البحث

عبارات مقترحة:

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

معركة غرناطة

بعد نجاح غزوات القشتاليين على أراضي المسلمين اتجهت أنظار أمم النصرانية إلى غَرْنَاطَة، وطمعوا في التهامها، ولما عزموا على غزو غَرْنَاطَة استنجد إسماعيل بالسلطان أبي سعيد ملك المغرب، فرفض مساعدتهم، فاستعان المسلمون بالله وتقدموا للغزو، وزحف الجيش القشتالي على غَرْنَاطَة بجيش ضخم بقيادة دون بطرة ودون خوان، وسارت معهم قوات إنكليزية ذات نزعة صليبية، فوقعت المعركة في ربيع الثاني سنة ثمان عشرة وسبعمائة قرب مدينة غَرْنَاطَة، وكان قائد الجيش الإسلامي شيخ الغزاة أبا سعيد عثمان بن أبي العلاء، ومعه جيش لا يجاوز ستة أو سبعة آلاف جندى، منهم نحو ألف وخمسمائة فارس، هم صفوة المقاتلة المسلمين، فلم ترعهم كثرة الجيش المهاجم، فصمدوا في وجه أعدائهم، وصابروهم حتى خالطوهم في مراكزهم، فمزقوهم شر ممزق، وقتل منهم عدد جم، فصرعوا بطرة وجوان، وغرق منهم عند الفرار فى نهر شنيل عدة كبيرة، وأسر منهم بضعة آلاف، وولوهم الأدبار.

اسم المعركة

معركة غَرْنَاطَة

وقتها

ذكرها المؤرخون في أحداث سنة ثمان عشرة وسبعمائة من الهجرة 718هـ /1318م، في ربيع الثاني. انظر: "تاريخ ابن خلدون" (7 /330)، "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عنان (5 /117)، "تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس" لخليل السامرائي وآخرين (ص 298).

موقعها

غَرْنَاطَة. قال الحموي: «وهي أقدم مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس وأعظمها وأحسنها وأحصنها يشقّها النهر المعروف بنهر قلزم في القديم ويعرف الآن بنهر حدارّه، يلقط منه سحالة الذهب الخالص وعليه أرحاء كثيرة في داخل المدينة وقد اقتطع منه ساقية كبيرة تخترق نصف المدينة فتعمّ حمّاماتها وسقاياتها وكثيرا من دور الكبراء، وله نهر آخر يقال له سنجل واقتطع لها منه ساقية أخرى تخترق النصف الآخر فتعمه مع كثير من الأرباض، وبينها وبين البيرة أربعة فراسخ، وبينها وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخا». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /195).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة الغالب بالله أبو الوليد ابن الأحمر، يساعده شيخ الغزاة أبو سعيد عثمان بن أبى العلاء.

الطرف الثاني

جيش العدو بقيادة الدون بيدرو دون بطره، والدون خوان الوصيان على ألفونسو الحادي عشر ملك قَشْتَالَة، ومعهما عدة من الأمراء القشتاليين، وفرقة من المتطوعة الإنجليز بقيادة أمير إنجليزى.

سببها

وسبب هذه المعركة أن القشتاليين لما رأوا نجاح غزوتهم اعتزموا منازلة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها، ليحولوا دون وصول الأمداد إلى المسلمين من المغرب، ولكن السلطان إسماعيل أبو الوليد بادر إلى تحصينها، وجهز الأساطيل لحمايتها من البحر، فعدل القشتاليون عن مشروعهم، وعولوا على مهاجمة الحاضرة الإسلامية ذاتها، وبادر ابن الأحمر بطلب الغوث والإمداد من السلطان أبي سعيد سلطان المغرب، فنكل عن معاونته، واعتذر لهم بمكان عثمان بن أبى العلاء من دولتهم، ومحله من رياستهم، وأنه مرشّح للأمر في قومه بني مرين، يخشى معه تفريق الكلمة، وشرط عليهم أن يدفعوه إليه برمّته حتى يتم أمرّ الجهاد، ويعيده إليهم حوطة على المسلمين، فأبى ابن الأحمر تسليمه، لمكان عثمان بن أبي العلاء لصرامته وعصابته من قومه، فأخفق سعيهم واستلحموا، واعتصموا بالله وصمموا على المقاومة، فزحف القشتاليون على غَرْنَاطَة بجيش ضخم، بقيادة الدون بيدرو دون بطره والدون خوان الوصيان على ألفونسو الحادي عشر ملك قَشْتَالَة، وكان الجيش الغرناطي لا يجاوز ستة أو سبعة آلاف جندى منهم نحو ألف وخمسمائة فارس، ولكنهم صفوة المقاتلة المسلمين، وكان قائده شيخ الغزاة أبو سعيد عثمان بن أبى العلاء جنديا جريئاً وافر العزم والبسالة، فلم ترعه كثرة الجيش المهاجم، وعول فى الحال على لقائه فى معركة حاسمة. انظر: "تاريخ ابن خلدون" (7 /330)، "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عنان (5 /117)، "تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس" لخليل السامرائي وآخرين (ص 298).

أحداثها

جلس السلطان أبو الوليد إسماعيل على عرش غَرْنَاطَة فى شوال سنة 713 هـ ، وامتاز عصره بتوطيد الملك واستقرار الأمور وإحياء عهد الجهاد، وفى أوائل عهده غزا القشتاليون كعادتهم بسائط غَرْنَاطَة، واستولوا على عدة من القواعد والحصون، وهزموا المسلمين هزيمة شديدة فى وادى فرتونة 716 هـ. ولما رأى القشتاليون نجاح غزوتهم اعتزموا منازلة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها، ليحولوا دون وصول الأمداد إلى المسلمين من المغرب، ولكن السلطان إسماعيل بادر إلى تحصينها، وجهز الأساطيل لحمايتها من البحر، فعدل القشتاليون عن مشروعهم، وعولوا على مهاجمة الحاضرة الإسلامية ذاتها، وبادر الغالب بالله أبو الوليد ابن الأحمر بطلب الغوث والإمداد من السلطان أبي سعيد سلطان المغرب، فنكل عن معاونته، وطالب بتسليم عثمان ابن أبي العلاء لما كان منه فى حق بنى مرين، فأبى ابن الأحمر خشية العواقب، وزحف القشتاليون على غَرْنَاطَة بجيش ضخم، يقوده الدون بيدرو دون بطره والدون خوان الوصيان على ألفونسو الحادي عشر ملك قَشْتَالَة، ومعهما عدة من الأمراء القشتاليين، وفرقة من المتطوعة الإنجليز بقيادة أمير إنجليزي، فبادر المسلمون إلى لقائهم فى هضبة إلبيرة على مقربة من غَرْنَاطَة، وكان الجيش الغرناطى لا يجاوز ستة أو سبعة آلاف جندى منهم نحو ألف وخمسمائة فارس، ولكنهم صفوة المقاتلة المسلمين، وكان قائده شيخ الغزاة أبو سعيد عثمان بن أبى العلاء جنديا جريئاً وافر العزم والبسالة، فلم ترعه كثرة الجيش المهاجم، وعول فى الحال على لقائه فى معركة حاسمة. وفى عشرين من ربيع الثانى سنة 718 هـ التقى فرسان الأندلس بطلائع النصارى وردوهم بخسارة فادحة، ثم زحف أبو سعيد فى نخبة من جنده، ونشبت بين الفريقين موقعة شديدة، كانت الدائرة فيها على القشتاليين، فمزقوا شر ممزق، وقتل منهم عدد جم، بينهم دون بيدرو ودون خوان، ورهط كبير من الأمراء والنبلاء والأحبار، وغرق منهم عند الفرار فى نهر شنيل عدة كبيرة، وأسر منهم بضعة آلاف، واستمر القتال والأسر فيهم ثلاثة أيام. وخرج أهل غَرْنَاطَة فرحين مستبشرين، يجمعون الأسلاب والأسرى، وظفر المسلمون بغنائم عظيمة، منها مقادير كبيرة من الذهب والفضة، وكان على العموم نصراً مشهوداً أعاد ذكرى الجهاد المجيد. وكان معظم الفضل فى إحرازه يرجع إلى الجند المغاربة وإلى شيوخهم بنى العلاء الذين تزعموا الجيوش الأندلسية، وتولوا قيادتها فى تلك الفترة حسبما أسلفنا. ويعلل ابن خلدون ظهور القادة والجند المغاربة فى ميدان الجهاد بقرب عهدهم بالتقشف والبداوة، ووضع المسلمون جثة الدون بيدرو فى تابوت من ذهب على سور الحمراء تنويهاً بالنصر، وتخليداً لذكرى الموقعة. والواقع أن مملكة قَشْتَالَة كانت فى أوائل القرن الرابع عشر فى حالة سيئة، وقد نفدت مواردها من الرجال والأمول، بسبب الحروب والثورات المتواصلة، والمرض والقحط، وكان إسراف البلاط وبذخ الخلائل، واختلاس الموظفين، ومطالب رجال الدين، وجشع الأشراف، تستنفد الأموال العامة، وكانت صورة معاهدة الصلح التي عقدت بين السلطان أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر ملك غَرْنَاطَة وخايمي الثاني ملك أراغون فى ربيع الثاني سنة 721 هـ. انظر: "تاريخ ابن خلدون" (7 /330- 331)، "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عنان (5 /117- 118)، "تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس" لخليل السامرائي وآخرين (ص 298).

نتيجتها

كان النصر حليف المسلمين، ورد الله كيد عدوهم، وقد صمد المسلمون في وجه أعدائهم، وصابروهم حتى خالطوهم في مراكزهم، فصرعوا بطرة وجوان، وولوهم الأدبار، واعترضتهم من ورائهم مسارب الماء للشرب من شقيل فوقعوا فيها، وهلك أكثرهم، واكتسحت أموالهم، وأعزّ الله دينه، وأهلك عدوّه، ومزقوا شر ممزق، وقتل منهم عدد جم، بينهم دون بيدرو ودون خوان، ورهط كبير من الأمراء والنبلاء والأحبار، وأسر منهم بضعة آلاف، واستمر القتال والأسر فيهم ثلاثة أيام، ونصب رأس بطرة بسور البلد عبرة لمن يذكر.