البحث

عبارات مقترحة:

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

الخصومة

الخصومة خلق ذميم، وآفة من آفات اللسان، كان السَّلَف الكرام رحمهم الله أشد تحذيرًا منها، وأكثر ابتعادًا عنها، قال بعضهم: ما رأيتُ شيئًا أذهب للدين، ولا أنقص للمروءة، ولا أشغل للقلب من الخصومة، والخصومة المذمومة التي تكون بالباطل وبغير علم.

التعريف

التعريف لغة

«(خَصَمَ) الْخَاءُ وَالصَّادُ وَالْمِيمُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْمُنَازَعَةُ، وَالثَّانِي جَانِبُ وِعَاءٍ، فَالْأَوَّلُ الْخَصْمُ الَّذِي يُخَاصِمُ. وَالذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ. وَالْخِصَامُ: مَصْدَرُ خَاصَمْتُهُ مُخَاصَمَةً وَخِصَامًا. وَقَدْ يُجْمَعُ الْجَمْعُ عَلَى خُصُومٍ، وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الْخُصْمُ جَانِبُ الْعِدْلِ الَّذِي فِيهِ الْعُرْوَةُ. وَيُقَالُ إِنَّ جَانِبَ كُلِّ شَيْءٍ خُصْمٌ. وَأَخْصَامُ الْعَيْنِ: مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الْأَشْفَارُ». "مقاييس اللغة" لابن فارس (187/2). «الخُصومَةُ: الجَدَلُ. خاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ يَخْصِمهُ خَصْماً: غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ، والخُصومَةُ الِاسْمُ مِنَ التَّخاصُمِ والاخْتِصامِ. والخَصْمُ: مَعْرُوفٌ، واخْتَصَمَ القومُ وتَخاصَموا، وخَصْمُكَ: الَّذِي يُخاصِمُكَ، وَجَمْعُهُ خُصُومٌ». "لسان العرب" لابن منظور (180/12).

التعريف اصطلاحًا

«هي لجاجٌ في الكلام ليستوفِي به مالاً أو حقًّا مقصودًا، وذلك تارة يكون ابتداءً أو اعتراضًا». "إحياء علوم الدين" للغزالي (118/3).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

لا يخرج المعنى الاصطلاحي للخصومة عن أصله اللغوي.

الفروق

الفرق بين الخصومة و المراء والجدال

«المراء مذموم، لأنه مخاصمة في الحقِّ بعد ظهوره، وليس كذلك الجدال». "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري (ص 159). «ولا يكون المراء إلا اعتراضًا، بخلاف الجدال، فإنَّه يكون ابتداءً واعتراضًا». "المصباح المنير" للفيومي (2/569). انظر: المراء والجدال

الأدلة

القرآن الكريم

الخصومة في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ [البقرة: 204]. وقال الله تعالى: ﴿فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة: 197]. وقال تعالى: ﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. [الشعراء: 96-98]. وقال جلَّ في علاه: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [غافر: 4]. وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾. [يس: 77]. وقال تعالى: ﴿ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾. ﴿الزخرف: 8﴾.

السنة النبوية

الخصومة في السنة النبوية
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل. ثم قرأ رسول الله هذه الآية: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: 58]». أخرجه الترمذي (3253)، وابن ماجه (48)، وأحمد (22218). وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله : «إنَّ أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم». أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668). وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه». أخرجه أبو داود (4800)، والطبراني في "الكبير" (8/98). عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي قال: «أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ «». أخرجه البخاري (34)، ومسلم (58). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال : «من خاصم في باطل - وهو يعلم- لم يزل في سخط الله حتى ينزع». أخرجه أحمد (2/70، 81)، وأبو داود (3598) وابن ماجة (2320). وقال الهيثمي: «رجاله رجال الصحيح». كان لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى أبيهِ حاجةٌ، فقَدَّمَ بَينَ يَدَيْ حاجَتِهِ كَلامًا ممَّا يُحدِّثُ النَّاسُ يوصِلونَ، لم يَكُنْ يَسمَعُهُ، فلمَّا فرَغَ قال: يا بُنَيَّ، قد فرَغتَ مِن كَلامِكَ؟ قال: نَعَمْ. قال: ما كُنتَ مِن حاجَتِكَ أبعَدَ، ولا كُنتُ فيكَ أزهَدَ مِنِّي مُنذُ سمِعتُ كَلامَكَ هذا، سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «سيَكونُ قَومٌ يَأكُلونَ بألسِنَتِهم، كما تَأكُلُ البَقَرُ مِنَ الأرضِ». أخرجه أحمد (1517) واللفظ له، وهناد في "الزهد" (2/556)، والبزار (4/17) وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" برقم (419). قال المناوي في "فيض القدير" (4/131): «أي: يتَّخِذُون ألسنَتَهم ذريعةً إلى مأكلِهم، كما تأخذُ البقرُ بألسنَتِها، ووجه الشَّبَه بينهما لأنهم لا يهتدون من المأكل، كما أن البقرة لا تتمكن من الاحتشاش إلا بلسانها، والآخر أنهم لا يميزون بين الحق والباطل والحلال والحرام، كما لا تميز البقرة في رعيها بين رطب ويابس وحلو ومر بل تلف الكل».

أقوال أهل العلم

«إيَّاكم والخصومة؛ فإنها تمحق الدِّين». علي بن أبي طالِب "أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" للالكائي (2 /127).
«كثرة الخصومة تنبت النفاقَ في القلب». الأحنف بن قيس "أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" للالكائي (2 /127).
«لا تُجادلوا أهلَ الخصومات؛ فإنَّهم يخوضون في آيات الله، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ [البقرة: 204]». الفُضَيْل بن عِيَاض "أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" للالكائي (2 /127).
«الجدال المنهي عنه هو الجدال المؤدي إلى مراء ووقوع في شك، أما التنازع في الأحكام فجائز إجماعًا، إنما المحذور جدال لا يرجع إلى علم، ولا يقضى فيه بضرس قاطع، وليس فيه اتباع للبرهان، ولا تأول على النصفة، بل يخبط خبط عشواء غير فارق بين حقٍّ وباطل». المُنَاوِي "فيض القدير" للمناوي(3/354).
«لما كان اللدد حاملًا على المطل بالحقوق، والتعريج بها عن وجوهها، والليِّ بها عن مستحقيها، وظلم أهلها؛ استحقَّ فاعل ذلك بُغضةَ الله، وأليم عقابه». حَبِيب بن المُهَلَّب "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (8/259).
«ما خاصم وَرِعٌ قطُّ في الدِّين». الإمام مالِك عبد الكريم الجزري
«المراء في العِلْم يقسي القلب ويورث الطعن». جَعْفَر الصَّادق "فضل علم السلف" لابن رجب.
«إياكم والخصومات في الدين؛ فإنها تشغل القلب وتورث النفاق». عُمَر بن عبد العَزِيز "فضل علم السلف" لابن رجب.
«من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل». مَعْرُوف الكَرْخي "فضل علم السلف" لابن رجب.
«إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرًا أغلق عنه باب العمل وفتح له باب الجدل». الكِنْدي "فضل علم السلف" لابن رجب.
وَمَنْ يَكُن لخَائِنٍ خَصِيمًا*****أَمْسَى أَثِيمًا وَغَدَا أَثِيمًا فالمرءُ إن جادَلَ عن مُتَّهمِ *****بِمُبطِل الدَّعوى أتى بمأثَمِ محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي الشنقيطي منظومة "محارم اللسان"
ما وُكَلاء الحكم إذ خاصموا*****إلا شياطينُ أولوا باس قومٌ غدا شرُّهم فاضلًا *****عنهم فباعوه على الناس "المحاماة" لأحمد زغلول (ص17).

الصور

ذكر أبو حامد الغزالي عددًا من صور الخصومة المذمومة، فمن ذلك: الصورة الأولى: الذي يخاصم بالباطل، والذي يخاصم بغير علم؛ مثل وكيل القاضي، فإنه قبل أن يتعرف أن الحق في أي جانب هو يتوكل في الخصومة من أي جانب يكون، فيخاصم بغير علم. ومن ذلك مهنة المحاماة اليوم، حيث غلب عليها الحرام، لشيوع الظلم، وكثرة الخيانة، وقلة الديانة، ولدخول القوانين الوضعية التي يستخدمها المحامون في دفاعهم، وهي في الجملة مباحة بشروط. ينظر "المحاماة: تاريخها في النظم وموقف الشريعة الإسلامية منها" لمشهور حسن. الصورة الثانية: الذي يطلبُ حقَّه، ولكنَّه لا يقتصر على قدر الحاجة، بل يظهر اللدد في الخصومة على قصد التسلُّط، أو على قصد الإيذاء. الصورة الثالثة: الذي يمزج بالخصومة كلمات مؤذِيَة، ليس يحتاج إليها في نصرة الحجة، وإظهار الحق. الصورة الرابعة: يتناول الذي يحمله على الخصومة محضُ العنادِ لقهرِ الخصم، وكسرُه، مع أنه قد يستحقر ذلك القدر من المال، وفي الناس من يصرح به، ويقول: إنما قصدي عناده وكسر غرضه، وإني إن أخذت منه هذا المال ربما رميت به في بئر، ولا أبالي، ف هذا مقصوده اللدد والخصومة واللجاج، وهو مذموم جدًّا. "إحياء علوم الدين" للغزالي (5 /429-430).

العقوبة

- بغض الله تعالى له: قال رسول الله : «إنَّ أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم». أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668). - شغل وفساد القلب: «قال ابن قتيبة: مر بي بشر بن عبد الله بن أبي بكرة فقال ما يجلسك ههنا قلت خصومة بيني وبين ابن عم لي فقال إن لأبيك عندي يداً وإني أريد أن أجزيك بها وإني والله ما رأيت شيئاً أذهب للدين ولا أنقص للمروءة ولا أضيع للذة ولا أشغل للقلب من الخصومة». "إحياء علوم الدين" للغزالي (119/3). - موصل إلى النفاق: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي قال: «أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ». أخرجه البخاري (34)، ومسلم (58). -يفوته ثواب الذكر والدعاء وطيب الكلام: يقول أبو حامد الغزالي: «أقل ‌ما ‌يفوته في الخصومة والمراء والجدال: طيبُ الكلام، وما ورد فيه من الثواب، إذ أقل درجات طيب الكلام إظهار الموافقة، ولا خشونةَ في الكلام أعظم من الطعن والاعتراض الذي حاصله إما تجهيل وإما تكذيب، فإن من جادل غيره أو ماراه أو خاصمه فقد جَهَّلَه أو كذَّبَه، فيفوت به طيب الكلام». "إحياء علوم الدين" (5/431).

وسائل الاجتناب

- أن لا يفتح باب الخصومة إلا لضرورة، وعند الضرورة ينبغي أن يحفظ اللسان والقلب عن تبعات الخصومة. - تذكر الثواب الجزيل لمن ترك الخصومة: قال رسول الله : «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خُلُقُه». أخرجه أبو داود (4800)، والطبراني في "الكبير" (8/98). - تذكر إثم وعقاب اللدد والخصومة: قال رسول الله : «إنَّ أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم». أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668). وقد ذكرها بعض أهل العلم في الكبائر. ينظر"الكبائر" للذهبي (ص429). -أن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله، والسبعية الباعثة له على تنقيص غيره. - كثرة ذكر الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾[البقرة: 152]. - النظر في سيرة النبي : قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾. [الأحزاب: 21].