البحث

عبارات مقترحة:

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

معركة العقاب

في سنة تسع وستمائة من الهجرة خرج أمير المؤمنين ملك المغرب محمد بن المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن من مراكش إلى الأندلس، والتقى بالْأَذْفُونْش بموضع يعرف بالعُقَاب، فعبأ الْأَذْفُونْش جيوشه ورتب أصحابه، ودهم المسلمين على غير أهبة، فانهزموا، وقُتل من الموحدين خلق كثير.

اسم المعركة

وقعة العُقَاب.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة تسع وستمائة من الهجرة 609ه /1212م، يوم الاثنين منتصف صفر. انظر: "المعجب في تلخيص أخبار المغرب" للمراكشي (ص 236)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (13 /25)، "تاريخ ابن خلدون" (5 /357)، "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي (7 /68)، "الروض المعطار" للحميري (ص 137).

موقعها

العُقَاب. قال الحميري: «بكسر العين بالأندلس بين جَيّان وقلعة رباح، كانت في هذا الموضع موقعة عظيمة، وهزيمة على المسلمين شنيعة؛ في منتصف صفر من سنة 609ه». "الروض المعطار" للحميري (ص 137). جَيّان. قال الحموي: «مدينة لها كورة واسعة بالأندلس تتصل بكورة البيرة مائلة عن البيرة إلى ناحية الجوف في شرقي قرطبة، بينها وبين قرطبة سبعة عشر فرسخا، وهي كورة كبيرة تجمع قرى كثيرة وبلدانا تذكر مرتبة في مواضعها من هذا الكتاب، وكورتها متصلة بكورة تدمير وكورة طُلَيْطُلَة». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (2 /195). قلعةُ رَباح. قال الحموي: «مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة استولى عليها الإفرنج منذ سبعين سنة أو نحوها، وهي غربي طليطلة وبين المشرق والجوف من قرطبة، ولها عدّة قرى ونواح ويسمونها الأجزاء يقوم مقام الإقليم كما ذكرنا في اصطلاحهم في لفظة الإقليم في أوّل الكتاب منها جزء البكريّين وجزء اللخميّين وغير ذلك». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (3 /23).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الملقب بالناصر.

الطرف الثاني

جيش الروم بقيادة الْأَذْفُونْش صاحب طُلَيْطُلَة وقشتيلة.

سببها

وسبب هذه المعركة أن الملك الناصر أمير المؤمنين ملك المغرب محمد بن المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن تحرك من مراكش إلى الأندلس، فأحل بإشبيلية، ثم تحرك منها إلى قرطبة، ثم نزل على حصني شلبَطَرّة واللج فحاصرهما، وضيق عليهما، فملك حصن اللج أولاً، ثم حصن شلبطرة، ونصب عليها المجانيق الضخام، ورماها بالحجارة الضخمة حتى ملكها، على رغم الْأَذْفُونْش صاحب طُلَيْطُلَة وقشتيلة، ولم يكن له يومئذٍ قدرة على دفاعه، وكان ذلك في سنة 608ه، حتى انتصف في العام الذي يليه في هذه الوقيعة. وكان الملك الناصر أعجب بفتح شلبطرة وكتب بذلك إلى الآفاق، وخفي عنه ما فرط الغيوب من خبر العُقَاب، ورجع إلى إشبيلية ظافراً غانماً، ثم استغاث الْأَذْفُونْش بأهل ملته، وحثهم على حماية دينهم، فاستجابوا وانهالوا عليه من كل مكان. انظر: "المعجب في تلخيص أخبار المغرب" للمراكشي (ص 235- 236)، "الروض المعطار" للحميري (ص 137)، "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عنان (4 /283- 324).

أحداثها

استعد الناصر لقتال نصارى الأندلس وجمع جيشا كبيرا من افريقيا وانضم إليه أمراء الأندلس المسلمين حتى اجتمع لديه جيش فوق ستمائة ألف، وهو أكبر جيش إسلامي حشد أو داخل المعركة في ذلك التاريخ، وخرج من إشبيلية إلى الْأَذْفُونْش في العشرين من محرم سنة 609ه، بحشود لا غرض لهم في الغزو، وقد أمسكت أرزاقهم، وقتر عليهم، مع ما كان من قتله لابن قادس صاحب قلعة رباح، بسبب تسليمه القلعة للنصارى، من غير أن يسمع حجته، وإخراجه من مجلسه الحشود الأندلسية غضباً عليهم، ومخادعة النصارى لباقي الأجناد باشتهار الصلح والعمل على ضده، والتقوا في العُقَاب بين بجَيّان وقلعة رباح، في منتصف صفر من سنة 609ه، وكانت معركة شنيعةً، حيث عبأ الْأَذْفُونْش جيشا ضخما أيضا، وأتت الإمدادات من كل النواحي، وذلك بتشجيع من بابا روما للثأر مما حدث في معركة الأرك، ورتب أصحابه، ودهم المسلمين وهم على غفلة، من غير أهبة، فأخذ المسلمون في فرارٍ ما سمع بمثله وانهزموا، وقُتل من الموحدين خلق كثير، وفر الناصر لا يلوى على شيء حتى وصل إشبيلية، وتبعهم العدو حتى حال بينهم الليل، وأخذوا خباء الساقة، وماتت تحتهم الخيل، فمشى ودافع بكل طريق سلكوه ومنهاج وردوه، وأتى القتل على خلقٍ كثيرٍ من المسلمين، وقتل فيها من الأعيان والطلبة جملة، وكان فرس الملك الناصر بادناً فلم يطق الحركة، فنزل له بعض العرب عن فرسه وقال له: اركبه فهو خير لك من هذا! وكان أمر أبا بكر بن عبد الله بن أبي حفص بالوقوف تحت الراية، وحملت الروم فقصدت الراية ظنا منها أن الناصر عندها، فوضعت السيف فيمن واجهها، فقتلت خلقاً، وقتل أبو بكر هذا، وانهزم الناس، واستولى العدو على جميع المحلة وأكثر مضاربها. ثم استولى الروم بعد ذلك على مدينتي بسطة وباغو وما جاورهما من القرى والحصون، وقتلوا الرجال وسبوا الذرية، وكانت هذه الوقيعة أول وهنٍ دخل على الموحدين، فلم تقم بعد ذلك لأهل المغرب قائمة، وأما الخليفة الناصر لدين الله، فإنه بعد أن فر من ميدان المعركة في آخر لحظة سار إلى جيّان ثم غادرها مسرعاً إلى إشبيلية فوصلها في أيام قلائل، في أواخر شهر صفر سنة 609 هـ، ووجه منها كتابه بالاعتذار عن الكارثة، إلى قواعد المغرب والأندلس، ولبث مقيما بإشبيلية حتى شهر رمضان ، وهو لا يحرك ساكنا ولا يبالى بأمر، ثم عبر البحر إلى العدوة، قافلا إلى حضرة مراكش، فتوفى في قصره في مراكش سنة 610ه. وأكبر أسباب هذه الهزيمة اختلاف قلوب الموحدين؛ وذلك أنهم كانوا على عهد أبي يوسف يعقوب يأخذون العطاء في كل أربعة أشهر، لا يخل ذلك من أمرهم؛ فأبطأ في مدة أبي عبد الله هذا عنهم العطاء، وخصوصًا في هذه السفرة، فنسبوا ذلك إلى الوزراء؛ وخرجوا وهم كارهون؛ فبلغني عن جماعة منهم أنهم لم يَسُلُّوا سيفًا ولا شرعوا رمحًا ولا أخذوا في شيء من أهبة القتال؛ بل انهزموا لأول حملة الإفرنج عليهم قاصدين لذلك. وثبت أبو عبد الله هذا في ذلك اليوم ثباتًا لم ير لملك قبله، ولولا ثباته هذا لاستؤصلت تلك الجموع كلها قتلاً وأسرًا!. انظر: "المعجب في تلخيص أخبار المغرب" للمراكشي (ص 235- 236)، "الروض المعطار" للحميري (ص 137)، "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عنان (4 /283- 324).

نتيجتها

كانت نتيجة وقعة العُقَاب هزيمة جيش المسلمين بقيادة الناصر وتشتت قوة الموحدين، وظفر الفرنج، وقد استشهد في هذه المعركة خلق كثير من المسلمين.