الأهداف

أن يعرف معنى الاستقامة. أن يدرك منزلة الاستقامة. أن يعدِّد فوائد الاستقامة.

المقدمة

يقول الله عز وجل في محكم تنزيله : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت : 30].

لماذا الحديث عنه

لأهمية الاستقامة والثبات عليها في حياة المسلم. لاهتمام الشريعة بها، والحث عليها. لحاجة المسلم الدائمة للاستقامة؛ حتى رحيله عن هذه الدنيا.

المادة الأساسية

(الاستقامة): هي سلوك الصّراط المستقيم، وهو الدّين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطّاعات كلّها الظّاهرة والباطنة وترك المنهيّات كلّها كذلك. قال الله تعالى : ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾. وقال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾.
[آل عمران : 51 ]عن ثوبان رضي الله عنه أنّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن».
[رواه الطبراني ]عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه قال : «خطّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطّا ثمّ قال : هذا سبيل الله، ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله ثمّ قال : هذه سبل متفرّقة على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثمّ قرأ ﴿وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾». [رواه ابن حبان ](أهمية الاستقامة): 1 /هي في حقيقتها تحقيق للعبودية التي هي الغاية من خلق الإنس والجن، وبها يحصل للمرء الفوز والفلاح.
2 /الله تعالى قد أمر رسوله ﷺ بتحقيقها، وكذلك كل من كان معه، فقال : ﴿فاستقم كما أمرت ومن تاب معك﴾ [هود: 112 ]، وقال : ﴿فلذلك فادع واستقم كما أمرت. ..
﴾ [الشورى: 15]؛ بل قد أمر الله تعالى بها أيضًا أنبياءه، فقال في حق موسى وأخيه عليهما السلام : ﴿قد أجيبت دعوتكما فاستقيما. ..﴾ [يونس: 89 ].
3 /ومما يدل على أهميتها أن رسول الله ﷺ لما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه - يقول له : قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك، فقال له النبي ﷺ : «قل آمنت بالله ، فاستقم».
[رواه مسلم ](من أسباب الاستقامة، ووسائل الثبات عليها): 1 /إرادة الله لهذا العبد الهداية، وشرح صدره للإسلام، وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح، قال تعالى : ﴿قد جاءكم من الله نور وكتابٌ مبين (15) يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم﴾. [المائدة : 15]2 /الإخلاص لله تعالى، ومتابعة رسوله ﷺ، قال تعالى : ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ..﴾. [البينة : 5]3 /الاستغفار والتوبة، وقد علق الله تعالى الفلاح والنجاح بالتوبة، فقال تعالى : ﴿وتوبوا إلى الله جميعًا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون﴾.
[النور : 31]4 /محاسبة النفس : قال تعالى : ﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون﴾ [الحشر : 18]، فالمحاسبة تحفظ المسلم من الميل عن طريق الاستقامة.
5 /المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وهي من عوامل ترك الفحشاء والمنكر، قال تعالى : ﴿إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر﴾ [العنكبوت : 45]. 6 /طلب العلم : والمقصود به علم الكتاب والسنة، لأنه الوسيلة لمعرفة الله تعالى وكتابه ورسوله ﷺ.
7 /اختيار الصحبة الصالحة : لأن الجليس الصالح يعين صاحبه على الطاعة وعلى طلب العلم، وينهيه على أخطائه، أما الجليس السيء فعلى العكس من ذلك تمامًا، قال تعالى : ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
[الزخرف : 67]8 /حفظ الجوارح عن المحرمات : وأهمها : اللسان، فيحفظه عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها، ويحفظ بصره عن المحرمات، وليكن نصب عينيه قوله تعالى : ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً﴾ [الإسراء : 36]، وقوله عليه الصلاة والسلام : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».
[رواه البخاري ومسلم ]9 /معرفة خطوات الشيطان للحذر منها : قال تعالى : ﴿يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر﴾. [النور : 21](من فوائد وثمرات الاستقامة): (1) الاستقامة من كمال الإيمان وحسن الإسلام. (2) بها ينال الإنسان الكرامات ويصل إلى أعلى المقامات. (3) استقامة القلوب استقامة للجوارح. (4) المداومة عليها أفضل من كثير من الأعمال الّتي يتطوّع بها. (5) صاحبها يثق به النّاس، ويحبّون معاشرته. (6) الاستقامة أعظم الكرامة. (7) دليل اليقين ومرضاة ربّ العالمين.

ماذا نفعل بعد ذلك

أن نستشعر أنها من كمال الإيمان وتوصل العبد لأعلى المقامات. أن نلتزمها ونستحضر أمر النبي –ﷺ– بها : «قل آمنت بالله ثم استقم». أن نستشعر أنها سببٌ للفلاح في الدنيا والآخرة. أن نستشعر الأجر العظيم المترتب على الثبات على دين الله حتى لقياه.

مصطلحات ذات علاقة

أقوال أهل العلم

أبين ما في الانسان ضعفه، فمن شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة مع الله تعالى. الشَّافِعي الشافعي

الاستقامة : أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب. عُمَر بن الخَطَّاب عمر بن الخطاب