البحث

عبارات مقترحة:

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

آداب التأليف

التأليف وسيلة من أهم الوسائل لتقييد العلم وتداوله ونشره بين الناس في كل عصر ومصر، وما زال الناس ينتفعون بالمؤلفات المختلفة، وإلى ما شاء الله تعالى، ولولا التأليف لما وصل إلينا ما وصل من العلوم النافعة في الدنيا والدين. ويُعدُّ التأليف من الصدقات التي ينتفع به صاحبها في حياته وبعد مماته. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). التأليف: الهمزة واللام والفاء أصل واحد، يدل على انضمام الشيء إلى الشيء، والأشياء الكثيرة كذلك. وكل شيء ضممت بعضه إلى بعض فقد ألفته تأليفًا، يقال: ألفت بين الشيئين تأليفًا، فنألفا وأتلفا. وتألف القوم وائتلفوا أي: اجتمعوا. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (131/1)، "الصحاح"، للجوهري: (1332/4). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

التأليف: هُوَ جمع الْأَشْيَاء المتناسبة. "الكليات"، لأبي البقاء: (288). والمُؤَلَّف: ما جُمع من أجزاء مختلفة، ورتب ترتيبًا قدم فيه ما حقه أن يقدم، وأخر فيه ما حقه أن يؤخر. "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (81). ويمكننا تعريف آداب التأليف بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب عند جمع الأشياء المتناسبة أو الأجزاء المختلفة في مؤلف واحد، والبعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي للتأليف يتبين لنا ان المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي إذ حقيقته جمع الأشياء المتشابهة وضم بعضها إلى بعض. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أقسم الله بالكتابة وأدواتها؛ كالقلم الذي تكتب به الملائكة والناس، وبما يكتبون من الخير والنفع والعلوم، قال تعالى: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم: (1)]. 2- امتن الله تعالى على الإنسان بأن جعل له لسانًا وشفتين يعبر بهما عن مكنون نفسه، وسواء كان هذا التعبير نطقًا أو كتابة، قال تعالى: ﴿ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ﴾ [البلد: (9)]. 3- أخبر النبي أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها علم ينتفع به، أي ترك علمًا ينتفع به الناس والمقصود به التأليف قال : «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ» [أخرجه الترمذي: (1376)]. 4- دعا النبي بنضارة الوجه لكل من سمع حديثًا فبلغه لغيره، والتأليف وسيلة من وسائل تبليغ الحديث والعلم النافع، قال : «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» [اخرجه أبو داود: (3660)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب التأليف في القرآن الكريم
أمر الله تعالى نبيه محمد أن يقرأ ما أُنزل إليه من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربه المتفرد بالخلق، الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ أحمر. اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك، وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجود، الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم، وعلَّم الإنسان ما لم يكن يعلم، ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم. قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: (5-1)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب التأليف في السنة النبوية
1- رغَّبَ النبي كل مسلم يستطيع أن ينفع أخاه بشيء أن ينفعه، والتأليف نوع من الأشياء التي تنقع المسلمين أجمعين، قال : «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ» [أخرجه مسلم: (2199)]. 2- بيَّن النبي أن من دل على خير كان له مثل أجر فاعله، ولا شك أن التأليف النافع من أعظم أبواب الدلالة على الخير. قال : «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» [أخرجه مسلم: (1893)] 3- أمر النبي بالتبليغ عنه ولو آية واحدة، والتأليف نوع من أنواع البلاغ. قال : «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» [أخرجه البخاري: (3461)]. 4- أمر النبي أصحابه بالكتابة للصحابي الجليل أبي شاه لما طلب ذلك، وكان هذا الحديث أصل في التدوين والتأليف في سنة النبي ، قال : «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» [أخرجه البخاري: (2434)، ومسلم: (1355)] 5- أخبر النبي أن من سبق إلى شيء لم يسبقه إليه أحد؛ فهو أحق به، ومن هذا الحديث استفاد العلماء حق المؤلف في الملكية الفكرية، وحق الاختراع والابتكار. قال : «مَنْ سبق إلى ما لم يَسْبقْه إليه مسلمٌ فهو له» [أخرجه أبو داود: (3071)]. 6- أخبر النبي أن من ادعى ما ليس له، فليس من أمته، وقد استفاد العلماء من هذا الحديث حرمة سرقة الأقوال وأن ينسبها الإنسان لنفسه فيما بات يعرف بالسرقة العلمية، بل ورد عن سلفنا الصالح أن من بركة العلم نسبته إلى أهله. قال : «وَمَنِ ادَّعَى مَا ليْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [أخرجه مسلم: (112)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

قال الشيخ بدر الدين الزركشي في "القواعد": «مِن فروض الكفاية: تصنيفُ كتبِ العلم لمَن منحه الله تعالى فهمًا واطلاعًا، ولن تزالَ هذه الأمةُ - مع قِصر أعمارها - في ازديادٍ وتَرَقٍّ في المواهب، والعلمُ لا يحِلُّ كتمُه، فلو تُرك التصنيف، لضُيِّعَ العلم على الناس». وقد سبقه إلى نحوِ ذلك البغويُّ في أول "التهذيب". قاله السيوطي في "التعريف بآداب التأليف".

أقوال أهل العلم

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA النَّوَوِي
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحاجّ خَلِيفة
«وينبغي أن يكون اعتناؤه من التصنيف بما لم يُسبق إليه أكثر، والمراد بهذا ألا يكون هناك مصنف يُغني عن مصنفه في جميع أساليبه، فإن أغنى عن بعضها فليصنف من جنسه ما يزيد زيادات يحتفل بها مع ضم ما فاته من الأساليب». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "المجموع"، للنووي: (30/1). الحاجّ خَلِيفة
«التأليف على: سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها. وهي: إما شيء لم يسبق إليه، فيخترعه، أو: شيء ناقص يتممه، أو: شيء مغلق يشرحه، أو: شيء طويل يختصره، دون أن يخل بشيء من معانيه، أو: شيء متفرق يجمعه، أو: شيء مختلط يرتبه، أو: شيء أخطأ فيه مصنفه، فيصلحه». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "كشف الظنون"، لحاجي خليفة: (38/1) النَّوَوِي
«وينبغي لكل مؤلف كتاب في فن قد سبق إليه: أن لا يخلو كتابه من خمس فوائد. استنباط شيء كان معضلًا، أو: جمعه إن كان مفرقًا، أو: شرحه إن كان غامضًا، أو حسن نظم وتأليف، وإسقاط حشو وتطويل». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "كشف الظنون"، لحاجي خليفة: (38/1) الأَنْبَاري
«وليحرص على إيضاح العبارة وإيجازها، فلا يوضح إيضاحًا ينتهي إلى الركاكة، ولا يوجز إيجازًا يفضي إلى المحق والاستغلاق». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "المجموع"، للنووي: (30/1). ابن الجَوْزي
«متى أمكن أن يكون الكلام جملة واحدة، كان أولى من جعله جملتين من غير فائدة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين"، لابن الأنباري: (264/1). النَّوَوِي
«رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة؛ لأني أشافه في عمري عددًا من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقًا لا تحصى ما خلقوا بعد، ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم؛ فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد؛ فإنه ليس كل من صنف صنف، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يطلع الله عز وجل عليها من شاء من عباده، ويوفقه لكشفها، فيجمع ما فرق، أو يرتب ما شتت، أو يشرح ما أهمل، هذا هو التصنيف المفيد». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "صيد الخاطر"، لابن الجوزي: (241). ابن جماعة
«وليحذر كل الحذر أن يشرع في تصنيف ما لم يتأهل له فإن ذلك يضره في دينه وعلمه وعرضه» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "المجموع"، للنووي: (30/1) الشَّوْكَاني
«أما من لم يتأهل لذلك - التصنيف والجمع التأليف - فالإنكار عليه متجه؛ لما يتضمنه من الجهل وتغرير من يقف على ذلك التصنيف به، ولكونه يضيع زمانه فيما لم يتقنه، ويدع الإتقان الذي هو أحرى به منه» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "تذكرة السامع والمتكلم"، لابن جماعة: (51) النَّوَوِي
«فبعدًا وسحقًا للمتجرئين على الله وعلى شريعته بالإقدام على التأليفات للناس مع قصورهم وعدم تأهلهم فيجمعون مؤلفات هي مِمَّا قَمَشْتَ وضَمَّ حَبلُ الحَاطِبِ، صُنع من لا يدري لمن لا يفهم. .. فما كان حق هذا المصنف - لا كثر الله في أهل العلم من أمثاله – بأن يؤخذ على يده، ويقال له: اترك ما لا يعنيك، ولا تشتغل بما ليس من شأنك ولا تدخل فيما لا مدخل لك فيه. .. فإن هذا المشؤوم قد جنى على الشريعة وأهلها جناية شديدة، وفعل منكرًا عظيمًا، وهو يعتقد – لجهله – أنه قد نشر في الناس مسائل الدين». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "أدب الطلب ومنتهى الأرب"، للشوكاني: (48-47) البُلْقِيني
«ومن النصيحة أن تُضَاف الفائدة التي تستغرب إلى قائلها، فمن فعل ذلك بورك له في علمه وحاله، ومن أوهم ذلك وأوهم فيما يأخذه من كلام غيره أنه له فهو جدير أن لا ينتفع بعلمه، ولا يبارك له في حال، ولم يزل أهل العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائلها، نسأل الله تعالى التوفيق لذلك دائمًا وإتقانه». "بستان العارفين" (ص15-16). أبو بكر ابن العَرَبي
«وما زال المصنفون يغترفون من كلام مَنْ تقدمهم، ثم مرةً ينسِبُونه، ومرةً يسكتون». "محاسن الاصطلاح" (ص214). أبُو محمد
«لا ينبغي لحصيفٍ يتصدَّى إلى تصنيفٍ أن يَعدلَ عن غرَضينِ: إما أن يخترعَ معنى، وإما أن يبتدعَ وضعًا ومبنى، وما سوى هذينِ الوجهين فهو تسويدُ الورق، والتحلِّي بحِلية السَّرق». "التعريف بآداب التأليف" للسيوطي. الإِمَام الشَّافِعي
«لم أرَ الشافعيَّ آكِلًا بنهارٍ، ولا نائمًا بليلٍ؛ لاهتمامِه بالتصنيفِ». "التعريف بآداب التأليف" للسيوطي. ابن الوَرْدي
إمَام الحَرَمَيْن
«وحقٌّ على كل من تتقاضاهُ قريحتُهُ تأليفًا وجمعًا وترصيفًا: أن يجعلَ مضمونَ كتابِه أمرًا لا يُلفى في مجموع، وغرضًا لا يُصادَفُ في تصنيف». "غياث الأمم في التياث الظلم" (ص315). ابن جماعة
«ما أبالي لو أن الناس كتبوا كتبي، وتفقهوا بها، ثم لم ينسبوها إلي». "توالي التأسيس" لابن حجر (ص149).
فالنَّاسُ لم يُصنِّفُوا في العلمِ*****لكي يصيرُوا هدفًا للذمِّ ما صنَّفُوا إلا ابتغاءَ الأجرِ*****والدعواتِ، وجميلِ الذكرِ لكن فديتُ جسدًا بلا حَسَدْ*****وما يضيعُ اللهُ حَقًا لأحَدْ "الألفية الوردية" (ص33).
«إذا اعتبرت ‌المصنفات وجدت الانتفاعَ بتصنيف الأتقى الأزهد أوفر، والفلاح بالاشتغال به أكثر». "تذكرة السامع والمتكلم" (ص97).

الآداب

آداب التأليف

1- أن يخلص النية لله تعالى؛ فيقصد بتأليفه وجه الله تعالى وإرادة ثوابه، ونفع المسلمين. 2- أن يحذر من الدخول إلى التأليف قبل التأهل. قال النووي رحمه الله: «وليحذَرْ كلَّ الحذر أن يشرَعَ في تصنيف ما لم يتأهل له؛ فإن ذلك يضُرُّه في دِينه وعلمِه وعِرضه». " 3- أن يهتم بتأليف ما يعم نفعه، وتكثر الحاجة إليه. 4- أن يعتني بالموضوعات التي لم يُسبق إلى تأليفها. 5- أن يتحرى إيضاح العبارة في تأليفه. 6- أن يبتعد عن التطويل الممل، والإيجاز المخل. 7- أن يُعطي كل مُؤَلَفٍ حقه وما يليق به. يقول الخطيب البغدادي: «ينبغي أن يفرغ المصنف للتصنيف قلبه، ويجمع له همه، ويقطع به وقته، وكان بعض شيوخنا يقول: من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج». "الجامع لأخلاق الراوي" (2/282). 8- أن يتجنب الكلمات الغريبة لغير حاجة، والأساليب الركيكة. 9- أن لا ينشر مؤلفه إلا بعد تهذيبه، ومراجعته، وتكرير النظر فيه. 10- أن ينسب الأقوال إلى قائليها، والأفكار لأصحابها. 11- أن يوثق النصوص بالإسناد. 12- أن يذكر المصادر التي استقى منها المعلومات التي أودعها في مؤلفه. 13- أن يكون للتأليف هدف من الأهداف السبعة التي لا يؤلف عاقل إلا في أحدها - كما يقول ابن حزم - وهي «إما شيء لم يُسبق إليه يخترعه، أو شيء ناقص يُتمُّه، أو شيء مُستغلق يشرحه، أو شيء طويل يختصره دون أن يُخلَّ بشيء من معانيه، أو شيء مُتفرِّقٌ يجمعه، أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه». "رسائل ابن حزم" (2 /186). وقد نظم بعضهم هذه المقاصد بقوله: في سبعةٍ حَصَرُوا مقاصِدَ العُقَلا*****من التآلِيفِ فاحفَظْهَا تَنَلْ أَمَلا أبدِعْ تمَامَ بيانٍ لاختصارِكَ في*****جمعٍ ورَتِّبْ وأصلِحْ يا أخي الخَللا مقدمة تحقيق "ألفية العراقي" للحكمي (ص25-26). 14- أن لا يخلو تأليفه من فائدة؛ ك استنباط شيء كان معضلًا، أو: جمعه إن كان مفرقًا، أو: شرحه إن كان غامضًا، أو إحسان نظم وتأليف، أو إسقاط حشو وتطويل. 15- أن يتجنب الكذب والتدليس. 16- أن يتجنب السرقة العلمية وانتحال الأقوال والأفكار. 17- أن يرحب بالنقد العلمي لكتابه، إذ النقد إما يصوب خطأ كان عنده، أو يزيد وثوقه بصواب ما معه. كما قال الإمام الشافعي: «ولا يمتنع من الاستماع ممن خالفه، لأنه قد يتنبه بالاستماع لترك الغفلة، ويزداد به تثبيتًا فيما اعتقده من الصواب». "الرسالة" (ص510). وقال الإمام عبد الغني بن سعيد الأزدي رحمه الله تعالى : «لما رددتُ على أبي عبد الله الحاكم الأوهامَ التي في "المدخل" بعث إلي يشكرني، ويدعو لي، فعلمت أنه رجل عاقل». "سير أعلام النبلاء" (17 /270). "تذكرة السامع والمتكلم"، لابن جماعة: (50)، "حقوق الاختراع والتأليف"، لحسين الشهراني: (138-126) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

فوائد التأليف: 1- يثبت الحفظ. 2- وسيلة للاستفادة والتحصيل العلمي. 3- يذكي القلب. 4- يشحذ الطبع. 5- يُجيد البيان. 6- يكسب جميل الذكر. 7- يكسب جزيل الأجر. 8- يخلد صاحبه إلى آخر الدهر. "تذكرة السامع والمتكلم"، لابن جماعة: (50)، وانظر مقالة: " التصنيف التحصيلي" لإبراهيم السكران. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ الْمَدَنِيُّ: «أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ كِتَابًا بِالْمَدِينَةِ عَلَى مَعْنَى الْمُوَطَّأِ مِنْ ذِكْرِ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ. .. ثُمَّ إِنَّ مَالِكًا عَزَمَ عَلَى تَصْنِيفِ الْمُوَطَّأِ؛ فَصَنَّفَهُ، فَعَمِلَ مَنْ كَانَ فِي الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمُوطَّآتِ فَقِيلَ لِمَالِكٍ: شَغَلْتَ نَفْسَكَ بِعَمَلِ هَذَا الْكِتَابِ، وَقَدْ شَرَكَكَ فِيهِ النَّاسُ وَعَمِلُوا أَمْثَالَهُ. فَقَالَ: ائْتُونِي بِمَا عَمِلُوا. فَأُتِيَ بِذَلِكَ فَنَظَرَ فِيهِ ثُمَّ نَبَذَهُ، وَقَالَ: لَتَعْلَمُنَّ أَنَّهُ لَا يَرْتَفِعُ مِنْ هَذَا إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ. قَالَ: فَكَأَنَّمَا أُلْقِيَتْ تِلْكَ الْكُتُبُ فِي الْآبَارِ وَمَا سُمِعَ لِشَيْءٍ مِنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِذِكْرٍ» "التمهيد"، لابن عبد البر: (86/1) 2- عن المزني قال: «سمعت البويطي يقول قلت للشافعي: إنك تتغنى في تأليف الكتب وتصنيفها والناس لا يلتفتون عليك، ولا إلى تصنيفك. فقال لي: إن هذا هو الحق، والحق لا يضيع». "تاريخ دمشق"، لابن عساكر: (365-364/51). 3- قال بحر بن نصر الخولاني: «قدم الشافعي من الحجاز؛ فبقي بمصر أربع سنين، ووضع هذه الكتب في أربع سنين ثمّ مات. وكان أقدم معه من الحجاز كتب ابن عيينة. وخرج إلى يحيى بن حسّان فكتب عنه، وأخذ كتابًا من أشهب بن عبد العزيز فيه آثار، وكلام من كلام أشهب. فكان يضع الكتب بين يديه ويصنّف الكتب». "المقفى الكبير"، للمقريزي: (207/5). 4- قال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه: «فثم من كتبه- يعني محمد بن جرير- كتاب تفسير القرآن، وجَوَّدَه، وبين فيه أحكامه وناسخه ومنسوخه، ومشكله وغريبه، ومعانيه واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله، والصحيح لديه من ذلك، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأمة والقيامة وغير ذلك، وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب، كلمة كلمة وآية آية من الاستعاذة وإلى أبي جاد، فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقص، لفعل». "المقفى الكبير"، للمقريزي: (262/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA