البحث

عبارات مقترحة:

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الآداب السلطانية

يعدُّ مقام السلطان في الإسلام من أعظم المقامات أهمية إذ به يصلح حال الرعية ويستقيم أمرها، كما أنه مقام تكليف وليس تشريف، ومن هنا كان على السلطان واجبات يتعين عليه أداؤها على أكمل وجه، وله عليها في مقابل ذلك حقوق يجب أن توفى له، وله آداب شرعية ينبغي أن تراعى. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). السلطان: السلطان والسلطة يدل على القوة والقهر والغلبة. ومن ذلك السلاطة، من التسلط وهو القهر، ولذلك سمي السلطان سلطانًا. والسلطان هو: الوالي ويجمع على سلاطين. والسلطانية نسبة إلى السلطان. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (95/3)، "الصحاح"، للجوهري: (1134/3)، "اتفاق المباني وافتراق المعاني"، للدقيقي: (143). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

السلطان هو: المَلِكُ ومن له القُدرة والسلطة على المُلك مطلقًا. "التعريفات الفقهية"، للبركتي: (114). والسلطان هو الإمام، الإمامة هي: رياسة تامة، وزعامة عامة، تتعلق بالخاصة والعامة، في مهمات الدين والدنيا. مهمتها حفظ الحوزة، ورعاية الرعية، وإقامة الدعوة بالحجة والسيف، وكف الخيف والحيف، والانتصاف للمظلومين من الظالمين، واستيفاء الحقوق من الممتنعين، وإيفاؤها على المستحقين. "غياث الأمم"، للجويني: (22). وقيل أيضًا في تعريف الإمام: «من قام مقام النبي من قريش في إقامة قانون الشرع من إقامة الحق ودحض الباطل، وإقامة الحج وسائر العبادات، والغزو، وإقامة الحدود، وإنصاف المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحراسة الأمة، وحماية البيضة، وجمع الكلمة، ومعرفة الأحكام، وصحة التنفيذ والتدبير، وإيثار الطاعة، وأخذ الخراج والفيء والزكاة ونحوها، وصرف المال في جهاته وغير ذلك من الأمور المتعلقة». " نهاية المبتدئين في أصول الدين" لابن حمدان الحنبلي (ص63). وأما الآداب السلطانية فيمكن تعريفها بأنها: التزام السلطان بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب عند التعامل مع الرعية، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للسلطان يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي مخصوص بكل من كان له السلطة والإمارة على الناس سواء كانت الإمامة العامة أو ما دونها من الولايات والوزارات. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- امتن الله تبارك وتعالى على عباده بأن أقام لهم السلطان في الأرض يدفع به القوي عن الضعيف، وينصف به المظلوم من ظالمه، ولولاه لتواثب الناس بعضهم على بعض. قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾. [البقرة: (251)]. 2- أعلم الله تبارك وتعالى الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة لعمارتها، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾. [البقرة: (30)]. 3- روي عن النبي أن السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، ففي الحديث: «إِنَّ السُّلْطَانَ ظِلُّ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، يَأْوِي إِلَيْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِذَا عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الشُّكْرُ، وَإِذَا جَارَ كَانَ عَلَيْهِ الْإِصْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الصَّبْرُ». [أخرجه البيهقي، شعب الإيمان: (9684)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

الآداب السلطانية في القرآن الكريم
1- امتن الله تبارك على نبيه داود عليه السلام بأن جعله خليفة في الأرض وملكًا، وأمره أن يحكم بين الناس بالعدل والإنصاف، وأن لا يتبع الهوى، فيضله ذلك عن دين الله وشرعه، وفي هذا توصية لكل سلطان أن يحكم بالحق المنزل من الله، تبارك وتعالى، ولا يعدل عنه، فيضل عن سبيله. قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُد إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ وَلَا تتبع الْهوى فيضلك عَن سَبِيل الله﴾. [ص: (26)]. 2- ضمن الله تعالى نصرة السلطان بشروط أربعة، فإن قاموا بها تحقق لهم النصر المشروط، قال تعالى: ﴿ الَّذين إِن مكناهم فِي الأَرْض أَقَامُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة وَأمرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونهوا عَن الْمُنكر وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور ﴾. [الحج: (41)]. 3- أمر الله تعالى بطاعة أولي الأمر بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم﴾ [النساء: 59]. 4- بين الله تعالى أن الكافر لا يستحق الإمامة العظمى وغيرها من الولايات بقوله: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]. وقال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 124]. 5- ذم الله تعالى النصارى بطاعتهم أحبارهم ورهبانهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال فقال: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه﴾ [التوبة: 31]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

الآداب السلطانية في السنة النبوية
1- أكد النبي مسؤولية السلطان وعدم تمييزه عن أي فرد آخر من أفراد الأمة، فلا يحق له أن يُغلِق بابَه دونَ حاجَة الناسِ والمساكين قال : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ رَاعٍ عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْهُ». [أخرجه البخاري: (893)]. عن ابن عباس، قال: «كان لا يُدفَعُ عنه الناسُ، ولا يُضرَبوا عنه». أخرجه الطبراني وغيره وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2107). وعن عمرو بن مُرَّة، قال: قال رسول الله : «ما مِن إمامٍ أو والٍ يُغلِق بابَه دونَ ذَوي الحاجَةِ والخَلَّةِ والمسْكَنَةِ، إلا أغلقَ اللهُ أبوابَ السماءِ دونَ خَلَّتِه، وحاجَتِه، ومَسكنته». رواه أحمد، والترمذي، والحاكم، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5685). وعن أبي مريم الأُزدي، قال: قال رسولُ الله : «مَن ولِيَ من أمورِ المسلمين شيئاً، فاحتجَبَ دونَ خَلَّتِهم، وحاجتِهم، وفقرِهم، وفاقتِهم، احتجَبَ اللهُ عنه يومَ القيامةِ دونَ خَلَّتِه، وحاجَتِه، وفاقتِه، وفَقرِه». رواه أبو داود، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (6595). وعن معاذ بن جبل قال: قال رسولُ الله : «من ولِيَ من أمرِ النَّاسِ شيئاً فاحتجبَ عن أُولِي الضَّعفِ والحاجةِ، احتجبَ اللهُ عنه يومَ القيامةِ». أخرجه أحمد وغيره، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2209). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه كان إذا بعَثَ عُمَّالَه شرطَ عليهم: «أن لا تركبوا بِرْذَونًا، ولا تأكلُوا نقيًّا، ولا تلبسوا رقيقًا، ولا تُغلقوا أبوابَكم دونَ حوائجِ الناسِ، فإن فعلتُم شيئاً من ذلك؛ فقد حلَّت بكم العقوبَة، ثم يُشيِّعُهم». رواه البيهقي في "شعب الإيمان". 2- أخبر النبي أن كل أمير ولي شيئًا من أمور المسلمين ثم لم يجتهد في النصح لهم ورعاية مصالحهم إلا منعه الله دخول الجنة معهم. قال : «مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ، وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ». [أخرجه مسلم: (227)]. وفي رواية قال : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». [أخرجه مسلم: (227)]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: «ما مِن والٍ يَلي رعيَّةً من المسلمين فيموت وهو غاشٌّ لهم إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ». متفق عليه. وفي روايةٍ لمسلم: «ما من عبدٍ يَسترعيَه اللهُ رعيَّةً، يموتُ يومَ يموت وهو غاشٌ لرعيَّتِه، إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة». وفي رواية: «أيما راعٍ استرعى رعيةً فغشَّها فهو في النَّار». وعنه قال: قال رسول الله : «رجُلانِ ما تنالهما شفَاعتي: إمامٌ ظَلومٌ غَشُومٌ، وآخرُ غالٍ في الدينِ مارقٌ منهُ». رواه ابن أبي عاصم في "السنة" وصححه الألباني (41). وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه ، قال: قال رسولُ الله : «أشدُّ الناسِ عذاباً للناس في الدُّنيا، أشدُّ الناسِ عَذاباً عندَ الله يومَ القيامَة». رواه البيهقي وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (998). وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه ، قال: قالَ رسولُ الله : «أشدُّ الناسِ يومَ القيامةِ عذاباً، إمامٌ جائرٌ». رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى في "مسنده" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1001). وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسولُ الله : «أربعةٌ يبغضُهم اللهُ عز وجل: البيَّاع الحلاَّف، والفقيرُ المختالُ، والشيخُ الزَّاني، والإمامُ الجائِرُ». رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (363). وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله : «ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّاب، والعائلُ المَزهُوّ». أخرجه البزَّار في "مسنده" وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3461). وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: «إنَّ شَرَّ الرُّعاءِ الحُطَمَة». أخرجه مسلم. وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لا يُقضَى فيها بالحقِّ، ولا يأخذُ الضعيفُ حقَّهُ من القويِّ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ». أخرجه الطبراني وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2191). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إنما الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَل من ورائِه، ويُتَّقَى به، فإن أمَرَ بتقوى الله وعدَلَ فإنَّ له بذلك أجراً، وإن أمرَ بغيرِه فإنَّ عليه وِزراً». متفق عليه. وعن أبي أمامة رضي الله قال: قال رسول الله : «ما مِن رجلٍ يلي أمرَ عشرةٍ فما فوق ذلك، إلا أتى اللهَ مَغلولاً يدَه إلى عُنِقِه، فَكَّهُ برُّهُ، أو أوثقَهُ إثمُه، أولها ملامةٌ، وأوسَطُها ندامةٌ، وآخِرُها خِزيٌ يومَ القيامة». رواه أحمد وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5718). وعن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله : «ما من أميرٍ يلي أمرَ المسلمين، ثم لا يجهدُ لهم ويَنصح، إلا لم يدخلْ معهم الجنَّة». أخرجه مسلم. وعن أبي هريرة، عن النبي ، قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياءُ، كلما هلَكَ نبٌّي خلفَه نبي، وإنَّه لا نبيَّ بعدي، وسيكون خُلفاء، فيكثرون"، قالوا: فما تأمرُنا؟ قال: "فُوا بيعةَ الأولِ فالأول، أعطوهم حقَّهم، فإن الله سائلَهم عمَّا استرعاهم». متفق عليه. وعن عائشةَ، قالت: قال رسول الله : «اللهمَّ من وليَ من أمرِ أمَّتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقُقْ عليه، ومَن وليَ من أمرِ أمتي شيئاً فرفَقَ بهم، فارفُقْ به». أخرجه مسلم. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسولُ الله : «إن المُقْسِطين عندَ اللهِ على منابِر من نورٍ عن يمين الرحمن، وكلتا يَدَيه يمين، الذين يَعدلون في حُكمِهم، وأهلِيهم، وما وُلُّوا». أخرجه مسلم. وعن عياض بن حِماد، قال: قال رسولُ الله : «أهلُ الجنةِ ثلاثةٌ: ذُو سلطانٍ مُقسِطٌ مُتصدِّقٌ مُوفَّقٌ، ورجلٌ رقيقُ القلبِ لكلِّ ذِي قُربى ومُسلم، وعَفِيفٌ مُتعفِّفٌ ذُو عِيالٍ». رواه أحمد ومسلم وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2637). وعن معاوية بن أبي سفيان ، قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: «يكونُ أمراءٌ فلا يُرَدُّ عليهم قولُهم، يَتهافَتون في النَّار، يَتْبَعُ بَعضُهم بَعضاً». رواه أبو يعلى وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1790). وعن عروة، أن حكيم بن حُزام مرَّ بعمير بن سعد وهو يعذِّب الناسَ في الجِزيةِ في الشمس، فقال: يا عُمير إني سمعتُ رسولَ الله يقول: «إنَّ اللهَ يُعذِّبُ الذين يُعذِّبون الناسَ في الدنيا». اذهَبْ فخلِّ سبيلَهم. أخرجه ابن حبان كما في "صحيح موارد الظمآن" (1300). 3- أخبر النبي أن الإمارة أمانة في عنق السلطان وأنها تكون يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذ بحقها وأدى ما عليه. عن أبي ذَر، قال: قلت: يا رسولَ الله! ألا تَستعمِلُني؟ قال: فضربَ بيده على منكبي، ثم قال: «يا أبا ذر إنَّك ضعيفٌ، وإنها أمانَةٌ، وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وندَامَةٌ، إلا مَن أخذَها بحقِّها، وأدَّى الذي عليه فيها». وفي رواية، قال له: «يا أبا ذَر إني أراكَ ضَعيفاً، وإني أُحبُّ لكَ ما أحبُّ لنفسي، لا تأمَّرَنَّ على اثنين، ولا توَلَّينَّ مالَ يتيم». رواه مسلم (1825). وعن عوف بن مالك، قال: قال رسولُ الله : «إن شئتم أنبأتُكُم عن الإمارة؛ أولُها ملامَةٌ، وثانيها ندامَةٌ، وثالِثُها عذابٌ يومَ القيامةِ؛ إلا مَن عدَل». رواه الطبراني في "الكبير" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1420). وعن أبي هريرة، عن النبي قال: «إنَّكُم ستَحرصون على الإمارةِ، وإنها ستكونُ ندامةً وحسرةً يومَ القيامةِ». أخرجه البخاري. 4- نهى النبي عن طلب السلطة والإمارة؛ لأن السائل إن أخذها عن طلب وكل إليها، وإن أخذها من غير طلب أعانه الله على أعبائها. قال : «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا». [أخرجه البخاري: (6622)، ومسلم: (1652)]. وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله : «ليتمنينَّ أقوامٌ ولُّوا هذا الأمر، أنهم خَرُّوا من الثريَّا، وأنَّهم لم يَلُوا شيئاً». رواه أحمد وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5360). وعنه، أن رسولَ الله قال: «ويلٌ للأمراء! ليتمنينَّ أقوامٌ أنَّهم كانوا مُعلَّقين بذوائبِهم بالثريَّا، وأنهم لم يكونوا وَلُوا شيئاً قط». وعنه، أنَّ رسولَ الله قال: «ويلٌ للأمراء، ويلٌ للعُرَفاء، ويلٌ للأُمناء؛ ليتمنَّيَنَّ أقوامٌ يومَ القيامة أنَّ ذوائبَهم معلقةٌ بالثُّريَّا يُدَلْدَلُون بين السماء والأرض، وأنهم لم يَلوا عملاً». أخرجه ابن حبان كما في "موارد الظمآن" (1295). والذوائب: جمع ذُؤابَةٍ وهي الشعر المضفور من شعر الرأس «النهاية». والثريَّا؛ السماء، أو النجم في السماء. وعنه، قال: قال رسولُ الله : «ما مِن أميِر عشرةٍ، إلا وهو يُؤتَى به يوم القيامةِ مَغلولاً، حتَّى يَفُكَّه العدلُ، أو يوبقَهُ الجورُ». رواه البيهقي في "الكبرى" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5695). وعن أبي موسى، قال: قال رسول الله : «إنا والله لا نُولِّي على هذا العملِ أحداً سألَه، ولا أحداً حَرِصَ عليه». أخرجه مسلم. وعن أبي هريرة، قال: قال رسُولُ الله : «تجدونَ مِن خيرِ النَّاسِ أشدَّهُم كراهيةً لهذا الأمرِ حتى يقعَ فيه». متفق عليه. وعن ابن عباس قال: قال رسولُ الله : «أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمةٌ، ثم يكونُ خلافةً ورحمةً، ثم يكونُ مُلكاً ورحمةً، ثم يَتكادَمونَ عليه تكادُمَ الحُمُرِ، فعليكم بالجهادِ، وإنَّ أفضلَ جهادِكم الرباطُ، وإنَّ أفضلَ رباطِكُم عَسْقلانُ». أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة" (3270). يَتكادَمونَ عليه تكادُمَ الحُمُرِ: أي يحرصون، ويتنافسون ويتدافعون على الإمارة كما تتدافع الحمير فيما بينها. وعن مالك بن الحارث، عن رجلٍ قال: استعمل النبيُّ رجلاً على سريَّةً، فلما مضى ورجع إليه قال له: «كيف وجدت الإمارة؟». فقال: كنت كبعض القوم؛ كنتُ إذا ركبتُ ركَبوا، وإذا نزلتُ نزَلوا، فقال رسولُ الله : «إنَّ صاحِبَ السلطانِ على بابِ عنَتٍ، إلا من عَصمَ اللهُ ». فقال الرجلُ: والله لا أعملُ لك ولا لغيرِكَ أبداً، فضحِك النبيُّ حتى بدَت نواجِذُه. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة" (3239). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

اتفق أهل السنة والجماعة على وجوب تنصيب السلطان لحراسة الدّين، وسياسة أُمُور الْمُسلمين، وكف أَيدي الْمُعْتَدِين، وإنصاف المظلومين من الظَّالِمين، وأخذ الْحُقُوق من مواقعها، ووضعها جمعًا وصرفًا فِي موَاضعهَا، فبذلك صَلَاح الْبِلَاد وَأمن الْعباد، وَقطع مواد الْفساد، لِأَن الْخلق لَا تصلح أَحْوَالهم إِلَّا بسُلْطَان يقوم بسياستهم، ويتجرد لحراستهم، كما عدوا غياب السلطان فتنة في الأرض وفسادًا عريضًا. ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا يتم إلا بالقوة والإمارة. "الأحكام السلطانية"، للفراء: (19)، "غياث الأمم"، للجويني: (22)، "السياسة الشرعية"، لابن تيمية: (217)، "تحرير الأحكام"، لابن جماعة: (49). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«وأما أهل الإمامة فيعتبر فيهم أربع شروط. أحدها: أن يكون قرشيًا من الصميم. .. والثاني: أن يكون على صفة من يصلح أن يكون قاضيًا: من الحرية والبلوغ والعقل، والعلم، والعدالة. والثالث: أن يكون قيمًا بأمر الحرب والسياسة وإقامة الحدود، لا تلحقه رأفة في ذلك، والذب عن الأمة. الرابع: أن يكون من أفضلهم في العلم والدين». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أَبو يَعْلى "الأحكام السلطانية"، للفراء: (20).
«الملك الظالم: لا بد أن يدفع الله به من الشر أكثر من ظلمه. وقد قيل: ستون سنة بإمام ظالم: خير من ليلة واحدة بلا إمام». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى"، لابن تيمية: (268/14).
«الإِمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَاورْدي "الأحكام السلطانية"، للماوردي: (15).
«يا بني إمام عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من إمام ظلوم، وإمام ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عمرو بن العاص "تاريخ دمشق"، لابن عساكر: (184/46).
«وَاعْمَلْ بِمَا تَرَى أَنَّه أَصْلَحَ لِلْمُسْلِمِينَ، وَأَعَمُّ نَفْعًا لِخَاصَّتِهِمْ وَعَامَّتِهِمْ وَأَسْلَمُ لَكَ فِي دِينِكَ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أبُو يُوسف "الخراج"، لأبي يوسف: (72).
«إِنَّ الرَّاعِي مسئول عَن رَعيته فَلَا بُد لَهُ مِنْ أَنْ يَتَعَهَّدَ رَعِيَّتَهُ بِكُلِّ مَا يَنْفَعُهُمْ اللَّهُ بِهِ وَيُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ؛ فَإِنَّ مَنِ ابْتُلِيَ بِالرَّعِيَّةِ فَقَدِ ابْتُلِيَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن عبد العَزِيز "الخراج"، لأبي يوسف: (132).
«جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن تَيْمِيَّة "الحسبة في الإسلام"، لابن تيمية: (6).

الآداب

الآداب السلطانية

للسلطنة آداب ينبغي للسلطان أن يتحلى بها من هذه الآداب: 1- أن يتمتع بالعقل الراجح، فهو أصل الآداب، وأفضلها، وبه تساس الدول. 2- أن يتمتع بالحزم، فهو الأصل الذي يبني عليه في تحصين المملكة. 3- أن ينشر العدل الذي تستغزر به الأموال، وتعمر به الأعمال، وتستصلح به الرجال، فالعدل أشرف أوصاف الملك، وأقوم لدولته؛ لأنه يبعث على الطاعة ويدعو إلى الألفة، وبه تصلح الأعمال، وتنمو الأموال، وتنتعش الرعية، وتكمل المزية. 4- أن يستشعر الخوف من الله تعالى، فهو أصل كل بركة، فإن السلطان متى خاف الله أمنه عباد الله. 5- أن يتحلى بالعفو عن الذنوب، وحسن الصفح عن الهفوات، فهي من أكبر خصال الخير وبها تستمال القلوب، وتصلح النيات. 6- أن تعلوه الهيبة، فبها يحفظ نظام المملكة، ويحرس من أطماع الرعية. 7- حسن السياسة، فهي رأس مال السلطان، وعليها التعويل في حقن الدماء، وحفظ الأموال، ومنع الشرور، وقمع الفساد، والمنع من التظالم المؤدي إلى الفتنة والاضطراب. 8- أن يتصف بالوفاء بالعهد، فهو الأصل في تسكين القلوب، وطمأنينة النفوس، ووثوق الرعية بالسلطان إذا طلب الأمان منه خائف، أو أراد المعاهدة منه معاهد. 9- أن يكون على اطلاع على غوامض أحوال المملكة ودقائق أمور الرعية، ومجازاة المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته. 10- أن لا يغضب، لأن القدرة من وراء حاجته. 11- أن لا يكذب؛ لأنه لا يقدر أحد على إلزامه بغير ما يريد. 12- أن لا يبخل؛ لأنه أقل الناس عذرًا في خوف الفقر. 13- أن لا يكون حقودًا، لأن قدره قد عظم عن المجازاة لأحد على إساءة صدرت منه. 14- أن لا يحلف إذا حدث، لأن الذي يحمل الإنسان على اليمين في حديثه إما مهانة يجدها في نفسه واحتياج إلى أن يصدقه الناس، وإما عي وحصر وعجز عن الكلام، فيريد أن يجعل اليمين تتمة لكلامه أو حشوا فيه، وإما أن يكون قد عرف أنه مشهور عند الناس بالكذب، فهو يجعل نفسه بمنزلة من لا يصدق ولا يقبل قوله إلا باليمين، وحينئذ كلما ازداد أيمانًا ازداد الناس له تكذيبًا، والسلطان بمعزل عن هذه الدنايا كلها، وقدره أكبر من ذلك. 15- أن يتجنب الحدة، فإنها ربما أصدرت عنه فعلًا يندم عليه حين لا ينفع الندم. 16- أن الأناة في كل شيء فهي من أحمد أوصاف السلطان وأكمل أخلاقه وعلامة توفيقه؛ لأنه يتعلق بها صواب الرأي في التدبير، واتضاح الأمور في السياسة، ولا يقترن بها زلل ولا يعقبها ندامة ولا فشل. 17- أن يبتعد عن الضجر والسأم والملل، فذلك من أضر الأمور وأفسدها لحاله. 18- أن يكون عالي الهمة رحيب الصدر محبا للرئاسة معدًا لها أسبابها، طامح البصر إليها معملًا فكره في توسيع مملكته وعلو درجته، غير مخلد إلى التنعم ولا جانح إلى الترف، ولا منهمك في اللذات. 19- أن تكون قوة الاختيار عنده سليمة لم تعترضها آفة، فيكون يختار الرجال اختيارًا فاضلًا. 20- أن يكون تثبته في إزهاق النفس وهدم الصورة وتأنيه وترويه، حتى تقوم الأدلة على وجوب القتل، فإذا وجب استعمله على الوضع المعهود، من غير تأنق فيه وتنوع غريب، وتمثيل بالمقتول ومن فوائد التأني والتثبت في القتل. الأمن من الندم حين لا يجدي الندم. 21- أن يتجنب الانهماك في اللذات وسماع الأغاني، وقطع الزمان بذلك. 22- أن لا يكون افتخاره بزخارف الملك، مما حوته واشتملت عليه خزائنه من نفائس الذخائر، وطرائف المقتنيات فإن تلك ترهات لا حقائق لها، ولا معرج لفاضل عليها، وكذلك لا ينبغي له أن يكون فخره بالآباء والأجداد، وإنما ينبغي أن يكون فخره بالفضائل التي حصلها، والأخلاق التي كملها، والآداب التي استفادها، والأدوات التي استجادها. 23- أن يلاطف أعدائه وإخوان أعدائه، فبدوام الإحسان إليهم تزول عداوتهم. وإن أصروا على عدوانه بعد إحسانه، كانوا قد بغوا عليه، ومن بغي عليه فلينصرنه الله. 24- أن يتجنب الإفاضة في مجالسه في وصف الطعام والنساء لئلا يشارك بذلك العامة؛ لأن العامة قد قنعوا من عيشهم باليسير واقتصروا عليه، وتركوا الأمور الكبار. فإذا أرادوا أن يفيضوا في حديث، لم يكن لهم إلا وصف أنواع الأطعمة ووصف أصناف النساء. 25- أن يمعن النظر في أمر الأسرار، وصونها وتحصينها وحراستها من الإفشاء والذياع، وهذا باب يحتاج فيه إلى التأني التام، ولا ينبغي أن يكون سر السلطان إلا عند واحد، فإنه إذا كان عند واحد كان أحرى ألا يظهر، إما رغبة وإما رهبة؛ لأنه إن ظهر تحقق السلطان أن ظهوره قد كان من جهة ذلك الرجل، ومتى كان السر عند جماعة ثم ظهر، أحال كل واحد منهم على الآخر، فإن عاقبهم السلطان جميعًا كان قد ظلمهم إلا واحدًا، وإن ترك معاقبتهم طمعوا وتطرفوا على إفشاء أسراره. فإن احتاج الملك إلى إظهار سره لجماعة فعليه أن يفضي به إلى كل واحد منهم على سبيل الانفراد، ويوصيه بالكتمان ويوهمه أنه ما أفضى إلى غيره به، فذلك أجدر لأن ينكتم السر. 26- أن يدقق الفكر، ويتثبت ويتأنى في تأمل حديث السعايات والنمائم. فكم من نمام أو ساع قد شفى غيظه بإيقاع مسكين بين يدي سلطان قاهر، في تهمة هو بريء منها، ثم اشتبه الأمر على السلطان فأهلك الرجل البريء بغير ذنب، ثم لما علم ندم حين لا ينفع الندم، فعم الضرر بذلك الساعي والمسعي إليه، لأنهما أهلكا دينهما بما فعلاه. والمسعى به لتعجله العقوبة. فعم الضرر الثلاثة. 27- أن يحسن النظر في إرسال الرسل، فبالرسول يستدل على حال المرسل. 28- أن لا يدخل نفسه في أمر يحتاج في الخروج منه إلى فكر. 29- أن يصنع المعروف إلى أشراف رعيته، فبذلك تميل أعناقهم إليه ويدخلون بذلك في زمرة خدمه وحاشيته. 30- أن يتحلى بالشجاعة فهي من أحمد الأوصاف التي تلزم السلطان أن يتصف بها ضرورة وإن لم تكن له طبعًا، فيتطبع بها ليحسم بهيبته مواد الأطماع المتعلقة بقلوب نظرائه ويحصل منه حماية البيضة، ورعاية المملكة، والذب عن الرعية. 31- أن يتحلى بالسخاء؛ فهو عماد البر الذي هو سبب الألفة لما يوصل إلى القلوب من الراحة والألطاف. 32- أن يكون رفيقًا فهو من أفضل أوصاف السلطان وأحمد خلائقه في التدبير؛ لأنه يبلغ به جباية الأموال من الرعية ما لا يبلغ بالخرق. فإن الرعية قد تعامل بالرفق فتزول أحقادها ويذل مقادها، وقد تعامل بالخرق فتكاشف بما أضمرت وتقدم على ما نهيت. 33- أن يتحلى بالصدق؛ لأنه من أسنى السمات وأشرف الصفات وأسلم مناهج الصفات يدعو إليه الشرع الموجب والعقل المؤكد. 34- أ ن يتحلى بالرأفة حلية كريمة تقتضيها حال السلاطين؛ لأنها تبعثهم على حراسة الأمة، وكمال الشفقة على الرعية والتحنن على ضعفائهم واصطناع المعروف إليهم وكف الأذية عنهم. 35- أن يتحلى بالحلم لما فيه من الراحة واجتلاب الحمد وحسن العاقبة ورضا الخالق. 36- أن يتحلى بالعفاف؛ لأنه يضبط النفس عن الرذائل، ويكف الجوارح عن الأذى والمحارم، وبه غاية السؤدد وكمال المروءة وختام مكارم الأخلاق. 37- أن يحيط علمًا بأخبار البلاد؛ فإن النظر في أمور الرعايا يترتب على الاطلاع على الغوامض والخفايا، وحتى لا تمتد أيدي الظلمة إلى الضعفة بالإهلاك والإتلاف. 38- أن يراجع العلماء فيما يأتي ويذر، فهم قدوة الأحكام وأعلام الإسلام، وورثة النبوة، وقادة الأمة، وسادة الملة، ومفاتيح الهدى، ومصابيح الدجى، وهم على الحقيقة أصحاب الأمر استحقاقًا. 39- أن يكون متيقظًا للفتنة الهاجمة في الدين، والتي لو لم تتدارك، لتقاذفت إلى معظم المسلمين، ولتفاقمت غائلتها، وأعضلت واقعتها وهي من أعظم الطوام على العوام. 40- ينبغي للقاضي أو الأمير أن لا يكون من شأنه حب المدح، وأن يعرف الناس منه ذلك فيقتحمون عليه منه، فيضحكون منه به، ويغتابونه به. " الذخيرة" للقرافي (13/249). انظر: "غياث الأمم"، للجويني: (373)، "المنهج المسلوك في سياسة الملوك"، لجلال الدين العدوي: (453-242)، "الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية"، لابن الطقطقي: (78-24) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

حب الأمة

يكون الإنسان كبير النفس، وعظيم الهمة إذا كان يشعر بأن وجوده غير محصور في مساحة جسمه الصغير، وإنما هو واسع بروحه المُنبثَّة في عالم كبير يُسمَّى (الأمة) تعمل له كما يعمل كل عضو في جسده لمصلحة الجسد كله، ويكون أكبر وأعظم إذا كان يشعر بأن وجوده أوسع وأرقى؛ لأنه خُلِق ليعمل ما يفيد البشر كلهم بالتقريب والجمع بين المختلفين، والتأليف بين المتنافرين، وغير ذلك من الأعمال، أو يبث العلوم التي ينتفع منها الجميع، ويكون الإنسان حيوانًا حقيرًا ضيق الوجود؛ إذا كان علمه وعمله موجهين لخدمة شخصه ومن عساه يتصل به اتصالًا محسوسًا كأهله وعشيرته، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يرجى منه أن يربي أولادًا ينفعون أمتهم ووطنهم أو ينفعون الناس أجمعين. وقد عد الحكماء من أمهات الفضائل فضيلة حب الأمة، والمراد بها أن يبذل المرء ما يقدر عليه مما أعطاه الله من العلم والمال والخبرة والنصح في عامة الأحوال والازمان، لمنفعة أمته، فيستقيم في وظيفته، وينصح في تجارته، ولا يغش في حرفته، ويبذل جهده في تحسين حالته، ولو بالسفر إلى الممالك البعيدة لتحصيل علمٍ يفيد به قومه، أو صنعة ينتفع بها في وطنه، أو تجارةٍ يجلبُ منها لبلاده ما تمسُّ إليه الحاجة، ونحو ذلك من المقاصد الصحيحة؛ فليس مُحِبَّا لأمته من لا يخرج من الحيطان، والقاعد فيه قعود العجائز، وملازِمُه ملازمةَ العاجز. إن الإنسان ليشعر بحاجته في كماله إلى الأمة وبحاجتها إليه في ذلك على قدر قوة معنى الإنسانية فيه؛ فأدنى أفراد الإنسان حظًا من الإنسانية لا يشعر بحاجته إلى أحد ولا بحاجة أحد إليه إلا من تقوم بهم شؤون حياته الشخصية. انظر: "جوامع الآداب" للقاسمي (ص213)، و"مجلة المنار" لرشيد رضا.

الحقوق

حقوق الرعية على السلطان

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

حقوق السلطان على الرعية

للسلطان حقوق على الرعية تجب له بمجرد دخوله في السلطنة منها: 1- السمع والطاعة له فيما يأمر به وينهي عنه ما لم يكن معصية لله تعالى. 2- أن يسلموا له ما وجب عليهم من حق مال له أخذه. 3- أن يمكنوه من إقامة الحدود عليهم في أنفسهم وأتباعهم. 4- أن يُفرض له من بيت مال المسلمين ما به قوام عيشه وعيش عياله من غير سرف ولا تقتير، فضلًا عما يصيبه كفرد من الأموال العامة التي تقسم بين الجميع كنصيبه في الفيء وحقه في العطاء. 5- مناصرة السلطان والوقوف ورائه ضد أي تمرد يقصد منه تفتيت وحدة الأمة. 6- مناصحة السلطان وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر والدعاء له بالخير. "روضة القضاة" لابن السمناني (69/1)، "الإسلام وأوضاعنا السياسية" عبد القادر عودة (246). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

«عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ : لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ أَصْبَحَ غَادِيًا إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَقَبَتِهِ أَثْوَابٌ يَتَّجِرُ بِهَا ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالاَ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ ؟ قَالَ : السُّوقَ ، قَالاَ : تَصْنَعُ مَاذَا وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ أُطْعِمُ عِيَالِي ؟ قَالاَ لَهُ : انْطَلِقْ حَتَّى نَفْرِضَ لَكَ شَيْئًا ، فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا فَفَرَضُوا لَهُ كُلَّ يَوْمٍ شَطْرَ شَاةٍ ، وَمَا كَسَوْهُ فِي الرَّأْسِ وَالْبَطْنِ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِلَيَّ الْقَضَاءُ ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : وَإِلَيَّ الْفَيْءُ ، قَالَ عُمَرُ : فَلَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ الشَّهْرُ مَا يَخْتَصِمُ إِلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ». "الطبقات"، لابن سعد: (3437). «وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا غلاما له فلم يجبه، فدعاه ثانيا وثالثا فلم يجبه، فقام إليه فرآه مضطجعا، فقال: أما تسمع يا غلام؟ قال: نعم، قال: ما حملك على ترك جوابي؟ قال: أمنت عقوبتك فتكاسلت، قال: امض فأنت حر لوجه الله عز وجل». "الغنية"، للجيلاني: (323/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA