المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
الحمل على الشيء والإلجاء إليه | » "التحبير" للمرداوي (1 /243) |
«إنْ جَحَد مجمَعًا عليه يُعلَمُ من دينِ الإسلامِ ضَرورةً، كَفَر إن كان فيه نَصٌّ، وكذا إن لم يكُنْ فيه نصٌّ في الأصَحِّ، وإن لم يُعلَمْ من دينِ الإسلامِ ضَرورةً بحيث لا يعرِفُه كُلُّ المُسلِمين، لم يَكفُرْ. واللهُ أعلَمُ» النَّوَوِي "روضة الطالبين" (10/65).
«قد يَتركُ الرَّجُلُ دينَه، ويفارِقُ الجماعةَ، وهو مقرٌّ بالشَّهادتين، ويدَّعي الإسلامَ، كما إذا جحد شيئًا من أركانِ الإسلامِ» ابن رَجَب "جامع العلوم والحكم" (1/318).
«من اعتقد حِلَّ شيءٍ أُجمِعَ على تحريمِه، وظهر حُكمُه بين المُسلِمين، وزالت الشُّبهةُ فيه؛ للنُصوصِ الواردةِ، كلَحمِ الخِنزيرِ، والزِّنا، وأشباهِ هذا مما لا خِلافَ فيه- كَفَر...» ابن قُدَامَة "المغني" (12/276).
«يكفُرُ من جحد وجوبَ عبادةٍ من الخَمسٍ، ومنها الطَّهارةُ، أو حُكمًا ظاهرًا مجمَعًا عليه إجماعًا قطعيًّا بلا تأويلٍ، كتحريمِ زنًا أو لحمِ -لا شَحمِ- خِنزيرٍ، أو حشيشةٍ، أو حِلَّ خُبزٍ ونحوِه، أو شَكَّ فيه، ومِثْلُه لا يجهَلُه، أو يجهَلُه وعُرِّف وأصَرَّ». مَرْعي الكَرْمي "غاية المنتهى" (2/498).
ومَنْ جَحَدَ الإيجابَ كَفِّرْهُ إنْ نشَأْ*****بدارِ الْهُدى ما بينَ أَهْلِ التَّعَبُّدِ كذا كلُّ مَجموعٍ على حُكْمِهِ مَتَى*****يكُنْ ظاهِرًا دُونَ الْخَفِيِّ الْمُبَعَّدِ فمَنْ جَحَدَ الأركانَ أوْ حُرْمَةَ الزِّنَا*****وخَمْرٍ وحِلَّ الماءِ والخبزِ يَجْحَدِ وأَشباهِها مِنْ ظاهِرِ الْحُكْمِ مُجْمَعٌ*****عليهِ لِجَهْلٍ عَرِّفَنْهُ وأَرْشِدِ فمَنْ لمْ يَتُبْ أوْ ليسَ يَجْهَلُ مِثْلُهُ*****لِمَجحودِهِ يَكْفُرْ وبالسَّيْفِ فاقْدُدِ ومَنْ حَلَّلَ المحظورَ مِنْ غيرِ شُبْهَةٍ*****عن النفسِ والأموالِ كَفِّرْهُ تُرْشَدِ وإنْ كانَ بالتأويلِ منهُ اسْتَحَلَّهُ*****فلا كُفْرَ حتَّى يَسْتَبِينَ بِمُرْشِدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص68-69).
«ومن جحد ما لا يتمُّ الإسلام بدونِه أو جحدَ حُكمًا ظاهرًا أُجمِع على تحريمه أو حِلِّه إجماعًا قطعيًّا، أو ثبت جزمًا، كتحريم لحم خنزير، أو حِلِّ خُبزٍ، ونحوِهِمَا كَفَر». ابن قائِد "نجاة الخلف في اعتقاد السلف" (ص5).
«فإن استحل ما أجمع على تحريمه، أو ثبت جزمًا بغير الإجماع كفر». ابن حَمْدَان "نهاية المبتدئين" (ص45).
«كفر الجحود الخاص المقيد: أن يجحد فرضًا من فروض الإسلام، أو تحريمَ محرَّمٍ من محرَّماته، أو صفةً وصف الله بها نفسه، أو خبرًا أخبر الله به= عمدًا، أو تقديمًا لقول من خالفه عليه لغرضٍ من الأغراض». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "مدارج السالكين" (1/522).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".