الإنابة

مصطلحات ذات علاقة:


الْإِنَابَة


الرجوع إلى الحق بعد التوبة .
انظر : تفسير الطبري، 4/280، مجموع الفتاوى لابن تيمية،
تعريفات أخرى :

  • الرجوع إلى الله، والقرب منه، وانصراف دواعي القلب، وجواذبه إليه . قال تعالى : ﱫﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﱪالزمر :54. ومن شواهده حديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : "أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان يقول في دعائه : رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيْبًا ". البخاري :7385. والإنابة إلى الله إنابتان؛ إنابة لربوبيته، وهي إنابة المخلوقات كلها، يشترك فيها المؤمن، والكافر، والبر، والفاجر، قال الله تعالى : ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﱪ الروم :33، فهذا عام في حق كل داع أصابه ضر، كما هو الواقع. وهذه الإنابة لا تستلزم الإسلام، بل تجامع الشرك والكفر . كما قال -تعالى - في حق هؤلاء : ﱫﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﱪالروم :33 فهذا حالهم بعد إنابتهم . والإنابة الثانية إنابة أوليائه . وهي إنابة لإلوهيته، إنابة عبودية ومحبة . وهي تتضمن أربعة أمور؛ محبته، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه . فلا يستحق اسم المنيب إلا من اجتمعت فيه هذه الأربع . وتفسير السلف لهذه اللفظة يدور على ذلك . وفي اللفظة معنى الإسراع، والرجوع، والتقدم . والمنيب إلى الله المسرع إلى مرضاته، الراجع إليه كل وقت، المتقدم إلى محابه

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى الإنابة .
  • أن يدرك منزلة الإنابة .
  • أن يعدِّد أنواع الإنابة .
  • أن يعدِّد فوائد الإنابة .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الإنابة
  • عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو: «ربِّ أَعِنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسِّر هُدايَ إليَّ، وانصرني على مَن بغى عليَّ، اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مِطواعًا، إليك مُخْبِتًا، أو مُنِيبا، رب تقبَّل توبتي، واغسل حَوْبتي، وأجب دعوتي، وثبِّت حُجَّتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، واسْلُلْ سَخِيمةَ قلبي». شرح وترجمة الحديث
  • «لا تتمنَّوُا الموتَ، فإنَّ هولَ المطلعِ شديدٌ، وإنَّ من السَّعادةِ أن يطولَ عُمرُ العبدِ، ويرزقَه اللهُ الإنابةَ ».

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الإنابة ): إخراج القلب من ظلمات الشّبهات، و الرّجوع من الغفلة إلى الذّكر، ومن الوحشة إلى الأنس، الإسراع إلى مرضاة الله مع الرّجوع إليه في كلّ وقت، وإخلاص العمل له .(أنواع الإنابة ): نوعان :الأول : إنابة لربوبيّته . وهي إنابة المخلوقات كلّها . يشترك فيها المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر . قال الله تعالى : ﴿وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ [الروم : 33]. فهذا عامّ في حقّ كلّ داع أصابه ضرّ . كما هو الواقع . وهذه (الإنابة ) لا تستلزم الإسلام، بل تجامع الشّرك والكفر .الثاني : إنابة أوليائه . وهي إنابة لإلهيّته إنابة عبوديّة ومحبّة، وهي تتضمّن أربعة أمور : محبّته، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عمّا سواه .
    (منزلة الإنابة ): تأتي بعد منزلة التوبة، وقد أمر الله تعالى بها في كتابه، وأثنى على خليله بها، فقال : ﴿وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ﴾ [الزمر ٥٤ ]، وقال : ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود ٧٥ ]، وأخبر أنّ آياته إنّما يتبصّر بها ويتذكّر أهل الإنابة . فقال : ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها (6)﴾ إلى أن قال : ﴿تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ(8)﴾ .
    [ق : 6]وأخبر سبحانه وتعالى أنّ ثوابه وجنّته لأهل الخشية والإنابة، فقال : ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوها بِسَلامٍ﴾ . [ق :31]قال تعالى : ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ . [الروم ٣١ ]وقال تعالى : ﴿وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ .
    [الزمر ٥٤ ]عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما - أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول إذا قام إلى الصّلاة من جوف اللّيل : «اللهمّ لك الحمد أنت نور السّموات والأرض، ولك الحمد أنت قيّام السّموات والأرض، ولك الحمد أنت ربّ السّموات والأرض ومن فيهنّ . أنت الحقّ، ووعدك الحقّ، وقولك الحقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، والسّاعة حقّ . اللهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليكأنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلّا أنت ». [رواه البخاري ](من خصائص الإنابة ):1/ أن يكون أساسها، وباعثها المحبة .2/ أن تكون بخضوع وإقبال على الله .3/ أن يعرض المنيب إلى الله عما سواه .(من فوائد الإنابة ):(1) دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام .(2) دليل على سلامة النّيّة وحسن الطّويّة .(3) بشارة الله للمنيبين وهدايته لهم .(4) معلم على صلاح العبد وقربه من ربّه .(5) دليل على حسن ظنّ العبد بربّه .(6) طريق موصّل إلى الجنّة .(7) المنيب يرزق خشية الله .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر أنها من المقامات العالية .
  • أن نستشعر أنها من صفات الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين .
  • أن نستشعر أنها سببٌ للفلاح في الدنيا والآخرة .
  • أن نستشعر الأجر العظيم المترتب على الإنابة إلى الله .

المحتوى الدعوي: