البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

الفحش والسب وبذاءة اللسان

الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ ذنبٌ مُستوجبٌ لمَقتِ الله وغضبه سبحانه، ومَنْ مَقته الله وغضِبَ عليه فقد خاب وخسر خُسْرَانًا مُبينًا، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: «ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛ فإن اللهَ تعالى لَيُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ». أخرجه الترمذي (2002)، وحقيقة الفحش هو التَّعْبِيرُ عَنِ الْأُمُورِ الْمُسْتَقْبَحَةِ بِالْعِبَارَاتِ الصَّرِيحَةِ، وَأَهْلُ الصَّلَاحِ يَتَحَاشَوْنَ عَنْهَا بل يكنون عنها، ويدلون عليها بالرموز، فيذكرون ما يقربها ويتعلق بها، فالتلطف في هذه الألفاظ محمود والتصريح فيها يفضي إلى الفحش.

التعريف

التعريف لغة

الفحش: «أصل هذه المادة يدلُّ على قُبح في شيء وشَناعَة، يقال: فحش الشيء فحشًا، مثل قبح قبحًا وزنًا ومعنًى، وفي لغة من باب قتل، وهو فاحش، وكل شيء جاوز الحد فهو فاحش، وأفحش الرجل أتى بالفحش، وهو القول السيئ، وتفحش في كلامه». "مقاييس اللغة" لابن فارس (4/478)، "مختار الصحاح" للرازي (ص 234). السب: «السين والباء حده بعض أهل اللغة وأظنه ابن دريد أن أصل هذا الباب القطع، ثم اشتق منه الشتم. وهذا الذي قاله صحيح. وأكثر الباب موضوع عليه». "مقاييس اللغة" لابن فارس(63/3). معنى البذاءة لغةً: «بَذَأَ بَذْءًا، وبذاءً: فحش قوله، والبذاء، بالمد: الفحش. وفلان بذي اللسان، والمرأة بذية، بذؤ بذاء وبذاءة، فهو بذيء. وبَذئ بَذْءًا، وبذوت على القوم، وأبذيتهم وأبذيت عليهم: من البذاء وهو الكلام القبيح. والبَذِيء: الرجل الفاحش اللسان». انظر: "لسان العرب" لابن منظور (14/69)، "تاج العروس" للزبيدي (1/144).

التعريف اصطلاحًا

- الفحش: «ما ينفر عنه الطبع السليم، ويستنقصه العقل المستقيم». "التعريفات" للجرجاني (ص 165). وقال الراغب: «الفحش، والفحشاء، والفاحشة: ما عظم قبحه، من الأفعال، والأقوال». "المفردات في غريب القرآن" للراغب (626). - السب: «والسَّبُّ: الشّتم الوجيع». "المفردات" للراغب(ص391). - البذاءة اصطلاحًا: «هو الفحش والقبح في المنطق وإن كان الكلام صدقًا». "التوقيف على مهمات التعاريف" للمناوي (ص 73). قال الغزالي في تعريفه: «التعبير عن الأمور المستقبحة، بالعبارات الصريحة». "إحياء علوم الدين" (5/440)، ونقله الكفوي في "الكليات" (ص 243).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لا يخرج المعنى الاصطلاحي عن أصله اللغوي.

الأدلة

القرآن الكريم

الفحش والسب وبذاءة اللسان في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً﴾. [النساء: 148]. قال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]. قال تعالى: ﴿ولَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾. [الأنعام: 108]. قال تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾. [النور: 15]. قال تعالى: ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً﴾. [الأحزاب: 19]. قال تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾. [الممتحنة: 2].

السنة النبوية

الفحش والسب وبذاءة اللسان في السنة النبوية
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال: «ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ». صحيح الترمذي (1977). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: «ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛ فإن اللهَ تعالى لَيُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ». أخرجه الترمذي (2002). وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال: «سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ». أخرجه البخاري (6044). وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي قال: «إن شر الناس منزلة عند اللَّه يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه». أخرجه البخاري ومسلم. وعنها رضي الله عنها قالت: «أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أُنَاسٌ مِنَ اليَهُودِ فَقالوا: السَّامُ عَلَيْكَ يا أَبَا القَاسِمِ قالَ: وَعلَيْكُم قالَتْ عَائِشَةُ: قُلتُ بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالذَّامُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا عَائِشَةُ لا تَكُونِي فَاحِشَةً، فَقالَتْ: ما سَمِعْتَ ما قالوا؟ فَقالَ: أَوَليسَ قدْ رَدَدْتُ عليهمِ الذي قالوا، قُلتُ: وَعلَيْكُم». أخرجه مسلم(2165). وفي رواية: «مه يا عائشة! فإن اللَّه لا يحب الفحش ولا التفحش». أخرجه مسلم. وفي رواية: «مهلًا يا عائشة! عليك بالرفق، وإياك والعنف، والفحش». أخرجه البخاري. وفي رواية: «يا عائشة! إن اللَّه لا يحب الفاحش المتفحش». أخرجه أبو داود وصححه الألباني في " الإرواء" (2133). وفي رواية: «يا عائشة! متى عهدتني فحاشًا؟ إن شر الناس عند اللَّه منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره». متفق عليه. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي قال: «ثَكِلَتكَ أُمُّكَ، وهل يَكُبُّ النَّاسَ على مَناخرِهم في جَهنَّمَ إلَّا حَصائدُ ألسِنتِهم؟». أخرجه من طرق مطولاً الترمذي (2616)، والنسائي في "السنن الكبرى" (11394)، وابن ماجه (3973)، وأحمد (22063) واللفظ له. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: «أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ علَى أُمِّ السَّائِبِ، أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ فَقالَ: ما لَكِ؟ يا أُمَّ السَّائِبِ، أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ قالَتْ: الحُمَّى، لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقالَ: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ». أخرجه مسلم (2575). وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أنَّ رجلًا لعن الرِّيحَ، وفي لفظٍ: إنَّ رجلًا نازعَتْه الريحُ رداءَه على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلعنَها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لا تلعنْها فإنها مأمورةٌ، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهلٍ رجعتِ الَّلعنةُ عليه». أخرجه أبو داود (4908). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: «لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا، ولَا لَعَّانًا، ولَا سَبَّابًا» ، كانَ يقولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «ما له تَرِبَ جَبِينُهُ». أخرجه البخاري (6046). وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه عن النبي قال: «عباد الله! إن الله وضع الحرج، إلا من اقترض عرض أخيه، فذاك الذي حَرِجَ أو هلك». أخرجه أحمد (4/278) وأبو داود (2015) وابن خزيمة في "صحيحه" (2774، 2955). وعن أنس رض الله عنه أن النبي لما عُرِجَ به مرَّ على قومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ يَخمشون بها وجوهَهم وصدورَهم، فقال : يا جبريلُ من هؤلاءِ؟ فقال : هؤلاءِ الذين يأكلونَ لحومَ الناسِ ويقعونَ في أعراضِهم. أخرجه أحمد (3/224) وأبو داود (4878، 4879). عن أسامة بن زيد عن النبي قال: «إن اللَّه لا يحب كل فاحش متفحش». أخرجه أحمد وحسنه الألباني في " الإرواء" (2133). وعن أسامة بن زيد عن النبي : «إن اللَّه تعالى يبغض الفاحش المتفحش». أخرجه أحمد وصححه الألباني في "الإرواء" (2133). وعن عقبة بن عامر عن النبي : «ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشًا بذيًا بخيلًا جبانًا». أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" وصححه الألباني في "الصحيحة" (1038).

أقوال أهل العلم

«إن الله حي كَرِيمٌ يَعْفُو وَيَكْنُو كَنَّى بِاللَّمْسِ عَنِ الْجِمَاعِ، فالمسيس واللمس والدخول والصحبة كِنَايَاتٌ عَنِ الْوِقَاعِ، وَلَيْسَتْ بِفَاحِشَةٍ». ابن عبَّاس "إحياء علوم الدين" للغزالي(101/1).
«الكبيرة الخمسون: أذية المسلمين وشتمهم». الذَّهَبي "الكبائر" للذهبي (ص378).
«ألأَمُ خُلق المؤمن، الفحش». أَبُو الدَّرْدَاء "الصمت" لابن أبي الدنيا (ص 89).
رأى أبو الدرداء رضي الله عنه امرأة سليطة اللسان، فقال: «لو كانت هذه خرساء، كان خيرًا لها». عون بن عبد الله "الصمت" لابن أبي الدنيا (ص 89).
«ألا أنَّ الفحش والبذاء من النفاق، وهن مما يزدن في الدنيا، وينقصن في الآخرة، وما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا» "الصمت" لابن أبي الدنيا (ص 89).
ابن مَسْعُود

الصور

- ألفاظ الوقاع وما يتعلق به فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه، وأهل الصلاح يتحاشون عنها، بل يكنون عنها ويدلون عليها بالرموز فيذكرون ما يقربها ويتعلق بها، ومن الكنايات: المسيس، واللمس، والدخول، والصحبة. - الحديث عن كل ما يخفى ويستحيا منه بألفاظ صريحة، كالألفاظ الصريحة في التعبير عن قضاء الحاجة. - التصريح في الحديث عن النساء، كأن يقول: قالت زوجك كذا، والصواب أن يقال: قيل في الحجرة، أو قيل من وراء الستر، أو قالت أم الأولاد، لأن التصريح في هذا يفضي إلى الفحش. -التصريح بالعيوب التي يستحيا منها، كالبرص والقرع والبواسير، بل يقال: العارض الذي يشكوه، وما يجري مَجراهُ. انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (5 /440-441).

العقوبة

- بغض الله تعالى للفاحش: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: «ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛ فإن اللهَ تعالى لَيُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ». أخرجه الترمذي(2002). - يدخل في دائرة الفسوق: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال: «سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ». أخرجه البخاري(6044). - دخول النار: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي قال: «ثَكِلَتكَ أُمُّكَ، وهل يَكُبُّ النَّاسَ على مَناخرِهم في جَهنَّمَ إلَّا حَصائدُ ألسِنتِهم؟». أخرجه من طرق مطولاً الترمذي (2616)، والنسائي في "السنن الكبرى" (11394)، وابن ماجه (3973)، وأحمد (22063) واللفظ له.

وسائل الاجتناب

1- الإكثار من ذكر الله: أنَّ أعرابيًّا قال لرسول الله : «إنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأنبئني منها بشيء أتشبث به ، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ» أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793). وذكر ابن القيم من فوائد الذكر: «أنَّه سبب اشتغال اللسان عن الغِيبة، والنَّمِيمَة، والكذب، والفحش، والباطل، فإنَّ العبد لا بدَّ له من أن يتكلم، فإن لم يتكلَّم بذكر الله تعالى وذكر أوامره، تكلَّم بهذه المحرمات، أو بعضها، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى، والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك، فمن عوَّد لسانه ذكر الله، صان لسانه عن الباطل واللغو، ومن يبَّس لسانه عن ذكر الله تعالى، ترطَّب بكلِّ باطل ولغو وفحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله». "الوابل الصيب" لابن القيم (ص 64). 2- لزوم الصمت: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. [الإسراء: 36]. وقال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». أخرجه البخاري (6018)، ومسلم (47). 3- تعويد اللسان على الكلام الجميل فيبعده ذلك عن فحش الكلام وبذيئه. 4- تجنب الألفاظ المستقبحة وإن كانت صدقًا، والتكنية عنها: قال الماوردي: «يتجافى هجر القول، ومستقبح الكلام، وليعدل إلى الكناية عما يستقبح صريحه، ويستهجن فصيحه؛ ليبلغ الغرض ولسانه نزه، وأدبه مصون». "أدب الدنيا والدين" (ص 284). 5- أن لا يعتاد لعن الدواب والأماكن: قال ، قال: «لا ينبغي لصِدِّيق أن يكون لعَّانًا». أخرجه مسلم (2597). 6- التخلق بخلق الحياء: الحياء يمنع من كثير من المناهي اللفظية، ويحمل على كثير من أعمال الخير، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه، ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه». أخرجه الترمذي (1974)، وابن ماجه (4185) قال ابن عبد البر: «إنَّ الحياء يمنع من كثير من الفحش والفواحش، ويشتمل على كثير من أعمال البر، وبهذا صار جزءًا وشعبة من الإيمان؛ لأنَّه وإن كان غريزة مركبة في المرء، فإنَّ المستحي يندفع بالحياء عن كثير من المعاصي، كما يندفع بالإيمان عنها إذا عصمه الله، فكأنه شعبة منه، لأنَّه يعمل عمله، فلما صار الحياء والإيمان يعملان عملًا واحدًا، جعلا كالشيء الواحد، وإن كان الإيمان اكتسابًا والحياء غريزةً». "التمهيد" لابن عبد البر (9/234). 7- مصاحبة ومجالسة الأخيار: فقد ذكر العلماء أن الباعث على الفحش هو الاعتياد الحاصل من مخالطة الفسّاق وأهل الخبث واللؤم، ومن عادتهم السب، فيكون العلاج إذًا بترك مخالطتهم، وبمصاحبة الأخيار، فمن جالس الأخيار يعينونه على طريق الخير، ويحمدونه إذا أحسن، وينصحونه إذا أخطأ، قال : "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". أخرجه أبو داود (4833)، والتِّرمذي (2378). ومن عادة الأخيار تعويد ألسنتهم على شريف الألفاظ، قال الإمام السبكي رحمه الله: كنت جالسًا بدهليز دارنا فأقبل كلب فقلت: اخسأ كلب ابن كلب. قال: فزجرني والدي من داخل البيت، قلت: سبحان الله! أليس هو كلباً ابن كلب، فقال: شرط الجواز عدم قصد التحقير. 9- الخوف من الله تعالى ومعرفة عقوبة الفحش والتفحش: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: «ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛ فإن اللهَ تعالى لَيُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ». أخرجه الترمذي (2002). والخوف من الله تعالى يحمل العبد على اجتناب بواعث الفحش، فإن من بواعثه: قصد الإيذاء، فإذا خشي الله تعالى علم أن إيذاء المؤمنين لا يحلّ، فلا يكون ذلك غرضًا له ولا مقصدًا.