام قد عرضه كُوهَرَائِين على نظام الملك، فرده استحقارا له، فأثنى عليه كُوهَرَائِين، فقال نظام الملك: عسى أن يأتينا بملك الروم أسيرا، فكان كذلك. فلما أسر الغلام الملك أحضره عند كُوهَرَائِينُ، فقصد السلطان وأخبره بأسر الملك، فأمر بإحضاره، فلما أحضر ضربه السلطان أَلْب أَرْسَلَان ثلاث مقارع بيده وقال له: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟ فقال: دعني من التوبيخ، وافعل ما تريد! فقال السلطان: ما عزمت أن تفعل بي إن أسرتني؟ فقال: أفعل القبيح. قال له: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني، وإما أن تشهرني في بلاد الإسلام، والأخرى بعيدة، وهي العفو، وقبول الأموال، واصطناعي نائبا عنك. قال: ما عزمت على غير هذا، ففداه بألف ألف دينار وخمس مائة ألف دينار، وأن يرسل إليه عساكر الروم أي وقت طلبها، وأن يطلق كل أسير في بلاد الروم، واستقر الأمر على ذلك، وأنزله في خيمة، وأرسل إليه عشرة آلاف دينار يتجهز بها، فأطلق له جماعة من البطارقة، وخلع عليه من الغد، فقال ملك الروم: أين جهة الخليفة؟ فقام وكشف رأسه وأومأ إلى الأرض بالخدمة، وهادنه السلطان خمسين سنة، وسيره إلى بلاده، وسير معه عسكرا أوصلوه إلى مأمنه، وشيعه السلطان فرسخا. وأما الروم فلما بلغهم خبر الوقعة وثب ميخائيل على المملكة فملك البلاد، فلما وصل أَرْمَانُوس إلى قلعة دُوقِيَّةَ بلغه الخبر، فلبس الصوف وأظهر الزهد، وأرسل إلى ميخائيل يعرفه ما تقرر من السلطان، وقال: إن شئت أن تفعل ما استقر، وإن شئت أمسكت، فأجابه ميخائيل بإيثار ما استقر، وطلب وساطته، وسؤال السلطان في ذلك. وجمع أَرْمَانُوس ما عنده من المال، فكان مائتي ألف دينار، فأرسله إلى السلطان، وَطَبَقَ ذَهَبٍ عليه جواهر بتسعين ألف دينار، وحلف له أنه لا يقدر على غير ذلك، ثم إن أَرْمَانُوس استولى على أعمال الأرمن وبلادهم. ومدح الشعراء السلطان، وذكروا هذا الفتح، فأكثروا. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (8 /223- 225)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (10 /141)، "البداية والنهاية" لابن كثير (12 /100- 101)، "تاريخ ابن خلدون" (3 /582).

نتيجتها

انتصر المسلمون انهزم الروم، وقتل منهم ما لا يحصى، حتى امتلأت الأرض بجثث القتلى، وأسر ملك الروم أَرْمَانُوس فيمن أسر، ثم فاداه أَلْب أَرْسَلَان على مال يعطيه، وعقد معه صلحا، وكان أَرْمَانُوس لمّا انهزم وثب ميخاييل بعده على مملكة الروم، فلما انطلق من الأسر ورجع دفعه ميخاييل عن الملك، والتزم أحكام الصلح الّذي عقده مع أَلْب أَرْسَلَان وتزهد أَرْمَانُوس.