البحث

عبارات مقترحة:

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

آداب التعامل مع الجار

للجار في الإسلام حق عظيم حيث جعل الإحسان إليه من كمال الإيمان، كما جعل إيذاء الجار والإساءة إليه دليل على نقص الإيمان. فقد أكد الإسلام حق الجوار وحث عليه، وجعل حقه بعد القرابة، وكاد يورثه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). التعامل: اسم من الفعل تعامل يتعامل، تعامُلاً، فهو مُتعامِل، والمفعول مُتعامَل. يقال: تعامل الشَّريكان أي: عامل كُلٌّ منهما الآخر، وتعاملَ فلان مع صديقَه: عامله، وتصرَّف معه. فالتعامل يعني: المعاملة. "معجم اللغة العربية المعاصرة"، لأحمد عمر وآخرون: (1554/2)، "معجم متن اللغة"، لأحمد رضا: (209/4). الجَار: اسم من الفعل جور. فالجيم والواو والراء أصل يدل على الميل عن الطريق. يقال جار جورًا. ويطلق الجار على معاني عدة منها: الجار الذي يجاورك بيت بيت. ومنها الجار: الذي أجرته من أن يظلم. والجار: الشريك في العقار. والجار: الشريك في التجارة. ويجمع الجار على أجوار وجيران وجيرة. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (493/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (477/10). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الجار هو: من يقرب مسكنه منك. أو هو: المجاور والملاصق في المسكن. أو الذي يجاورك في المسكن. قال ابن حجر: «واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصّديق والعدوّ، والغريب والبلديّ، والنّافع والضّارّ، والقريب والأجنبيّ والأقرب دارا والأبعد، وله مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصّفات الأول كلّها ثمّ أكثرها وهلمّ جرّا إلى الواحد، وعكسه من اجتمعت فيه الصّفات الأخرى كذلك، فيعطى كلّ حقّه بحسب حال». "فتح الباري"، لابن حجر: (441/10). "المفردات" للراغب الأصفهاني: (211)، "شمس العلوم"، للحميري: (1212/2)، "التعريفات الفقهية"، للبركتي: (68)، "معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية"، لمحمود عبد المنعم: (517/1). وأما آداب التعامل مع الجار فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب عند التعامل مع من يقرب مسكنه منك بالإحسان إليه، مع إكرامه والتبرع له في قضاء حوائجه ومهماته، وعدم إيذائه. "الكوكب الوهاج"، للهرري: (394/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للجار يتبين لنا أن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي: وهو الملاصقة في السكن أو نحوه كالعقار والبستان. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- بين النبي أن خير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره فقال : «وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ». [أخرجه الترمذي: (1944)]. 2- أخبر النبي عن عظيم حق الجار بأن جبريل عليه السلام استمر في الوصية بالجار حتى ظن رسول الله أنه سيجعل للجار نصيبًا من تركة الجار. قال : «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ». [أخرجه البخاري: (6015)، ومسلم: (2625)]. 3- أرشد النبي الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه إلى تعاهد جيرانه بالهبة والهدية والصدقة وغيرها، قال : «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ». [أخرجه مسلم: (2625)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب التعامل مع الجار في القرآن الكريم
أمر الله تعالى عباده أن يعبدوه وحده وينقادوا له، ولا يجعلوا له شريكًا في الربوبية والعبادة، وأن يحسنوا إلى الوالدين، بأداء حقوقهما، وحقوق الأقربين، واليتامى، والمحتاجين، والجار القريب منا والجار البعيد عنا، والرفيق في السفر وفي الحضر، والمسافر المحتاج، والمماليك من فتيانكم وفتياتكم. قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ [النساء: (36)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب التعامل مع الجار في السنة النبوية
1- نهى النبي عن إيذاء الجار وعدَّ ذلك من علامات كمال الإيمان بالله واليوم الآخر، قال : «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ». [أخرجه البخاري: (5185)، ومسلم: (75)]. 2- أ خبر النبي أنه لا يكتمل إيمان عبد لا يسلم جاره من ظلمه وشره. قال : «وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ». [أخرجه البخاري: (6016)]. وعند مسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». [أخرجه مسلم: (73)] 3- أمر النبي بإكرام الضيف وعدَّ ذلك من علامات كمال الإيمان بالله واليوم الآخر. قال : «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ». [أخرجه البخاري: (6019)، ومسلم: (74)]. 4- نهي النبي الجارة المسلمة عن الامتناع من العطية والهدية والصدقة لجارتها لاستقلالها واحتقارها، بل تجود بما تيسر ولو كان قليلا كفرسن شاة فهو خير من العدم. قال : «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ». [أخرجه البخاري: (2566)، ومسلم: (1030)]. 5- و صح عن النَّبيِّ أنه قال : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه» أخرجه البخاري 8/12 (6015)، ومسلم 8/37 (2625) (141) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وقال : «يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك». أخرجه مسلم (2625) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وقال: «لا يمنع جارٌ جاره أنْ يغرز خشبة في جداره» أخرجه البخاري (2463)، ومسلم (1609) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 6- على المسلم إذا ابتلي بجار سوء أنْ يصبر عليه ، فإنَّ صبره سيكون سبب خلاصه منه ، فقد جاء رجل إلى النَّبيِّ يشكو جاره فقال له: «اصبر» ثم قال له في الثالثة أو الرابعة: «اطرح متاعك» في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون ما لك؟ فيقول: آذاني جاري فيلعنون جاره حتى جاءه وقال له: «رد متاعك إلى منْزلك فإني والله لا أعود». أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (124)، وأبو داود (5153)، وابن حبان (520) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

قال ابن القطان: «واتفقوا على أن بر الجار فرض». "الإقناع في مسائل الإجماع"، لابن القطان: (307/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

ذهب أهل العلم إلى أن الإحسان إلى الجار واجب؛ لحث النبي على ذلك في أحاديث كثيرة، وأن إيذاء الجار محرم، بل هو كبيرة من الكبائر. "شرح مسلم"، للنووي: (17/2)، "البدر التمام"، للمغربي: (215/7). وقال القرطبي: «فالوصاة بالجار مأمور بها، مندوب إليها، مُسلمًا كان أو كافرًا، وهو الصّحيح». "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (184/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«ليس حسن الجوار كف الأذى عن الجار، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى من الجار». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحسن البَصْري "تنبيه الغافلين"، للسمرقندي: (179)
دَارِ جارَ الدَّارِ إن جَارَ وَإِنْ*****لم تَجِدْ صَبْرًا فما أَحْلَى النُّقَلْ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن الوَرْدي "لامية ابن الوردي" البيت (54).
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الغَزالي
«اعلم أنّه ليس حقّ الجوار كفّ الأذى فقط بل احتمال الأذى، ولا يكفي احتمال الأذى بل لا بد من الرّفق وإسداء الخير والمعروف، إذ يقال: إنّ الجار الفقير يتعلّق بجاره الغنيّ يوم القيامة فيقول: يا ربّ سل هذا لم منعني معروفه وسدّ بابه دوني؟». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن حَجَر العَسْقَلَاني "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (213/2).
«ويفترق الحال في ذلك بالنسبة للجار الصالح وغير الصالح، والذي يشمل الجميع إرادة الخير له، وموعظته بالحسنى، والدعاء له بالهداية، وترك الإضرار له إلا في الموضع الذي يجب فيه الإضرار له بالقول والفعل، والذي يخص الصالح هو جميع ما تقدم، وغير الصالح كفه عن الذي يرتكبه بالحسنى على حسب مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعظ الكافر بعرض الإسلام عليه ويبين محاسنه، والترغيب فيه برفق، ويعظ الفاسق بما يناسبه بالرفق أيضًا ويستر عليه زلله عن غيره، وينهاه برفق، فإن أفاد فيه وإلا فيهجره قاصدًا تأديبه على ذلك مع إعلامه بالسبب؛ ليكف». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "فتح الباري"، لابن حجر: (442/10)
«إن المجاورة توجب لكل من الحق ما لا يجب لأجنبي، وتحرم عليه ما لا يحرم على الأجنبي. فيبيح الجوار الانتفاع بملك الجار الخالي من ضرر الجار، ويحرم الانتفاع بملك الجار إذا كان فيه إضرار». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَرْداوي "مجموع الفتاوى"، لابن تيمية: (17/30)
وما زالَ جِبريلٌ يُوَصِّي نَبِيَّنَا*****بجِيرانِهِ مِنْ أَقْرَبِينَ وبُعَّدِ إلى انْ ظَنَّ أنْ سَيُورَثُ الجارُ يا فتى*****وأَقْرَبُهم بالبِرِّ أَوْلَى فَجَوِّدِ ابن الوَرْدي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص54).
دَارِ جارَ الدَّارِ إن جَارَ وَإنْلَمْ تَجِدْ صَبْرًا فَمَا أحْلَى النَّقَلْ
"لامية ابن الوردي" البيت (54).

الآداب

آداب التعامل مع الجار

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

حقوق الجار

أقر الإسلام للجار مجموعة من الحقوق من ما يأتي: 1- أن يبدأه بالسّلام، ولا يطيل معه الكلام، ولا يكثر عن حاله السّؤال. 2- أن يعوده في المرض ويعزيه في المصيبة، ويقوم معه في العزاء. 3- أن يهنئه في الفرح، ويظهر الشركة في السرور معه. 4- أن يصفح عن زلاته. 5- أن يعينه إذا استعان به. 6- وأن يقرضه إذا استقرضه. 7- أن لا يتطلع من السطح إلى عوراته. 8- أن لا يضايقه في وضع الجذع على جداره، ولا في مصب الماء في ميزابه، ولا في مطرح التراب في فنائه. 9- أن لا يضيق عليه طرقه إلى الدار، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره. 10- أن لا يستطيل عليه بالبناء فيحجز عنه الريح إلا بإذنه. 11- أن يستر ما ينكشف له من عوراته. 12- أن يجود عليه إذا افتقر، وأن يعينه إذا نابته نائبة. 13- أن لا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته. 14- أن لا يسمع عليه كلامًا. 15- أن يغض بصره عن حرمته. 16- أن يتلطف بولده في كلمته، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه. 17- أن يهدي إليه فاكهة إذا اشترى؛ فإن لم يفعل أدخلها سرًا، ولا يخرج بها أولادك فيغيظوا بها ولده. 18- أن يتبع جنازته إذا مات. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (213/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

1- حفظ حق الجار دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام. 2- تعظيم حق الجار. 3- حسن العلاقة بين الجيران ترضي الله عز وجل، وتسخط الشيطان، وسوؤها يسخط الله- عز وجل- ويرضي الشيطان. 4- اسم الجار يشمل عموم أنواع المجتمع، فإذا حسنت العلاقة بين الجيران، وسادهم الحب والوئام سعد المجتمع كله. 5- إن جار الخير يعود خيره عليه وعلى جيرانه، وجار السوء يعود سوؤه عليه وحده. 6- المكافأة على الإحسان بأحسن منه. 7- حسن الجوار ليس بكف أذاك عن جيرانك، بل بتحمل أذاهم وقضاء حوائجهم وكشف كربهم. 8- الملكان المجاوران لك أشد الجيران قربًا، فاحفظ حقهما، فلا يريا منك إلا خيرًا. 9- حسن الجوار باب من أبواب الجنة وسوؤه باب من أبواب النار. "نضرة النعيم"، لصالح ابن حميد: (1676/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- «عَنْ مِلْحَانَ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ أَخَا عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِأُمِّهِ، قَالَ: قِيلَ لِنَوَّارٍ امْرَأَةِ حَاتِمٍ: حَدِّثِينَا عَنْ حَاتِمٍ، قَالَتْ: " كُلُّ أَمْرِهِ كَانَ عَجَبًا: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ حَصَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فَاقْشَعَرَّتْ لَهَا الْأَرْضُ، وَاغْبَرَّتْ لَهَا السَّمَاءُ، وَضَنَّتِ الْمَرَاضِعُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَرَاحَتِ الْإِبِلُ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ، فَإِنَّا لَفِي لَيْلَةٍ صَنْبَرَةٍ، بَعِيدَةٍ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ إِذْ تَضَاغَى الصِّبِيَّةُ مِنَ الْجُوعِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَدِيُّ، وَسفَانَةُ، فَوَاللَّهِ، إِنْ وَجَدْنَا شَيْئًا نُعَلِّلَهُمْ بِهِ، فَقَامَ إِلَى أَحَدِ الصَّبِيَّيْنِ، فَحَمَلَهُ، وَقُمْتُ إِلَى الصَّبِيَّةِ فَعَلَّلْتُهَا، فَوَاللَّهِ، إِنْ سَكَتَا إِلَّا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ عُدْنَا إِلَى الصَّبِيِّ الْآخَرِ، فَعَلَّلْنَاهُ حَتَّى سَكَتَ وَمَا كَادَ، ثُمَّ افْتَرَشْنَا قَطِيفَةً لَنَا شَامِيَّةً ذَاتَ خَمْلٍ، فَأَضْجَعْنَا الصِّبْيَانَ عَلَيْهَا وَنِمْنَا أَنَا وَهُوَ فِي حُجْرَةٍ، وَالصِّبْيَانُ بَيْنَنَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ يُعَلِّلُنِي لِأَنَامَ، وَعَرَفْتُ مَا يُرِيدُ، فَتَنَاوَمْتُ، فَقَالَ: مَا لَكِ أَنِمْتِ؟ فَسَكَتُّ. فَقَالَ: مَا أَرَاهَا إِلَّا وَقَدْ نَامَتْ، وَمَا بِي مِنْ نَوْمٍ، فَلَمَّا ادْلَهَمَّ اللَّيْلُ، وَتَهَوَّرَتِ النُّجُومُ وَهَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ، وَسَكَنَتِ الرِّجْلُ، إِذَا جَانِبُ الْبَيْتِ قَدْ رُفِعَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَوَلَّى حَتَّى إِذَا قُلْتُ: قَدْ أَسْحَرْنَا، أَوْ كِدْنَا، عَادَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: جَارَتُكَ فُلَانَةٌ يَا أَبَا عَدِيِّ، مَا وَجَدْتُ عَلَى أَحَدٍ مُعَوِّلا غَيْرَكَ، أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَصْبِيَةٍ يَتَعَاوَوْنَ عُوَاءَ الذِّئْبِ مِنَ الْجُوعِ، قَالَ: أَعْجِلِيهِمْ عَلَيَّ، قَالَتِ النَّوَّارُ: فَوَثَبْتُ , فَقُلْتُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ تَضَاغَى أَصْبِيَتُكَ، فَمَا وَجَدْتَ مَا تُعَلِّلَهُمْ بِهِ، فَكَيْفَ بِهَذِهِ وَوَلَدِهَا؟ فَقَالَ: اسْكُتِي، فَوَاللَّهِ لَأَشْبَعَنَّكِ إِيَّاهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ: فَأَقْبَلَتْ تَحْمِلُ اثْنَيْنِ، وَتَمْشِي جَنْبَتِهَا أَرْبَعَةٌ كَأَنَّهَا نَعَامَةٌ حَوْلَهَا رِئَالُهَا، قَالَتْ: فَقَامَ إِلَى فَرَسِهِ، فَوَجَأَ بِحَرْبَتِهِ فِي لَبَّتِهِ، ثُمَّ قَدَحَ زَنْدَهُ، وَأَوْرَى نَارَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِمُدْيَةٍ، فَكَشَطَ عَنْ جِلْدِهِ، ثُمَّ دَفَعَ الْمُدْيَةَ إِلَى الْمَرْأَةِ، ثُمَّ قَالَ: دُونَكِ، ثُمَّ قَالَ: ابْعَثِي صِبْيَانَكِ فَبَعَثَتْهُمْ، فَقَالَ: سَوْءَةٌ، أَتَأْكُلُونَ شَيْئًا دُونَ أَهْلِ الصِّرْمِ، فَجَعَلَ يَطُوفُ فِيهِمْ حَتَّى هَبُّوا فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَالْتَفَعَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ نَاحِيَةً يَنْظُرُ إِلَيْنَا، لَا وَاللَّهِ مَا ذَاقَ مِنْهُ مُزْعَةً، وَإِنَّهُ لَأَحْوَجَهُمْ إِلَيْهِ، فَأَصْبَحْنَا وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُ إِلَّا عَظْمٌ أَوْ حَافِرٌ». "البر والصلة"، لابن الجوزي: (295). 2- قال رجل لعبد الله بن المبارك رضي الله عنه: «إن جارنا يشتكي من عبدي ولعله يكذب عليه قال إذا أذنب عبدك ذنبًا فاحفظه عليه فإذا شكاه جارك فأدبه على ذلك فتكون قد أرضيت جارك وأدبت عبدك» "نزهة المجالس"، للصفوري: (9/2). 3- «عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ خَلِيفَةَ سَاقَ خَلِيجًا لَهُ مِنَ الْعُرَيْضِ فَأَرَادَ أَنْ يُمِرَّهُ فِي أَرْضٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَأَبَى مُحَمَّدٌ، فَكَلَّمَ فِيهِ الضَّحَّاكُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَدَعَا مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهُ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: لَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ﴿ لِمَ تَمْنَعُ أَخَاكَ مَا يَنْفَعُهُ وَهُوَ لَكَ نَافِعٌ، تَشْرَبُ بِهِ أَوَّلًا وَآخِرًا وَلَا يَضُرُّكَ؟﴾، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ﴿ لَمْ تَمْنَعْ، وَاللهِ لَيَمُرَّنَّ بِهِ وَلَوْ عَلَى بَطْنِكَ ﴾». [أخرجه البيهقي، السنن الكبرى: (11882)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA