اسم الجلالة الرحمن

مصطلحات ذات علاقة:


الرَّحْمَن


من أسماء الله -تعالى -ذو الرحمة الشاملة التي وسعت كل الخلائق في الدنيا من إنسهم، وجنهم، مؤمنهم، وكافرهم، فما من موجود في هذا الوجود إلا وقد شملته رحمته . ورد في قوله تعالى : ﱫﭷ ﭸ ﭹ ﭺﱪالرحمن :1-2. وقوله تعالى : ﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌﱪطه :5. والرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة للمرحوم، فالأول اسم لازم، والثاني اسم متعد .
انظر : التوحيد لابن منده، 2/47، مدارج السالكين لابن القيم، 1/34

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى اسم الرحمن .
  • أن يمثِّل على آثار اسم الرحمن في واقع الحياة .
  • أن يطبِّق اسم الرحمن في علاج المشكلات الشخصية والمجتمعية .
  • أن يقارن بين رحمة الله تعالى ورحمة المخلوق .
  • أن يصمِّم نموذجًا موضحًا لمعاني وآثار اسم الرحمن .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن اسم الجلالة الرحمن
  • عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قَدِمَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِسَبْيٍ فإذا امرأةٌ مِنَ السَّبْيِ تَسْعَى، إِذْ وَجَدَتْ صَبِيَّا في السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْزَقَتْهُ بِبَطْنِهَا فَأَرْضَعَتْهُ، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ المرأةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟» قلنا: لا واللهِ. فقال: «للهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا». شرح وترجمة الحديث
  • عن عائشة -رضي الله عنها- «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سَرِيَّةٍ فكان يَقْرَأ لأصحابه في صلاتهم، فَيَخْتِمُ بـ«قل هو الله أحد» فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: سَلُوهُ لأَيِّ شيء صَنَع ذلك؟ فسألُوه، فقال: لِأنَّها صِفَةُ الرحمن -عز وجل-، فأنا أُحِب أَنْ أَقْرَأ بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَخْبِرُوه: أنَّ الله -تعالى- يُحِبُّه». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «لما خلق اللهُ الخَلْقَ كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تَغْلِبُ غضبي». وفي رواية: «غَلَبَتْ غضبي» وفي رواية: «سَبَقَتْ غضبي». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «جَعَلَ اللهُ الرحمةَ مائة جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وأَنْزَلَ في الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلَائِقُ، حتى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ». وفي رواية «إِنَّ للهِ تعالى مئةُ رحمةٍ، أَنْزَلَ منها رحمةً واحدةً بَيْنَ الجِنِّ والإنسِ والبَهَائِمِ والهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وبها يَتَرَاحَمُونَ، وبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ على وَلَدِهَا، وأَخَّرَ اللهُ تعالى تِسْعًا وتِسْعِينَ رحمةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يومَ القِيَامَةِ». وعن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ للهِ تعالى مئةُ رحمةٍ فمنها رحمةٌ يَتَرَاحَمُ بها الخَلْقُ بَيْنَهُمْ، وتِسْعٌ وتِسْعُونَ لِيَومِ القِيَامَةِ». وفي رواية: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ مئةَ رحمةٍ كُلُّ رحمةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ، فَجَعَلَ منها في الأَرْضِ رَحْمَةً فبها تَعْطِفُ الوَالِدَةُ على وَلَدِهَا، والوَحْشُ والطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فإذا كانَ يومُ القيامةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِه الرحمةِ». شرح وترجمة الحديث

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن اسم الجلالة الرحمن
اللهمَّ إن لم أكن أهلًا أن أبلغَ رحمتَك، فإنَّ رحمتك أهل أن تبلُغَني، رحمتُك وسِعَت كلَّ شيء وأنا شيء، فلتَسعْني رحمتُك يا أرحمَ الراحمين . معجم الأعلام : عمر بن عبد العزيز
الرحمة سببٌ واصل بين الله وبين عبادِه، بها أرسل إليهم رسلَه، وأنزل عليهم كتبه، وبها هداهم، وبها أسكنهم دار ثوابِه، وبها رزقهم وعافاهم .

أشعار عن المفردة


أشعار عن عن اسم الجلالة الرحمن
إنْ كنتَ لا ترحمُ المسكينَ إن عَدِما ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما
فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه وإنَّما يرحمُ الرحمنُ من رَحِما

قصص حول المفردة:


قصص عن اسم الجلالة الرحمن
  • عن عمرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه؛ قال : قَدِمَ على النبيِّ ﷺ سَبْيٌ، فإذا امرأةٌ مِنَ السَّبْيِ قد تحلُبُ ثَدْيَها تَسقِي، إذا وجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ، أَخَذَتْهُ، فألصَقَتْهُ ببطنِها وأرضَعَتْهُ، فقال لنا النبيُّ ﷺ : «أتُرونَ هذهِ طارِحةً ولَدَها في النَّارِ؟ »، قلنا : لا، وهي تقدِرُ على ألَّا تَطْرَحَهُ، فقال : «لَلهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هذهِ بِوَلَدِها ». [متفق عليه ]

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • تعريفٌ بالموضوعِ : اسمُ اللهِ «الرحمن »، معناه، وآثارُهُ، وواجبُنا تُجاهه .
المادة الأساسية
  • معنى اسمِ «الرحمن »: ذو الرحمةِ الواسعةِ الشاملة لجميع الخلائقِ في الدنيا، وكذلك للمؤمِنينَ في الآخِرة . فالله تعالى رحمن ذو الرحمة العظيمة، والنعم كلها من آثار رحمته . الفرق بين الرحمن والرحيم : الرحمن يختصُّ بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقه في غيره .
    وقال بعض العلماء : الرحمن الذي رحم كافَّة خلقه بأن خلقَهم وأوسع عليهم في رزقهم، والرحيم خاصٌّ في رحمته لعباده المؤمنين بأن هداهم إلى الإيمان وهو يُثيبهم في الآخرة الثواب الدائم الذي لا ينقطع . ومن سعة رحمة الله تعالى أنه وصف رحمته بأنها وسعت كل شيء، فقال : ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف : 156]. وأخبر النبي ﷺ عن رحمته فقال : «إن الله كتبَ كتابًا قبل أن يخلُق الخلق : إنَّ رحمتي سبقَت غضبي » [متفق عليه ].
    والرحمة التي بين الخلق هي جزء من رحمة الله الواسعة، فعن أبي هريرة قال : سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول : «جعل الله الرحمةَ مائة جزء؛ فأمسَك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحَم الخَلق، حتى تَرفع الفرس حافرَها عن ولدها خشية أن تُصيبه » [متفق عليه ].
    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قُدِم رسول الله ﷺ بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذْ وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله ﷺ  : «أترونَ هذه المرأة طارحةً ولدَها في النار؟ » قلنا : لا والله . فقال : «الله أرحَمُ بعبادِه من هذه بولدِها » [متفق عليه ].
    ومَن أحبَّ صفة الرحمن وعمِلَ بها فجزاؤه الجنة، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي ﷺ بعث رجلًا على سريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فلما رجعوا؛ ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فقال : «سلوه : لأي شيء يصنع ذلك؟ ». فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي ﷺ : «أخبروه أن الله يحبُّه ». وقد ورد ذكرِ اسمِ الرحمنِ في القرآن 57 مَرَّةً . واسم الرحيم 117 مرة .
    مِن لطائفِ سورةِ «الرحمن »: أنَّ سورةَ «الرحمن » هي السورة الوحيدة المفتتَحةُ باسمٍ مِن أسماء الله تعالى، واسم «الرحمن » هو الاسم الأظهَر في السورةِ، دون سائرِ الأسماءِ؛ فلم يَرِدْ في السورةِ غيرُهُ إلا الوصفَ بأنه سبحانه ربٌّ، أو ذو جلالٍ وإكرام .
    يقول ابن القيِّم : «وتأمل قوله تعالى : ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن : 1 - 4]؛ كيف جعلَ الخَلقَ والتعليمَ ناشئًا عن صفةِ الرحمةِ، متعلِّقًا باسمِ الرحمن، وجعلَ جميعَ معانيِ السورةِ مرتبِطةً بهذا الاسمِ، وختَمَها بقوله : ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن : 78]؛ فالاسمُ الذي تباركَ هو الاسمُ الذي افتتحَ به السورة؛ إذْ مجيءُ البركة كلِّها منه؛ وبه وُضِعَت البركة في كل مبارَك؛ فكُلُّ ما ذُكِرَ عليه، بورِك فيه، وكلُّ ما أُخلِيَ منه، نُزِعت منه البركة » [مختصَر الصواعق : 3/882].
ماذا نفعل بعد ذلك
  • تعليمُ النفس والأولادِ معنى اسمِ «الرحمن »، وأسماء الله تعالى كافَّةً .
  • تذكُّرُ آثارِ رحمةِ اللهِ بالعبدِ، وتعظيمُ اللهِ تعالى بها، وتحبيبُ اللهِ إلى الناسِ بها .
  • الحذَرُ مِن اليأسِ، ومنافاةُ ذلك لاسمِ «الرَّحْمَن ».
  • رحمةُ الناسِ والبهائمِ؛ ليَرْحَمنا الرحمنُ؛ فالجزاءُ مِن جنسِ العمل .

عناصر إضافية لشرائح محددة


لغير المسلمين
  • هناك فَرْقٌ بين مفهومِ الربِّ في الإسلامِ، ومفهومِ الربِّ في الدياناتِ الأخرى؛ فالمسلِمونَ يَعلَمونَ أنَّ ربَّهم هو ربُّ العالمين، وهو رحمنٌ رحيم؛ فهو ليس ربًّا منقطِعًا عن عبادِه، بل هو قريبٌ مجيبٌ؛ فهو يَعلَمُ أحوالَ عبدِه عبادِه، ويَسمَعُ دعاءَهم ويُجِيبُهم، ويسوقُ لهم ما فيه مصلحتُهم؛ حتى لو كان في ذلك آلامٌ مؤقَّتة .
  • توافُقُ الأنبياءِ على ذِكرِ اسمِ «الرحمن »؛ كما ذُكِرَ ذلك في القرآن، وفي الكتب السماويَّةِ كذلك .
للمسلم الجيد
  • اللهُ الذي رحمكَ وهداك للإسلامِ، لن يترُكك؛ متى توكَّلتَ عليه .
  • كلُّ الآلامِ التي تشعُرُ بها ستزولُ قريبًا؛ متى أيقَنْتَ برحمةِ الله، وإذا كان اللهُ يرحَمُ البهائمَ، فرحمتُهُ بمَن ترَكَ الشِّرْكَ باللهِ أعظمُ .

تنبيهات:


  • يراعى الترابط بين اسم الرحمن واسم الرحيم .